«شراسة» آرسنال تلفت الأنظار... وتوخيل: تشيلسي لن يصاب بهوس «الشراء»

نيوكاسل أظهر «لحظات من الفوضى» في صفوف مانشستر سيتي... وتوتنهام «غير مقنع»

فريق آرسنال أظهر شراسته في الجولات الثلاث الماضية (رويترز)
فريق آرسنال أظهر شراسته في الجولات الثلاث الماضية (رويترز)
TT

«شراسة» آرسنال تلفت الأنظار... وتوخيل: تشيلسي لن يصاب بهوس «الشراء»

فريق آرسنال أظهر شراسته في الجولات الثلاث الماضية (رويترز)
فريق آرسنال أظهر شراسته في الجولات الثلاث الماضية (رويترز)

يبدو أن هوية آرسنال الشرسة في الملعب بدت أبرز معطيات الجولة الماضية من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، وذلك بعد تفوقه الواضح في المواجهة التي جمعته بفريق بورنموث ومواصلته الصدارة.
وبعد سنوات من الهشاشة وجد آرسنال أخيراً سر الشراسة الهجومية، ليحقق فوزه الثالث على التوالي في بداية موسم لأول مرة خلال 18 عاماً.
وبفوزه 3-صفر على بورنموث، صعد آرسنال للصدارة، وتوضح مؤشرات أنه ربما يكون قادراً على المنافسة.
وبدا أن ضم المهاجم غابرييل جيسوس والظهير الجناح أولكسندر زينتشنكو من مانشستر سيتي، جلب عقلية الانتصارات للفريق.
وبعد عام واحد من خسارة أول 3 مباريات بالموسم، يحلق آرسنال الآن في القمة، وشرح الحارس آرون رمسديل الاختلاف عن العام الماضي حين احتل الفريق المركز الخامس. وقال: «من الجنوني رؤية كيف تغيرت عقليتنا منذ نهاية الموسم الماضي، نحن أكثر شراسة، شاهدنا كم كنا على مقربة من التأهل لدوري أبطال أوروبا، زينتشنكو وجيسوس يعرفان كيفية الفوز».
ووسط المعاناة من غياب الفاعلية، ربما حقق إيفرتون أول نقطة بالموسم الجديد في محاولته الثالثة؛ لكن تجلى بوضوح افتقاد الفريق اللمسة الفعالة خلال التعادل 1-1 مع نوتنغهام فورست في «جوديسون بارك».
وسيطر أصحاب الضيافة لفترات طويلة؛ لكن أغلب السيطرة من تمريرات قصيرة، بينما افتقد إيفرتون قناصاً داخل منطقة الجزاء يستغل أنصاف الفرص. ويبدو الدفاع صلباً، وبدأ خط الوسط في العمل بجدية؛ لكن إذا وجد المدرب فرانك لامبارد مهاجماً هدافاً فيمكن أن تتغير فرص إيفرتون للأفضل في وقت سريع.
وأعطت مواجهة نيوكاسل ومانشستر سيتي صدمة هائلة من قبل الأول بتقدمه بثلاثة أهداف مقابل هدف، وأظهر نيوكاسل يونايتد خلال تعادله 3-3 مع سيتي كيف يمكنه إلحاق الضرر بحامل اللقب؛ لكن القليل من أندية الدوري تملك جناحاً مثل آلان سانت مكسمين الذي ساعد فريقه في ذلك.
وتفوق الجناح الفرنسي على ظهير سيتي كايل ووكر في معظم الوقت، في استاد سانت «جيمس بارك» أمس الأحد، وعزله تماماً عن تمرير الكرات العرضية أو التوغل داخل منطقة الجزاء، ليسبب الفوضى في قلب دفاع سيتي.
وامتلك سيتي ما يكفي من أسلحة للتعامل مع الخطر والخروج بنقطة؛ لكن سيراقب المدربون نجاح سانت مكسمين، لمعرفة كيفية استغلال نقاط الضعف القليلة لسيتي.
وأعطى توتنهام مؤشرات في الجولات الثلاث بأنه لا يمكن أن يقنع مشجعيه ومتابعيه في العالم؛ لكنه قادر على جمع النقاط.
وللأسبوع الثاني على التوالي، لم يشحن توتنهام هوتسبير طاقته الكاملة؛ لكنه نجح في جمع نقاط رغم عدم اللعب بشكل جيد. وكان من الممكن أن يتأخر فريق المدرب أنطونيو كونتي في النتيجة؛ لكن الهدف 250 لهاري كين مع النادي حافظ على انطلاقته القوية.
وأحرز كين أيضاً هدفاً في اللحظات الأخيرة لينتزع التعادل من تشيلسي الذي تلاعب بتوتنهام معظم الوقت.
