استهداف دورية روسية في درعا وانسحاب تعزيزات النظام

استهدفت عبوة ناسفة، صباح الخميس، دورية من الشرطة العسكرية الروسية أثناء مرورها على أوتوستراد دمشق - درعا، بالقرب من جسر مدينة داعل وخربة غزالة، دون وقوع إصابات، واقتصرت الأضرار على المادية. وشهدت المنطقة عقب ذلك انتشاراً عسكرياً لقوات النظام السوري وتدقيقاً للسيارات والمارة.
وقالت مصادر محلية في بلدة طفس، إن قوات النظام السوري بدأت صباح الخميس بالانسحاب من المواقع التي تمركزت بها مؤخراً في جنوب غربي درعا. كما أنها انسحبت من النقطة العسكرية التي ثبتتها في بناء مؤسسة الإسمنت القديمة جنوب المدينة، وذلك بعد تنفيذ بنود اتفاق عقد مؤخراً بين قادة محليين واللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في درعا.
وأجرى وجهاء طفس ورئيس اللجنة الأمنية والعسكرية التابعة للنظام في درعا المحطة، اجتماعاً مساء الأربعاء، طالبوا فيه بانسحاب التعزيزات العسكرية التي استقدمت إلى محيط طفس مؤخراً، تطبيقاً لبنود الاتفاق الذي قضى بخروج المطلوبين ودخول قوات النظام مؤسسة الإسمنت في المدينة وتفتيش بعض المنازل، وكانوا قد تلقوا وعوداً بانسحابها. جاء ذلك بعد عمليات وتصعيدات عسكرية شهدتها طفس، الأسبوع الماضي، أسفرت عن مقتل شخص وجرح 3 من أبناء المدينة.
وتناقل ناشطون في درعا نبأ مقتل المدعو محمد العودات وهو من المتهمين بالانتماء لتنظيم داعش، وكان قد تعرض للاعتقال من قبل الحاجز العسكري التابع للنظام السوري على طريق طفس داعل، المعروف باسم حاجز التابلين قبل عشرة أيام، أثناء وجوده مع الشيخ فادي العاسمي الذي قتل بعملية اغتيال قبل يومين في داعل بريف درعا الأوسط. وبُثت اعترافات للعودات، بعد أيام من اعتقاله عن عمليات اغتيال وقتل نفذها مطلوبون وتنظيم «داعش» في المنطقة الغربية من درعا. ورجح ناشطون مقتله تحت التعذيب، وآخرون قالوا إنه قتل أثناء عمل جراحي في مشفى درعا الوطني لأنه مصاب بيده أثناء مشاركته في التصدي لهجوم نفذته مجموعات أمنية تابعة للنظام في بلدة اليادودة غربي درعا نهاية الشهر الماضي، استهدف إياد الجعارة وعبيدة الديري، وهما من المطلوبين للنظام السوري والأجهزة الأمنية.
كما تم العثور ليلة الأربعاء- الخميس على جثة على دوار بلدة تل شهاب في الريف الغربي من محافظة درعا، تظهر عليها آثار إطلاق نار، وهي للمدعو «ماهر الرويس» من بلدة الجبيلية في ريف درعا الغربي، أرفقت معها ورقة كتب عليها «هذه نهاية كل عميل للمخابرات الجوية».
وقتل يوم الثلاثاء الماضي، الشيخ فادي العاسمي، أبرز الشخصيات المفاوضة مع الجانب الروسي والقيادي السابق في المعارضة الذي تعرض لعملية اغتيال. وأوضح أحد أقارب العاسمي حيثيات جديدة تتعلق باغتياله، قائلاً إنه عند حصار طفس، مؤخراً، طلب من الشيخ فادي العاسمي، نقل جريح مزارع تمت إصابته بالقصف على المدينة مؤخراً، لأحد المشافي، وهو من المطلوبين العاديين ويخشى المرور على حواجز ونقاط قوات النظام، وأثناء عودته إلى داعل ومعه الجريح تم إيقافهما من قبل حاجز يتبع للأمن العسكري، فقام عناصر الحاجز مع المساعد أبو جعفر بإشهار السلاح وإغلاق الطريق قبل وصولهما، وصادروا أسلحتهما واعتقلوا الجريح وهو محمد العودات.
وبعد هذه الحادثة تعرض الشيخ فادي العاسمي لاتهامات تارة من ضباط النظام يتهمونه بالتعامل مع التنظيم، وتارة من قبل (دواعش) واتهامه بالتعاون مع الأمن العسكري وأنه عميل وسلم الجريح. وقال المصدر إن الشيخ فادي العاسمي وقع بمصيدة ولم يكن يعرف من هو الجريح، وقد أوضح ذلك بتسجيل صوتي قبل يومين على إحدى مجموعات التواصل الاجتماعي.