واشنطن سلّمت أوكرانيا صواريخ عالية السرعة مضادة للرادارات الروسية

من الترسانة الصاروخية الأميركية (رويترز)

قال مسؤول دفاعي كبير إن الولايات المتحدة سلّمت أوكرانيا خلال الأيام الماضية صواريخ عالية السرعة ومضادة للإشعاع من طراز «AGM88 HARM» ما سيُحدث «تغييراً جوهرياً على أرض المعركة».
يأتي ذلك بعد أن أكد كولن كال، وكيل وزارة الدفاع الأميركية، في تصريحات سابقة، أن واشنطن ستزوّد أوكرانيا ببعض الصواريخ المضادة للإشعاع التي يمكن إطلاقها من الطائرات الحربية. وقال في الثامن من أغسطس (آب) الجاري: «أرسلنا عدداً من الصواريخ المضادة للإشعاع التي يمكن إطلاقها من الطائرات الأوكرانية التي يمكن أن يكون لها تأثيرات على الرادارات الروسية».
والصاروخ جو - أرض «AGM - 88 - HARM» هو سلاح تكتيكي يتم إطلاقة من الطائرات ولديه القدرة على كشف الإشعاع المنبعث من محطات الرادار المعادية الروسية التي تتمتع بقدرات الكشف الواسعة على الأرض. ولهذا النوع من الصواريخ خاصية رصد نطاق واسع من الترددات والقدرة على الاحتفاظ بموقع مرسل الرادار حتى في حالة إغلاقه.
يبلغ مدى الصاروخ 30 ميلاً مما يعني أنه يمكن إطلاقه خارج نطاق الكثير من الأسلحة المضادة للطائرات. وتقوم شركة «رايثون» بإنتاجه، وقد استخدم سلاح الجو الأميركي هذا النوع من الصواريخ في الكثير من العمليات العسكرية، بما في ذلك في ليبيا والعراق ويوغوسلافيا.
ويستخدم هذا الصاروخ الآن في نحو 15 دولة. ولا تعد الصواريخ المضادة للإشعاع أسلحة خارقة، لكنها يمكن أن تكون مفيدة عند إطلاقها قبل غارة جوية، ويمكنها قمع الدفاعات الجوية وتمهيد الطريق الآمن للطائرات الصديقة. كما يمكن أن تخدع أجهزة الرادار عن طريق إرسال ترددات وهمية على مسافة من الرادار الحقيقي إضافةً إلى ترددات التشويش والشراك الخداعية.
ويثير وجود صواريخ «AGM - 88» مشكلة لرادارات الدفاع الجوي الروسية اللازمة للدفاع ضد المروحيات والطائرات النفاثة الأوكرانية والرادارات المضادة للبطارية المستخدمة في تحديد مواقع المدفعية الأوكرانية، بما في ذلك قاذفات الصواريخ المتعددة المصنوعة في الولايات المتحدة.
وكان هناك جدل واسع بين العسكريين حول الطائرات المقاتلة المطلوبة لاستخدام هذه الصواريخ التي لا يمكن تركيبها واستخدامها على الطائرات الروسية الأصل التي تمتلكها أوكرانيا في أسطولها، بينما توجد هذه النوعية من الطائرات في دول حلف شمال الأطلسي بما في ذلك طائرات من طراز «تورنيدو ECR»، و«F - 16CM بلوك 50»، و«F - A - 18 - EA - 18G»، وهي القادرة على حمل هذا النوع المتقدم من الصواريخ الأميركية العالية السرعة.
وأشار تقرير لشبكة «سي إن إن» إلى أن هذه الصواريخ يستخدمها للمرة الأولى جيش آخر غير الجيش الأميركي. ولفتت الشبكة إلى أن فائدة هذه الصواريخ المتقدمة «تعد قليلة بالنظر إلى العدد المحدود للطائرات في سلاح الجو الأوكراني»، مشيرةً إلى أن أوكرانيا ليس لديها طائرات معروفة يمكن أن تتوافق مع هذه النوعية من الصواريخ معززة التكهنات بأن الصواريخ قد تستخدمها طائرات «الناتو» سراً لدعم الجيش الأوكراني. وقالت الشبكة عبر عدد من المحللين العسكريين إنه من الناحية النظرية «يمكن استخدام الصواريخ من طراز AGM88 HARM في الطائرات الروسية الأصل لكن هذا سيتطلب الكثير من البحث والتطوير، وهو أمر قد لا يتوافر لدى أوكرانيا بسبب الحرب المشتعلة».