«النزاهة» العراقية تستعيد 1376 عقاراً لملكية الدولة

استقالة وزير المالية علي علاوي

وزير المالية المستقيل علي علاوي
وزير المالية المستقيل علي علاوي
TT

«النزاهة» العراقية تستعيد 1376 عقاراً لملكية الدولة

وزير المالية المستقيل علي علاوي
وزير المالية المستقيل علي علاوي

أعلنت هيئة النزاهة العراقية، أمس (الثلاثاء)، استعادة 1376 عقاراً إلى ملكية الدولة كان قد استحوذ عليها أشخاص وجهات نافذة خلافاً للقانون.
وأكدت الهيئة على أنها في طور استعادة 6 آلاف عقار آخر من مجموع أكثر من 10 آلاف عقار كانت قد قامت لجانها الفنية بإحصائها، وتم تسليم سنداتها إلى الجهات الحكومية المالكة لها. في غضون ذلك، قدم وزير المالية علي عبد الأمير علاوي استقالته من منصبه خلال جلسة مجلس الوزراء، أمس، من دون أن يعلن عن أسباب ودوافع الاستقالة.
وتحدثت هيئة النزاهة في بيان عن أن جهود استعادة أملاك وعقارات الدولة تأتي في سياق المحافظة على المال العام، وطبقاً لأعمال لجنة الأمر الديواني (50 لسنة 2019) الخاصة بعقارات الدولة المُتجاوز عليها.
وقالت الهيئة، إن «لجنة الأمر الديواني مستمرة بالمتابعة مع دوائر التسجيل العقاري المعنيَّة لـ6000 عقار متوقف استردادها على إجابات تلك الدوائر، في حين تقوم بالتحرِّي عن بقيَّة العقارات التي لا تعلم الجهات الرسميَّة مصيرها، لافتة إلى جرد 10 آلاف و393 عقاراً عائداً للدولة تم التجاوز عليه، وأن هناك آلاف العقارات قيد إصدار السندات الخاصَّة بها من قبل دوائر التسجيل العقاري».
وكشفت عن «تدقيق 60 في المائة من عقارات وزارة المالية البالغ عددها 119 ألف عقار، فضلاً عن البحث عن 14 ألفاً و526 عقاراً عائداً لوزارة الدفاع و13 ألفاً و275 عقاراً آلت ملكيَّتها إلى وزارة الماليَّة عند حل وزارة الدفاع».
وأشارت الهيئة إلى أن «عمل اللجنة لا علاقة له بعقارات القطاع الخاصِّ، وفي حالة ظهور تلاعب فيها تتم إحالتها إلى الجهات الرسميَّة المختصة، وأنها تقوم بمطابقة العقارات العائدة للدولة مع سجلات التسجيل العقاري في أنحاء العراق كافة، باستثناء إقليم كردستان».
وبحسب بيان الهيئة، فإن «أعمال التدقيق والتحرِّي التي قامت بها اللجنة أفضت إلى الكشف عن العقارات المتلاعب بها؛ إذ بلغت في محافظة واحدة هي نينوى بحدود 10 آلاف عقار».
كانت دائرة عقارات الدولة، إحدى تشكيلات وزارة المالية، أعلنت نهاية مايو (أيار) الماضي عن استعادة 453 عقاراً من جهات استولت عليها خلافاً للقانون والتعليمات.
وبحسب مصدر مطلع على ملف الاستحواذ على أملاك وعقارات الدولة، فإن «عمليات الاستحواذ تتم عبر عصابات وجماعات مدعومة من أحزاب وجهات نافذة في معظم الأحيان».
ويضيف المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن «بعض عمليات الاستحواذ على ممتلكات الدولة تتم بطرق مختلفة وربما تأتي أحياناً من قِبل أشخاص عاديين يتخذون منها أماكن للسكن، كما في حالة العشوائيات المنتشرة في بغداد والمحافظات، وبعض الأراضي والممتلكات تتخذ منها الأحزاب والجماعات المسلحة مقارّ لها».
ويؤكد المصدر، أن «ملف عقارات الدولة من بين أكبر الملفات المتعلقة بالفساد، حيث تحولت كثير من تلك الملكيات والعقارات باسم شخصيات نافذة بعد اختلال الأوضاع القانونية وتراجع هيبة الدولة بعد 2003».
ويعتقد أن «الدولة ستحصل على أموال طائلة في حال تمكنت من استرداد أراضٍ وعقارات باهظة الثمن كان قد استحوذت عليها جهات نافذة في مختلف المحافظات العراقية».
من جهة أخرى، وافق رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي خلال الجلسة الاعتيادية لمجلس الوزراء، أمس، على استقالة وزير المالية علي عبد الأمير علاوي وتكليف وزير النفط إحسان عبد الجبار ليحل محله في إدارة الوزارة بالوكالة.
وفي حين لم يصدر عن علاوي أي بيان يوضح أسباب الاستقالة، يتحدث خبراء في القانون عن عدم أحقية الوزير من الناحية القانونية بتقديم استقالته؛ لأنه ينتمي إلى حكومة تصريف أعمال ويحق له طلب التوقف عن العمل فقط.
ويتكهن بعض المراقبين بأن الاستقالة ربما جاءت تمهيداً لتكليف لاحق لعلاوي بتشكيل الحكومة الجديدة.
لكن بعض المحللين الاقتصاديين لا يستبعدون ارتباط قضية الاستقالة بتنفيذ قانون الأمن الغذائي الذي أقرّه البرلمان قبل نحو شهرين وقبل انسحاب الكتلة الصدرية منه. حيث يواجه علاوي صعوبات في تنفيذه، خاصة مع الدعوة القضائية المرفوعة أمام المحكمة الاتحادية للطعن بالقانون من قِبل النائب المستقل باسم خشان.
وارتبط اسم علي علاوي المتخرج من جامعة هارفرد للأعمال بـ«الورقة البيضاء» التي تهدف إلى إصلاح الاقتصاد العراقي التي طرحتها حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بعد أشهر قليلة من تسلمها مهام عملها مطلع مايو 2020.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

