الأمم المتحدة تواجه انخفاضاً غير مسبوق في تمويل المساعدات لليمن

حصلت على 29% من إجمالي المبلغ المطلوب لهذا العام

وزير الخارجية اليمني بحث الشهر الماضي مع برنامج الأغذية العالمي زيادة المساعدات الإنسانية في بلاده (سبأ)
وزير الخارجية اليمني بحث الشهر الماضي مع برنامج الأغذية العالمي زيادة المساعدات الإنسانية في بلاده (سبأ)
TT

الأمم المتحدة تواجه انخفاضاً غير مسبوق في تمويل المساعدات لليمن

وزير الخارجية اليمني بحث الشهر الماضي مع برنامج الأغذية العالمي زيادة المساعدات الإنسانية في بلاده (سبأ)
وزير الخارجية اليمني بحث الشهر الماضي مع برنامج الأغذية العالمي زيادة المساعدات الإنسانية في بلاده (سبأ)

ذكرت الأمم المتحدة أنها تواجه في اليمن أكبر انخفاض سنوي في تمويل أي خطة منسقة في العالم، محذرة من ارتفاع الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك خطر المجاعة في بعض المناطق، بشكل حاد في الأسابيع أو الشهور المقبلة، ما لم يكن هناك تمويل إضافي مؤمن.
وفي أحدث تقرير لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ذكرت المنظمة الدولية أنه بحلول نهاية يوليو (تموز) الماضي ضمنت خطة الاستجابة الإنسانية لليمن العام الجاري 1.24 مليار دولار أميركي، وهو ما يساوي 29 في المائة من مبلغ 4.27 مليار دولار مطلوبة لتوفير المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة وخدمات الحماية لـ17.9 مليون شخص.
ووصفت المنظمة ذلك بأنه «أكبر انخفاض سنوي لأي خطة منسقة من قبل الأمم المتحدة في العالم»، ما أجبر وكالات الإغاثة على تقليل المساعدة وإغلاق البرامج؛ حيث اضطر برنامج الغذاء العالمي إلى قطع حصص الإعاشة لملايين الأشخاص»، وقالت إن هذا «كان ثاني تخفيض كبير في الطعام خلال ستة أشهر فقط».
التقرير المطول والخاص بتحديث الحالة الإنسانية في اليمن، قال إن جميع القطاعات تواجه تأثير النقص في فجوات التمويل، مع تقليص الأنشطة المنقذة للحياة أو توقفها تماماً في بعض الحالات، مشيراً إلى أنه بحلول نهاية شهر يوليو، تم تمويل قليل من القطاعات بنحو ربع التمويل المطلوب، في حين كان الكثير منها يعاني من نقص التمويل بشكل لافت.
وحذر التقرير من أن الاحتياجات الإنسانية قد ترتفع في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك خطر المجاعة في بعض المناطق، بشكل حاد في الأسابيع المقبلة، ما لم يكن هناك تمويل إضافي مؤمن، وقال إن مواجهة وكالات الإغاثة نقصاً غير مسبوق في التمويل أثّرت بالفعل على تقديم المساعدات والخدمات الإنسانية المنقذة للحياة لملايين اليمنيين، وأن «الاستجابة للوضع المتدهور بسرعة بما في ذلك تأثير الفيضانات أمر بعيد المنال».
وطبقاً لما جاء في تقرير مكتب الشؤون الإنسانية، فإن مجموعة الأمن الغذائي والزراعة تلقت 26 في المائة من المبلغ المطلوب 2.1 مليار دولار لتقديم المساعدة الغذائية لنحو 17.4 مليون شخص. كما تم تمويل قطاع الصحة بنسبة 25 في المائة من مبلغ 398 مليون دولار المطلوب لتقديم خدمات الرعاية الصحية إلى 12.6 مليون شخص. وقامت مجموعة التغذية بتأمين 23 في المائة فقط من 442 مليون شخص لمساعدة نحو 6.5 مليون شخص بالدعم الغذائي.
وفي الوقت نفسه وحسب التقرير، تم تمويل قطاعات المأوى، والمواد غير الغذائية، والتنسيق والخدمات المشتركة، واللاجئين والمهاجرين والحماية، بنسبة 18 في المائة، و16 في المائة و13 في المائة و11 في المائة على التوالي، في حين كانت أكثر القطاعات التي تعاني من نقص التمويل، هي آلية الاستجابة السريعة، حيث لم تتلقَّ أي تمويل، بينما حصل التعليم على 4 في المائة والمياه والصرف الصحي والنظافة العامة على 7 في المائة.
ونبّه التقرير إلى أن فجوات التمويل والتخفيضات أو التخفيضات اللاحقة في المساعدات أدت إلى تفاقم الاحتياجات الإنسانية للناس في اليمن، مؤكداً أن الأشخاص الأكثر ضعفاً، خصوصاً النساء والأطفال، يتعرضون لخطر المزيد من خفض المساعدات.
وأوضح أن العديد من البرامج المهمة الأخرى، بما في ذلك دعم صحة الأم والطفل، والأعمال المتعلقة بالألغام، وخدمات الحماية، والصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي، والمأوى والمساعدات غير الغذائية للمتضررين من النزاعات والكوارث والمشردين سيتم إغلاقها.
واعتبرت الأمم المتحدة أن إغلاق تلك البرامج «سيؤدي إلى عكس المكاسب التي حققتها وكالات الإغاثة في عام 2021، بما في ذلك دحر الجوع الشديد الذي كان يلوح في الأفق في بداية العام» وقالت إن على المجتمع الدولي أن يتحرك بسرعة وحسم لوقف ذلك.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).