قتلى في فرنسا وإيطاليا والنمسا بسبب عواصف رعدية عاتية

ما بقي من مخيم للسياح في قرية ساغون بجزيرة كورسيكا (أ.ف.ب)
ما بقي من مخيم للسياح في قرية ساغون بجزيرة كورسيكا (أ.ف.ب)
TT

قتلى في فرنسا وإيطاليا والنمسا بسبب عواصف رعدية عاتية

ما بقي من مخيم للسياح في قرية ساغون بجزيرة كورسيكا (أ.ف.ب)
ما بقي من مخيم للسياح في قرية ساغون بجزيرة كورسيكا (أ.ف.ب)

أدت عواصف عاتية مصحوبة بأمطار إلى سقوط قتلى، الخميس، في أوروبا، وتحديداً في جزيرة كورسيكا الفرنسية ومقاطعة توسكانا الإيطالية والنمسا. وأتت الثورة المناخير بعد كوجات حر استثنائية ضربت أوروبا، خصوصاً أوروبا الغربية.
وتسببت عواصف رعدية ضربت البحر المتوسط منذ الثلاثاء بمقتل خمسة أشخاص وإصابة أكثر من عشرين بجروح بينهم ثلاثة في حال الخطر، الخميس في جزيرة كورسيكا الفرنسية المتوسطية، بحسب آخر حصيلة نشرتها السلطات.
وخلّفت العواصف الرعدية المفاجئة والرياح العاتية التي بلغت سرعتها الخميس 224 كلم في الساعة وجاءت بعد موجة الحر والجفاف، بأضرار مادية واستلزمت عدة عمليات إنقاذ في البحر.
وعلى اليابسة لقي ثلاثة اشخاص تراوح اعمارهم بين 13 و72 سنة حتفهمجراء سقوط أشجار أو أسقف. كما أصيب 12 شخصا بجروح ثلاثة منهم في حال الخطر بينهم إيطالية تبلغ 23 عامًا، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي البحر قضى شخصان، هما صياد سمك في الثانية والستين وامرأة كانت في مركب وتم انتشال جثتيهما.
وذكرت المديرية البحرية أن هناك حوالى 10 جرحى على متن قوارب مختلفة.
بالإضافة إلى ذلك كان لا يزال 35 ألف مشترك محرومين من التيار الكهربائي في الجزيرة، بحسب ما قال متحدث باسم شركة الكهرباء الفرنسية عودة الخدمة لعشرة آلاف مشترك.
واتجهت العواصف ظهراً من جزيرة كورسيكا الى إيطاليا حيث قُتل شخصان واصيب خمسون بجروح في مقاطعة توسكانا، بحسب ما أفادت سلطات المنطقة الواقعة في وسط البلاد.
وأعدّت وكالة الحماية المدنية أماكن ايواء طارئة في مدارس وصالات رياضية لمن أُجبروا على ترك منازلهم بعدما اجتاحت الرياح العاتية والأمطار المنطقة الممتدة من الساحل إلى فلورنسا السياحية، ممّا أسفر عن مقتل رجل في لوكا وامرأة في كارارا، بحسب سلطات المنطقة.
كذلك، أصيب عدة أشخاص بجروح بسبب سقوط أشجار في موقع تخييم على الشاطئ في مارينا دي ماسا، بينما نُقل أربعة آخرون إلى المستشفى في بلدة بارغا.
وتأثرت عدة انحاء من ايطاليا بهذه العواصف، فقد سقطت بعض أجزاء برج الجرس بكاتدرائية القديس مرقس في البندقية الخميس. وأعلنت فينيتو التي تضم مدينة البندقية حال الطوارئ كما فعلت توسكانا.
وقررت ميلانو مثل فلورنسا إغلاق المتنزهات والحدائق العامة الجمعة، وطلبت من السكان عدم ركن سياراتهم أو المرور تحت الأشجار والتأكد من عدم وجود أغراض على شرفاتهم يمكنها ان تسقط.
أضرار قرب مدينة كلاغنفورت في النمسا (أ.ف.ب)
وفي النمسا، تسببت عاصفة بمقتل خمسة أشخاص من بينهم طفلان وأُصيب نحو عشرة بجروح الخميس، بحسب ما أعلنت السلطات ووكالة الأنباء النمساوية.
وقُتل ثلاثة أشخاص حين سقطت شجرة في ولاية النمسا السفلى (شرق)، فيما قضى طفلان في كارينثيا (جنوب) قرب بحيرة صغيرة حين اقتلعت الرياح عدة أشجار، حسبما قالت الناطقة باسم الصليب الأحمر في الولاية ميلاني رايتر.
وفي أنحاء أخرى من المنطقة المحاذية لايطاليا وسلوفينيا، طارت أسطح منازل بفعل الرياح.
بعيداً عن أوروبا، أُخليت مئات المنازل في نيوزيلندا بعد فيضانات نجمت عن أمطار غزيرة خلال عاصفة ضربت بعض مناطق ساوث آيلاند في جنوب الجزيرة.
وأدت العاصفة الاستوائية المنشأ التي رافقها هطول أمطار قد تصل إلى 30 سنتم إلى فيضان مياه الأنهار وسقوط أشجار أغلقت محاور طرق مهمة.
وكانت السلطات أعلنت الأربعاء حالة الطوارئ في بولر في منطقة الساحل الغربي وفي مدينة نيلسون حيث تم إخلاء 233 منزلاً بعد هطول كميات تعادل شهرا من الأمطار خلال أقل من 15 ساعة.
وتحت تأثير هذه الأمطار، فاضت مياه نهر ماتاي الرئيسي في مدينة نيلسون وغمرت المنازل والشوارع.
ووصفت رئيسة بلدية المدينة راشيل ريس هذه الفيضانات بأنها «حدث يسجل مرة كل مئة عام»، فيما كانت فرق البحث والإنقاذ إضافة إلى عناصر من الجيش، تساعد الأهالي في الشوارع الغارقة.
ونبهت ريس الأهالي إلى وجوب التعامل مع المياه على أنها ملوثة لإن بعض المجاري تصدعت.


