اتهام أوكرانيا باستهداف أسطول روسي في البحر الأسود

حزمة المساعدات الأميركية تشمل أسلحة مضادة للدروع وطائرات استطلاع مُسيَّرة

عمدة سيفاستوبول يتفقد موقع انفجار في مقر الأسطول الروسي (أ.ب)
عمدة سيفاستوبول يتفقد موقع انفجار في مقر الأسطول الروسي (أ.ب)
TT

اتهام أوكرانيا باستهداف أسطول روسي في البحر الأسود

عمدة سيفاستوبول يتفقد موقع انفجار في مقر الأسطول الروسي (أ.ب)
عمدة سيفاستوبول يتفقد موقع انفجار في مقر الأسطول الروسي (أ.ب)

استهدف هجوم بطائرة مُسيَّرة، السبت، مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود، غداة إعلان «البنتاغون» عن مساعدات عسكرية جديدة لكييف بقيمة 775 مليون دولار، تهدف لإحداث تحوّل في سير المعارك.
ووقع الهجوم الذي تم تحميل القوات الأوكرانية مسؤوليته، في سيفاستوبول ولم يخلف إصابات، على ما أفاد حاكم المدينة الواقعة في شبه جزيرة القرم ميخائيل رازفوزجايف. وقال رازفوزجايف في رسالة عبر تطبيق «تلغرام»، نقلتها وكالة «الصحافة الفرنسية»: «تم إسقاط الطائرة المُسيَّرة فوق مقر الأسطول وسقطت على السقف واندلعت منها النيران». ولم يخلف الحادث «أضراراً بالغة» ولا إصابات، وفق ما أفاد الحاكم؛ محمّلاً القوات الأوكرانية مسؤولية العملية.
ويعد هذا الهجوم الثاني الذي يستهدف مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود في سيفاستوبول، في غضون أقل من شهر.

صورة جوية لمحطة زابوريجيا النووية (رويترز)

وفي 31 يوليو (تموز)، استهدفت طائرة مُسيَّرة مقر الأسطول الروسي، وتسببت في إصابة 5 من العاملين في المكان بجروح. ونفت أوكرانيا ضلوعها في الهجوم بعد أن حملتها روسيا مسؤوليته، معتبرة اتهامات الروس «استفزازية».
ويأتي الهجوم تزامناً مع تضاعف حدوث انفجارات وهجمات أخرى تستهدف البنى التحتية العسكرية الروسية في شبه جزيرة القرم. وأسقطت القوارب الروسية ليل الخميس طائرة مُسيَّرة بالقرب من مهبط طائرات مُسيَّرة في سيفاستوبول. كما وقعت انفجارات الثلاثاء في قاعدة عسكرية ومستودع يحتوي على متفجرات في القرم، فيما وصفته روسيا بالعمل «التخريبي». وخلّف انفجار مواد متفجرة كانت مخصصة لسلاح الجو بالقرب من مهبط طائرات عسكرية في ساكي بالقرم، قتيلاً والعديد من الجرحى. وأكد حاكم شبه الجزيرة سيرغي أكسيونوف أنه تم تشغيل نظام الدفاع الجوي بإيفباتوريا، في الغرب. وبيّن آنذاك على تطبيق «تلغرام» أن الحادث «لم يخلف أضراراً ولا جرحى».

وسيطرت روسيا في الأيام الأولى من هجومها على أوكرانيا، على جزء من جنوب البلاد؛ وخصوصاً منطقة خيرسون، غير البعيدة عن القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014.
- هجمات متجددة
أعرب خبراء الاستخبارات البريطانية عن اعتقادهم بأن التفجيرات المتكررة تمثل ضغطاً على القوات الروسية خلف خطوطها. جاء ذلك في التحديث اليومي الذي تصدره وزارة الدفاع البريطانية عن تطورات سير المعارك في أوكرانيا.
وذكرت الاستخبارات البريطانية أن أياً من الجانبين لم يحقق تقدماً في الجبهة الأمامية: «لكن التفجيرات المتكررة خلف الخطوط الروسية ربما شكلت ضغطاً على اللوجستيات الروسية والقواعد الجوية في الجنوب». وأضاف الخبراء أن مسار الأحداث على الجبهات لم يطرأ عليه، بوجه عام، سوى تغييرات طفيفة في الأسبوع الماضي، مشيرين إلى أن من المحتمل ألا يطرأ تغيير على هذا الوضع في هذا الأسبوع.
وفيما يتعلق بالطرف الذي سيأخذ زمام المبادرة العسكرية خلال الأسابيع المقبلة، قال الخبراء إن ذلك يتوقف على أي طرف سيتمكن من تقديم «قوات مقنعة وحاسمة لشن عمليات هجومية».
- حزمة مساعدات جديدة
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الجمعة، عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة مخصصة لأوكرانيا بقيمة 775 مليون دولار، تهدف مساعدة كييف على قلب المعادلة على الأرض واستعادة الأراضي التي احتلتها القوات الروسية منذ بدء الحرب في 24 فبراير (شباط).
وأفاد مسؤول رفيع في «البنتاغون» بأن المساعدات الجديدة تشمل صواريخ دقيقة وأسلحة مضادة للدروع وطائرات استطلاع مُسيَّرة ومدفعية ومعدات لإزالة الألغام، بما يمكن أن يعزز الهجمات الأوكرانية. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته: «ترون نقصاً تاماً وكاملاً في التقدم الروسي في ساحة المعركة».
تأتي هذه الحزمة الـ19 من المساعدات منذ بدء الحرب، في وقت تُظهر فيه المعارك استخدام القوات الأوكرانية لأسلحة دقيقة موجهة زودها بها الحلفاء، بهدف تنفيذ ضربات في مواقع بعيدة خلف خطوط العدو، إضافة إلى تدميرها عشرات مستودعات الأسلحة ومراكز القيادة الروسية، منذ منتصف يونيو (حزيران).
ومؤخراً، تعرض مطار روسي ومنشآت أخرى في عمق شبه جزيرة القرم لأضرار جسيمة. وهذا الأسبوع انفجر مستودع أسلحة على بعد نحو 50 كيلومتراً داخل مقاطعة بيلغورود الروسية.
وتتضمن حزمة المساعدات الجديدة صواريخ لأنظمة «هيمارس» التي يستخدمها الأوكرانيون لضرب مستودعات الأسلحة الروسية، وصواريخ «هارم» جو-أرض المضادة للرادارات. كما تشمل 15 طائرة استطلاع مُسيَّرة من طراز «سكاي إيغل»، وألف صاروخ «جافلين» مضاد للدروع، و1500 صاروخ «تاو»، ومدفعية جديدة مع ذخيرة.
- خطر تلوّث إشعاعي
من جهة أخرى، وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، على أن ترسل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعثة إلى محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية، الأكبر في أوروبا. وحذر بوتين خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، من أن «القصف المنهجي لمنطقة محطة زابوريجيا للطاقة النووية يثير مخاطر وقوع كارثة واسعة النطاق يمكن أن تؤدي إلى تلوث إشعاعي في مناطق شاسعة». وأكد الرئيسان «أهمية إرسال بعثة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المحطة النووية في أسرع وقت، لتقييم الوضع على الأرض»، وفق ما أكد الكرملين؛ لافتاً إلى أن «الجانب الروسي أكد استعداده لتقديم كل الدعم اللازم لمفتشي الوكالة».
في الوقت نفسه، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش روسيا، الجمعة، خلال زيارة إلى أوكرانيا، بعدم قطع محطة زابوريجيا التي تسيطر عليها في جنوب البلاد، عن شبكة الكهرباء الأوكرانية، في وقت تتبادل فيه كييف وموسكو التهم بقصف الموقع.
وكان غوتيريش قد اعتبر، الخميس، خلال زيارة إلى مدينة لفيف في غرب أوكرانيا؛ حيث التقى الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والتركي رجب طيب إردوغان، أن «إلحاق أي ضرر بمحطة زابوريجيا سيكون بمثابة انتحار»، داعياً مرة جديدة إلى جعل المحطة منطقة «منزوعة السلاح».
واعتبر زيلينسكي أن «استعادة الأمن بشكل كامل» في هذا الموقع «يمكن أن يبدأ بعد أن تبدأ البعثة عملها». وفي رسالته اليومية مساء الجمعة، قال زيلينسكي إن «هذا الصيف سيسجل في تاريخ عديد من الدول الأوروبية على أنه واحد من الأكثر مأسوية على الإطلاق».
- رفع التصنيف الائتماني
اقتصادياً، قررت وكالة التصنيف الائتماني «ستاندرد أند بورز» رفع درجة التصنيف الائتماني لأوكرانيا الجمعة، بعدما منحها الدائنون إعفاء لمدة عامين الأسبوع الماضي من تسديد ديونها الخارجية.
وقالت وكالة «إس أند بي غلوبال» في بيان، إن رفع نقاط الأهلية الائتمانية للديون الخارجية إلى «سي سي سي». يعكس «التزام الدعم المالي الدولي القوي لأوكرانيا، مصحوباً باحتياطات العملات الأجنبية التي تتضاءل، رغم أنها ما زالت مرتفعة نسبياً». وأضافت: «نتيجة ذلك، تبدو المخاطر قريبة الأجل على وضع الحكومة المرتبط بالسيولة، وبشكل أوسع قدرتها على الإيفاء بديونها التجارية، بما في ذلك بالعملات الأجنبية، قابلة للمعالجة».
لكن «إس أند بي» قالت إن الخطوة التي تعقد قراراً مشابهاً اتخذته وكالة «فيتش» يأتي بناء على فرضية مواصلة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تمويل كييف في الأشهر المقبلة. وبإمكان اتفاق مع صندوق النقد الدولي بشأن منحها قرضاً أن يخفف الضغط على أوكرانيا. وتتوقع «إس أند بي» أن ينكمش اقتصاد البلاد بنسبة 40 في المائة هذا العام.


مقالات ذات صلة

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

أوروبا أرشيفية لأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافها بمسيرة أوكرانية (إ.ب.أ)

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

زيلينسكي: هناك مزيد من الجنود الكوريين الشماليين يقاتلون في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الروسي بدأ في نشر المزيد من الجنود الكوريين الشماليين خلال الهجمات على كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يصدر تعليمات لإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه أصدر تعليمات لحكومته بإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا بالتعاون مع المنظمات الدولية في أعقاب سقوط نظام الأسد.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن موسكو بدأت إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا جنود أوكرانيون يستعدون لتحميل قذيفة في مدفع هاوتزر ذاتي الحركة عيار 122 ملم في دونيتسك أول من أمس (إ.ب.أ)

مسيّرات أوكرانية تهاجم منشأة لتخزين الوقود في وسط روسيا

هاجمت طائرات مسيرة أوكرانية منشأة للبنية التحتية لتخزين الوقود في منطقة أوريول بوسط روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.