زيلينسكي: الحرب بدأت في القرم وتنتهي فيها

تعهد أوروبي بدعم طويل المدى لأوكرانيا «القوية والشجاعة»

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال استقباله نظيره البولندي أندريه دودا في كييف (رويترز)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال استقباله نظيره البولندي أندريه دودا في كييف (رويترز)
TT
20

زيلينسكي: الحرب بدأت في القرم وتنتهي فيها

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال استقباله نظيره البولندي أندريه دودا في كييف (رويترز)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال استقباله نظيره البولندي أندريه دودا في كييف (رويترز)

تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، باستعادة الحكم الأوكراني في شبه جزيرة القرم، في خطوة قال إنها ستساعد على إعادة إرساء «القانون والنظام العالميين». وقال في مؤتمر دولي بشأن القرم إن استعادة السيطرة على شبه الجزيرة، التي احتلتها روسيا وضمتها عام 2014 في خطوة لم يعترف بها معظم الدول الأخرى، ستكون «أكبر خطوة مضادة للحرب».
وتابع في كلمة افتتاحية في «مؤتمر منصة القرم» الذي يسعى إلى استعادة وحدة أراضي أوكرانيا وإنهاء ضم روسيا شبه الجزيرة: «بدأ كل شيء مع شبه جزيرة القرم، وسينتهي مع شبه جزيرة القرم». وأضاف: «هذا صحيح، وأنا أؤمن به بنسبة 100 في المائة، من أجل التغلب على الإرهاب وإعادة التطمينات والأمن لمنطقتنا ولأوروبا وللعالم كله، من الضروري الانتصار في القتال ضد العدوان الروسي». وذكر: «من الضروري تحرير القرم من الاحتلال... سيكون هذا إحياءً للقانون والنظام العالميين».
وشارك ممثلون لنحو 60 دولة ومنظمة دولية في القمة؛ بينهم نحو 40 رئيساً ورئيس وزراء. وكانوا جميعهم تقريباً يشاركون عبر الإنترنت، لكن الرئيس البولندي أندريه دودا حضر القمة خلال زيارة إلى كييف.
وقال زيلينسكي: «رغم التهديدات (الروسية)، فإن أوكرانيا قوية بما يكفي لرؤية آفاق شبه جزيرة القرم الأوكرانية... استعادة السيطرة على شبه جزيرة القرم ستكون خطوة تاريخية مضادة للحرب في أوروبا تعيد الأمن والعدالة». وأضاف أن روسيا حولت شبه جزيرة القرم إلى «منطقة كوارث بيئية ونقطة انطلاق عسكرية للعدوان»؛ إذ استخدمتها لإطلاق 750 صاروخ «كروز» على «مدن ومجتمعات».
ومن بين القادة البارزين الآخرين الذين شاركوا في القمة الإلكترونية: المستشار الألماني أولاف شولتس، رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، والأمين العام لحلف «الناتو» ينس ستولتنبرغ. وفي كلمته في القمة، تعهد شولتس بمواصلة الدعم لكييف في مواجهة الحرب الروسية على البلاد. وقال عبر الفيديو من كندا التي يزورها: «لن يقبل المجتمع الدولي أبداً ضم روسيا الإمبريالي غير القانوني للأراضي الأوكرانية»، مؤكداً أن شركاء أوكرانيا «متحدون كما لم يحدث من قبل». وأضاف: «يمكنني أن أؤكد لكم أن ألمانيا تقف بحزم إلى جانب أوكرانيا ما دامت أوكرانيا بحاجة إلى دعمنا». وأكد أن بلاده ستواصل مع شركائها فرض العقوبات على روسيا، وتقديم المساعدات المالية لها وتزويدها بالأسلحة، كما سيشاركون في إعادة إعمارها. وأضاف: «أنا متأكد من أن أوكرانيا ستتغلب على الظل المظلم للحرب؛ لأنها قوية وشجاعة وموحدة في كفاحها من أجل الاستقلال والسيادة؛ ولأن لديها أصدقاء في أوروبا وجميع أنحاء العالم».
وكان الرئيس الألماني فرنك فالتر شتاينماير قد أعرب عن «احترامه الكبير» لأوكرانيا في نضالها من أجل الحرية ضد روسيا. وكتب إلى زيلينسكي بمناسبة العيد الوطني لأوكرانيا: «أنا معجب بالشجاعة والعزم اللذين تتصدون بهما أنتم والقوات المسلحة وجميع السكان للحرب العدوانية الروسية الوحشية... إنكم لا تدعون بلدكم وحياتكم وحريتكم تُنتزع منكم. إنكم تعلمون أن ألمانيا وأوروبا بجانبكم». وأضاف أن أوكرانيا، بوصفها مرشحة للانضمام للاتحاد الأوروبي، «تسير أيضاً في طريق تنطوي على قوة تحويلية كبيرة»، متابعاً أن هذه الطريق «تقدم فرصاً هائلة للبلاد وتقربها خطوة بخطوة من عضوية الاتحاد الأوروبي».
من جهته، تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بواصلة دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا التي تواجه الغزو الروسي «على الأمد الطويل». وقال في خطاب عبر الفيديو أمام المشاركين في المؤتمر: «لم يتغير تصميمنا، ونحن مستعدون لمواصلة هذا الجهد على الأمد الطويل». وأكد أن «عدم الاستقرار الذي طرأ على النظام الدولي، والاضطرابات التي أعقبت ذلك على المستوى الإنساني، من ناحية الطاقة والغذاء، هي عواقب خيار اتخذته روسيا وحدها بمهاجمة أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي». وتابع: «لا يمكن أن يكون هناك أي ضعف أو روح تنازل في مواجهة ذلك؛ لأن الأمر مرتبط بحريتنا، من أجل الجميع، وبالسلام في كل مكان حول العالم».


