حددوا طرق الوقاية... الأطباء يحذرون: الحر يزيد الإصابات بسرطان الجلد

قضاء الناس وقتاً طويلاً في الشمس قد يتسبب في إصابتهم بالسرطان (أ.ف.ب)
قضاء الناس وقتاً طويلاً في الشمس قد يتسبب في إصابتهم بالسرطان (أ.ف.ب)
TT

حددوا طرق الوقاية... الأطباء يحذرون: الحر يزيد الإصابات بسرطان الجلد

قضاء الناس وقتاً طويلاً في الشمس قد يتسبب في إصابتهم بالسرطان (أ.ف.ب)
قضاء الناس وقتاً طويلاً في الشمس قد يتسبب في إصابتهم بالسرطان (أ.ف.ب)

قال عدد من الأطباء البريطانيين إن الارتفاع المستمر في درجات حرارة الطقس بسبب أزمة المناخ سيؤدي إلى زيادة حالات الإصابة بسرطان الجلد.
ونقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن عدد من الأطباء قولهم إن قضاء الناس وقتاً طويلاً في الشمس وتعرضهم بشكل أكبر للأشعة فوق البنفسجية وسط الارتفاع المستمر في درجات الحرارة قد يتسبب في إصابتهم بالسرطان.
وقالت سارة دانسون، أستاذة طب الأورام في جامعة شيفيلد: «بصفتي طبيبة تعالج مرضى سرطان الجلد، أشعر بالقلق بالتأكيد من أن الارتفاع المستمر في درجات الحرارة في الصيف قد يؤدي إلى زيادة فرص الإصابة بسرطان الجلد والوفيات الناجمة عن هذا المرض الخبيث».
من جهتها، قالت جوليا نيوتن بيشوب، العالمة السريرية التي تقود «مجموعة أبحاث سرطان الجلد» في جامعة ليدز: «الورم الميلانيني (أخطر أنواع سرطان الجلد) ناتج أساساً عن حروق الشمس، وقد أصبح الطقس حول العالم شديد الحرارة مؤخراً لدرجة جعلتني أشعر بالقلق من ازدياد فرص التعرض لحروق الشمس وبالتالي ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان».

أما ميشيل ميتشل، الرئيس التنفيذي لـ«مركز أبحاث السرطان» في المملكة المتحدة، فقد حذر بأن الإصابة بحروق الشمس مرة واحدة فقط كل عامين يمكن أن تضاعف خطر الإصابة بسرطان الجلد بمقدار 3 أضعاف.
وأشار البروفسور دان ميتشل، الخبير في علوم المناخ بجامعة بريستول، إلى أن «تغير المناخ أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة، ليس فقط في الصيف، ولكن طوال العام، وهذا الأمر تسبب في تغير الأنماط السلوكية للأشخاص، حيث زادت رغبتهم في الخروج والتعرض للأشعة فوق البنفسجية من ضوء الشمس على مدار العام، وهو عامل خطر معروف للإصابة بسرطان الجلد».
وأضاف ميتشل أن العواقب الصحية طويلة المدى لأزمة المناخ لم تتم مناقشتها بما فيه الكفاية.
وقال الأطباء إن هناك عدداً من الخطوات التي يمكن اتخاذها لتقليل التعرض لأشعة الشمس وتجنب الإصابة بحروق الشمس؛ بما في ذلك البقاء بعيداً من الشمس تماماً من الساعة الـ11 صباحاً حتى الساعة الـ3 مساءً، والحرص دائماً على الجلوس في الظل، واعتمار القبعات، ووضع الكريمات الواقية من الشمس.


مقالات ذات صلة

لمحاربة «اكتئاب ما بعد الولادة»... مارسي الرياضة لأكثر من ساعة أسبوعياً

صحتك الأمهات الجدد يمكنهن استئناف ممارسة الرياضة بالمشي «اللطيف» مع أطفالهن (رويترز)

لمحاربة «اكتئاب ما بعد الولادة»... مارسي الرياضة لأكثر من ساعة أسبوعياً

تشير أكبر دراسة تحليلية للأدلة إلى أن ممارسة أكثر من ساعة من التمارين الرياضية متوسطة الشدة كل أسبوع قد تقلل من شدة «اكتئاب ما بعد الولادة».

