الصدر يلوّح بـ«كرت مارادونا» الأحمر في وجه خصومه

انتقد ازدواجية معاييرهم... ودعاهم للتحلي بـ«الأخلاق وشرف المنافسة»

أنصار الصدر خلال مشاركتهم في صلاة الجمعة أمس خارج مبنى البرلمان بالمنطقة الخضراء (أ.ف.ب)
أنصار الصدر خلال مشاركتهم في صلاة الجمعة أمس خارج مبنى البرلمان بالمنطقة الخضراء (أ.ف.ب)
TT

الصدر يلوّح بـ«كرت مارادونا» الأحمر في وجه خصومه

أنصار الصدر خلال مشاركتهم في صلاة الجمعة أمس خارج مبنى البرلمان بالمنطقة الخضراء (أ.ف.ب)
أنصار الصدر خلال مشاركتهم في صلاة الجمعة أمس خارج مبنى البرلمان بالمنطقة الخضراء (أ.ف.ب)

في مقاربة جديدة لطبيعة علاقته مع خصومه في البيت الشيعي، استعان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر باللاعب الأرجنتيني الشهير مارادونا في سياق علاقته الملتبسة بهم.
وفيما رأى ممثله في خطبة صلاة الجمعة الموحدة التي أقامها أنصاره أمام بوابة البرلمان العراقي في المنطقة الخضراء، أن هدف المجتمعين على طاولة الحوار الوطني التي رعاها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، هي المصالح الشخصية والبقاء في السلطة، فإن صالح محمد العراقي، المقرب من الصدر، وجّه سهام نقده الحاد إلى ما عدّه تناقضاً في مواقف خصومه.
واستعان الصدر لهذا الغرض باللاعب الشهير مارادونا لوضع مقاربات عدة في سياق الوضع العراقي الحالي، مبيناً أن «الأمثال تُضرب ولا تقاس». ومن بين ما أورده الصدر أن «مارادونا، في إحدى مباريات كأس العالم تعرّض للكثير من العرقلات والاحتكاك من اللاعبين، ولم يكن الحكم منصفاً معه في احتساب الأخطاء والضربات الحرة لصالحه. لكنّ صبره نفد لتعمّد اللاعبين إيذاءه، فارتكب ضدّ أحد لاعبي الخصم خطأً فأسقطه أرضاً، فسارع الحكم إلى إشهار الكرت الأحمر بوجهه».
ومضى قائلاً في ربطه بين المثال وبين ما يتعرض له هو وتياره، إنه منذ «سنوات ونحن نتعرض لهجمات شرسة من الإعلام وتصريحات واتهامات وتشكيك وكيل تهم جزافاً، وليس مجرد نقد أو اتهامات مصحوبة بأدلة». ومن بين ما أخذه الصدر على خصومه في قوى الإطار التنسيقي قولهم عنه إنه جزء من تحالف إقليمي، وإنه «مدعوم من الخارج، ودموي، وديكتاتور، ولا يفقه من السياسة شيئاً»، وأن لديه طائرات خاصة، وإنه «سنّي يصلي بلا تربة، متقلب المزاج، متناقض... إلخ».
وفيما دعا الصدر خصومه إلى عدم السكوت، نصحهم بـ«أن يتحلوا بالأخلاق وبشرف الخصومة»، على حد قوله.
وفي الختام، أعاد الصدر التأكيد أن «مارادونا لم ييأس رغم كثرة الصدمات، لكنه وبصدمة واحدة منه أزاح أكبر اللاعبين عن طريقه. والكرت الأحمر بعده بيدينا».
إلى ذلك، أكد مهند الموسوي، ممثل الصدر في خطبة صلاة الجمعة التي أقامها الصدريون أمس أمام بوابة البرلمان العراقي في المنطقة الخضراء، أن الهجمات ضده تهدف إلى تحقيق «مصالح حزبية، والبقاء في السلطة».
وكان الصدر قد رفض حضور أي ممثل عنه مؤتمر الحوار الوطني الذي رعاه يوم الأربعاء الماضي رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بهدف حل الأزمة السياسية الراهنة التي تمر بها البلاد منذ ما يقرب من عشرة أشهر.
وشكر الصدر، عبر تغريدة له، الكاظمي على رعايته للحوار الوطني، لكنه اشترط أن يكون علنياً، ملمّحاً إلى بعض الإيجابيات في الحوارات التي أُجريت خلال المؤتمر، والتي وصلت إليه من أطراف سياسية حضرته.
وقال الموسوي إن «إرادة الشعوب أقوى من الطغاة، ويبقى الشعب هو الذي يقرر مصيره بنفسه مهما تمادى الطغاة»، مضيفاً أن «القدر يستجيب للشعب ما دام في الشعب أحرار وأُباة ضيم مثلكم أيها الثوار والأحرار».
وأوضح الموسوي أن «معنى الشعب هو مصدر السلطات هو (أن يكون الشعب) محط احترام وتقدير، بشرط أن تحترم (السلطات) الشعب، ولم تستطع السلطات الثلاث أن تقف على قدميها لولا تضحيات الشعب، ولم تستطع كل السلطات الاستمرار لولا تضحيات جيش الإمام والسرايا والحشد وثوار تشرين».
وبشأن الحوارات السياسية الجارية حالياً، قال الموسوي إن «الحوارات السياسية هي لأجل مصالحكم السياسية والحزبية، ولبقائكم في السلطة»، مشدداً على أن «هذه الحوارات لا قيمة لها عندنا ولا نقيم لها وزناً».
في سياق متصل، أكدت بعثة الأمم المتحدة في العراق «يونامي» وجود صعوبات تواجه العراق، لكن لا شيء عصياً على الحل. وقالت البعثة في بيان لها أمس (الجمعة)، لمناسبة الذكرى التاسعة عشرة للهجوم الذي تعرض له مقرها في بغداد، إن «العراق واجه مصاعب لا حصر لها في السنوات الأخيرة، وما الأزمة السياسية القائمة إلا آخر تحدٍّ مطوّل منها. ومع ذلك، ليس من بين الخلافات الراهنة ما هو عصيٌّ على الحل، ولا يمكن عدّها أكثرَ أهمية من المصلحة الوطنية».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

