حلبجة تسجل اسمها فعليًا رابع محافظة في إقليم كردستان

افتتاح مبنى المحافظة العراقية التاسعة عشرة والإعلان رسميًا عن أول محافظ لها

TT

حلبجة تسجل اسمها فعليًا رابع محافظة في إقليم كردستان

افتتحت حكومة إقليم كردستان العراق أمس مبنى محافظة حلبجة، رابع محافظات الإقليم، في مراسم خاصة نظمت بهذه المناسبة في المدينة التي تصدرت واجهة الأحداث الدولية إثر تعرضها للقصف الكيماوي في عهد النظام العراقي السابق، لتبدأ بذلك عملها بشكل رسمي بعد تعيين محافظ لها في الأول من يونيو (حزيران) الحالي.
وقال عبد الله نورولي، أول محافظ لحلبجة في حديث لـ«الشرق الأوسط» عقب الانتهاء من المراسم: «أناشد الحكومة العراقية وحكومة الإقليم التنسيق والتعاون في مجال إعمار البنية التحتية لمحافظة حلبجة وازدهارها»، مضيفا أن المحافظة الجديدة تمتلك رأسمال معنويا كبيرا، وهي غنية وتحتضن الكثير من المواقع السياحية التي يمكن الاستفادة منها مستقبلا في تطوير المحافظة وتقدمها على كل الأصعدة.
وتابع نورولي: «إن عملية تحويل حلبجة من قضاء إلى محافظة بذاتها تعتبر تعويضا معنويا من قبل حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية لأهالي هذه المدينة، الذين تعرضوا للإبادة الجماعية، ويجب أن يكون تعويضها ماليا عما حل بها من كوارث على يد نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، لكن تحويلها إلى محافظة اليوم أدخل البهجة والسرور إلى قلوب سكان حلبجة ومنطقة هورامان بشكل عام، فتحويلها إلى محافظة يساهم في الاهتمام بها بشكل أكبر، ليتم إعمارها وتعويض سكانها».
وعن مشاريعه المستقبلية في مجال نيل التعويضات لضحايا القصف الكيماوي في المحافظة، قال نورولي: «يجب على الحكومة العراقية تعويض سكان حلبجة عما لحق بهم من أضرار جراء قصف مدينتهم بالأسلحة الكيماوية في عهد النظام العراقي السابق، نحن سنحاول من خلال حكومة الإقليم والجمعية العامة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي من أجل نيل التعويضات من كل الشركات الدولية التي أعطت النظام العراقي السابق الأسلحة الكيماوية التي قصف بها حلبجة». وطالب نورولي في الوقت ذاته بغداد بتوفير ميزانية لإعمار البنية التحتية لمدينة حلبجة وازدهارها، مؤكدا أن المحافظة ستعمل بالتنسيق مع حكومة الإقليم من أجل جذب الشركات للاستثمار في حلبجة.
وحضر مراسم افتتاح المحافظة رئيس برلمان الإقليم يوسف محمد صادق، ونائب رئيس حكومة الإقليم قباد طالباني، ووزير الداخلية كريم سنجاري، والنائب الثاني لرئيس مجلس النواب العراقي آرام شيخ محمد، ووزراء حكومة الإقليم وعدد من رؤساء الأحزاب الكردية، وجمع غفير من ضحايا القصف الكيماوي ومواطني المنطقة.
وقصفت الطائرات العراقية في عهد نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مدينة حلبجة بالقنابل الكيماوية المحظورة دوليا، وأسفر القصف الذي استهدف المدينة في 16 مارس (آذار) من عام 1988 عن مقتل أكثر من 5 آلاف مواطن كردي، فيما أصيب نحو 10 آلاف آخرين جراء القصف، وما زالت المدينة وسكانها يعانون من آثار الأسلحة الكيماوية، في حين لم تقدم الحكومة العراقية، بحسب شهادات ضحايا القصف الكيماوي في حلبجة، أي تعويض لهم.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.