تركيا: أحزاب «طاولة الستة» تتفق على منافس واحد لإردوغان

تعليمات عاجلة لنواب «العدالة والتنمية» بالتحرك لاستعادة شعبيته

قادة الأحزاب الستة المعارضة للرئيس إردوغان (موقع «آخر خبر» التركي)
قادة الأحزاب الستة المعارضة للرئيس إردوغان (موقع «آخر خبر» التركي)
TT
20

تركيا: أحزاب «طاولة الستة» تتفق على منافس واحد لإردوغان

قادة الأحزاب الستة المعارضة للرئيس إردوغان (موقع «آخر خبر» التركي)
قادة الأحزاب الستة المعارضة للرئيس إردوغان (موقع «آخر خبر» التركي)

أعلن قادة أحزاب المعارضة التركية الستة المنضوية تحت ما تُعرف بـ«طاولة الستة» اتفاقهم على الدفع بمرشح مشترك في الانتخابات الرئاسية في مواجهة الرئيس رجب طيب إردوغان، مؤكدين أن هذا المرشح «سيكون هو الرئيس الثالث عشر للجمهورية التركية، وسيكون رئيساً للجميع وليس لمن صوّت له فقط».
وأكد قادة أحزاب المعارضة الستة، الذين تجمعوا على مبدأ واحد هو «العودة إلى النظام البرلماني المعزز لإنقاذ البلاد من سلبيات النظام الرئاسي المطبق منذ عام 2018»، عزمهم على تقديم مرشح واحد للانتخابات الرئاسية التي ستجرى مع الانتخابات البرلمانية في يوم واحد في 18 يونيو (حزيران) المقبل. وعقد رؤساء الأحزاب الستة: كمال كليتشدار أوغلو رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، وميرال أكشنار رئيس حزب «الجيد»، وعلى باباجان رئيس حزب «الديمقراطية والتقدم»، وأحمد داود أوغلو رئيس حزب «المستقبل»، وغولتكين أويصال، رئيس «الحزب الديمقراطي»، وتمل كارامولا أوغلو رئيس «حزب السعادة»، اجتماعهم السادس الأخير في ختام جولة اجتماعاتهم الأولى، في أنقرة على مدى 6 ساعات وامتد حتى ساعة مبكرة من يوم الاثنين.
,قال قادة الأحزاب، في بيانهم الصادر عقب الاجتماع: «ندرك خيبات الأمل التي عانت منها أمتنا لسنوات عديدة. ومن أجل القضاء على خيبات الأمل هذه، فسنقدم لأمتنا موظفين مؤهلين وسياسات فعالة تلبي توقعات ومطالب شعبنا... سنقدم مرشحاً مشتركاً في الانتخابات الرئاسية، وسيصبح هذا المرشح هو الرئيس المقبل لتركيا؛ سيكون هو الرئيس الـ13 للجمهورية، نؤكد ذلك لأمتنا، ونؤكد أنه سيكون رئيساً للجميع، وليس فقط لأولئك الذين صوتوا للأحزاب السياسية المجتمعة حول هذه الطاولة... سنفوز ويفوز مواطنونا البالغ عددهم 85 مليوناً». وأكد قادة الأحزاب الستة، في بيانهم، أن أملهم في تحسين الأوضاع في البلاد زاد على ما كانوا يشعرون به عندما عقدوا اجتماعهم الأول في 12 فبراير (شباط) الماضي، حيث انتهوا من الاتفاق على النظام البرلماني المعزز الذي سيحل محل النظام الرئاسي الذي قالو إنه «جر البلاد إلى كارثة»، متعهدين بوضع حد «للإفلاس الاقتصادي واستعادة اعتبار تركيا على صعيدي السياسة الداخلية والخارجية، والقضاء على الفساد في المؤسسات العامة، والانهيار الاجتماعي والنفسي».
ورغم أن الأحزاب الستة لم تطرح اسم مرشحها المحتمل، فإن إعلانها الاتفاق على الدفع بمرشح واحد في الانتخابات الرئاسية وضع حداً للجدل الدائر منذ أشهر حول خوض الانتخابات بمرشح واحد أو أكثر. واستغل إردوغان ذلك لإظهار أنها منقسمة إلى الحد الذي لم تتمكن معه حتى من الاتفاق على مرشح تخوض به الانتخابات. وتؤكد استطلاعات الرأي المتعاقبة؛ وآخرها استطلاع أجراه مركز «ماك»، أن «تحالف الأمة» المعارض يتمتع بتأييد أكبر من «تحالف الشعب» المؤلف من حزبي «العدالة والتنمية» الحاكم و«الحركة القومية» اليميني، وأن الأول قد يحصل على متوسط 43 في المائة من الأصوات، فيما لن تزيد نسبة الثاني على 35 في المائة، وأن أحزاب المعارضة مجتمعة لديها فرصة للحصول على أكثر من 60 في المائة من الأصوات، وبالتالي ستكون لها الأغلبية في البرلمان. وفي مقابل حراك المعارضة، الذي لا يقتصر على اجتماعات «طاولة الستة» فقط؛ بل يشمل أيضاً الحركة في الشارع، أصدر إردوغان تعليمات عاجلة لنواب حزب «العدالة والتنمية» بالبرلمان في جميع ولايات البلاد، بالتحرك من أجل رفع نسبة أصوات الحزب مع الالتزام بعدد من البنود؛ تتمثل في التركيز على «شرح ما تقوم به حكومته من أجل الشعب والوطن بشكل جيد، والتذكير بالأزمات التي نجحوا في اجتيازها على مدى الـ20 عاماً الماضية حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن، والتركيز على أن هناك أزمات كبرى في العالم أجمع وليس في تركيا فقط؛ وأنه لا يوجد من يستطيع إدارة هذه الأزمات وتجاوزها إلا حزب (العدالة والتنمية)».