مقالات ذات صلة

تايلور سويفت شعرت بـ«الخوف والذنب» بعد إحباط خطة لتفجير بإحدى حفلاتها

يوميات الشرق المغنية الأميركية تايلور سويفت (أ.ب)

تايلور سويفت شعرت بـ«الخوف والذنب» بعد إحباط خطة لتفجير بإحدى حفلاتها

قالت المغنية الأميركية تايلور سويفت إنها شعرت بـ«الخوف» و«الذنب»، أمس (الأربعاء)، بعد إلغاء حفلاتها الثلاث في فيينا بسبب اكتشاف خطة لتفجير انتحاري خلال إحداها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا أعلنت السلطات النمسوية توقيف رجل ثالث بعد الكشف عن خطة لتنفيذ هجوم انتحاري خلال إحدى حفلات سويفت في فيينا (ا.ب)

واشنطن تؤكد تزويد النمسا بمعلومات استخبارية لإحباط هجوم ضد حفلات سويفت

أعلن البيت الأبيض، الجمعة، أن الولايات المتحدة زودت النمسا معلومات استخبارية للمساعدة في إحباط هجوم جهادي» كان سيستهدف حفلات لنجمة البوب الأميركية تايلور سويفت.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا المغنية تايلور سويفت في نيو جيرسي بالولايات المتحدة في 28 أغسطس 2022 (رويترز)

الشرطة النمساوية: المشتبه به الرئيسي في «المؤامرة الإرهابية» لعروض تايلور سويفت أدلى باعترافات كاملة

أفادت الشرطة النمساوية بأن المشتبه به الرئيسي في المؤامرة الإرهابية المزعومة التي كانت تستهدف عروضاً للمغنية تايلور سويفت في فيينا، أدلى باعترافات كاملة.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
أوروبا تايلور سويفت خلال حفل بفرنسا في 2 يونيو 2024 (أ.ب)

إلغاء حفلات تايلور سويفت في فيينا بعد كشف مخطط هجوم إرهابي

ألغيت ثلاث حفلات للنجمة الأميركية تايلور سويفت كانت مقرّرة في فيينا هذا الأسبوع، وفق ما أعلن المنظمون الأربعاء، بعد إعلان الشرطة كشف مخطط لهجوم إرهابي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
أوروبا جبال الألب (رويترز)

مقتل شاب في جبال الألب بصاعقة برق

أعلنت الشرطة، اليوم الاثنين، مقتل سائح في جبال الألب النمساوية، بسبب صاعقة برق.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«الأمم المتحدة» تحذر من تفاقم الجوع في غزة والسودان ومالي

فلسطينيون يتجمعون للحصول على مساعدات غذائية مقدمة من برنامج الأغذية العالمي في جباليا بشمال غزة (رويترز)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على مساعدات غذائية مقدمة من برنامج الأغذية العالمي في جباليا بشمال غزة (رويترز)
TT

«الأمم المتحدة» تحذر من تفاقم الجوع في غزة والسودان ومالي

فلسطينيون يتجمعون للحصول على مساعدات غذائية مقدمة من برنامج الأغذية العالمي في جباليا بشمال غزة (رويترز)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على مساعدات غذائية مقدمة من برنامج الأغذية العالمي في جباليا بشمال غزة (رويترز)

حذّرت وكالات الأغذية، التابعة للأمم المتحدة، الخميس، من تفاقم مستويات الجوع، خلال الأشهر السبعة المقبلة، في أجزاء كثيرة من العالم، وأكثرها إثارة للقلق غزة والسودان وجنوب السودان ومالي وهايتي.

