السنيورة يطالب بـ«حصر قرار الحرب والسلم» بيد الدولة

وجّه في ذكرى نهاية حرب 2006 انتقادات لاذعة لـ«حزب الله»

عناصر ومؤيدون لـ«حزب الله» خلال احتفال ديني بمدينة النبطية في جنوب لبنان يوم 12 أغسطس الجاري (أ.ف.ب)
عناصر ومؤيدون لـ«حزب الله» خلال احتفال ديني بمدينة النبطية في جنوب لبنان يوم 12 أغسطس الجاري (أ.ف.ب)
TT

السنيورة يطالب بـ«حصر قرار الحرب والسلم» بيد الدولة

عناصر ومؤيدون لـ«حزب الله» خلال احتفال ديني بمدينة النبطية في جنوب لبنان يوم 12 أغسطس الجاري (أ.ف.ب)
عناصر ومؤيدون لـ«حزب الله» خلال احتفال ديني بمدينة النبطية في جنوب لبنان يوم 12 أغسطس الجاري (أ.ف.ب)

وجّه رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق فؤاد السنيورة، انتقادات لاذعة لـ«حزب الله» في الذكرى السنوية الـ16 لانتهاء «حرب لبنان الثالثة» عام 2006، معتبراً أنه ما زال «يسعى لإحداث المزيد من المتاعب للمواطنين اللبنانيين وللوطن والدولة، ومن بينها توريط لبنان في مواجهات ومخاطر عسكرية لا قِبل للبنان بمواجهتها أو تحملها، بينما هو يبحث عن طريق لا يجدها للعودة إلى كنف أسرته العربية، وإلى المجتمع الدولي».
وذكّر السنيورة، في بيان أصدره أمس بمناسبة الذكرى الـ16 لصدور القرار الدولي 1701 الذي أوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، بالقرار الذي أصدره مجلس الوزراء اللبناني بالإجماع بشأن انتشار الجيش اللبناني في كامل منطقة الجنوب، بعد غياب عنها دام لأكثر من ثلاثين سنة «كان محظوراً فيها على الجيش اللبناني الانتشار على أرضه».
ورأى أن «هذا القرار حمى لبنان وحسم أمر السيادة في الجنوب اللبناني لمصلحة الدولة اللبنانية في مواجهة عدوانية وأطماع العدو الإسرائيلي. هذا فضلاً عن أن هذا القرار أعاد التذكير والتأكيد على القرار 1559 القاضي بمنع السلاح غير الشرعي على الأرض اللبنانية، والقرار 1680 الداعي إلى ترسيم حدود لبنان».
وأشار السنيورة إلى أن حكومته آنذاك «نجحت في جهودها المثابرة في إطلاق وتنظيم وتمويل أوسع وأكبر عملية إعادة إعمار وبناء ما دمره العدوان في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت وسائر أنحاء البلاد من بنى تحتية ومرافق عامة وتعليمية وصحية وخدماتية. (…) بفضل الدعم العربي السياسي والمالي الكبير وفي مقدمه من دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها السعودية، وكذلك أيضاً بأموال الدولة اللبنانية. هذا علماً بأنه، خلال شهور قليلة، وقبل نهاية عام 2006، عاد المهجرون إلى بلداتهم وقراهم، وفتحت المدارس أبوابها، ورابط الجيش اللبناني على الحدود».
ورأى أن «إعادة قراءة هذه التجربة بكل دروسها يجب أن تدفع اللبنانيين إلى التمسك بأن قرار الحرب والسلم يجب أن يكون منوطاً حصراً بالدولة اللبنانية بما أنها هي الجهة الدستورية والسياسية والقانونية التي تجمع كل جوانب الشعب اللبناني وتمثلهم (اللبنانيين) والتي يمكنها أن تقرر باسمهم وتتحمل المسؤولية نتيجة قراراتها»، مشيراً إلى أنه في الإمكان تجميع كل الإمكانات والطاقات المتاحة، العسكرية والبشرية والمالية، لتوضع «بكنف وإمرة هذه الدولة لمواجهة العدو الإسرائيلي».
وقارن السنيورة بين الأمس واليوم، فقال: «حيث نجح لبنان سابقاً في اكتساب الدعم والرعاية العربية والدولية، بما ساعده ومكنه من الخروج من تلك المحنة الطاحنة والرهيبة. بينما، في المقابل، ها هو لبنان اليوم يتخبط في خضم أزمة وطنية وسياسية وانهيارات اقتصادية ومالية وإدارية ومعيشية كبرى حولت غالبية الشعب إلى خط الفقر وما دون. كذلك، وفي المقابل أيضاً، لا يزال الجانب المعروف يسعى لإحداث المزيد من المتاعب للمواطنين اللبنانيين وللوطن والدولة، ومن بينها توريط لبنان في مواجهات ومخاطر عسكرية لا قبل للبنان بمواجهتها أو تحملها، بينما هو يبحث عن طريق لا يجدها للعودة إلى كنف أسرته العربية، وإلى المجتمع الدولي الداعمين والمتفهمين لمشكلات لبنان واللبنانيين والداعمين لتنفيذ الإصلاحات الضرورية، ولتوفير مقتضيات استعادة الدولة اللبنانية لدورها وهيبتها، واستعادة الحياة الوطنية والكريمة المستقرة والآمنة للبنانيين».
واعتبر أنه «في المرحلة الحالية والمقبلة أحوج ما نكون لاحترام هذا القرار وما يعنيه ترسيخاً وتعزيزاً للشرعية اللبنانية والدعم لها في وجه كل الأطماع، والحيلولة دون الافتئات على الدولة اللبنانية في دورها وسلطتها وقرارها الحر. سيبقى لبنان، رغم كل المحن والاستيلاءات، قوياً وسيداً وحراً بعيشه المشترك، وبالدستور ووثيقة الوفاق الوطني، وبشرعيته العربية، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وفي طليعتها القرار الرقم 1701».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

