المعارضة السورية تضيق الخناق على النظام جنوبًا وتستهدف أكبر مطاراته

أهالي السويداء هاجموا رتلاً للنظام سحبه باتجاه دمشق واستولوا على أسلحته الثقيلة

المعارضة السورية تضيق الخناق على النظام جنوبًا وتستهدف أكبر مطاراته
TT

المعارضة السورية تضيق الخناق على النظام جنوبًا وتستهدف أكبر مطاراته

المعارضة السورية تضيق الخناق على النظام جنوبًا وتستهدف أكبر مطاراته

شددت المعارضة السورية من ضغطها على النظام في جنوب البلاد، مستهدفة قاعدة جوية هامة هي مطار «الثعلة» الذي يعدّ من أكبر المطارات العسكرية في جنوب سوريا.
وبينما أعلن تحالف قوات المعارضة المسلحة، أن «مقاتلي المعارضة انتزعوا السيطرة على قاعدة جوية في محافظة السويداء في جنوب البلاد من أيدي قوات الجيش النظامي»، لم تجزم مصادر ميدانية بسقوط القاعدة الجوية بشكل كامل، لأن المعارك الضارية بقيت مستمرة على أطرافه وعند أسواره حتى مساء أمس. وكشف الناشط السوري في درعا أحمد المسالمة لـ«الشرق الأوسط» أن «مقاتلي الجيش السوري الحرّ شنوا هجومًا واسعًا على مطار (الثعلة) العسكري، ودارت اشتباكات عنيفة بينهم وبين القوات النظامية استمرت طوال يوم الخميس (أمس)، تمكن خلالها الجيش الحر من إحراز تقدمٍ كبير والوصول إلى سواتر المطار، الذي قصفه المعارضون بقذائف المدفعية والصواريخ وحققوا فيه إصابات مباشرة». وأكد أن «معركة تحرير هذا المطار هي إحدى حلقات معركة (سحق الطغاة) التي بدأتها المعارضة من الجنوب باتجاه العاصمة السورية دمشق».
وأكد المسالمة أن «مطار (الثعلة) كان يستخدم كقاعدة لطيران (الميغ) إلا أنه بات يعتمد الآن كمهبط للطيران المروحي العسكري. وهو يضمّ إضافة إلى الطيران العمودي أربع سرايا للدبابات ومرابط المدفعية وراجمات الصواريخ، وكانت هذه الأسلحة الثقيلة تدكّ القرى والمناطق القريبة منه الواقعة تحت سيطرة قوات المعارضة بواسطة المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ». وأوضح أن «قرب هذا المطار من مناطق سيطرة المعارضة كان يحدّ من حركة الطيران المروحي، ويقيّد طلعاته الجوية ومهماته الحربية إلى حدّ كبير».
أما المتحدّث باسم الجبهة الجنوبية عصام الريس، فأعلن لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «فصائل في المعارضة السورية سيطرت على الجزء الأكبر من أحد أبرز المطارات العسكرية في محافظة السويداء الخاضعة لسيطرة قوات النظام في جنوب البلاد، وتمكنت من تحرير مطار الثعلة العسكري وهي تعمل على تمشيطه والتعامل مع ما تبقى منه بأيدي القوات النظامية». وهذا ما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي قال لوكالة الصحافة الفرنسية «إن فصائل المعارضة سيطرت على أجزاء كبيرة من المطار بعد قصف عنيف متبادل مع قوات النظام، لكن المعارك العنيفة لا تزال مستمرة في محيطه». في وقت نفى فيه التلفزيون السوري الرسمي سقوط المطار العسكري. وقال في شريط عاجل «لا صحة إطلاقا لاحتلال المجموعات الإرهابية لمطار الثعلة». لافتًا إلى أن «الجيش والقوات المسلحة أحبطوا هجوما ثالثا على محور المطار».
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية أيضًا، إن «قوات النظام كانت تستخدم هذا المطار لقصف مناطق عدة في محافظة درعا وريف دمشق». وتأتي السيطرة على الأجزاء الكبيرة من هذا المطار الواقع في الأطراف الغربية للسويداء المحاذية لمحافظة درعا، بعد أيام من سيطرة فصائل الجبهة الجنوبية على مقر اللواء 52 في درعا، وهو أحد أكبر القواعد العسكرية في سوريا وانسحاب الكثير من قوات النظام إلى المطار وإلى بلدة الدارة المحاذية له. ويبعد مطار الثعلة نحو عشرة كيلومترات عن مقر «اللواء 52».
ونقل موقع «الدرر الشامية» المعارض، عن مصادر إعلامية محلية أن «قوات الأسد بدأت منذ مساء الأربعاء في إخلاء مطار الثعلة العسكري من العتاد العسكري والصواريخ وأجهزة الاتصال والرادارات، ونقلها إلى العاصمة عبرَ الأوتوستراد الرابط بين محافظة السويداء ومدينة دمشق، في حين استولى (مشايخ الكرامة) في محافظة السويداء مساء أمس، على رتل عسكري لقوات النظام مؤلف من ست حاملات صواريخ كانت متجهة من كتيبة الرادار في قرية الدور إلى دمشق، وتوجهوا به إلى مكان آمن»، حسب ما نقل مراسل موقع «سمارت» عن مصادر مقربة من «مشايخ الكرامة» (مجموعة درزية ضد النظام يرأسها الشيخ ديني وحيد البلعوس)، وقال المراسل إن «المشايخ» استولوا على حاملات الصواريخ في سياق تنفيذ القرار الذي تم اتخاذه مؤخرًا، حول عدم السماح لقوات النظام بإخراج أي أسلحة ثقيلة خارج المحافظة.



