صرخات، وبكاء، ودموع... قبل أن يتعلموا كيف يتحدثون بوقت طويل. يتقن الأطفال لغة بدائية يعرف أهلهم كيف يفكونها، على سبيل المثال؛ من خلال التمييز بين صرختي الألم والشكوى المرتبطة بعدم ارتياح... هذه القدرة، التي اكتشفها كثير من الأهل، ليست فطرية؛ بل نتيجة التعلم، هذا ما توصلت إليه دراسة فرنسية أُجريت في جامعة سانت إتيان، ونشرتها مجلة «Current Biology»، بحسب صحيفة «لوموند» الفرنسية.
كلّف العلماء حوالى مائتي مشارك أوروبي من كلا الجنسين التعرض بشكل متفاوت لبكاء الأطفال: وهؤلاء الأشخاص كانوا 3 فئات: الأهل، والمختصون برعاية الأطفال، والأشخاص الذين ليس لديهم أطفال. وسمع كل منهم صوت طفل لفترة محدودة، وعند الاستماع إلى تسجيلات جديدة للطفل، لم يتمكن البالغون الذين ليس لديهم أطفال من التمييز بين صرخات الألم وصراخ الانزعاج عند الطفل، بينما كان الأهل (الآباء والأمهات) والمختصون برعاية الأطفال قادرين على فهم معنى بكاء الطفل.
يوضح لوك أرنال، الباحث في «معهد باستور للسمع» في باريس: «يتمتع الأطفال بهذه القدرة الفطرية على طلب المساعدة عبر إطلاق الأصوات غير السارة، فهم يستخدمون النفور من الصوت لإثارة ردود فعل سريعة في دماغي الوالدين، والأشخاص الذين لم يعرفوا هذه الظاهرة بعد (ليس لديهم أطفال) لا يمكنهم معرفة ما إذا كان الطفل يبكي أم يصرخ».
ويشرح أرنال أن البكاء يتكون من اختلافات صوتية معينة، وكلها دلائل سيتعلمها البالغون لاستخراجها وربطها بمواقف معينة.
وفي الاختبارات التي أُجريت، تمكن أهالي الأطفال الصغار جداً من فهم المقصود ببكاء طفل لا يعرفونه سابقاً، على عكس آباء الأطفال الأكبر سناً الذين لم يتمكنوا من فهم معنى بكاء الطفل.
تعلق ناديج روش لابارب، المحاضرة في «علم نفس الطفل» بجامعة «كاين»، مسرورة على نتائج هذه الدراسة: «من الجيد أن تخبر الوالدين الصغيرين في السن أن لديهما الوسائل ليكونا فعالين في فهم طفلهما وبأن تمضية وقت مع الطفل كافية لتحقيق ذلك».
دراسة: فهم الوالدين معنى بكاء طفلهما ليس فطرياً... بل نتيجة التعلم
دراسة: فهم الوالدين معنى بكاء طفلهما ليس فطرياً... بل نتيجة التعلم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة