مصر: رسوب ثُلث طلاب كلية للطب يُعيد سجال «الغش بالثانوية»

اتحاد طلبة الجامعة رفض الربط بين الظاهرتين

طالبات خلال أداء امتحانات الثانوية العامة في مصر (أرشيفية - رويترز)
طالبات خلال أداء امتحانات الثانوية العامة في مصر (أرشيفية - رويترز)
TT

مصر: رسوب ثُلث طلاب كلية للطب يُعيد سجال «الغش بالثانوية»

طالبات خلال أداء امتحانات الثانوية العامة في مصر (أرشيفية - رويترز)
طالبات خلال أداء امتحانات الثانوية العامة في مصر (أرشيفية - رويترز)

كل عام، وبالتزامن مع نتيجة الثانوية العامة، يتصاعد السجال حول ما يرى البعض أنه «فشل» وزارة التربية والتعليم المصرية في السيطرة على حالات الغش، ويبدو أن تلك التهمة ستظل تلاحق المنظومة حتى بعد التحاق الطلاب بالجامعة.
وفي واقعة مثيرة للجدل، شهدت نتيجة الفرقة الأولى بكلية الطب البشري جامعة سوهاج (صعيد مصر)، رسوب 229 طالباً، من أصل 671 طالباً بالفرقة الأولى؛ ما يعني قرابة الثُلث.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالخبر بسبب تزامنه مع نتيجة الثانوية العامة في مصر وتواتر أقاويل حول وقائع «غش عائلي» بعدما حصل طلاب ينتمون إلى عائلات بارزة في صعيد مصر على نتائج متقاربة.
وصحيح أنه لا يمكن الجزم بأن طلاب تلك الدفعة وصلوا إلى مواقعهم جراء «الغش»، إلا أن إجراء الوزارة تحقيقات هذا العام في نتائج طلاب بمدارس ثانوية تقع في النطاق الجغرافي ذاته حصلوا على مجموع كبير أثار «الشكوك» حول وقائع غش مرتكزة على صلة القرابة وربما التنافس بين العائلات في الجنوب والتي تنتمي لها محافظة سوهاج.
وعلّق الدكتور مصطفى عبد الخالق، رئيس جامعة سوهاج، على الواقعة في مداخلة هاتفية لبرنامج «آخر النهار» المُذاع عبر قناة «النهار» ووصف النتيجة بـ«المنطقية»، متهماً «خلايا» لم يفصح عنها باستهداف الجامعة والرغبة في إثارة الجدل دون جدوى.
من جانبه، يقول الدكتور محمد عبد العزيز فؤاد، أستاذ العلوم والتربية جامعة عين شمس «ثمة تدنٍ عام في مستوى طلاب الفرق الأولى بجميع الكليات، إن صح التعبير، هذا ما لمسناه خلال السنوات الأخيرة، لا سيما في الكليات العلمية التي تتطلب قدرات خاصة، اعتبر ما نشهده هو انعكاس لمنظومة التعليم الجديدة، هؤلاء هم فرز لترهل في المفاهيم العلمية والأساسيات التعليمية وحتى المستوى اللغوي».
ويردف في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «ثلاثة أعوام من التجريب غير المدروس أفرزت طلاباً فاقدين التحصيل العلمي المعياري الحقيقي، كما أن نظام الامتحان كان مشجعاً على عملية الغش؛ لأن النموذج MCQ يسهل الغش وفي حال تسيب اللجان وعدم تأمينها».
كان الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني السابق، قد أعلن حجب نتيجة بعض لجان الامتحانات هذا العام بسبب شبهة الغش الجماعي، في الوقت عينه أعلن خلال المؤتمر الصحافي لإعلان نتيجة الثانوية العامة، وصلت نسبة النجاح فيها إلى 75 في المائة، عن أن عدد حالات الغش المضبوطة في لجان امتحانات الثانوية العامة 2022 أقل من الأعوام الماضية.
غير أنه بالعودة لتصريح سابق نشرته صحيفة «الأهرام»، أبريل (نيسان) 2021، نقلاً عن شوقي، قال، إن نسبة الغش في الامتحانات تصل إلى 85 في المائة نظراً لفقدان الرغبة في التعلم، وأوضح أن الدولة تتكلف ملياراً و300 مليون لمواجهة ظواهر الغش.
كذلك، قررت وزارة التربية والتعليم يوليو (تموز) الماضي، منع تحويل الطلاب إلى لجان محددة في عدد من المحافظات مثل سوهاج وقنا وأسيوط وكفر الشيخ، إلا بموافقة الوزير شخصياً بسبب شبهة الغش، وحسب صحيفة «آخر ساعة» التابعة لمؤسسة «أخبار اليوم» المصرية، تم اكتشاف تحويل قرابة 2200 طالب إلى لجان محظور التحويل إليها في سوهاج بمركز دار السلام هذا العام.
يرجع الدكتور أحمد هارون، استشاري الصحة النفسية، وقائع تراجع المستوى التعليمي للطلاب في المرحلة الجامعية إلى ما أطلق عليه نظرية «القمة والقاع»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «بعيداً عن السبب المباشر لرسوب طلاب أولى طب، بشكل عام ثمة خلل في نظرة المجتمع للتعليم الثانوي، جعلته يصل إلى حد الأزمة، سواء أولياء الأمور أو الطلاب ينظرون للأمر بمعيار إما أن تصل القمة بالالتحاق بكليات مثل الطب والهندسة، وإما أن تسقط في القاع، هذا من شأنه يدفع لتجاهل مقياس السمات والاهتمامات - ليس القدرات - الذي يعكس شغف الطالب ومن ثم يضعه على الطريق الصحيحة، بينما يُنظر للمرحلة الثانوية باعتبارها طوق النجاة لمستقبل مزدهر فقط إذا حصل الطالب على نتيجة تؤهله لكلية بارزة، هذا يدفع بمعيار الأرقام الذي قد يذهب بالطالب إلى واقع ربما لا يناسبه».
جدير بالذكر، أن محاولات وزارة التربية والتعليم التصدي للغش وصلت إلى التجريم القانوني، صدر القانون رقم 205 لسنة 2020 والخاص بمكافحة أعمال الإخلال بـالامتحانات على أن يعاقب الطالب المتهم بالغش بالحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تزيد على 7 سنوات، فضلاً عن دفع غرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه، ولا تزيد على 200 ألف جنيه.
بينما أدان شريف ممدوح، رئيس اتحاد الطلاب في جامعة سوهاج، سلوك نشر أسماء الطلاب الراسبين، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «ما حدث له أسباب لا تتعلق بالغش، بينما قد تكون عوامل نفسية وصحية وأسرية وراء هذه النتيجة التي تعد طبيعية لطلاب الفرقة الأولى، لكن من غير المبرر هو التشهير بهم على صفحات التواصل الاجتماعي بغرض تعزيز نظرية ضعف منظومة الثانوية العامة».