مقالات ذات صلة

ترمب يريد «حماية أميركية» لمحطات الطاقة الأوكرانية

أوروبا 
الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

ترمب يريد «حماية أميركية» لمحطات الطاقة الأوكرانية

طرح الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال محادثة هاتفية أجراها مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس (الأربعاء)، فكرة تملك بلاده لمحطات الطاقة الأوكرانية بهدف.

إيلي يوسف (واشنطن) رائد جبر (موسكو)
أوروبا زيلينسكي ناقش مع ترمب تملُّك الولايات المتحدة لمحطة زابوريجيا النووية play-circle

زيلينسكي ناقش مع ترمب تملُّك الولايات المتحدة لمحطة زابوريجيا النووية

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء، أنه ناقش مع نظيره الأميركي دونالد ترمب اقتراح الأخير بشأن تملّك الولايات المتحدة لمحطة طاقة نووية محتلة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ جانب من الدمار جراء القصف الروسي على بلدة هوستوميل الأوكرانية (رويترز)

بعد بوتين... زيلينسكي يجري محادثة هاتفية «جيدة جداً» مع ترمب

بعد بوتين تحدث زيلينسكي مع ترمب... وصعوبات للهدنة بسبب الاستهدافات المتبادلة للبنى التحتية... وويتكوف يعلن عن اجتماع جديد في جدة.

إيلي يوسف (واشنطن)
العالم صورة مدمجة تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يجريان مكالمة هاتفية (أ.ف.ب) play-circle

ترمب بعد حديثه مع زيلينسكي: نسير على الطريق الصحيح

أعلنت الرئاسة الأوكرانية، اليوم الأربعاء، أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي يجري حالياً محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا صورة مدمجة تظهر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)

زيلينسكي يؤيد هدنة تشمل منشآت الطاقة لكنه يريد «تفاصيل» من واشنطن

أعلن الرئيس الأوكراني، الثلاثاء، تأييده مبدأ هدنة مع روسيا لثلاثين يوماً تشمل عدم استهداف منشآت الطاقة، لكنه شدد على ضرورة الحصول على «تفاصيل» من واشنطن.

«الشرق الأوسط» (كييف)

تقرير: كندا في محادثات «عسكرية» متقدمة مع الاتحاد الأوروبي

طائرة «إف 35» (أرشيفية - رويترز)
طائرة «إف 35» (أرشيفية - رويترز)
TT
20

تقرير: كندا في محادثات «عسكرية» متقدمة مع الاتحاد الأوروبي

طائرة «إف 35» (أرشيفية - رويترز)
طائرة «إف 35» (أرشيفية - رويترز)

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن كندا تجري محادثات في مرحلة متقدمة مع الاتحاد الأوروبي للانضمام لمشروع أوروبي جديد لتوسيع الصناعة العسكرية للتكتل، وهي خطوة من شأنها أن تسمح لكندا بالمشاركة في بناء طائرات مقاتلة أوروبية ومعدات عسكرية أخرى.

وذكرت الصحيفة أن التعاون الدفاعي بين كندا والاتحاد الأوروبي، الذي يُسارع أيضاً إلى دعم صناعته لتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة، من شأنه أن يُعزز مُصنعي المعدات العسكرية في كندا، ويتيح للبلاد سوقاً جديدة في وقت يشوب فيه التوتر علاقتها مع الولايات المتحدة.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن مصادر قولها إن كندا ستكون قادرة على أن تصبح جزءا من سلسلة التصنيع العسكري الأوروبية، وتسويق منشآتها الصناعية لبناء أنظمة أوروبية مثل طائرة «ساب جريبن»، وهي منافسة للطائرة «إف 35» التي تصنعها شركة «لوكهيد مارتن» الأميركية.

ووفقاً للمناقشات، ستُمنح كندا أيضاً وصولاً تفضيلياً إلى سوق الاتحاد الأوروبي للمعدات العسكرية، كبديل لشراء المعدات من الولايات المتحدة.