وإذا بدأ توتنهام في استغلال كل قوته فيمكنه أن يحظى بفرصة حقيقية في المنافسة.
وازدهرت حياة ليدز يونايتد بعد رحيل بيلسا، وظل الفريق عالقاً فوق منطقة الهبوط في الأشهر الأولى للمدرب الأميركي جيسي مارش بالموسم الماضي، ولم يغب اسم سلفه مارسيلو بيلسا عن أذهان الجماهير. لكن سرعان ما أصبح بيلسا في طي النسيان، مع استمرار تحسن الفريق مع مارش الذي سحق فريقه تشيلسي 3-صفر بأداء مبهر، أول من أمس الأحد.
ولم يتوقف ليدز عن الركض والضغط، وجمع 7 نقاط من 9 في بداية ناجحة تثبت كفاءة نظام مارش.
وقال مارش: «لدينا مجموعة من اللاعبين بدأت في فهم أدوارها، ليس هذا فقط؛ بل وصل عديد من اللاعبين إلى قمة مستواهم، وهذا مؤشر جيد».
واعتُبر فريق برايتون أند هوف ألبيون الحصان الأسود حتى الآن في الجولات الثلاث في الدوري الإنجليزي، بعد عطاءاته اللافتة. وتخطى الفريق المنظم تحت قيادة غراهام بوتر رحيل لاعبين بارزين في الصيف، مثل مارك كوكوريا إلى تشيلسي، وإيف بيسوما إلى توتنهام، دون أن يتلعثم. وكان أسلوبه الذكي والهادئ طاغياً أمام وستهام يونايتد، ليضمن 7 نقاط من 9 في بداية قوية للموسم.
ومنحت بعض الإضافات الصيفية المميزة عمقاً أكبر للتشكيلة، مقارنة بالموسم الماضي، حين احتل المركز التاسع، في أفضل نتيجة له على الإطلاق، والآن يجب أن يطمح للدخول بين الستة الكبار.
من ناحيته، أثبت مهاجم فولهام ألكسندر ميتروفيتش أن التمسك بالأمل يجني ثماره؛ حين سجل هدفاً رائعاً في الدقيقة 90 ليمنح فريقه الفوز 3-2 على برنتفورد، بعد أن أخفق في 4 تسديدات سابقة على المرمى في المواجهة بين فريقَي غرب لندن.
وسجل ميتروفيتش 3 أهداف في 3 مباريات، ليعادل رصيده الكامل في آخر موسم له بالدوري الممتاز، حين سجل 3 أهداف في 27 مباراة بموسم 2020-2021. كما وصل إلى الهدف 100 مع فولهام، ويبدو أكثر تعطشاً من ذي قبل مع المدرب ماركو سيلفا.
من جانبه، قلل توماس توخيل مدرب تشيلسي من الحاجة إلى لاعبين جدد، عقب الخسارة 3-صفر من ليدز يونايتد بالدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم الأحد، قائلاً إن الفريق الحالي كان يمكنه الفوز باللقاء.
وفي وقت سابق قال توخيل إن تشيلسي يتطلع لتعزيز صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات، بضم قلب دفاع ومهاجم على رأس الأولويات؛ لكن لن يصيبه هوس الشراء.
ورغم التعاقد مع السنغالي كاليدو كوليبالي من نابولي، كان الراحلون عن دفاع تشيلسي أكثر من الوافدين؛ حيث فقد جهود أنطونيو روديجر وأندرياس كريستنسن.
وأضاف توخيل: «فترة الانتقالات لا تزال مفتوحة، ونحتاج للتركيز فيما نملكه وفيما يمكننا فعله».
واستقبل تشيلسي هدفين في غضون 5 دقائق بالشوط الأول، وأنهى اللقاء بعشرة لاعبين بعد طرد كوليبالي.
وواصل المدرب الألماني: «كل شيء كان يسير على ما يرام، ولا زلت أؤمن بأننا يمكننا الفوز على ليدز بالتشكيلة نفسها. يتعلق الأمر بأخطائنا أكثر من تقدير الآخرين».
وأكد أن الهزيمة لم تصدمه بعد أداء قوي خلال التعادل 2-2 مع توتنهام هوتسبير في الأسبوع الماضي.
وتابع: «لا يوجد وقت للشعور بالصدمة، لمدة 20 دقيقة كنا في صدمة؛ لكننا فعلنا أشياء منحتنا سيطرة وفرصاً لخلق محاولات أكثر، لم نكن تحت ضغط ولم نكن في حالة فوضى».



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».