اكتشاف سمكة متوهجة مع مادة مضادة للتجمد تحت غرينلاند

اكتشاف سمكة متوهجة مع مادة مضادة للتجمد تحت غرينلاند
TT

اكتشاف سمكة متوهجة مع مادة مضادة للتجمد تحت غرينلاند

اكتشاف سمكة متوهجة مع مادة مضادة للتجمد تحت غرينلاند

اكتشف العلماء الذين ينقبون في أعماق جبل جليدي قبالة غرينلاند سمكة ذات مضاد تجمد أخضر متوهج يمر عبر عروقها.
فقد وجدت الدراسة الجديدة أن سمكة الحلزون الصغيرة (Liparis gibbus) تحتوي على «أعلى مستويات التعبير» عن البروتينات المضادة للتجمد على الإطلاق.
وعلى غرار الطريقة التي يساعد بها مضاد التجمد في تنظيم درجة حرارة محرك السيارة في الظروف القاسية، تطورت بعض أنواع الأسماك لتتمتع بحماية مماثلة، خاصة تلك التي تعيش في بيئات متجمدة مثل المياه القطبية قبالة غرينلاند.
وفي هذا الاطار، أظهرت الدراسة «ان البروتينات المضادة للتجمد تلتصق بسطح بلورات الجليد الأصغر وتبطئها أو تمنعها من النمو إلى بلورات أكبر حجمًا وأكثر خطورة»، وفق ما قال المؤلف المشارك في الدراسة ديفيد غروبر باحث مشارك بالمتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي (AMNH) أحد أساتذة علم الأحياء المتميز بكلية باروخ بجامعة مدينة نيويورك، حسبما نشر موقع «لايف ساينس» العلمي المتخصص
واضاف غروبر أن «الأسماك من القطبين الشمالي والجنوبي طورت هذه البروتينات بشكل مستقل».
يذكر أنه تم اكتشاف بروتينات مضادة للتجمد لأول مرة في بعض أسماك القطب الجنوبي منذ ما يقرب من 50 عامًا، وفقًا لمؤسسة العلوم الوطنية.
وعلى عكس بعض أنواع الزواحف والحشرات ذوات الدم البارد، لا تستطيع الأسماك البقاء على قيد الحياة عندما تتجمد سوائلها الجسدية، ما قد يتسبب بتكوين حبيبات الجليد داخل خلاياها وتحويلها بشكل أساسي إلى مصاصات سمكية.
من جانبه، يقول جون سباركس أمين عام قسم علم الأسماك بمتحف التاريخ الطبيعي الأميركي (AMNH) المؤلف المشارك للدراسة «إن حقيقة أن هذه البروتينات المختلفة المضادة للتجمد قد تطورت بشكل مستقل في عدد من سلالات الأسماك المختلفة (غير المرتبطة ارتباطًا وثيقًا) توضح مدى أهميتها لبقاء هذه الكائنات الحية في هذه الموائل المتطرفة».
بدوره، يوضح بروغر «أن أسماك الحلزون تنتج بروتينات مضادة للتجمد مثل أي بروتين آخر ثم تفرزها في مجرى الدم. ومع ذلك، يبدو أن سمك الحلزون يصنع بروتينات مضادة للتجمد أعلى 1 % من جميع جينات الأسماك الأخرى».
ووجد العلماء المخلوق الصغير الذي يشبه الشرغوف عام 2019 خلال رحلة استكشافية أثناء استكشافهم لمواطن جبل الجليد قبالة سواحل غرينلاند.
ويؤكد غروبر «كان سمك الحلزون أحد الأنواع القليلة من الأسماك التي تعيش بين الجبال الجليدية في الشقوق... كان من المدهش أن مثل هذه السمكة الصغيرة يمكن أن تعيش في مثل هذه البيئة شديدة البرودة دون ان تتجمد».
ومن النادر أن تظهر أسماك القطب الشمالي تألقًا حيويًا؛ يعني القدرة على تحويل الضوء الأزرق إلى ضوء أخضر أو ​​أحمر أو أصفر. ونظرًا لوجود فترات طويلة من الظلام، خاصة في فصل الشتاء في القطبين، توجد هذه الخاصية عادة في الأسماك التي تسبح في المياه الدافئة؛ هذه هي الحالة الأولى المبلغ عنها لأنواع أسماك القطب الشمالي تظهر هذا التكيف، وفقًا للمتحف.
وقد قام العلماء أيضًا بفحص خصائص الفلورسنت الحيوي لسمكة الحلزون ووجدوا «نوعين مختلفين من عائلات الجينات التي تشفر البروتينات المضادة للتجمد»، وفقًا لبيان منفصل، وهو تكيف يساعدهم بشكل أساسي على تجنب التحول إلى عصي أسماك مجمدة.
وشدد البيان «أن هذا المستوى المذهل من إنتاج مضاد التجمد يمكن أن يساعد هذه الأنواع على التكيف مع بيئة تحت الصفر. كما يثير تساؤلاً حول كيفية أداء سمكة الحلزون مع ارتفاع درجات حرارة المحيط نتيجة الاحتباس الحراري».


