«قائمة بيضاء» روسية للمناطق الاقتصادية «الصديقة»

تأتي وسط عقوبات تعد {الأشد حتى الآن}

TT

«قائمة بيضاء» روسية للمناطق الاقتصادية «الصديقة»

أعدت وزارة الصناعة والتجارة الروسية قائمة بالمناطق الاقتصادية الخاصة الموجودة في الدول «الصديقة» التي يمكن للشركات الروسية أن تقيم أعمالاً فيها، في ظل العقوبات المفروضة على البلاد.
وذكرت وكالة «إنترفاكس» الروسية أن الوزارة أرسلت القائمة إلى جمعيات الأعمال. وتشمل القائمة مناطق اقتصادية خاصة في 14 دولة؛ هي: إيران والصين وفيتنام والإمارات وتركيا ومصر والمغرب وأذربيجان ومنغوليا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأرمينيا وأوزبكستان.
وقالت الوزارة في خطاب إنها قررت تجميع القائمة بسبب العقوبات التي تفرضها الدول «غير الصديقة»، والصعوبات في شراء المواد الخام والمكونات والمعدات المستوردة التي يستخدمها المصنعون الروس. وأضافت الوزارة أنه تجري دراسة توطين الإنتاج في مجالات هندسة النقل ومعدات الطاقة ومواد البناء والمنتجات الكيميائية... وغير ذلك.
القرار الروسي يأتي وسط موجة كبيرة من العقوبات التي اختلفت حول تقييمها كبرى المواقع الاقتصادية، وبينما أشار بعض التكهنات إلى «خسائر فادحة»، أكدت صحيفة «فاينانشيال تايمز» أن الاقتصاد الروسي «استطاع الصمود بشكل أفضل مما توقعه كثيرون»، رغم العقوبات التي «لم يسبق لها مثيل»، والتي تعدّ «الأشد حتى الآن».
وفرضت الدول الغربية، بالتزامن مع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير (شباط)، حملة عقوبات مشددة ضد روسيا، من أجل التضييق على موسكو، مالياً واقتصادياً.
وأشارت الصحيفة في مقال حديث إلى أن «الإجراءات السريعة التي اتخذها البنك المركزي الروسي لفرض ضوابط على رأس المال ورفع أسعار الفائدة أدت إلى استقرار سعر صرف الروبل». ولفتت إلى أنه «رغم شدة هذه العقوبات» فإنها «لم تستطع إضعاف قدرة روسيا على مواصلة القتال» في العملية العسكرية في أوكرانيا.
وبينت الصحيفة أن «زيادة مبيعات النفط إلى الصين والهند وتركيا، وارتفاع أسعار النفط عالمياً، من العوامل التي ساعدت في مواجهة تراجع الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي. وكشفت عن أن «العديد من الشركات الغربية المنسحبة من روسيا نتيجة العقوبات، لم تنسحب تماماً من السوق الروسية، أو أنها باعت شركاتها لمشترين محليين روس»، موضحة أن «هذا كان سبباً لاستمرار هذه الأصول في العمل، وزيادة التجارة مع الأسواق الناشئة الكبيرة، خصوصاً في تركيا، الأمر الذي وفر وسادة أخرى داعمة للاقتصاد».
ونتيجة لذلك، يتوقع البنك المركزي الروسي حدوث «تقلص في الناتج المحلي الإجمالي هذا العام بنسبة ما بين 4 و6 في المائة»، وهو ما لا يمكن عدّه «كارثياً» أمام حجم العقوبات. بالإضافة إلى ذلك، يتوقع صندوق النقد الدولي اليوم انخفاضاً في الناتج المحلي الإجمالي الروسي بنسبة 6 في المائة، بينما كان قال في أبريل (نيسان) الماضي إنه يتوقع أن يتقلص بنسبة 8.5 في المائة، وقبل ذلك توقع نسباً أعلى.
وتابعت الصحيفة أن الأوروبيين «أقل اعتياداً على تحمل المعاناة والصعوبات من نظرائهم الروس، وأكثر احتمالاً واستعداداً للنزول إلى الشوارع والتعبير عن مشكلاتهم الحياتية والاقتصادية في الساحات»، لافتة إلى مدى صعوبة ما يمرون به اليوم؛ إذ «يواجهون زيادات غير مسبوقة في فواتير التدفئة».
وأعلن صندوق النقد الدولي، الشهر الماضي، أنه «يتوقع ألا يتأثر الاقتصاد الروسي كثيراً هذا العام بالعقوبات الغربية»، مضيفاً أن الدول الأوروبية في المقابل «تعاني أكثر مما كان متوقعاً». وفي المقابل، أشار الصندوق إلى أن الآثار في الاقتصادات الأوروبية الرئيسية «كانت أكثر سلبية مما كان متوقعاً».