وتتسبب الصراعات والعنف المسلَّح في معظم حالات انعدام الأمن الغذائي الحاد في جميع المناطق التي جرت دراستها في التقرير نصف السنوي لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «الفاو»، وبرنامج الأغذية العالمي، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتُشكل العوامل المناخية الحادة عاملاً حاسماً في مناطق أخرى، في حين أن عدم المساواة الاقتصادية، وارتفاع مستويات الديون في كثير من البلدان النامية، يقوّضان قدرة الحكومات على الاستجابة، وفقاً للتقرير المشترك الذي يدرس الفترة من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 إلى مايو (أيار) 2025.

ويكشف التقرير، الذي يعتمد على أبحاث أجراها خبراء في وكالتين تابعتين للأمم المتحدة مقرُّهما روما، إن هناك حاجة ماسة إلى العمل الإنساني لكبح المجاعة والموت في قطاع غزة والسودان وجنوب السودان وهايتي ومالي.

ويحذر التقرير، بالإضافة إلى ذلك، من أنه «في غياب الجهود الإنسانية الفورية، والعمل الدولي المتضافر لمعالجة القيود الخطيرة، والتي تهدف إلى تهدئة الصراع وانعدام الأمن، من المرجح أن تتفاقم المجاعة والخسائر في الأرواح» في هذه المناطق.

كما أن نيجيريا وتشاد واليمن وموزمبيق وبورما وسوريا ولبنان في وضع مقلق جداً.

ويُسلط التقرير الضوء فقط على «الحالات الأكثر خطورة»، ومن ثم ليس على «جميع البلدان أو الأقاليم التي تعاني بدورها مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد»، وفق مُعِدّي التقرير.

ويُعد عام 2024 الثاني على التوالي، الذي يشهد تراجعاً في تمويل المساعدات الإنسانية، وواجه 12 برنامج مساعدات في قطاع الأمن الغذائي تراجعاً في التمويلات تزيد على 75 في المائة في دول مثل إثيوبيا واليمن وسوريا وبورما.

الآثار المباشرة وغير المباشرة

ويجري قياس مستويات انعدام الأمن الغذائي استناداً إلى مؤشرات من 1 إلى 5، ويتوافق المستوى الأخير مع حالة «الكارثة».

وفي قطاع غزة، أثار التصعيد الأخير في الأعمال العدائية مخاوف من احتمال تحقق سيناريو «الكارثة» المتمثل في المجاعة، وفق التقرير.

وسيواجه نحو 41 في المائة من السكان؛ أي ما يعادل 876 ألف شخص، مستويات «طارئة» من المجاعة، ما يمثل المستوى الرابع، في الفترة ما بين نوفمبر إلى نهاية أبريل (نيسان) المقبل، بينما سيواجه ما يقرب من 16 في المائة؛ أي 345 ألف شخص، مستويات «الكارثة»، وفقاً للتقرير.

وحتى منتصف أكتوبر (تشرين الأول) 2024، بلغ عدد النازحين 1.9 مليون شخص؛ أي ما يعادل 91 في المائة من سكان غزة.

أمّا في السودان فسيظل مئات الآلاف من النازحين بسبب النزاع يواجهون المجاعة، وفق المصدر نفسه.

وفي جنوب السودان، من المتوقع أن يتضاعف عدد الأشخاص الذين واجهوا المجاعة والموت، في الأشهر الأربعة بين أبريل (نيسان) ويوليو (تموز) 2024، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023.

لكن هذه الأرقام قد تتصاعد ابتداء من مايو (أيار) 2025، مع الفترة التي تلي وتسبق موسمي الحصاد.

ووفقاً للتقرير، تضرَّر أكثر من مليون شخص من الفيضانات الشديدة، هذا الشهر، في جنوب السودان، حيث تعاني العنف والركود الاقتصادي.

وعلى نحو مُشابه، يهدد العنف المسلَّح في هايتي، مقترناً بالأزمة الاقتصادية المستمرة والأعاصير، بتفاقم مستويات الجوع.

ويهدد تصاعد الصراع في مالي، حيث سحبت الأمم المتحدة بعثة حفظ السلام التابعة لها في عام 2023، بتفاقم المستويات الحرِجة بالفعل مع قيام الجماعات المسلَّحة بفرض حواجز على الطرق، ومنع إيصال المساعدات الإنسانية.

وفقاً للتقرير، فإن الآثار المباشرة وغير المباشرة للصراع على انعدام الأمن الغذائي كبيرة، وتتجاوز بكثير القضاء على الماشية والمحاصيل.

وتابع: «يُجبر النزاع الناس على الفرار من منازلهم، مما يؤدي إلى تأثر طرق العيش والدخل، ويحد من الوصول إلى الأسواق، ويفضي إلى تقلبات الأسعار وعدم انتظام إنتاج واستهلاك الغذاء».

وفي بعض المناطق التي تُعدّ مثيرة للقلق، فإن الظروف الجوية القاسية الناجمة عن احتمال عودة ظاهرة «إل نينو» هذا الشتاء، وهي ظاهرة مناخية طبيعية يمكن أن تؤدي إلى هطول أمطار غزيرة أو تفاقم الجفاف وموجات الحرارة، قد تسبب تفاقم الأزمات الغذائية، وفقاً للتقرير.