مقالات ذات صلة

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
يوميات الشرق بإمكان الجميع بدء حياة أخرى (أ.ب)

شبل الأسد «سارة» أُجليت من لبنان إلى جنوب أفريقيا لحياة أفضل

بعد قضاء شهرين في شقّة صغيرة ببيروت مع جمعية للدفاع عن حقوق الحيوان، وصلت أنثى شبل الأسد إلى محمية للحيوانات البرّية بجنوب أفريقيا... هذه قصتها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق «مو دينغ» يُكثّف نجوميته (أ.ب)

أغنية رسمية بـ4 لغات لفرس النهر التايلاندي القزم «مو دينغ» (فيديو)

إذا لم تستطع رؤية فرس النهر التايلاندي القزم، «مو دينغ»، من كثب، فثمة الآن أغنية رسمية مميّزة له بعدما بات الحيوان المفضَّل لكثيرين على الإنترنت.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
يوميات الشرق عدد الفيلة في النوعين مجتمعين بلغ ما بين 415 ألف و540 ألف فيل حتى عام 2016 (رويترز)

انخفاض كبير في أعداد الأفيال الأفريقية خلال نصف قرن

واختفت الأفيال من بعض المواقع بينما زادت أعدادها في أماكن أخرى بفضل جهود الحفاظ عليها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مهارة مذهلة (إكس)

فِيلة تُذهل العلماء... «ملكة الاستحمام» عن جدارة! (فيديو)

أذهلت فِيلةٌ آسيويةٌ العلماءَ لاستحمامها بنفسها، مُستخدمةً خرطوماً مرناً في حديقة حيوان ألمانية، مما يدلّ على «مهارة رائعة».

«الشرق الأوسط» (برلين)

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)

تقام «أيام بنغلاديش» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض، والتي انطلقت لياليها، الثلاثاء، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى السبت، بهدف تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمع السعودي والمقيمين، وإبراز التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه السعودية.

وتشهد الفعاليات عروضاً فنية متنوعة تقدمها الفرقة الشعبية، حيث تألق المشاركون بتقديم عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي، إلى جانب أغنيات مستوحاة من أعمال أبرز شعراء بنغلاديش.

عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي (الشرق الأوسط)

كما يضم الحدث منطقة مخصصة لعرض التراث البنغالي، حيث تُتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب الغنية للثقافة البنغالية عن قرب؛ إذ تشمل المنطقة معروضات للأزياء التقليدية المزينة بالزخارف اليدوية التي تعكس المهارة الحرفية والفنية المتميزة، حيث يتم عرض الساري البنغالي المصنوع من أقمشة الحرير والقطن الفاخرة، إضافة إلى الملابس التقليدية للرجال مثل البنجابي والدوتي، كما تعرض الإكسسوارات اليدوية التي تشتهر بها بنغلاديش، بما في ذلك المجوهرات التقليدية المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، والحقائب والمطرزات التي تعكس ذوقاً فنياً عريقاً.

الفعاليات شملت استكشاف التراث البنغالي (الشرق الأوسط)

واشتملت الفعاليات على قسم مخصص للأطعمة من بنغلاديش؛ إذ يٌقدم للزوار فرصة تذوق أشهى الأطباق التقليدية التي تمثل المطبخ البنغالي المعروف بنكهاته الغنية وتوابله المميزة، وتشمل الأطباق المقدمة أكلات شهيرة مثل البرياني البنغالي، والداكا كاكوري كباب، وسمك الهيلشا المطهو بطرق تراثية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل الروشا غولا والميزان لادّو.

وتضيف هذه المنطقة بعداً مميزاً للفعالية، حيث لا تقتصر التجربة على الفنون والعروض، بل تمتد لتشمل استكشاف التراث البنغالي بشكل متكامل يعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد، مما يجعلها تجربة غنية تُثري التفاعل الثقافي بين الزوار.

معروضات للأزياء التقليدية (الشرق الأوسط)

وحظيت الفعاليات منذ انطلاقها بإقبال واسع من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بجمال الفلكلور البنغالي وتنوع العروض الفنية المقدمة، كما أبدى العديد من الحاضرين تقديرهم لهذه المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الثقافات.

وأكّد المسؤولون أن هذه المبادرة تأتي جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.