جانب من الحرائق التي اندلعت بضواحي مدينة وزان (رويترز)
الرباط:«الشرق الأوسط»
TT
الرباط:«الشرق الأوسط»
TT
المغرب: توقيف 4 أشخاص لتورطهم في إحراق غابة عمداً
جانب من الحرائق التي اندلعت بضواحي مدينة وزان (رويترز)
تمكنت عناصر فرقة الشرطة القضائية بالمنطقة الإقليمية للأمن بالمضيق - الفنيدق (شمال المغرب)، الليلة قبل الماضية، من توقيف 4 أشخاص، تتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة، وذلك للاشتباه في تورطهم في إضرام النار عمداً وإحداث خسائر مادية بملك غابوي تابع للدولة. وأوضح بيان للمديرية العامة للأمن الوطني، أمس، أنه جرى توقيف المشتبه فيهم على خلفيات الأبحاث والعمليات الأمنية المكثفة، التي أعقبت تسجيل اندلاع حريق بغابة «كدية الطيفور» المحاذية لمدينة المضيق، والتي أظهرت وجودهم بالمكان عينه، وإضرامهم النار بهذه المنطقة الغابوية، لأسباب تعكف الأبحاث حالياً على تحديد مدى ارتباطها بخلفيات إجرامية، أو أنها تتعلق بحادث عرضي. وأضافت المديرية أنه تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهم تحت تدبير الحراسة النظرية (الاعتقال الاحتياطي) رهن إشارة البحث، الذي تجريه المصلحة الولائية للشرطة القضائية بإشراف من النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد باقي الظروف والملابسات المحيطة بهذه القضية. على صعيد ذي صلة، لقي 3 أفراد من عناصر الوقاية المدنية مصرعهم الليلة قبل الماضية، خلال حادث سقوط شاحنة صهريجية كانوا على متنها وسط جرف عميق بالمنطقة القريبة من الغابة ذاتها، وذلك أثناء مزاولتهم عملهم من أجل إخماد الحريق المهول الذي اندلع فيها. وأدى الحادث أيضاً إلى إصابة عنصرين آخرين بجروح خطيرة، ما استدعى نقلهما على عجل إلى مصحة خاصة بمدينة طنجة. ووقع عند نحو الساعة العاشرة والنصف ليلاً، حينما كان الضحايا الخمسة على متن الشاحنة الصهريجية في طريق التزود بالمياه مجدداً قصد المشاركة في إخماد الحريق، لكن نظراً إلى سوء المسلك الطرقي انقلبت الشاحنة لتسقط في جرف على عمق يفوق 220 متراً. وقد عثر على عناصر الوقاية المدنية الثلاثة متوفين بالمكان عينه، فيما عثر على اثنين آخرين من زملائهم وهم في حالة خطيرة.
مصر: الاحتفاء الواسع بـ«6 أكتوبر» يتفاعل مع الاضطرابات الإقليمية
الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد يشهدان الاحتفال بتخريج دفعات جديدة من طلبة الكليات العسكرية الخميس الماضي (الرئاسة المصرية)
برغم مرور 51 عاماً على حرب السادس من أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973، تشهد مصر منذ أيام احتفالات واسعة بالنصر على إسرائيل، الذي تحلّ ذكراه بالتزامن مع مرور عام من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي امتدّت تداعياتها مؤخراً إلى لبنان، وسط مخاوف «عميقة» من زيادة حدة الاضطرابات الإقليمية.
وتصدّرت وسومات #انتصارات_أكتوبر_المجيدة و#النصر، و#الضربة_الجوية، وغيرها الترند في مصر، مع مشاركات لمَشاهد مصوَّرة من الحرب، واحتفاء بقادتها، وعلى رأسهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، تزامناً مع احتفالات رسمية وعروض عسكرية وفنية كبيرة، عدَّها خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، تحمل في طياتها رسائل «طمأنة وردع»، في ظل الاضطرابات الإقليمية الحالية.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في منشور عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، الأحد: «سيبقى نصر أكتوبر المجيد نقطة فارقة في تاريخ مصر المعاصر، ورمزاً لشموخها وعزتها»، وأضاف: «النصر أكّد أن التلاحم بين الشعب والقوات المسلحة هو الحصن المنيع الذي يصون الدولة المصرية طوال تاريخها».
سيبقى نصر أكتوبر المجيد نقطة فارقة في تاريخ مصر المعاصر، ورمزًا لشموخها وعزتها؛ ففي مثل هذا اليوم، سطَّرَ رجال العسكرية المصرية وقادتها أروع ملاحم الفداء والتضحية لاسترداد أرض سيناء الطاهرة، وضربوا المثل العظيم، بمساندة شعب أعظم، في الصمود وتحقيق النصر، ليؤكدوا أن التلاحم بين...
