واشنطن وسيول تعهدتا رداً «قوياً وحازماً» على استفزازات بوينغ يانع

في انتهاك جديد لقرارات مجلس الأمن، أطلقت كوريا الشمالية صاروخين «كروز» أمس من بلدة أونشون على الساحل الغربي للبلاد. فيما حذرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بيونغ يانغ من تبعات إجراء تجربة نووية، مهددتين بأنهما ستقومان باستجابة ثنائية «قوية وحازمة» تشمل خيارات نشر الأصول الاستراتيجية الأميركية في المنطقة.
وهي أول تجربة صاروخية تجريها بيونغ يانغ خلال شهرين حيث كانت تكافح تفشي وباء كوفيد 19، واعتبرها المحللون واحدة من أكثر التحركات استفزازية من قبلها منذ إطلاقها ثمانية صواريخ بالستية في العاشر من يوليو (تموز) الماضي.
ولم ترد تفاصيل عن المسافة التي قطعتها تلك الصواريخ. لكن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أعلنتا أن السلطات العسكرية تقوم بتحليل تفاصيل الاختبار الصاروخي.
وأثار توقيت الاختبارات الجديدة الكثير من الشكوك والمخاوف حول تصاعد جديد للتوترات في جنوب شرق آسيا. إذ تزامنت مع احتفال رئيس كوريا الجنوبية بأول 100 يوم له من تولي السلطة، وبعد يوم من بدء التدريبات والمناورات العسكرية المشتركة الأميركية – الكورية الجنوبية التي بدأت الثلاثاء وتستمر أربعة أيام، والتي تعد أكبر تدريب عسكري بين البلدين منذ سنوات.
كما أثارت التجارب الصاروخية مخاوف من تجربة نووية محتملة قد تقوم بها بيونغ يانغ، وقلقاً من استئناف الاستفزازات العسكرية بين الكورتين الشمالية والجنوبية التي شهدت هدوءاً نسبياً في الأشهر الأخيرة. وكان الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون هدّد مراراً باستعداده لإجراء تجربة نووية - وهي ستكون الأولى منذ آخر تجربة أجرتها كوريا الشمالية عام 2017 - ووصف أكثر من مرة التجارب العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بأنها مقدمه لغزو بلاده، محذراً من أن جيشه مستعد للمواجهة.
رئيس كوريا الجنوبي يون سوك يول قال أمس خلال مؤتمر صحافي لمناسبة 100 يوم على توليه منصبه، إن حكومته ليست لديها خطط للردع النووي ضد كوريا الشمالية على الرغم من تهديداتها المتزايدة. وشدد على أن حكومته لا ترغب ولا تسعى إلى إحداث أي تغيير سياسي في كوريا الشمالية، ولا تدعم استخدام القوة لإسقاط النظام الكوري الشمالي.
كما شدد يون على أن حكومته تريد حواراً هادفاً مع بيونغ يانغ، موضحاً أن المحادثات بين قادة الكوريتين يجب ألا تكون عرضاً سياسياً. وكرر عرضه «الجريء» تقديم مكافآت اقتصادية ومساعدات اقتصادية واسعة النطاق لبيونغ يانغ مقابل كل خطوة تقوم بها لنزع السلاح النووي على مراحل إذا التزمت كوريا الشمالية بخارطة طريق حقيقية تجاه التخلي تماماً عن برنامجها للأسلحة النووية.
ورفضت كوريا الشمالية الدعوات السابقة التي أطلقتها جارتها الجنوبية لتقديم المساعدة في شكل أغذية ورعاية صحية ومشروعات بنية تحتية.
ودعا يون في تصريحات سابقة إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة مع كل من الصين وكوريا الشمالية واتخذ خطاً أكثر توافقا مع سياسات الولايات المتحدة واليابان.
ويقول الخبراء إن تكثيف كوريا الشمالية لتجاربها الصاروخية وتعزيز ترسانتها، يستهدف إجبار الولايات المتحدة على قبول فكرة كوريا الشمالية كقوة نووية حتى تتمكن من التفاوض بشأن تنازلات اقتصادية وأمنية من موقع قوة.
وفي غضون ذلك، عقد مسؤولون في وزارتي الدفاع الأميركية (البنتاغون) والكورية الجنوبية المحادثات الدفاعية المنتظمة في سيول، حيث ناقشوا كيفية مواجهة التجارب الصاروخية المتكررة لكوريا الشمالية.
وصدر بيان مشترك أمس تعهد فيه الجانبان العمل على تحقيق الهدف المشترك في نزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية، وتعزيز التعاون العسكري بين البلدين لرفع جهوزية كوريا الجنوبية للدفاع عن نفسها. وحذر الجانبان من أنه في حال أجرت كوريا الشمالية تجربة نووية، فإن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ستقومان باستجابة ثنائية «قوية وحازمة» تشمل خيارات نشر الأصول الاستراتيجية الأميركية في المنطقة.
ويعد هذا البيان شديد اللهجة الأقوى تصدره الإدارة الأميركية والقادة العسكريون في مواجهة التجارب الصاروخية المتكررة لكوريا الشمالية.
وتعهد الجانبان التعاون لمواجهة التحديات الإقليمية والإجراءات غير القانونية المتعلقة بكوريا الشمالية وانتهاك قرارات مجلس الأمن بشأن كوريا الشمالية.
وأكد البيان المشترك أهمية الالتزام بالنظام الدولي والقوانين والأعراف الدولية، بما في ذلك حرية الملاحة والتحليق بما في ذلك بحر الصين الجنوبي.
واكد الجانبان الحفاظ على السلام والاستقرار ومواصلة تعزيز التعاون الدفاعي والأمني في منطقة المحيطين الهندي والهادي وتوثيق التعاون الثلاثي بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان لتعزيز المصالح الأمنية المشتركة وتوسيع التدريبات العسكرية متعددة الأطراف التي تشمل استراليا وكندا أيضاً.
وتعهد القادة العسكريون أيضاً تعزيز التعاون في مجال الصناعات الدفاعية ومكافحة القرصنة السيبرانية.
وأشاد البيان بقدرات نظام ثاد الدفاعي الأميركي (THAAD) وأهمية تعزيز البنية الدفاعية الصاروخية للدفاع عن كوريا الجنوبية والقوات الأميركية الموجودة في سيول.