كتاب إلى جانب شيخ الأزهر يجدد معركة حول «مفهوم التنوير»

طبيب مصري هاجم الطيب لقراءته حول «أفول الغرب»

الصورة التي أثارت الجدل (الشرق الأوسط)
الصورة التي أثارت الجدل (الشرق الأوسط)
TT

كتاب إلى جانب شيخ الأزهر يجدد معركة حول «مفهوم التنوير»

الصورة التي أثارت الجدل (الشرق الأوسط)
الصورة التي أثارت الجدل (الشرق الأوسط)

جددت صورة ملتقطة لكتاب ظهر إلى جانب شيخ «الأزهر الشريف»، أحمد الطيب أثناء رحلة له على متن طائرة، معركة حول «مفهوم التنوير» لدى بعض أنصاره في مصر.
وبينما بدأ الجدل بانتقاد الطبيب وكاتب المقالات خالد منتصر، لشيخ «الأزهر» لمطالعته كتاباً عن «أفول الغرب» بينما كان عائداً من رحلة علاجية في دولة أوروبية؛ فإن الرجل قوبل بردود فعل واسعة رأت أنه «لم يقرأ الكتاب» ووصفت تعليقه بأنه «سطحي».
وكان منتصر كتب تغريدة على موقع تويتر مصحوبة بصورة للطيب وبجواره كتاب يحمل اسم أفول الغرب، وقال: «الكتاب الذي يقرأه فضيلة الإمام في الطائرة الأميركية عنوانه أفول الغرب!!... اللي هو الغرب الكافر اللي لو أفل وغابت شمس حضارته مش حنلاقي (لن نجد) قرص دواء ولا كمان طياره نرجع فيها!».
https://twitter.com/khaledmontaser/status/1560910807361257473
وفور نشره لتغريدته، جاءت ردود الفعل والتغريدات المفندة لتعليق منتصر، والتي تحدثت عن الكتاب وكاتبه المغربي، حسن أوريد.
ورد رئيس تحرير صحيفة «صوت الأزهر» التابعة للمشيخة الصحافي أحمد الصاوي، في مقال مطول وحاد على منتصر دون تسميته، وقال إن قراءة الطيب لكتاب «أفول الغرب، أثارت، وفق رأيه حفيظة أدعياء العلم والتنوير الذين لم يقرؤوا في الصورة غير أنفسهم وعقولهم الغارقة في السطحية والشكلانية».
واعتبر الصاوي أن اهتمام شيخ «الأزهر» بالقراءة في موضوع الكتاب «يتواكب مع اهتمام كبير لمفكرين وكتاب ومراكز أبحاث غربية كبرى، اهتمت طوال العقد الأخير على الأقل وبكثافة بصك هذا المصطلح وترويجه رسمياً، حتى بات من لا يقرأ تصورات المفكرين والباحثين والفلاسفة عن الأفول أو التراجع الغربي حضارياً هو الرجعى الذي يعيش في غيبوبته الفكرية، ومن يقرأ ويتعمق في هذا الشأن هو التقدمي المواكب للعالم وما ينتجه من أفكار».
https://www.facebook.com/100064176694206/posts/442035107945709/?flite=scwspnss&mibextid=idREVwiHwuFAhGqo
واجتذبت المعركة التي انتقلت من خفة التغريدات، إلى رصانة المقالات، أطرافاً أخرى من خارج مؤسسة «الأزهر»، ومن هؤلاء الخبير في العلوم السياسية والنائب السابق بالبرلمان المصري، الدكتور عمر الشوبكي، الذي شرح أن الكتاب «ليس سطحياً، ولا يتعامل مع الغرب باعتباره (كافراً)»، وقال إنه من الكتب التي «تحمل رؤية عملية نقدية لجوانب سلبية في الحضارة والمنظومة السياسية الغربية يقولها مثقفون هناك (...) وهي جزء من حيوية الغرب الذي يعرف النقد الذاتي، والقادر على المراجعة وتصحيح الأخطاء، وهو (ما) يفترض أن يسعد أي تنويري حقيقي».
وتطرق الشوبكي إلى «مفهوم التنوير» بالقول: «إن التنوير المطلوب لا يسطح الأمور ولا يتصيد ويدعو للإصلاح الديني والسياسي والاجتماعي والثقافي، وإذا كان بعض التنويريين قرروا ألا ينقدوا أي سلبيات أخرى فعلى الأقل لا يعتبرون أن «الأزهر» وشيخه هما المسؤولان عن كل مشاكلنا» على حد تعبيره.
https://www.facebook.com/amr.elshobaki.9/posts/pfbid0EZXqx3FhxtZWdwhP6QCBQymZwiSZTTu5vMc29CY9CDv8zwsVjGNcwxYR3eDkNgYKl
وفي مواجهة تلك الانتقادات الواسعة، عاد منتصر للتغريد مجدداً مدافعاً عن موقفه، وتساءل مستنكراً «معقول إحنا من السذاجة إننا نحكم على فكر من عنوان كتاب؟! ومعقول أننا زعلانين من انتقاد الغرب! كل العلمانيين بينتقدوا الرأسمالية الغربية وما فيش (لا توجد) مشكلة، لكن المشكلة أن هجوم قادة فكر إسلامي كبار هو هجوم على أهم ثلاث ركائز للحداثة الغربية وهم، مرجعية العقل، ونسبية الحقيقة، وحرية الفرد» على حد قوله.



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.