تركيا تعلن استقرار الأمن على حدودها مع العراق بعد «تطهير زاب»

وزير الدفاع التركي يسار غولر خلال استقبال نظيره العراقي سعيد ثابت العباسي في أنقرة السبت (الدفاع التركية)
وزير الدفاع التركي يسار غولر خلال استقبال نظيره العراقي سعيد ثابت العباسي في أنقرة السبت (الدفاع التركية)
TT

تركيا تعلن استقرار الأمن على حدودها مع العراق بعد «تطهير زاب»

وزير الدفاع التركي يسار غولر خلال استقبال نظيره العراقي سعيد ثابت العباسي في أنقرة السبت (الدفاع التركية)
وزير الدفاع التركي يسار غولر خلال استقبال نظيره العراقي سعيد ثابت العباسي في أنقرة السبت (الدفاع التركية)

قال وزير الدفاع التركي يشار غولر إن بلاده أرست الأمن بطول حدودها مع العراق، وذلك بعدما أجرى مباحثات مع نظيره العراقي ثابت العباسي في أنقرة، حول التطورات الأخيرة في سوريا، والتعاون بين البلدين في مكافحة «حزب العمال الكردستاني» وتأمين الحدود.

وأضاف غولر، في لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام التركية في أنقرة، الأحد، تناول فيه أنشطة القوات المسلحة على مدار العام، أنه تم تطهير منطقة زاب في شمال العراق بالكامل من عناصر «منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية» في إطار عملية «المخلب - القفل»، المستمرة منذ 17 أبريل (نيسان) 2022.

وتابع: «قمنا بتحييد 1136 إرهابياً في هذه المنطقة التي يعدها (العمال الكردستاني) مركزاً مهماً له، والتي تحتل موقعاً رئيسياً بين سوريا وجبل قنديل، معقل (العمال الكردستاني) في شمال العراق».

