الاتحاد الوطني لا يستبعد اتفاقا استراتيجيا بعيد المدى بين «الديمقراطي» و«التغيير»

الأحزاب ذات المقعد البرلماني الواحد تؤكد أهميتها في التشكيلة الحكومة المقبلة

مسعود بارزاني ونوشيروان مصطفى خلال اللقاء الذي جمعهما في أربيل أمس («الشرق الأوسط»)
مسعود بارزاني ونوشيروان مصطفى خلال اللقاء الذي جمعهما في أربيل أمس («الشرق الأوسط»)
TT

الاتحاد الوطني لا يستبعد اتفاقا استراتيجيا بعيد المدى بين «الديمقراطي» و«التغيير»

مسعود بارزاني ونوشيروان مصطفى خلال اللقاء الذي جمعهما في أربيل أمس («الشرق الأوسط»)
مسعود بارزاني ونوشيروان مصطفى خلال اللقاء الذي جمعهما في أربيل أمس («الشرق الأوسط»)

أكدت الأحزاب ذات المقعد الواحد في برلمان إقليم كردستان العراق، أن وجودها في الحكومة «مهم جدا كونها صاحبة تاريخ نضالي طويل في صفوف الحركة التحررية الكردية وأن ولاءها الوحيد هو للإقليم ولا يفضلون أي مصالح شخصية على المصالح العامة للإقليم».
شوان قلادزيي عضو المكتب السياسي للحركة الإسلامية في الإقليم وعضو برلمان الإقليم عن قائمة حزبه أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «مشاركة حزبه في التشكيلة الحكومية المقبلة أمر مهم ولا يمكن الاستهانة به أو تجاهله»، مشيرا إلى أن «وجودهم في الحكومة سيكون مهما في الحفاظ على التوازن الحكومي والوزاري للتشكيلة المقبلة بالإضافة لدورها في صنع القرار ودعم كل ما يتعلق بالخدمات التي تقدمها الحكومة لشعب كردستان العراق».
وتأسست الحركة الإسلامية في كردستان العراق عام 1987 على يد الملا عثمان عبد العزيز وتعتبر بمثابة الحركة الأم لبقية الأحزاب الإسلامية في الإقليم وانشقت عنها قيادتان (أنصار الإسلام بقيادة الملا كريكار) و(الجماعة الإسلامية بقيادة علي بابير) وقد حصلت على مقعد واحد في انتخابات برلمان كردستان العراق الأخيرة.
من جانبه أكد عبد الله حاج محمود عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني وعضو برلمان الإقليم عن حزبه أن مشاركة حزبه في العملية السياسية وفي التشكيلة الحكومية لا يمكن النظر إليها «حسب عدد المقاعد البرلمانية التي تم الحصول عليها حيث إن حزبنا ضحى كثيرا من أجل إيصال الإقليم لما يعيشه الآن من استقرار سياسي».
وأوضح محمود في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن حزبه نجح وعن طريق حقيبة الكهرباء التي يشغلها المهندس ياسين ماوتي أحد أعضاء حزبه في وضع خطة محكمة لإنهاء أزمة الكهرباء، مؤكدا أن «حزبه متمسك بهذه الحقيبة لكنهم لن يمانعوا إن منحهم الحزب الديمقراطي حقيبة وزارية أخرى».
من جهة أخرى طالب الاتحاد الوطني الكردستاني «بعدم تهميش دوره السياسي وتاريخه في صفوف الحركة التحررية الكردية».
وأبدى سالار محمود عضو قائمة الاتحاد الوطني الكردستاني في برلمان الإقليم ارتياحه من اقتراب الأحزاب والكيانات السياسية الكردستانية لحسم مسالة إعلان التشكيلة الحكومية المقبلة، مؤكدا على أن حزبه يؤكد دوما على «وجود حكومة قوية ذات قاعدة واسعة ومشاركة حقيقية من قبل الأحزاب الفائزة في الانتخابات النيابية الأخيرة التي جرت في الحادي والعشرين من سبتمبر (أيلول) في العام الماضي».
محمود بين في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن حزبه يؤكد على البرنامج الحكومي أكثر من تركيزه على المقاعد الوزارية أو المناصب التي من الممكن أن يتحصل عليها في هذه التشكيلة.
وحول منح حقيبة الداخلية لحركة التغيير مقابل منصب نائب رئيس مجلس الوزراء للاتحاد الوطني أوضح محمود أن «منصب نائب الرئيس لا علاقة له بوزارة الداخلية لأن موقع نائب رئيس الحكومة موقع غير هامشي وله صلاحياته».
وأكد أن «وزارة البيشمركة لا تقل شأنا عن الداخلية وهي وزارة سيادية أيضا وأن حزبه ينظر لجميع المناصب بالتساوي مع التأكيد على مشاركة حركة التغيير في التشكيلة الحكومية ووجود برنامج حكومي يتفق عليه الجميع».
كما بين محمود أن اجتماع رئيس الإقليم مع نوشيروان مصطفى زعيم حركة التغيير «هو بداية الطريق نحو انفراج مسألة تشكيل الحكومة حيث كسرت الحركة الانقطاع وهي الآن تتفاوض مع الاتحاد والديمقراطي»، مبديا ارتياحه حول هذه الخطوة.
ولم يستبعد محمود أن يكون الاجتماع الذي جمع بين بارزاني ومصطفى «بداية وتمهيدا لاتفاق استراتيجي بعيد المدى بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وحركة التغيير لم تعلن نقاطه وتفاصيله حتى الآن حيث يجري التباحث فيها في إطار سري وبعيدا عن أنظار الإعلام والرأي العام».
وأكد محمود أن موقع الاتحاد الوطني الكردستاني ونضاله التاريخي «لا يمكن تهميشهما» مبينا أن «من يحاول أن يتجاهل دور الاتحاد الوطني التاريخي والحالي ومن يريد إبعاد حزبه من الحياة السياسية في الإقليم سيكون هو الخاسر».



البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
TT

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

يواصل «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» تقديم المشاريع والمبادرات التنموية في التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب والمجتمعات، والاستثمار في رأس المال البشري، ودعم سبل العيش والمعيشة.

وذكر تقرير حديث عن البرنامج أن البرامج والمبادرات التنموية التي يقدمها البرنامج السعودي ركزت في المساهمة على بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد، من خلال برنامج «بناء المستقبل للشباب اليمني» الذي يساهم في ربط الشباب اليمني بسوق العمل عبر تدريبهم وتمكينهم بالأدوات والممكنات المهارية.

ويساعد البرنامج الشباب اليمنيين على خلق مشاريع تتلاءم مع الاحتياجات، ويركّز على طلاب الجامعات في سنواتهم الدراسية الأخيرة، ورواد الأعمال الطموحين، وكان من أبرز مخرجاته تخريج 678 شاباً وشابةً في عدد من التخصصات المهنية، وربط المستفيدين بفرص العمل، وتمكينهم من البدء بمشاريعهم الخاصة.

وشملت المشاريع والمبادرات برامج التمكين الاقتصادي للسيدات، بهدف تعزيز دور المرأة اليمنية وتمكينها اقتصادياً.

تدريبات مهنية متنوعة لإعداد الشباب اليمني لسوق العمل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وأشار التقرير إلى أن برنامج «سبأ» للتمكين الاقتصادي للسيدات، الذي أسهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب، وإكساب 60 سيدة للمهارات اللازمة لإطلاق مشاريعهن، وإطلاق 35 مشروعاً لتأهيل وتدريب قطاع الأعمال ودعم 35 مشروعاً عبر التمويل وبناء القدرات والخدمات الاستشارية، مع استفادة خمسة آلاف طالبة من الحملات التوعوية التي تم تنظيمها.

وإلى جانب ذلك تم تنظيم مبادرة «معمل حرفة» في محافظة سقطرى لدعم النساء في مجال الحرف اليدوية والخياطة، وتسخير الظروف والموارد المناسبة لتمكين المرأة اليمنية اقتصادياً.

وقدم «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» مشروع الوصول إلى التعليم في الريف، الذي يهدف إلى حصول 150 فتاة على شهادة الدبلوم العالي وتأهيلهن للتدريس في مدارس التعليم العام، في أربع محافظات يمنية هي: لحج، شبوة، حضرموت، والمهرة، بما يسهم في الحد من تسرب الفتيات في الريف من التعليم وزيادة معدل التحاقهن بالتعليم العام في المناطق المستهدفة.

وقدّم البرنامج مشروع «دعم سبل العيش للمجتمعات المتضررة»، الموجه للفئات المتضررة عبر طُرق مبتكرة لاستعادة سبل المعيشة الريفية وتعزيز صمود المجتمعات المحلية من خلال دعم قطاعات الأمن الغذائي، مثل الزراعة والثروة السمكية والثروة الحيوانية، لأهمية القطاعات الأكثر حساسية للصدمات البيئية والاقتصادية، موفراً أكثر من 13 ألف فرصة عمل للمستفيدين من المشروع.

البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يساهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وضمن البرامج والمبادرات التنموية المستدامة، جاء مشروع استخدام الطاقة المتجددة لتحسين جودة الحياة في اليمن، بهدف توفير المياه باستخدام منظومات الطاقة الشمسية، وتوفير منظومات الري الزراعي بالطاقة المتجددة، وتوفير الطاقة للمرافق التعليمية والصحية، والمساهمة في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين الأمن الغذائي لليمنيين.

كما يهدف المشروع إلى حماية البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير مصدر مستدام للطاقة، محققاً استفادة لأكثر من 62 ألف مستفيد في 5 محافظات يمنية.

وفي مساعيه لتعزيز الموارد المائية واستدامتها، أطلق البرنامج مشروع تعزيز الأمن المائي بالطاقة المتجددة في محافظتي عدن وحضرموت، لتحسين مستوى خدمات المياه والعمل على بناء قدرات العاملين في الحقول على استخدام وتشغيل منظومات الطاقة الشمسية.

تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

ومن خلال مشروع المسكن الملائم، يسعى البرنامج إلى المساهمة في تعزيز التنمية الحضرية وإيجاد حل مستدام للأسر ذات الدخل المحدود في المديريات ذات الأولوية في محافظة عدن من خلال إعادة تأهيل المساكن المتضررة، وقد ساهم المشروع في إعادة تأهيل 650 وحدة سكنية في عدن.

وتركّز البرامج التنموية على المساهمة في بناء قدرات الكوادر في القطاعات المختلفة، وقد صممت عدد من المبادرات في هذا الجانب، ومن ذلك مبادرات تدريب الكوادر في المطارات مركزة على رفع قدراتهم في استخدام وصيانة عربات الإطفاء، ورفع درجة الجاهزية للتجاوب مع حالات الطوارئ، والاستجابة السريعة في المطارات اليمنية، إضافة إلى ورش العمل للمساهمة في الارتقاء بمستوى الأداء وتذليل المعوقات أمام الكوادر العاملة في قطاعات المقاولات والزراعة.