مقالات ذات صلة

إسبانيا تحقق في احتمال دخول نفط روسي إليها عبر دول أخرى

الاقتصاد إسبانيا تحقق في احتمال دخول نفط روسي إليها عبر دول أخرى

إسبانيا تحقق في احتمال دخول نفط روسي إليها عبر دول أخرى

أعلنت الحكومة الإسبانية أمس (الجمعة) فتح تحقيق في احتمال دخول شحنات من النفط الروسي إلى أراضيها عبر دول ثالثة ودعت إلى بذل جهود أوروبية مشتركة لـ«تعزيز إمكانية تتبع» واردات المحروقات. وقالت وزيرة الانتقال البيئي الإسبانية تيريزا ريبيرا في رسالة: «في مواجهة أي شكوك، من الضروري التحقق» مما إذا كانت «المنتجات المستوردة تأتي من المكان المشار إليه أو من بلد آخر وما إذا كانت هناك أي مخالفة». وأوضحت الوزيرة الإسبانية أن «هذه المخاوف» هي التي دفعت إسبانيا إلى «التحقيق» في إمكانية وصول نفط روسي إلى أراضيها، مذكرة بأن واردات المحروقات «مرفقة نظريا بوثائق تثبت مصدرها».

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الاقتصاد موسكو تسيطر على شركتي طاقة أوروبيتين وتهدد بالمزيد

موسكو تسيطر على شركتي طاقة أوروبيتين وتهدد بالمزيد

سيطرت موسكو على أصول شركتين للطاقة، ألمانية وفنلندية، ردا على المعاملة بالمثل لشركات روسية موجودة في أوروبا، وهددت بتوسيع قائمة الشركات الأجنبية المستهدفة بمصادرة «مؤقتة» لأصولها داخل البلاد. وقال الكرملين، أمس الأربعاء، إن تحرك موسكو للسيطرة المؤقتة على أصول مجموعة «فورتوم» الفنلندية للطاقة و«يونيبر» الألمانية التي كانت تابعة لها، جاء ردا على ما وصفه بالاستيلاء غير القانوني على أصول روسية في الخارج. تمتلك «يونيبر»، الشركة الأم، حصة 83.7 في المائة في شركة «يونيبرو»، الفرع الروسي، التي زودت ألمانيا لسنوات بشحنات الغاز الطبيعي. ودخلت الشركة في ضائقة شديدة العام الماضي بسبب قطع إمدادات الغاز الرو

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم الكرملين يهدّد بمصادرة أصول مزيد من الشركات الأجنبية في روسيا

الكرملين يهدّد بمصادرة أصول مزيد من الشركات الأجنبية في روسيا

حذّر الكرملين اليوم (الأربعاء)، من أن روسيا قد توسّع قائمة الشركات الأجنبية المستهدفة بمصادرة مؤقتة لأصولها في روسيا، غداة توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمرسوم وافق فيه على الاستيلاء على مجموعتَي «فورتوم» و«يونيبر». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين: «إذا لزم الأمر، قد توسّع قائمة الشركات. الهدف من المرسوم هو إنشاء صندوق تعويضات للتطبيق المحتمل لإجراءات انتقامية ضد المصادرة غير القانونية للأصول الروسية في الخارج».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد دراسة تُظهر خروقات واسعة لسقف أسعار النفط الروسي في آسيا

دراسة تُظهر خروقات واسعة لسقف أسعار النفط الروسي في آسيا

قال فريق من الباحثين إنه من المرجح أن سقف أسعار النفط المحدد من جانب مجموعة السبع شهد خروقات واسعة في آسيا في النصف الأول من العام، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية. وقام فريق الباحثين بتحليل بيانات رسمية بشأن التجارة الخارجية الروسية إلى جانب معلومات خاصة بعمليات الشحن، حسبما نقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، اليوم (الأربعاء). وفي ديسمبر (كانون الأول)، فرضت مجموعة الدول الصناعية السبع حداً أقصى على أسعار النفط الروسي يبلغ 60 دولاراً للبرميل، مما منع الشركات في تلك الدول من تقديم مجموعة واسعة من الخدمات لا سيما التأمين والشحن، في حال شراء الشحنات بأسعار فوق ذلك المستوى. ووفقاً لدراسة التجارة وب

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد موسكو تضع يدها على الأصول الروسية لشركتَي طاقة أجنبيتين

موسكو تضع يدها على الأصول الروسية لشركتَي طاقة أجنبيتين

وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يضع الشركات الروسية التابعة لاثنين من مورّدي الطاقة الأجانب («يونيبر» الألمانية، و«فورتوم أويج» الفنلندية) تحت سيطرة الدولة، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وقال المرسوم الذي نُشر أمس (الثلاثاء)، إن هذه الخطوة رد فعل ضروري على التهديد بتأميم الأصول الروسية في الخارج. وهدد المرسوم بأنه في حالة مصادرة أصول الدولة الروسية أو الشركات الروسية أو الأفراد في الخارج، ستتولى موسكو السيطرة على الشركات الناشئة من الدولة الأجنبية المقابلة. وتمتلك «يونيبر» حصة 83.73 في المائة في شركة «يونيبرو» الروسية الفرعية، التي زوّدت ألمانيا لسنوات بشحنات الغاز الطبيعي. ودخلت ا

«الشرق الأوسط» (موسكو)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.