إرهاب الحوثيين يتصدّر نقاشات يمنية - أميركية في الرياض

رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
TT

إرهاب الحوثيين يتصدّر نقاشات يمنية - أميركية في الرياض

رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)

استحوذ إرهاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران خلال اليومين الأخيرين على مجمل النقاشات التي دارت بين قيادات الشرعية والمسؤولين الأميركيين، وسط تطلع رئاسي لتصنيف الجماعة منظمة إرهابية عالمية وتجفيف مواردها المالية وأسلحتها.

وتأتي المحادثات اليمنية - الأميركية في وقت يتطلع فيه الشارع اليمني إلى اقتراب لحظة الخلاص من الانقلاب الحوثي واستعادة صنعاء وبقية المحافظات المختطفة، بخاصة عقب التطورات الإقليمية المتسارعة التي أدت إلى هزيمة إيران في كل من لبنان وسوريا.

وذكر الإعلام الرسمي أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، استقبل في الرياض جيسي ليفنسون، رئيس مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، وسفير الولايات المتحدة لدى اليمن ستيفن فاجن، وبحث معهما العلاقات الثنائية، خصوصاً في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وتعزيز الشراكة الوثيقة بين الجانبين على مختلف الأصعدة.

وطبقاً لوكالة «سبأ» الحكومية، تطرق اللقاء إلى التهديدات الإرهابية التي تغذيها الميليشيات الحوثية والتنظيمات المتخادمة معها، بما في ذلك الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والاعتداءات، وأعمال القرصنة المستمرة على سفن الشحن البحري بدعم من النظام الإيراني.

واستعرض العليمي - وفق الوكالة - جهود الإصلاحات الحكومية في المجال الأمني وأجهزة إنفاذ القانون وسلطات مكافحة الإرهاب وغسل الأموال والجريمة المنظمة، والدعم الدولي المطلوب لتعزيز قدراتها في ردع مختلف التهديدات.

وفي حين أشاد رئيس مجلس الحكم اليمني بالتعاون الوثيق بين بلاده والولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، قال إنه يتطلع مع الحكومة إلى مضاعفة الضغوط الدولية على الميليشيات الحوثية، بما في ذلك تصنيفها منظمة إرهابية، وتجفيف مصادر تمويلها وتسليحها.

