أميركا تهدد بنشر «أصول» عسكرية إذا أقدمت كوريا الشمالية على تجربة نووية

واشنطن وسيول تتعهدان بالرد «القوي والحازم» على استفزازات بيونغ يانغ

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال مؤتمر صحافي له في بروكسل يوم 15 يونيو الماضي (إ.ب.أ)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال مؤتمر صحافي له في بروكسل يوم 15 يونيو الماضي (إ.ب.أ)
TT

أميركا تهدد بنشر «أصول» عسكرية إذا أقدمت كوريا الشمالية على تجربة نووية

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال مؤتمر صحافي له في بروكسل يوم 15 يونيو الماضي (إ.ب.أ)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال مؤتمر صحافي له في بروكسل يوم 15 يونيو الماضي (إ.ب.أ)

أصدرت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) بياناً مشتركاً، صباح اليوم (الأربعاء)، مع نظيرتها الكورية الجنوبية تعهدتا فيه بالعمل على تحقيق الهدف المشترك في نزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية، وتعزيز التعاون العسكري بين البلدين لرفع جهوزية كوريا الجنوبية للدفاع عن نفسها.
وأكد الجانبان أنه إذا أجرت كوريا الشمالية تجربة نووية، فإن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ستقومان باستجابة ثنائية «قوية وحازمة»، تشمل خيارات نشر الأصول الاستراتيجية الأميركية في المنطقة.
وجدد المسؤولون العسكريون الأميركيون التزام الولايات المتحدة «الصارم» بالدفاع عن كوريا الجنوبية، والاستفادة من القدرات العسكرية الأميركية الكاملة، التي تشمل القدرات النووية والتقليدية والدفاع الصاروخي وغيرها من القدرات المتقدمة غير النووية لتعزيز نظام كوريا الجنوبية الدفاعي، بهدف ردع ومواجهة التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية.
ويُعد هذا البيان شديد اللهجة، أقوى بيان تصدره الإدارة الأميركية والقادة العسكريون في مواجهة التجارب الصاروخية المتكررة لكوريا الشمالية.
وكان نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لشرق آسيا قد ترأس الوفد الأميركي في جلسات الحوار الدفاعي المتكامل المشترك في سيول يومي الثلاثاء والأربعاء، وشارك فيه مسؤولون بارزون في وزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين ونظراؤهم من كوريا الجنوبية، حول استراتيجية الردع وكيفية مواجهة التجارب الصاروخية المتكررة لكوريا الشمالية.
وأكد البيان المشترك؛ الذي أعلنته وزارة الدفاع الأميركية، على أهمية الالتزام بالنظام الدولي والقوانين والأعراف الدولية، بما في ذلك حرية الملاحة والتحليق؛ بما في ذلك في بحر الصين الجنوبي، وتعهد الجانبان بالتعاون لمواجهة التحديات الإقليمية والإجراءات غير القانونية المتعلقة بكوريا الشمالية وانتهاكاتها قرارات مجلس الأمن الدولي.
وأكد الجانبان على الحفاظ على السلام والاستقرار، ومواصلة تعزيز التعاون الدفاعي والأمني في منطقة المحيطين الهندي والهادي، وكذلك توثيق التعاون الثلاثي بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان، لتعزيز المصالح الأمنية المشتركة، وتوسيع التدريبات العسكرية متعددة الأطراف، التي تشمل أستراليا وكندا أيضاً.
وأشاد البيان بقدرات نظام «ثاد (THAAD)» الدفاعي الأميركي، وأهمية تعزيز البنية الدفاعية الصاروخية للدفاع عن كوريا الجنوبية والقوات الأميركية الموجودة في سيول، مع مراجعة الوضع النووي والدفاعات الصاروخية للتأكد من قدرات كوريا الجنوبية النووية، والقدرات غير النووية وسط ما سماها البيان «بيئة أمنية ديناميكية في المنطقة».
ومن المقرر أن ترأس الولايات المتحدة اجتماعاً لـ«المجموعة الاستشارية للردع (EDSCG)» في سبتمبر (أيلول) المقبل، والترتيب للتدريبات العسكرية المقبلة، والتنسيق السياسي لتعزيز قدرة التحالف في تعزيز عمل وحدة مكافحة الصواريخ التي تعمل داخل كوريا الجنوبية.
وأكد الجانبان في «مبادرة السياسة الأمنية (SPI)» أن تحقيق السلام والأمن يظل الهدف الرئيسي لمنطقة شمال شرقي آسيا، وشبه الجزيرة الكورية.
وتعهد القادة العسكريون أيضاً بتعزيز التعاون في مجال الصناعات الدفاعية، ومكافحة القرصنة السيبرانية، والاستعداد للتهديدات الناشئة ومجالات التعاون التكنولوجي في الفضاء والذكاء الصناعي، وفي مجال اتصالات الجيل الخامس.


