إسرائيل تكشف عن سبب «دقة» ضرباتها الأخيرة في غزة

القطاع غطي بطائرات من دون طيار تجمع المعلومات الاستخبارية وتحدد الأهداف

طائرة من دون طيار إسرائيلية (الجيش الإسرائيلي)
طائرة من دون طيار إسرائيلية (الجيش الإسرائيلي)
TT

إسرائيل تكشف عن سبب «دقة» ضرباتها الأخيرة في غزة

طائرة من دون طيار إسرائيلية (الجيش الإسرائيلي)
طائرة من دون طيار إسرائيلية (الجيش الإسرائيلي)

قال مسؤولون عسكريون إسرائيليون، أمس (الأربعاء)، إن أسطول سلاح الجو الإسرائيلي المكون من طائرات من دون طيار مسلحة وطائرات استطلاع، كان جزءاً «لا يتجزأ» من الجولة الأخيرة من القتال ضد «حركة الجهاد الإسلامي» الفلسطينية في قطاع غزة. ووفقاً للجيش الإسرائيلي، قامت طائرات من دون طيار بأكثر من 2000 ساعة طيران في نحو 100 طلعة جوية خلال المعركة التي استمرت 66 ساعة بين 5 و8 أغسطس (آب) الحالي.
وحسب تقرير نشرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، ضربت الطائرات من دون طيار عشرات الأهداف، بشكل أساسي باستخدام «Elbit Hermes 450»، الذي يديره «السرب 161» التابع لسلاح الجو ووحدة سلاح المدفعية «5252» من قاعدة بلماخيم الجوية.
وقال قائد قاعدة بلماخيم، العميد عمري دور، إن «غزة بأكملها غطيت بالطائرات من دون طيار التي تجمع المعلومات الاستخبارية على مدار 24 ساعة في اليوم»، مضيفاً: «من هذه المعلومات، تنتج (القيادة الجنوبية) و(فرقة غزة) والقوات الجوية والفروع الأخرى معلومات استخباراتية عالية الجودة تتحول إلى أهداف».
وتابع: «بعض هذه الأهداف تعرض لهجمات بطائرات هليكوبتر وطائرات مقاتلة... وبالطبع طائرات من دون طيار، والتي تعدّ أيضاً جزءاً لا يتجزأ من مجموعة هجوم الجيش الإسرائيلي».
إجمالاً؛ قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف 170 هدفاً؛ بما في ذلك اثنان من كبار مسؤولي «الجهاد»، و17 نقطة مراقبة (6 منها يديرها نشطاء «الجهاد»)، و45 موقعاً لإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون، و8 معسكرات، و8 مخابئ أسلحة، و6 منشآت لإنتاج الأسلحة، و3 أهداف مرتبطة بالقوة البحرية لـ«الجهاد»، و«نفق هجوم».
وقال دور إن استخدام الطائرات من دون طيار أثناء المعركة، بشكل عام، كان «متنوعاً». وأضاف: «البدء بعملية دقيقة للغاية يتمثل في العثور على شخص أو قاذفة واحدة وتحييدها دون التسبب في أضرار جانبية أو أذى لشخص آخر، ثم نقوم بمسح المنطقة للتحضير للهجوم بواسطة الطائرات المقاتلة». وأشار دور إلى أن القدرة على شن «هجمات بالأسلحة الثقيلة مع أضرار جانبية قليلة باستخدام الطائرات المقاتلة كانت بفضل الطائرات من دون طيار التي تقوم بمسح المنطقة».
وقال قائد سلاح المدفعية، العميد نيري هورويتز، إن «الطائرات من دون طيار كانت تقوم بمسح قطاع غزة في الأيام التي سبقت المعركة، مما سمح لها بالحصول على المعلومات الاستخباراتية لاستهداف كبار القادة بدقة، وقاذفات الـ(هاون) والصواريخ التي كانت جاهزة للإطلاق أو تلك التي أطلقت بالفعل».
خلال المعركة الأخيرة ضد «الجهاد»، قال الجيش الإسرائيلي إنه أخر العديد من الضربات التي كان يمكن تنفيذها، بفضل الطائرات من دون طيار التي حددت أشخاصاً أبرياء في الجوار.
ومع ذلك، قالت «حماس» إن 49 شخصاً قتلوا؛ بينهم 17 طفلاً. يعتقد الجيش الإسرائيلي أن ما لا يقل عن 12 شخصاً قتلوا بصواريخ أخطأ إطلاقها الفلسطينيون وسقطت على مسافة قصيرة داخل غزة.
قال هورويتز إن الوحدة التي تشغل الطائرات من دون طيار كانت «قوة مهمة في العديد من العمليات على مر السنين، ولديها تاريخ قتالي كبير».
وأكد هورويتز أن «الوحدة 5252»، وحدة الطائرات من دون طيار الهجومية، موجودة منذ أكثر من عقدين. وقال: «منذ إنشائها، كانت نموذجاً للتعاون الفريد داخل الجيش الإسرائيلي».
ومن بين الطائرات من دون طيار الأخرى التي استخدمها سلاح الجو الإسرائيلي طائرات «Hermes 900».
وقال الجيش الإسرائيلي إنه «بشكل عام؛ تشكل الطائرات من دون طيار نحو 80 في المائة من إجمالي ساعات الطيران التشغيلية في سلاح الجو». ولم تكشف إسرائيل عن عدد الطائرات المسيرة الهجومية التي تمتلكها.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.