القوات التركية تواصل «عملية المخلب - القفل» في شمال العراق منذ أبريل 2022 (وزارة الدفاع التركية)

ولفت إلى أنه تم خلال العملية تدمير 3 آلاف و158 لغماً و1327 كهفاً وملجأ، وضبط ألفين و421 قطعة سلاح متنوعة، و957 من الأسلحة الثقيلة، وأكثر من 910 آلاف قطعة ذخيرة تستخدم في هذه الأسلحة، تم الاستيلاء عليها في منطقة زاب.

وعدَّ غولر زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى بغداد وأربيل في 22 أبريل (نيسان) الماضي بمثابة نقطة تحول في العلاقات التركية العراقية، مضيفاً أننا «نواصل المفاوضات لجعل التعاون بين بلدينا دائماً في مكافحة الإرهاب، وفي هذا السياق، عقدنا الاجتماع الرابع للآلية الأمنية رفيعة المستوى بين بلادنا والعراق، في أنقرة في 15 أغسطس (آب) الماضي، ووقعنا مذكرة تفاهم حول التعاون العسكري والأمني ​​ومكافحة الإرهاب».

وقال: «إننا نرحب بالقرار الذي اتخذه العراق، الذي بدأ يعتبر (حزب العمال الكردستاني) مشكلة له أيضاً، وإعلانه (منظمة محظورة)، ونتوقع من الحكومة العراقية أن تعلنه (منظمة إرهابية) في أقرب وقت ممكن».

تركيا والعراق وقعا مذكرة تفاهم للتعاون الأمني والعسكري في أغسطس الماضي (الخارجية التركية)

وذكر غولر أن تركيا تراقب تحركات «حزب العمال الكردستاني» في شمالي العراق وسوريا، لافتاً إلى أن قسماً من الأسلحة التي قدمتها أميركا إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، التي تعدّها حليفاً في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي، أرسلتها الوحدات الكردية إلى شمال العراق، بعد التطورات الأخيرة في سوريا وتضييق الفصائل السورية الخناق عليها.

ولفت إلى أن «العمال الكردستاني» بات يواجه صعوبات في تجنيد عناصر له في شمال العراق، لذا شرع في نقل قسم من عناصره وأسلحته من سوريا إلى العراق.

وأضاف: «إلا أن العناصر المرسلة إلى شمال العراق إما يستسلمون للجيش التركي المنتشر بالمنطقة، أو يفرون من التنظيم في وقت قصير جداً لجهلهم بالمنطقة».

وكان غولر التقى نظيره العراقي، ثابت سعيد العباسي، في مقر وزارة الدفاع التركية في أنقرة مساء السبت.

جانب من مباحثات غولر والعباشي في أنقرة السبت (الدفاع التركية)

وحسب مصادر تركية، تطرقت المباحثات إلى التطورات الأخيرة في سوريا والتعاون التركي العراقي في مكافحة «حزب العمال الكردستاني» وتأمين الحدود، كما تم استعراض التعاون في إطار مذكرة التعاون الأمني والعسكري ومكافحة الإرهاب الموقعة في أغسطس (آب) الماضي.

ونصت المذكرة على إنشاء مركز مشترك للتنسيق الأمني في بغداد إلى جانب مركز تدريب وتعاون مشترك في معسكر بعشيقة، بمحافظة نينوى، شمال العراق، الذي كانت توجد به قوات تركية.

وشهدت السنوات القليلة الماضية خلافات بين الجارتين، تركيا والعراق، حول عمليات عسكرية عبر الحدود تنفذها تركيا ضد مسلحي «حزب العمال الكردستاني»، التي تعدّها العراق انتهاكاً لسيادته، فيما تتمسك تركيا بأنها ضرورية لحماية أمن حدودها وشعبها.

وشهدت العلاقات بين البلدين في العامين الأخيرين تطورات إيجابية، سواء فيما يتعلق بالتعاون في المجالات الأمنية، أو على صعيد التعاون الاقتصادي والتجاري وفي مشروع «طريق التنمية».