ارتباك في تصرفات المتمردين.. وصالح يهدد بسحقهم واحتلال صعدة خلال ساعات

أنباء عن إصابة أو مقتل عبد الملك الحوثي في غارة لقوات التحالف

ارتباك في تصرفات المتمردين.. وصالح يهدد بسحقهم واحتلال صعدة خلال ساعات
TT

ارتباك في تصرفات المتمردين.. وصالح يهدد بسحقهم واحتلال صعدة خلال ساعات

ارتباك في تصرفات المتمردين.. وصالح يهدد بسحقهم واحتلال صعدة خلال ساعات

قالت مصادر يمنية مطلعة، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن زعيم المتمردين الحوثيين في اليمن، عبد الملك الحوثي، تعرض لإصابات خطرة جراء قصف قوات التحالف لمعقله الرئيسي بمحافظة صعدة، في شمال البلاد، وإن مواقف المتمردين الحوثيين السياسية وتصرفاتهم الميدانية، خلال الأيام الثلاثة الماضية، تتسم بالارتباك. وأضافت المصادر أنه «منذ 3 أيام وهناك ارتباك كبير في أوساط القرار الحوثي وتصرفات مشوبة بيأس من مشاورات جنيف».
وتأتي تأكيدات المصادر اليمنية في وقت احتل فيه «هاشتاغ» مقتل عبد الملك الحوثي مركزًا متقدمًا على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وذلك بعد تداول أنباء عن مقتل زعيم المتمردين الحوثيين في اليمن، جراء غارة جوية استهدفت مقره السري في مديرية مران التابعة لمحافظة صعدة. بينما ذكرت بعض المصادر أن عبد الملك الحوثي قتل متأثرًا بجروحه التي أصيب بها قبل ثلاثة أيام أثناء استهداف طيران التحالف له. ومن جهتها، نفت جماعة الحوثيين الأنباء التي انتشرت عن مقتل زعيمها، وأكدت أنه بخير.
على صعيد آخر، هدد الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في تصريحات صحافية لموقع «يمن 24» الإلكتروني، بسحق ميليشيات الحوثيين واحتلال صعدة، في حال إذا لم يتم السماح له بالمشاركة في مؤتمر جنيف. وأوضح مصدر مقرب من المخلوع وفق «يمن 24» أن صالح غضب بشدة من عدم تشاور القيادة الحوثية مع المؤتمر الشعبي العام بشأن المشاركة في مؤتمر جنيف. ووصف المصدر تصرفات الحوثيين بأنها صبيانية وتؤكد أن تلك القيادات ﻻ تمتلك رؤية سياسية ناضجة. واعترف المصدر بأن مشاركة الوفد الحوثي دون التنسيق مع حزب المؤتمر الشعبي العام أغضبت صالح كثيرا، وتوعد باحتلال صعدة والقبض على كل القيادات الحوثية في غضون 48 ساعة فقط. وجاء النفي من خلال موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» على صفحة «حركة أنصار الله» التي تعنى بنشر أخبار الحوثيين كمصدر رسمي للحركة.
وكانت العديد من الأوساط اليمنية ووسائل الإعلام تحدثت، خلال الأيام الماضية، عن خلافات عميقة بين الحوثيين والمخلوع صالح، حول جملة من القضايا، حيث أكد صالح والمقربون منه، في أكثر من مناسبة، الحديث حول أن الحوثيين «لا يساوون شيئا، ولولا القوات الموالية لنا لما تمكنوا من تحقيق أي تقدم عسكري»، حسبما ذكرت مصادر خاصة. وبرزت التباينات والخلافات بين حلفاء الانقلاب ضد الشرعية وحلفاء الحرب على الجنوب وتعز ومأرب وغيرها من المحافظات، مع اقتراب موعد انعقاد المشاورات المقررة في جنيف بين الأطراف اليمنية، حيث يعتقد المخلوع صالح أنه لولا اشتراطه وقوع تلك المشاورات، في بيان الشهر الماضي، لما وافقت عليها بقية الأطراف.



تحذيرات من استمرار تأثير الفيضانات على الوضع الإنساني في اليمن

مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)
مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)
TT

تحذيرات من استمرار تأثير الفيضانات على الوضع الإنساني في اليمن

مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)
مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)

على الرغم من اقتراب موسم الأمطار في اليمن من نهايته مع رحيل فصل الصيف، تواصلت التحذيرات من استمرار هطول الأمطار على مناطق عدة، مع تراجع حدتها وغزارتها، مع استمرار تأثير الفيضانات التي حدثت خلال الأشهر الماضية، وتسببت بخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات والبنية التحتية.

ويتوقع خبراء ومراكز أرصاد استمرار هطول الأمطار على مناطق متفرقة مختلفة الطبيعة الجغرافية خلال الأيام المقبلة، وتشمل تلك المناطق محافظة المهرة أقصى شرقي اليمن، والمرتفعات الغربية في محافظات تعز، وإب، ولحج، وريمة، وذمار، وصنعاء، والمحويت، وعمران، وحجة وصعدة، بالإضافة إلى الساحل الغربي في محافظات حجة، والحديدة وتعز، والمناطق السهلية في محافظات أبين، وشبوة وحضرموت.

آثار عميقة تسببت بها الفيضانات في اليمن وأدت إلى تفاقم الظروف الإنسانية المتردية (أ.ف.ب)

وحذّر الخبراء الذين نشروا توقعاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من تشكل سحب عملاقة تنذر بأمطار غزيرة وسيول وعواصف وبروق شديدة، واحتمال هبوب رياح عنيفة، مع أجواء غائمة أغلب الوقت، داعين السكان إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة.

