موسكو تودع داريا دوغينا وتتعهد بمعاقبة «القتلة»

مصادر روسية أكدت أنها كانت مستهدفة وليس والدها

ألكسندر دوغين وصورة لابنته خلال مراسم تشييعها في موسكو (إ.ب.أ)
ألكسندر دوغين وصورة لابنته خلال مراسم تشييعها في موسكو (إ.ب.أ)
TT

موسكو تودع داريا دوغينا وتتعهد بمعاقبة «القتلة»

ألكسندر دوغين وصورة لابنته خلال مراسم تشييعها في موسكو (إ.ب.أ)
ألكسندر دوغين وصورة لابنته خلال مراسم تشييعها في موسكو (إ.ب.أ)

ودع الروس، الثلاثاء، الصحافية داريا دوغينا التي قضت ليلة الأحد بتفجير عبوة ناسفة في سيارتها. وشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مراسم الوداع من بُعد عبر إرسال برقية تعزية إلى والدها ألكسندر دوغين الذي دارت شبهات في البداية حول احتمال أن يكون المستهدف بالتفجير. ووصف بوتين في رسالته عملية اغتيال داريا بأنها «جريمة دنيئة وقاسية». وقال إن روسيا خسرت «إنسانة ذكية وموهوبة بقلب روسي حقيقي، طيب ومتعاطف ومنفتح. إنها صحافية وعالمة وفيلسوفة ومراسلة حربية، خدمت الناس والوطن الأم بأمانة، لقد برهنت بالفعل ماذا يعني أن تكون وطنياً».
وخلال مراسم الوداع قال دوغين الأب، إن أول كلمة نطقت بها داريا كانت «روسيا». وزاد المفكر المعروف بمواقفه القومية اليمينية أن ابنته «قُتلت من أجل دولتنا العظمى، شعبنا، إمبراطوريتنا. وإذا تأثر أحد بموتها المأساوي، وعظمتها، ونزاهتها، فسيكون لديها رغبة واحدة هي الكفاح من أجل بلدنا العظيم! دافعوا عن إيماننا، أرثوذكسيتنا».
وبدوره، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده ستتعامل «بلا رحمة» مع المسؤولين عن تفجير السيارة الذي أسفر عن مقتل دوغينا. وقال في مؤتمر صحافي في موسكو: «نأمل أن يتم استكمال التحقيق قريباً. بناءً على نتائج هذا التحقيق، لا يمكن أن تكون هناك أي رحمة تجاه أولئك الذين نظموا وأصدروا الأوامر ونفذوا عملية التفجير». وتعهد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري مدفيديف أيضاً بملاحقة «من دبروا ونفذوا عملية الاغتيال»، وقال إن كل الأطراف التي ساهمت في هذه العملية سوف تتم ملاحقتها و«سوف يخضعون للعقاب». وكان جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، قد كشف الاثنين، تفاصيل عن الاعتداء، وأفاد في بيان بأن منفذة العملية هي «مواطنة أوكرانية فرت بعد الجريمة إلى إستونيا». ووجه أصابع الاتهام إلى الاستخبارات الأوكرانية بتدبير الهجوم التفجيري.
في غضون ذلك، انتقدت وزارة الخارجية الروسية تعليق واشنطن على الاعتداء، وقالت الناطقة باسمها ماريا زاخاروفا: «ليس لواشنطن أي حق أخلاقي فضلاً، عن الأسس القانونية، للحكم على مسائل حقوق الإنسان في أجزاء أخرى من العالم».
معزّون بداريا دوغينا في موسكو (إ.ب.أ)
وكانت واشنطن قد أدانت جريمة قتل المراسلة الحربية الروسية التي قضت الجزء الأعظم من الأشهر الأخيرة في دونباس حيث نشطت في تغطية المعارك هناك. لكن واشنطن شككت في الوقت ذاته، بصحة معطيات موسكو حول وقوف الاستخبارات الأوكرانية وراء العملية.
إلى ذلك، أفادت وكالة «تاس» الحكومية الروسية نقلاً عن مصدر في جهاز التحقيقات بأنه تم التخطيط بعناية لاغتيال داريا دوغينا، مشيرة إلى أن العملية «كانت تستهدفها هي نفسها وأن والدها ألكسندر لم يكن هدفاً للخدمات الخاصة الأوكرانية». ونقلت الوكالة عن المصدر مطلع قوله إن «الذين خططوا للعملية كانوا مهتمين بالروتين اليومي للصحافية نفسها، وعندما فجروا السيارة بعبوة ناسفة عن بُعد كان يعرفون بالتأكيد أن دوغينا كانت تقود السيارة بمفردها». وأضاف أن «الأب لم يكن هدفاً للقتلة».
واتضحت بعض المعطيات حول شخصية السيدة التي قالت موسكو إنها «زرعت العبوة الناسفة في سيارة دوغينا» وهي الأوكرانية ناتاليا فوفك. وبثت قناة «آر تي» التلفزيونية الحكومية مقابلة أجرتها مع والدة «القاتلة» التي أعربت عن «صدمتها مما جرى». وقالت إن ابنتها، التي ولدت وترعرعت في مدينة ماريوبول خدمت لبعض الوقت في القوات المسلحة الأوكرانية، «لكنها لم تنضم إلى فصائل قومية أوكرانية متطرفة». وكانت وسائل إعلام روسية قد أشارت إلى أن ناتاليا خدمت في «كتيبة آزوف» في حين أشارت والدتها إلى أنها عملت كمسؤولة في مجمع رياضي، ثم التحقت بالقوات المسلحة الأوكرانية مقابل مكافآت مالية. وقالت إنها كأم لا تصدق أن ابنتها «أخذت معها إلى الهجوم الإرهابي طفلتها»، وأضافت: «كنت أتحدث معها لفترة طويلة. لقد بعثت لها رسالة أمس ولكن بلا رد. ذهبت إلى الخارج لإنقاذ أطفالها».
وأشارت الأم إلى صعوبة موقف عائلتها وزادت: «لا أستطيع أن أطلب منها الاستسلام، لأنني لا أعتقد أنها فعلت ذلك. ذهبت إلى هناك مع ابنتها. كان من الممكن ترك ابنتها في مكان ما إذا قررت القيام بهجوم إرهابي. هناك أقارب يمكن تركها لديهم. لا أصدق أنها بهذا الجنون».
وفي لندن، قال إيليا بونوماريف العضو السابق في الدوما (البرلمان الروسي) والمعارض لبوتين مساء الأحد إن مجموعة روسية غير معروفة يطلق عليها «الجيش الوطني الجمهوري» تبنت الهجوم على داريا دوغينا، حسبما نقلت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية، مضيفة نقلاً عن بونوماريف أن هذه المجموعة «هي مناهضة للرئيس فلاديمير بوتين ولغزو أوكرانيا».