شجرة تاريخية في بريطانيا تُواجه الفأس

لا تستحق تذوُّق الفأس (حملة إنقاذ الشجرة)
لا تستحق تذوُّق الفأس (حملة إنقاذ الشجرة)
TT

شجرة تاريخية في بريطانيا تُواجه الفأس

لا تستحق تذوُّق الفأس (حملة إنقاذ الشجرة)
لا تستحق تذوُّق الفأس (حملة إنقاذ الشجرة)

 

من المقرّر اقتلاع شجرة بلوط (سنديان) عمرها 120 عاماً، وذلك بعد 4 سنوات من الجدال حولها.

وغضب المشاركون في حملة لإنقاذها بسبب القرار الذي يؤثّر في شجرة بلوط الملك جورج العتيقة الواقعة في شارع ويفينهو بمقاطعة إسكس بشرق إنجلترا قرب العاصمة لندن.

جاء ذلك بعد زَعْم سكان حيّ كليفتون تراس القريب بأنّ جذور الشجرة كانت تضرّ بمنازلهم. وذكر مجلس بلدة ويفينهو أنّ القصة كانت «مزعجة بشكل عميق»، لكنهم اضطرّوا لجلب الفأس. ولم يؤكد أعضاء المجلس موعد تنفيذ قرار قطع الشجرة خوفاً من أن تُعرِّض محاولات عرقلة عملية التنفيذ أمن الناس للخطر.

مع ذلك، صرَّح المشاركون في الحملة لشبكة «بي بي سي» بأنهم يعتقدون أنه قد خُطِّط للعمل خلال إغلاق ساحة رَكْن سيارات في المكان من 13 إلى 15 يناير (كانون الثاني). وقال دانكان بون، المُقيم في منطقة ويفينهو منذ 26 عاماً، إنه سيشعر بـ«الاشمئزاز» لاقتلاع الشجرة من مكانها. وأوضح: «لطالما كانت جميلة تثير الإعجاب ولا تستحقّ هذه المعاملة. إنها أقدم من المنازل، وأقدم كثيراً من ساحة رَكْن السيارات».

عمرها 120 عاماً (حملة إنقاذ الشجرة)

وإذ وقّع أكثر من 1200 شخص، خلال 48 ساعة، على التماس لإنقاذ الشجرة، أضاف بون: «ذلك يوضح مدى حبّ الناس لها، وأنه من السهل العثور على حلّ آخر سوى قطعها».

بدوره، حذَّر أحد المُشاركين في الحملة، فيليب جورج، من أن يؤثّر هذا القرار في الحياة البرّية، بما فيها الطيور والسناجب. ويعتقد أنّ تربة الحصى قد تكون السبب في حدوث انهيار أرضي، داعياً إلى إجراء تحقيق شامل قبل اقتلاعها. وأضاف: «ينبغي ألا تُقتَلع حتى يثبُت بالدليل القاطع أنها السبب في ذلك الضرر المذكور».

على الجانب الآخر، أشار مجلس البلدة إلى 3 تقارير سابقة تخلُص إلى أنّ شجرة البلوط هي المسؤولة عن الضرر. وسيعرّض أي تأجيل لعملية اقتلاعها المجلس للمسؤولية المالية على مستوى يتجاوز ما لديه من احتياطي نقدي، وفق تصريح السلطات. وأضاف المجلس أن عليه الاعتراف بالهزيمة، مع «الندم العميق» بعد 4 سنوات من المفاوضات مع مسؤول التأمين. وقال: «الأمر برمّته مزعج جداً للمجلس وأعضائه ولعدد من السكان الذين يتّخذون موقفاً حاسماً تجاه مستقبل الشجرة».