تأكيد على دور واشنطن

وشملت اللقاءات الأميركية في الرياض عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عبد الرحمن المحرمي، ونقل الإعلام الرسمي أن الأخير ناقش مع السفير الأميركي، ستيفن فاجن، آخر المستجدات المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية والعسكرية في اليمن.

وتناول اللقاء - وفق وكالة «سبأ» - التداعيات الاقتصادية والإنسانية في اليمن والمنطقة، في ظل استمرار تصعيد ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني على خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر. كما تم بحث سبل تعزيز التعاون بين الجانبين لمكافحة الإرهاب ودعم جهود السلام والاستقرار في المنطقة.

النقاشات اليمنية - الأميركية ركزت على الدعم الأمني لمواجهة الإرهاب (سبأ)

واستعرض اللقاء، حسب الوكالة، الجهود التي يبذلها مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لمواجهة التحديات الاقتصادية والإنسانية في اليمن.

وفي هذا السياق، جدد المحرّمي حرص المجلس على تنفيذ الإصلاحات الداخلية ومكافحة الفساد لتحسين الخدمات الأساسية وتلبية احتياجات المواطنين، مؤكداً على أهمية الدور الأميركي والدولي في دعم هذه الجهود.

ونسب الإعلام الرسمي إلى السفير الأميركي أنه «أكد دعم بلاده لجهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة في مواجهة التحديات المختلفة، مشيداً بالجهود المبذولة لتعزيز الاستقرار وتوحيد الصفوف في مواجهة التحديات الراهنة».

دعم المؤسسات الأمنية

وفي لقاء آخر، الاثنين، بحث وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني مع السفير الأميركي ومدير مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، الوضع الأمني في البحر الأحمر والتهديدات الحوثية المستمرة للملاحة الدولية، وبحث التعاون الثنائي لتطوير القدرات الأمنية للمؤسسات اليمنية.

وفي حين أكد الوزير الزنداني التزام الحكومة بمواصلة الجهود الرامية إلى القضاء على الإرهاب والتطرف، شدد على أهمية الشراكة الدولية في هذا المجال.

وزير الخارجية اليمني مستقبلاً في الرياض السفير الأميركي (سبأ)

إلى ذلك، بحث وزير الداخلية اليمني إبراهيم حيدان مع المسؤولين الأميركيين تعزيز التعاون الأمني في مجال التكنولوجيا وأمن واستخدام المعلومات لمكافحة الإرهاب والتصدي للتحديات الأمنية التي تواجه اليمن والمنطقة.

وحسب ما أورده الإعلام الرسمي، أكد حيدان خلال لقائه السفير فاجن والمسؤول في الخارجية الأميركية ليفنسون على أهمية دعم جهود الحكومة اليمنية لتعزيز الاستقرار ومواجهة التنظيمات الإرهابية والميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني التي تهدد أمن وسلامة اليمن ودول الجوار.

وأشار حيدان إلى الجهود التي تبذلها وزارته في إعادة بناء الأجهزة الأمنية وتطوير الأنظمة الرقمية لتحسين قدراتها العملياتية، رغم التحديات التي تواجهها البلاد في ظل الظروف الراهنة.

وعود أميركية بدعم القوات الأمنية اليمنية في مجال التدريب وبناء القدرات (سبأ)

ونسب الإعلام الرسمي إلى رئيس مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، جيسي ليفنسون، استعداد بلاده لدعم الجهود الأمنية في اليمن من خلال التدريب وتقديم المساعدات التقنية وبناء القدرات.

يشار إلى أن الحوثيين في اليمن يخشون من حدوث إسناد دولي واسع للحكومة الشرعية يؤدي إلى القضاء على انقلابهم واستعادة صنعاء وتأمين الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.

وكان زعيمهم عبد الملك الحوثي قد طمأن أتباعه بأن الجماعة أقوى من نظام بشار الأسد، ولن يستطيع أحد إسقاطها لجهة ما تملكه من أسلحة إلى جانب ما استطاعت تجنيده من عناصر خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.