الاحتفالات بذكرى «6 أكتوبر» بدأت مبكراً مع حفل تخريج طلاب الكليات العسكرية، الخميس الماضي، الذي تضمّن عرضاً عسكرياً وفنياً «كبيراً ومبهراً»، عدّها مراقبون رسالة هامة، وتطرقت وسائل إعلام محلية عدة لرسائل الحفل، وفي برنامجه «على مسؤوليتي» على قناة «صدى البلد»، أشار الإعلامي أحمد موسى إلى تلك الرسائل، واحتفى بمقطع فيديو بثّ خلال الحفل يُظهر قوات الجيش المصري وهي تدمّر دبابات «ميركافا»، وطائرات «إف 35»، وقال إن هذا الفيديو «أرعب إسرائيل».
ونظمت القوات المسلحة المصرية معرضاً فنياً لإبداعات المحاربين القدماء، يستمر حتى الثالث عشر من شهر أكتوبر الحالي، بمقر «جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب» بالوفاء والأمل بمدينة نصر، كما نظمت هيئة البحوث العسكرية المعرض السنوي السابع عشر للثقافات العسكرية «ذاكرة أكتوبر 2024»، بـ«بانوراما حرب أكتوبر».
وبينما كثفت الفضائيات المصرية من عروضها الغنائية والسينمائية والدرامية التي تواكب ذكرى الحرب، حرص كبار رجال الدولة من وزراء ومسؤولين ومؤسسات رسمية على تهنئة الرئيس المصري احتفاءً بنصر «6 أكتوبر».
ولم يقتصر الاحتفال على الجانب الرسمي، بل امتد لوسائل الإعلام المحلية المقروءة والمسموعة والمرئية، عبر تقارير وأفلام تسجيلية وروائية تحتفي بالنصر، وببطولات قادة حرب «6 أكتوبر». وقالت قناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية المصرية، في أحد منشوراتها على «فيسبوك»: «نصر أكتوبر 1973... حرب أحدثت زلزالاً في إسرائيل».
وقال الإعلامي وعضو مجلس النواب المصري (البرلمان) مصطفى بكري، في منشور عبر حسابه على «إكس»: «ما أحوجنا اليوم إلى أن نستلهم روح أكتوبر، روح العزة والكرامة، لمواجهة المخاطر والتحديات التي تواجه الوطن والأمة».
٥١ عاما مرت علي انتصار أكتوبر العظيم . أنشوده خالده تكشف عن عظمة المقاتل المصري والعربي . وتؤكد أن الوحده دليل الطريق إلي النصر . ماأحوجنا اليوم إلي أن نستلهم روح أكتوبر ، روح العزة والكرامه لمواجهة المخاطر والتحديات التي تواجه الوطن والأمه
وشارك فنانون أيضاً في الاحتفاء، حيث كتبت الفنانة إنجي المقدّم، عبر حسابها على «إكس»: «في ذكرى نصر أكتوبر 1973، نحتفل بفخر ببطولات جيش مصر العظيم الذي أعاد للأمة كرامتها، واسترد أرضها، هذا اليوم سيظل رمزاً للإرادة والعزيمة التي صنعت المجد وحققت المستحيل».
في ذكرى نصر أكتوبر 1973، نحتفل بفخر ببطولات جيش مصر العظيم الذي أعاد للأمة كرامتها واسترد أرضها. هذا اليوم سيظل رمزًا للإرادة والعزيمة التي صنعت المجد وحققت المستحيل. تحية لأرواح الشهداء ولكل من ساهم في هذا النصر العظيم.
وعدّ الخبير العسكري المصري اللواء سمير فرج هذا الاحتفاء الواسع بذكرى «نصر 6 أكتوبر»، بمثابة «رسالة طمأنة للشعب المصري»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الاحتفاء الواسع يأتي في وقت تتزايد فيه المخاوف في ظل استمرار الاضطرابات الإقليمية».
وأضاف: «كان لا بد من طمأنة المصريين بأن القوات المسلحة قادرة على الحماية والتطمين، وأيضاً توجيه رسالة للجيش بضرورة أن يكون مستعداً»، مشيراً إلى أن «الاحتفال هذا العام يحمل أيضاً رسالة لكل من يهمه الأمر خارج البلاد، مفادها أن مصر لديها جيش قوي، ولن تسمح لأحد أن يمسّ أرضها».
واتفق معه مدير «المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية»، العميد خالد عكاشة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الاحتفاء الرسمي الواسع أثبت جاهزية القوات المسلحة المصرية، وأنها تمتلك أحدث الأسلحة التي تتماشى مع العصر».
وأضاف: «الاحتفالات المصرية هذا العام حملت رسائل طمأنة للداخل المصري والمحيط العربي، وأكّدت أن القاهرة موجودة في قلب معادلة الاستقرار العربي والإقليمي».
من جانبه، يرى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسين هريدي، أن الاحتفالات الرسمية بذكرى النصر جاءت «على النسق المعتاد متوافقةً مع الحدث التاريخي الجلل»، لكنها «توسّعت أكثر على المستوى الإعلامي محاوِلةً تحميل ذكرى النصر رسائل في ظل الاضطرابات الإقليمية بعد عام من حرب غزة التي لم يستطع أحد إيقافها حتى الآن»، وقال هريدي لـ«الشرق الأوسط»: «تم توظيف حرب أكتوبر هذا العام في ظل الاضطرابات الإقليمية».