وشهد اليمن منذ مطلع الشهر الحالب تراجعاً في هطول الأمطار في مختلف أنحاء البلاد، بعد شهرين من الأمطار التي تسببت بفيضانات مدمرة في عدد من المحافظات، وتركزت الآثار العميقة لهذه الفيضانات في محافظتي الحديدة والمحويت غرباً.

وحذَّرت لجنة الإنقاذ الدولية من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن مع استمرار الفيضانات، التي بدأت في مارس (آذار) واشتدت في يوليو (تموز) وأغسطس (آب)، وأدت إلى نزوح عشرات الآلاف من الأسر، وتدمير البنية التحتية الحيوية، وتأجيج الانتشار السريع للكوليرا، وتضرر أكثر من 268 ألف شخص في اليمن، في ظل موجة ماطرة شهدتها البلاد.

ونبهت اللجنة في بيان لها إلى أن استمرار احتمالية وجود خطر فيضانات مفاجئة إضافية بسبب تشبع الأرض بفعل الأمطار الغزيرة وأنظمة الصرف السيئة، رغم توقف هطول الأمطار خلال الشهر الحالب، ووصفت هذا الخطر بالمرتفع.

استمرار الكارثة

قالت اللجنة إن الفيضانات أثرت بشدة على محافظات الحديدة، وحجة، ومأرب، وصعدة وتعز، حيث تأثر ما يقرب من 268 ألف فرد في 38285 عائلة حتى الشهر الماضي، وفقاً لتقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وتسببت الأمطار الغزيرة، التي من المتوقع استمرارها هذا الشهر، في تدمير واسع النطاق للمنازل والأراضي الزراعية والبنية التحتية.

وقيَّدت الأمطار والفيضانات - وفق بيان اللجنة - من إمكانية الوصول إلى الغذاء، وهي قضية يعاني منها بالفعل أكثر من 17 مليون يمني بسبب الصراع والتدهور الاقتصادي وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وكلها تفاقمت بسبب أزمة المناخ.

توقعات باستمرار الأمطار الغزيرة في اليمن رغم انتهاء موسمها برحيل فصل الصيف (رويترز)

وبينت المنظمة أن محافظة تعز (جنوب غرب) شهدت وحدها تدمير ما يقدّر بنحو 70 إلى 100 في المائة من الأراضي الزراعية جراء الأمطار.

ودعت المجتمع الدولي والجهات المانحة إلى تقديم المزيد من الدعم للحد من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن جراء الفيضانات المدمرة الأخيرة التي ضربت البلاد، والتفشي المتسارع لوباء الكوليرا، مشددة على زيادة الدعم المالي واللوجيستي لتلبية الاحتياجات الفورية والطويلة الأجل للمتضررين من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن.

ونوهت اللجنة إلى أن الكارثة الإنسانية في اليمن تتضاعف «مدفوعة بالتأثيرات المدمرة للفيضانات الأخيرة والتفشي المتسارع لوباء الكوليرا في معظم أنحاء البلاد»، مرجحة أنه، و«من دون اتخاذ إجراءات في الوقت المناسب، سيستمر الوضع في التدهور؛ مما يعرض المزيد من الأرواح للخطر».

انتشار سريع للكوليرا

قال إيزايا أوجولا، القائم بأعمال مدير لجنة الإنقاذ الدولية في اليمن، إن البلاد «تواجه أزمة على جبهات متعددة» بدءاً من الصراع المستمر إلى الفيضانات الشديدة، والآن «تفشي وباء الكوليرا الذي انتشر بسرعة في الكثير من المحافظات».

وأضاف: «إن حياة الناس معرّضة للخطر بشكل مباشر، ومن المرجح أن يؤدي تدمير مرافق المياه والصرف الصحي إلى تفاقم انتشار المرض»، في حين أطلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عمليات طوارئ في المناطق الأكثر تضرراً في حجة، والحديدة، والمحويت وتعز، حيث قدمت مساعدات نقدية لنحو 2000 عائلة متضررة.

دمار هائل في البنية التحتية تسببت به الفيضانات الأخيرة في عدد من محافظات اليمن (أ.ب)

وأشار إلى أن المرحلة الأولية ركزت على تلبية الاحتياجات الفورية، مع التخطيط لمزيد من التقييمات لتوجيه التدخلات المحتملة في مجال المياه والصرف الصحي، مثل إنشاء نقاط المياه والمراحيض الطارئة.

وبيَّن أوجولا أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر وشركاءها أجروا تقييمات في المناطق المتضررة، وكشفوا عن نزوح ما يقرب من 9600 شخص بسبب الفيضانات في تعز، وحجة والحديدة، حيث تعرَّضت البنية الأساسية للمياه والصرف الصحي والصحة لأضرار كبيرة؛ مما زاد من خطر تفشي الكوليرا في هذه المناطق.

وكان مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وزَّع مساعدات إيوائية طارئة على المتضررين من السيول والفيضانات في مديرية موزع التابعة لمحافظة تعز، الثلاثاء الماضي.

وتضمنت المساعدات الطارئة 100 خيمة و370 حقيبة إيواء استفاد منها 2220 فرداً من المتضررين من السيول في المديرية.

ويأتي هذا التدخل بالتنسيق مع كتلة الإيواء ومكاتب مركز الملك سلمان للإغاثة في اليمن، وبالتنسيق مع السلطة المحلية ووحدة النازحين.