فصيلان درزيان من السويداء يعلنان استعدادهما للانضمام إلى الجيش السوري الجديد

صورة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد على غلاف تقرير فوق مكتب بمقر حزب البعث حيث ينتظر جنود الجيش السابقون تسجيل أسمائهم في «عملية المصالحة» في دمشق (أ.ب)
صورة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد على غلاف تقرير فوق مكتب بمقر حزب البعث حيث ينتظر جنود الجيش السابقون تسجيل أسمائهم في «عملية المصالحة» في دمشق (أ.ب)
TT

فصيلان درزيان من السويداء يعلنان استعدادهما للانضمام إلى الجيش السوري الجديد

صورة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد على غلاف تقرير فوق مكتب بمقر حزب البعث حيث ينتظر جنود الجيش السابقون تسجيل أسمائهم في «عملية المصالحة» في دمشق (أ.ب)
صورة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد على غلاف تقرير فوق مكتب بمقر حزب البعث حيث ينتظر جنود الجيش السابقون تسجيل أسمائهم في «عملية المصالحة» في دمشق (أ.ب)

أعرب فصيلان درزيان من محافظة السويداء في جنوب سوريا، الاثنين، عن استعدادهما للانضمام إلى الجيش السوري الجديد بعد إطاحة بشار الأسد من السلطة الشهر الماضي.

وقال الفصيلان في بيان مشترك: «نعلن في حركة رجال الكرامة ولواء الجبل، أكبر فصيلين عسكريين في السويداء، استعدادنا الكامل للاندماج ضمن جسم عسكري ليكون نواة للانضواء تحت مظلة جيش وطني جديد هدفه حماية سوريا».

وأضافا أنهما يرفضان بشكل قاطع «أي جيش فئوي أو طائفي يستخدم أداة بيد السلطة لقمع الشعب، كما كان حال جيش بشار الأسد».
وتابع الفصيلان «كفصائل عسكرية ليس لنا أي نوايا أو أدوار في الشؤون الإدارية أو السياسية»، داعيين إلى «تفعيل العمل المدني والسياسي بطريقة تشاركية تضع الإنسان في مركز الأولويات».
وشدد «رجال الكرامة» و«لواء الجبل» على التزامهما «بحماية المرافق العامة وتأمين استقرارها لحين تحقيق الأمن والآمان في البلاد».

دروز هضبة الجولان المحتلة في مجدل شمس المجاورة للحدود مع سوريا احتفالاً بعيد الدلاء في سوريا أبريل الماضي (أ.ف.ب)

وأعلنت السلطات الجديدة بعد أيام من إسقاطها نظام الأسد تجميد الدستور والبرلمان خلال الفترة الانتقالية التي قالت إنها ستمتد لثلاثة أشهر.

وعينت الإدارة الجديدة رئيساً للحكومة الانتقالية، ما لبث أن بدأ بتعيين وزراء ومحافظين.

عناصر من الجيش الوطني السوري في شرق حلب (أرشيفية - أ.ف.ب)

ويشدد نشطاء وسياسيون على ضرورة كتابة دستور سوري جديد لحماية مكونات المجتمع السوري، وضمان حقوقها، وإجراء الانتخابات، وتشكيل حكومة بمشاركة الجميع في سوريا.

وسوريا إحدى أكثر دول الشرق الأوسط تنوعاً طائفياً وعرقياً وثقافياً، فهي تضم مروحة واسعة من الأقليات مثل العلويين والأرمن والأكراد والمسلمين الشيعة والدروز والمسيحيين.