دراسة: فهم الوالدين معنى بكاء طفلهما ليس فطرياً... بل نتيجة التعلم

طفل يبكي (الصورة ﻟAnna Palma نقلاً عن موقع: babycenter.com)
طفل يبكي (الصورة ﻟAnna Palma نقلاً عن موقع: babycenter.com)
TT

دراسة: فهم الوالدين معنى بكاء طفلهما ليس فطرياً... بل نتيجة التعلم

طفل يبكي (الصورة ﻟAnna Palma نقلاً عن موقع: babycenter.com)
طفل يبكي (الصورة ﻟAnna Palma نقلاً عن موقع: babycenter.com)

صرخات، وبكاء، ودموع... قبل أن يتعلموا كيف يتحدثون بوقت طويل. يتقن الأطفال لغة بدائية يعرف أهلهم كيف يفكونها، على سبيل المثال؛ من خلال التمييز بين صرختي الألم والشكوى المرتبطة بعدم ارتياح... هذه القدرة، التي اكتشفها كثير من الأهل، ليست فطرية؛ بل نتيجة التعلم، هذا ما توصلت إليه دراسة فرنسية أُجريت في جامعة سانت إتيان، ونشرتها مجلة «Current Biology»، بحسب صحيفة «لوموند» الفرنسية.
كلّف العلماء حوالى مائتي مشارك أوروبي من كلا الجنسين التعرض بشكل متفاوت لبكاء الأطفال: وهؤلاء الأشخاص كانوا 3 فئات: الأهل، والمختصون برعاية الأطفال، والأشخاص الذين ليس لديهم أطفال. وسمع كل منهم صوت طفل لفترة محدودة، وعند الاستماع إلى تسجيلات جديدة للطفل، لم يتمكن البالغون الذين ليس لديهم أطفال من التمييز بين صرخات الألم وصراخ الانزعاج عند الطفل، بينما كان الأهل (الآباء والأمهات) والمختصون برعاية الأطفال قادرين على فهم معنى بكاء الطفل.
يوضح لوك أرنال، الباحث في «معهد باستور للسمع» في باريس: «يتمتع الأطفال بهذه القدرة الفطرية على طلب المساعدة عبر إطلاق الأصوات غير السارة، فهم يستخدمون النفور من الصوت لإثارة ردود فعل سريعة في دماغي الوالدين، والأشخاص الذين لم يعرفوا هذه الظاهرة بعد (ليس لديهم أطفال) لا يمكنهم معرفة ما إذا كان الطفل يبكي أم يصرخ».
ويشرح أرنال أن البكاء يتكون من اختلافات صوتية معينة، وكلها دلائل سيتعلمها البالغون لاستخراجها وربطها بمواقف معينة.
وفي الاختبارات التي أُجريت، تمكن أهالي الأطفال الصغار جداً من فهم المقصود ببكاء طفل لا يعرفونه سابقاً، على عكس آباء الأطفال الأكبر سناً الذين لم يتمكنوا من فهم معنى بكاء الطفل.
تعلق ناديج روش لابارب، المحاضرة في «علم نفس الطفل» بجامعة «كاين»، مسرورة على نتائج هذه الدراسة: «من الجيد أن تخبر الوالدين الصغيرين في السن أن لديهما الوسائل ليكونا فعالين في فهم طفلهما وبأن تمضية وقت مع الطفل كافية لتحقيق ذلك».


مقالات ذات صلة

السعودية قدّمت 7 مليارات دولار لتحسين ظروف الأطفال وأسرهم حول العالم

الخليج نفّذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منذ تأسيسه وحتى الآن 3 آلاف و117 مشروعاً في 105 دول (واس)

السعودية قدّمت 7 مليارات دولار لتحسين ظروف الأطفال وأسرهم حول العالم

نفَّذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منذ تأسيسه وحتى الآن 3 آلاف و117 مشروعاً في 105 دول، بتكلفة تتجاوز 7 مليارات و113 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا رفعت «يوتيوب» أسعار «بريميوم» في أكثر من 15 دولة بما في ذلك السعودية (د.ب.أ)

معضلة «يوتيوب» تواجه المستخدمين... ارتفاع الأسعار أم الإعلانات غير اللائقة

وصل سعر الاشتراك الفردي إلى 26.99 ريال سعودي شهرياً، بينما ارتفع الاشتراك العائلي إلى 49.99 ريال.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
المشرق العربي طفلة فلسطينية تنظر إلى الأنقاض وسط الحرب المستمرة في خان يونس بغزة (رويترز)

عودة شلل الأطفال إلى غزة... كل ما عليك معرفته

أكدت السلطات الصحية في قطاع غزة تسجيل أول إصابة بشلل الأطفال منذ 25 عاماً هذا الشهر.

