غوتيريش يدعو من إسطنبول إلى خروج المنتجات والأسمدة الروسية

غوتيريش لدى زيارته ميناء تنطلق منه سفينة حبوب أوكرانية في إسطنبول أمس (رويترز)
غوتيريش لدى زيارته ميناء تنطلق منه سفينة حبوب أوكرانية في إسطنبول أمس (رويترز)
TT

غوتيريش يدعو من إسطنبول إلى خروج المنتجات والأسمدة الروسية

غوتيريش لدى زيارته ميناء تنطلق منه سفينة حبوب أوكرانية في إسطنبول أمس (رويترز)
غوتيريش لدى زيارته ميناء تنطلق منه سفينة حبوب أوكرانية في إسطنبول أمس (رويترز)

أكد الأمين العام للأم المتحدة ضرورة تنفيذ الجزء الثاني من اتفاقية الممر الآمن للحبوب في البحر الأسود، الذي يتعلق بوصول الحبوب والمواد الغذائية والأسمدة من روسيا إلى الأسواق العالمية دون عوائق، حتى لا يواجه العالم نقصاً في الغذاء خلال العام المقبل.
وكرر غوتيريش، في كلمة خلال مؤتمر صحافي عقب تفقده، السبت، مركز التنسيق المشترك المعني بمراقبة تنفيذ اتفاقية إسطنبول الموقعة في 22 يوليو (تموز) الماضي، بشأن ممر الحبوب، رفقة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، تحذيره الذي أطلقه خلال تفقده ميناء أوديسا الأوكراني، الجمعة. ودعا إلى ضمان وصول المنتجات الغذائية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية؛ لأن عدم وصولها يساهم في عدم وجود غذاء كافٍ في العام المقبل.
وأعرب غوتيريش عن شكره لتركيا على دورها المهم في التوصل إلى اتفاقية الحبوب، قائلاً إن «الجزء الآخر من هذه الصفقة الشاملة هو إتاحة وصول الأغذية والأسمدة الروسية غير الخاضعة للعقوبات إلى الأسواق العالمية دون عوائق».
وتضمنت اتفاقية إسطنبول التي وقَّعتها روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، وثيقتين، تتعلق أولاهما بخروج شحنات الحبوب العالقة في مواني أوكرانيا، منذ الاجتياح العسكري الروسي في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، والثانية السماح بخروج الحبوب والمواد الغذائية والأسمدة من روسيا. وبدأ تنفيذ الشق الأول المتعلق بأوكرانيا منذ مطلع أغسطس (آب) الحالي، بينما لا تزال الصادرات الروسية معلقة حتى الآن.

ولفت غوتيريش إلى أهمية عمل جميع الحكومات والقطاع الخاص معاً، من أجل طرح المنتجات الروسية والأسمدة في الأسواق العالمية، موضحاً أنه «من دون الأسمدة في عام 2022، قد لا يكون هناك غذاء كافٍ في عام 2023». كما أكد أن تصدير المزيد من المواد الغذائية والأسمدة من أوكرانيا وروسيا أمر بالغ الأهمية، من أجل تهدئة أسواق السلع الأساسية وخفض الأسعار للمستهلكين، مضيفاً: «نحن في بداية عملية أطول بكثير؛ لكننا أظهرنا بالفعل إمكانية تحقيق ذلك». ووصف اتفاقية إسطنبول بأنها «اتفاق حاسم بالنسبة للعالم».
وإذ ذكَّر بأن الدول التي فرضت عقوبات على روسيا أوضحت أن هذه العقوبات لا تنطبق على الأغذية والأسمدة، أوضح غوتيريش أنه يوجد مع ذلك «تأثير شديد» على الصادرات الروسية. وقال إن «هناك عدداً معيناً من العقبات والصعوبات التي تحتاج إلى تذليلها فيما يتصل بالشحن... والتأمين... (و) التمويل»، مؤكداً أن الأمم المتحدة تعمل مع واشنطن والاتحاد الأوروبي لتجاوز تلك العقبات.
وشارك غوتيريش، الخميس، في اجتماع ثلاثي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس التركي رجب طيب إردوغان في مدينة لفيف، غرب أوكرانيا؛ حيث جرى بحث التطورات في أوكرانيا، ووضع محطة زابوريجيا النووية، شرق أوكرانيا، الخاضعة لسيطرة روسيا، وسير تنفيذ اتفاقية الحبوب.
من جانبه، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن مخاطر أزمة الطاقة والغذاء تصاعدت بسبب الصراع بين روسيا وأوكرانيا، ومن ثم أصبح من الضروري إنشاء ممر في البحر الأسود لشحن مزيد من الحبوب؛ حيث كان هناك أكثر من 25 مليون طن من الحبوب في المواني الأوكرانية، ينبغي أن تتوجه إلى الدول المحتاجة في وقت قصير.
وأضاف أكار أن 51 سفينة لشحن الحبوب أبحرت تحت إشراف مكتب التنسيق المشترك في إسطنبول، منذ بداية أغسطس الحالي، منها 27 غادرت من المواني الأوكرانية، كما دخلت 24 سفينة إلى المواني الأوكرانية للتحميل، موضحاً أنه تم شحن 656 ألفاً و349 طناً من الحبوب من المواني الأوكرانية حتى الآن، و«نتوقع أن يستمر هذا العدد في الزيادة».


مقالات ذات صلة

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أوروبا عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أعلنت القيادة العسكرية في أوكرانيا أن هناك قتالاً «عنيفاً للغاية» يجري في محيط مدينة باكروفسك شرقي أوكرانيا، التي تُعدّ نقطة استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ تشمل المعدات المعلن عنها خصوصاً ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ هيمارس وقذائف مدفعية (رويترز)

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا، قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 02:00

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».