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


«الحرس» يتوعد... وطهران ترفض تدخل واشنطن في سياستها الخارجية

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (أرشيفية - أ.ف.ب)
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT
20

«الحرس» يتوعد... وطهران ترفض تدخل واشنطن في سياستها الخارجية

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (أرشيفية - أ.ف.ب)
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (أرشيفية - أ.ف.ب)

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم (الأحد)، إن الولايات المتحدة «ليس لها الحق في إملاء» سياسة بلاده الخارجية، بعدما دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب طهران إلى وقف دعم الحوثيين في اليمن «فوراً».

وكتب عراقجي على منصة «إكس»: «الحكومة الأميركية ليست لديها سلطة ولا حق في إملاء سياسة إيران الخارجية»، داعياً إلى «وقف قتل الشعب اليمني».

بدوره، قال قائد «الحرس الثوري»، حسين سلامي ، اليوم (الأحد)، إن أي تهديد يأخذ طابعاً عملياً سيُقابَل برد مُدمِّر.

ونقل التلفزيون الرسمي عن سلامي القول إن جماعة «أنصار الله (الحوثيين)، بوصفها ممثلةً لليمنيين»، تتخذ قراراتها الاستراتيجية والعملياتية بنفسها.

وأتى ذلك بعد ساعات من شنِّ الجيش الأميركي، بأمر من ترمب، ضربات في اليمن تستهدف الحوثيين المدعومين من طهران، الذين يسيطرون على مناطق واسعة في البلاد بينها صنعاء. وأسفرت الضربات عن مقتل 21 شخصاً على الأقل، بحسب ما أفاد الحوثيون.

وكانت ضربات أمس (السبت) الغارات الأميركية الأولى على الحوثيين منذ تولّي ترمب منصبه في يناير (كانون الثاني).

مبنى مدمر في صعدة باليمن نتيجة الغارة الأميركية (رويترز)
مبنى مدمر في صعدة باليمن نتيجة الغارة الأميركية (رويترز)

وعقب اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، شنَّ الحوثيون عشرات الهجمات، بطائرات مسيَّرة وصواريخ، على سفن تعبر البحر الأحمر وخليج عدن، قائلين إنها تأتي تضامناً مع الفلسطينيين.

وقامت الولايات المتحدة وإسرائيل بقصف أهداف في اليمن، غير مرة، خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق جو بايدن. وبعد وقف هجماتهما إثر دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في يناير، أعلن الحوثيون في 11 مارس (آذار) «استئناف حظر عبور» السفن الإسرائيلية قبالة سواحل اليمن، رداً على منع الدولة العبرية إدخال المساعدات الإنسانية قطاع غزة.

وقال عراقجي في منشوره على «إكس»: «قُتل أكثر من 60 ألف فلسطيني والعالم يحمِّل أميركا المسؤولية».

وكان ترمب أعلن، أمس (السبت)، أن واشنطن أطلقت «عملاً عسكرياً حاسماً وقوياً» ضد الحوثيين، متوعداً باستخدام «القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا». كما طالب إيران بأن «توقف فوراً» دعمها «للإرهابيين الحوثيين».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتابع شنَّ قواته ضربات عسكرية ضد الحوثيين في اليمن (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتابع شنَّ قواته ضربات عسكرية ضد الحوثيين في اليمن (رويترز)

ويأتي ذلك بعدما بعث ترمب برسالة إلى إيران يضغط فيها للتفاوض بشأن ملفها النووي، أو مواجهة عمل عسكري محتمل.

ونقل مبعوث إماراتي في وقت سابق هذا الأسبوع، الرسالة إلى إيران التي أكدت أن ردَّها عليها ما زال موضع «تقييم».

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، في يناير، أعاد ترمب العمل بسياسة «الضغوط القصوى» التي اعتمدها حيال طهران خلال ولايته الأولى، لكنه تحدَّث في الوقت ذاته عن السعي لاتفاق جديد بشأن برنامجها النووي، بدلاً من اتفاق 2015 الذي انسحب منه في 2018، في حين رفضت طهران التفاوض مع واشنطن في ظلّ «الضغوط القصوى».