«الشرق الأوسط» (غزة)
أوروبا يضطرّ أكثر من ألفيْ طفل إلى النوم في الشارع بفرنسا (أ.ف.ب)

«اليونيسف»: أكثر من ألفيْ طفل في شوارع فرنسا

يضطرّ أكثر من ألفيْ طفل إلى النوم في الشارع بفرنسا، وفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» بباريس، محذرة من عواقب «كارثية» لطفولة مشرَّدة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
إعلام مجلات الأطفال العربية... تحت اختبار الرقمنة

مجلات الأطفال العربية... تحت اختبار الرقمنة

أجيال عربية متلاحقة تحتفظ بذكريات من الانغماس في عوالم بديلة تكوّنت بين الصفحات الملوّنة لمجلات الأطفال المليئة بالقصص المشوّقة والصور المبهجة

إيمان مبروك (القاهرة)

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)
من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)
TT

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)
من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)

كشفت دراسة بريطانية عن أنّ الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة الذين يواجهون صعوبة في التحكُّم بمشاعرهم وسلوكهم عبر نوبات غضب، قد يظهرون أعراضاً أكبر لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند بلوغهم سنّ السابعة.

وأشارت الدراسة التي قادتها جامعة أدنبره بالتعاون مع جامعتَي «نورثمبريا» و«أوكسفورد» إلى أهمية مراقبة تطوّر التنظيم العاطفي لدى الأطفال في مرحلة مبكرة من حياتهم، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «Development and Psychopathology».

والتنظيم العاطفي لدى الأطفال هو القدرة على إدارة مشاعرهم بشكل مناسب، مثل التعبير الصحّي عن المشاعر والتحكُّم في الانفعالات القوية منها الغضب والحزن، ويساعدهم ذلك على التفاعل إيجابياً مع الآخرين والتكيُّف مع التحدّيات اليومية.

أمّا اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فهو حالة تؤثّر في قدرة الفرد على التركيز والتحكُّم في الانفعالات والسلوكيات، ويتميّز بصعوبة في الانتباه، وفرط النشاط، والاندفاعية، ويظهر في الطفولة وقد يستمر إلى البلوغ، مع عوامل وراثية وبيئية وعقلية تسهم في حدوثه.

وأوضح الباحثون أنّ دراستهم الجديدة تُعدّ من أوائل البحوث التي تستكشف العلاقة بين أنماط تنظيم المشاعر في المراحل المبكرة من الطفولة والصحّة النفسية في مرحلة المدرسة. فقد حلّلوا بيانات نحو 19 ألف طفل وُلدوا بين عامي 2000 و2002. واستندت الدراسة إلى استبيانات ومقابلات مع أولياء الأمور لتقويم سلوكيات الأطفال الاجتماعية وقدرتهم على تنظيم مشاعرهم.

واستخدموا تقنيات إحصائية لفحص العلاقة بين مشكلات المشاعر والسلوك وأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند سنّ السابعة.

وتوصل الباحثون إلى أنّ الأطفال الذين يُظهرون استجابات عاطفية شديدة ويتأخرون في تطوير القدرة على تنظيم مشاعرهم يكونون أكثر عرضة للإصابة بأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والمشكلات السلوكية والانطوائية، مثل القلق والحزن.

وأظهرت النتائج أنّ هذه العلاقة تنطبق على الجنسين، حتى بعد أخذ عوامل أخرى في الحسبان، مثل وجود مشكلات نفسية أو عصبية مسبقة.

وقالت الدكتورة آجا موراي، من كلية الفلسفة وعلم النفس وعلوم اللغة بجامعة أدنبره، والباحثة الرئيسية للدراسة: «تُكتَسب مهارات تنظيم المشاعر في سنّ مبكرة وتزداد قوة تدريجياً مع الوقت، لكنّ الأطفال يختلفون في سرعة اكتساب هذه المهارات، وقد يشير التأخُّر في هذا التطوّر إلى احتمال وجود مشكلات نفسية أو عصبية».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «تشير نتائجنا إلى أنّ مراقبة مسارات تطوُّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال يمكن أن تساعد في تحديد مَن هم أكثر عرضة للمشكلات النفسية في المستقبل».

ويأمل الباحثون أن تُسهم هذه النتائج في تطوير برامج وقائية تستهدف الأطفال في المراحل المبكرة من حياتهم، لتقليل احتمالات تعرّضهم لمشكلات نفسية وسلوكية عند الكبر.