إسرائيل تتوسَّع لبنانياً في «الوقت الضائع»

الحدود اللبنانية - الإسرائيلية (رويترز)
الحدود اللبنانية - الإسرائيلية (رويترز)
TT

إسرائيل تتوسَّع لبنانياً في «الوقت الضائع»

الحدود اللبنانية - الإسرائيلية (رويترز)
الحدود اللبنانية - الإسرائيلية (رويترز)

سعت إسرائيل، أمس (الجمعة)، إلى التوسّع داخل لبنان فيما يمكن وصفه بـ«الوقت الضائع»، بانتظار بدء لجنة المراقبة عملها لتنفيذ اتفاق وقف النار الذي بدأ تنفيذه هذا الأسبوع، بينما أعلن أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم، عن «انتصار كبير يفوق النصر الذي تحقق (في حرب) عام 2006».

وأفيد أمس بأنَّ الجيش الإسرائيلي واصل محاولات التوغل في القرى الحدودية، حيث نجح في الوصول إلى ساحة بلدة مركبا (قضاء مرجعيون) التي لم يصل إليها خلال الحرب الأخيرة. جاء ذلك بينما أعلنت إسرائيل أنها شنّت غارة جوية ضد هدف لـ«حزب الله» في جنوب لبنان.

ولم يتوقَّف الجيش الإسرائيلي عند منع سكان القرى الحدودية التي لا يزال موجوداً فيها من العودة إليها، وإنما وسّع قائمة منع العودة لتشمل 60 قرية في الجنوب، محذراً العائلات من الانتقال إليها، وهو ما رأى فيه مصدر أمني محاولة لفرض منطقة عازلة بعمق يصل إلى 5 كيلومترات، على الأقل لحين استكمال انتشار الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة (اليونيفيل) على طول الحدود الجنوبية، وبدء لجنة المراقبة عملها على الأرض.