مقالات ذات صلة

كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

العالم كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

تعتزم كوريا الشمالية تعزيز «الردع العسكري» ضد كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، منتقدة اتفاق القمة الذي عقد هذا الأسبوع بين البلدين بشأن تعزيز الردع الموسع الأميركي، ووصفته بأنه «نتاج سياسة عدائية شائنة» ضد بيونغ يانغ، وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية. ونشرت وكالة الأنباء المركزية الكورية (الأحد)، تعليقاً انتقدت فيه زيارة الدولة التي قام بها رئيس كوريا الجنوبية يون سيوك - يول إلى الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، ووصفت الرحلة بأنها «الرحلة الأكثر عدائية وعدوانية واستفزازاً، وهي رحلة خطيرة بالنسبة لحرب نووية»، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الألمانية. وذكرت وكالة أنباء «

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

حذرت كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لتعزيز الردع النووي ضد بيونغ يانغ لن يؤدي إلا إلى «خطر أكثر فداحة»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. كانت واشنطن وسيول حذرتا الأربعاء كوريا الشمالية من أن أي هجوم نووي تطلقه «سيفضي إلى نهاية» نظامها. وردت الشقيقة الشديدة النفوذ للزعيم الكوري الشمالي على هذا التهديد، قائلة إن كوريا الشمالية مقتنعة بضرورة «أن تحسن بشكل أكبر» برنامج الردع النووي الخاص بها، وفقا لتصريحات نقلتها «وكالة الأنباء الكورية الشمالية» اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
العالم شركة تبغ ستدفع 600 مليون دولار كتسوية لانتهاكها العقوبات على بيونغ يانغ

شركة تبغ ستدفع 600 مليون دولار كتسوية لانتهاكها العقوبات على بيونغ يانغ

وافقت مجموعة «بريتيش أميركان توباكو» على دفع أكثر من 600 مليون دولار لتسوية اتهامات ببيعها سجائر لكوريا الشمالية طوال سنوات في انتهاك للعقوبات التي تفرضها واشنطن، كما أعلنت وزارة العدل الأميركية الثلاثاء. في أشدّ إجراء تتخذه السلطات الأميركية ضدّ شركة لانتهاك العقوبات على كوريا الشمالية، وافق فرع الشركة في سنغافورة على الإقرار بالذنب في تهم جنائية تتعلق بالاحتيال المصرفي وخرق العقوبات. وأفادت وزارة العدل الأميركية بأنه بين عامَي 2007 و2017، عملت المجموعة على تشغيل شبكة من الشركات الوهمية لتزويد صانعي السجائر في كوريا الشمالية بسلع. وقال مسؤولون أميركيون إن الشركة كانت تعلم أنها تنتهك عقوبات أم

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم كوريا الشمالية: وضعنا كدولة تملك أسلحة نووية حقيقة لا يمكن إنكارها

كوريا الشمالية: وضعنا كدولة تملك أسلحة نووية حقيقة لا يمكن إنكارها

نقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية، اليوم الجمعة، عن وزيرة خارجية كوريا الشمالية، تشوي سون هوي، قولها إن وضع البلاد باعتبارها دولة تمتلك أسلحة نووية سيظل حقيقة لا يمكن إنكارها، وإنها ستستمر في بناء قوتها حتى القضاء على التهديدات العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها. جاءت تصريحات الوزيرة في بيان ينتقد الولايات المتحدة ودول مجموعة السبع.

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم كوريا الشمالية ترفض دعوة «مجموعة السبع» للامتناع عن تجارب نووية جديدة

كوريا الشمالية ترفض دعوة «مجموعة السبع» للامتناع عن تجارب نووية جديدة

رفضت كوريا الشمالية، اليوم (الجمعة)، دعوة مجموعة السبع لها إلى «الامتناع» عن أي تجارب نووية أخرى، أو إطلاق صواريخ باليستية، مجددةً التأكيد أن وضعها بوصفها قوة نووية «نهائي ولا رجعة فيه»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». ونددت وزيرة الخارجية الكورية الشمالية تشوي سون هوي بالبيان «التدخلي جداً» الصادر عن «مجموعة السبع»، قائلة إن القوى الاقتصادية السبع الكبرى في العالم تُهاجم «بشكل خبيث الممارسة المشروعة للسيادة» من جانب بلادها. وقالت تشوي في بيان نشرته «وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية» إن «موقف جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية بصفتها قوة نووية عالمية نهائي ولا رجوع فيه». واعتبرت أن «(مج

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.