مقالات ذات صلة

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

العالم إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

أعلنت السلطات المعينة من روسيا في القرم إسقاط طائرة مسيرة قرب قاعدة جوية في شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا، في حادثة جديدة من الحوادث المماثلة في الأيام القليلة الماضية. وقال حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوجاييف على منصة «تلغرام»: «هجوم آخر على سيفاستوبول. قرابة الساعة 7,00 مساء (16,00 ت غ) دمرت دفاعاتنا الجوية طائرة من دون طيار في منطقة قاعدة بيلبيك».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا، اليوم الخميس، من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين الذي اتهمت موسكو كييف بشنّه، لتكثيف هجماتها في أوكرانيا. وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء من دول الاتحاد مكلفين شؤون التنمي«ندعو روسيا الى عدم استخدام هذا الهجوم المفترض ذريعة لمواصلة التصعيد» في الحرب التي بدأتها مطلع العام 2022. وأشار الى أن «هذا الأمر يثير قلقنا... لأنه يمكن استخدامه لتبرير تعبئة مزيد من الجنود و(شنّ) مزيد من الهجمات ضد أوكرانيا». وأضاف «رأيت صورا واستمعت الى الرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، صباح اليوم (الخميس)، نقلاً عن خدمات الطوارئ المحلية، أن حريقاً شب في جزء من مصفاة نفط في جنوب روسيا بعد هجوم بطائرة مسيرة. وقالت «تاس»، إن الحادث وقع في مصفاة «إلسكاي» قرب ميناء نوفوروسيسك المطل على البحر الأسود. وأعلنت موسكو، الأربعاء، عن إحباط هجوم تفجيري استهدف الكرملين بطائرات مسيرة، وتوعدت برد حازم ومباشر متجاهلة إعلان القيادة الأوكرانية عدم صلتها بالهجوم. وحمل بيان أصدره الكرملين، اتهامات مباشرة للقيادة الأوكرانية بالوقوف وراء الهجوم، وأفاد بأن «النظام الأوكراني حاول استهداف الكرملين بطائرتين مسيرتين».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

تثير الهجمات وأعمال «التخريب» التي تكثّفت في روسيا في الأيام الأخيرة، مخاوف من إفساد الاحتفالات العسكرية في 9 مايو (أيار) التي تعتبر ضرورية للكرملين في خضم حربه في أوكرانيا. في الأيام الأخيرة، ذكّرت سلسلة من الحوادث روسيا بأنها معرّضة لضربات العدو، حتى على بعد مئات الكيلومترات من الجبهة الأوكرانية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. تسببت «عبوات ناسفة»، الاثنين والثلاثاء، في إخراج قطارَي شحن عن مساريهما في منطقة محاذية لأوكرانيا، وهي حوادث لم يكن يبلغ عن وقوعها في روسيا قبل بدء الهجوم على كييف في 24 فبراير (شباط) 2022. وعلى مسافة بعيدة من الحدود مع أوكرانيا، تضرر خط لإمداد الكهرباء قرب بلدة في جنو

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

أكد سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) نشر وحدات عسكرية إضافية في أوروبا الشرقية، وقام بتدريبات وتحديثات للبنية التحتية العسكرية قرب حدود روسيا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك»، اليوم الأربعاء. وأكد باتروشيف في مقابلة مع صحيفة «إزفستيا» الروسية، أن الغرب يشدد باستمرار الضغط السياسي والعسكري والاقتصادي على بلاده، وأن الناتو نشر حوالى 60 ألف جندي أميركي في المنطقة، وزاد حجم التدريب العملياتي والقتالي للقوات وكثافته.


الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.