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
عالم الاعمال «فقيه» تختتم أعمال مؤتمرها الثالث باتفاقيات نوعية لمشروعات واعدة

«فقيه» تختتم أعمال مؤتمرها الثالث باتفاقيات نوعية لمشروعات واعدة

اختتمت مجموعة «فقيه» للرعاية الصحية، الأربعاء، أعمال مؤتمرها السنوي الثالث، الذي عقد بمشاركة نخبة من الخبراء السعوديين والدوليين المتخصصين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك النوم خلال اليوم قد يشير إلى أنك معرّض لخطر أكبر للإصابة بالخرف (أرشيفية - رويترز)

النوم خلال اليوم قد يشير إلى ارتفاع خطر إصابتك بالخرف

إذا وجدت نفسك تشعر بالنعاس خلال اليوم، أثناء أداء أنشطتك اليومية، فقد يشير ذلك إلى أنك معرَّض لخطر أكبر للإصابة بالخرف، وفقاً لدراسة جديدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق جانب من «مؤتمر الطبّ التجميلي» الذي استضافته الرياض (الشرق الأوسط)

جراحات التجميل للرجال في السعودية... إقبالٌ لافت لغايات صحّية

احتلّت السعودية عام 2023 المركز الثاني عربياً في عدد اختصاصيي التجميل، والـ29 عالمياً، في حين بلغ حجم قطاع الطبّ التجميلي فيها أكثر من 5 مليارات دولار.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
صحتك بعض الأطعمة يسهم في تسريع عملية الشيخوخة (رويترز)

أطعمة تسرع عملية الشيخوخة... تعرف عليها

أكدت دراسة جديدة أن هناك بعض الأطعمة التي تسهم في تسريع عملية الشيخوخة لدى الأشخاص بشكل ملحوظ، داعية إلى تجنبها تماماً.

«الشرق الأوسط» (روما)

الحرب تطول أهم منشأة سياحية في بعلبك وغرفة فيروز المتضررة الاولى

مدخل الفندق الرئيسي قبل تعرّضه للقصف (الشرق الأوسط)
مدخل الفندق الرئيسي قبل تعرّضه للقصف (الشرق الأوسط)
TT

الحرب تطول أهم منشأة سياحية في بعلبك وغرفة فيروز المتضررة الاولى

مدخل الفندق الرئيسي قبل تعرّضه للقصف (الشرق الأوسط)
مدخل الفندق الرئيسي قبل تعرّضه للقصف (الشرق الأوسط)

يعدّ «فندق بالميرا» في مدينة بعلبك واحداً من معالمها السياحية المشهورة. ومن يزورها لا بد أن يمرّ على هذا المبنى الذي شهد على تاريخ لبنان الذهبي. ولكن ما لم يكن بالحسبان هو أن تطوله الحرب الدائرة اليوم في لبنان. وكانت غرفة فيروز المتضررة الأولى من قصف عدواني أصاب الفندق. فهذه الغرفة مكثت فيها سفيرتنا إلى النجوم أكثر من مرة. فكانت محطتها الدائمة التي تقيم فيها لأسبوع أو أكثر خلال تحضيراتها لمهرجانات بعلبك. وهي تطلّ على قلعة بعلبك الأثرية وتحمل رقم 26.

الضرر الذي أصاب لوبي الفندق إثر القصف (الشرق الأوسط)

بالنسبة لصاحبة الفندق، ريما الحسيني، فهي ترفض اليوم أن تتحدث عن أضرار فندقها وما ألمّت به الحرب. «يجدر بنا التحدث عن مدينة بعلبك برمّتها فهي تاريخ للبشرية. والممتلكات المتضررة لا تعني شيئاً أمام مدينة الشمس وعراقتها. والأهم قلعتها التي تنتصب معلماً تاريخياً يدّرس في الجامعات العالمية. نتطلّع على هذه المدينة كتراث وتاريخ وأي ضرر آخر في الممتلكات ما عاد مهماً».

ريما التي تدرّس في الجامعة مادة «الثقافة بين التواصل والصراعات»، تدرك أنه في الحروب الخوف يقتصر على فقداننا التاريخ. «إننا بمثابة حرّاس له وعلينا بذل كل الجهود لإنقاذه. هذه السنة نحتفل بالعام الـ150 لذكرى تأسيس (بالميرا). لم يقفل أبوابه طيلة الحقبات الماضية. لكنه اليوم يفرغ من أي نشاط بعد أن تم توقيف العمل به منذ بداية هذه الحرب».

شُيّد الفندق على يد المهندس اليوناني ميمكاليس باركلي عام 1872 على أرض تزيد مساحتها عن 200 متر مربع. يقع عند مدخل بعلبك الجنوبي، وجرى تخطيط البناء بحيث يطل بواجهته الأساسية على الأطلال الرومانية. أما اسمه فيعود إلى التمثال النصفي لزنوبيا، أحضره معه باركلي من تدمر أثناء رحلته. ولا يزال هذا التمثال موجوداً في القاعة الرئيسية بالفندق.

التمثال النصفي لـ«زنوبيا» في فندق «بالميرا» (الشرق الأوسط)

يتألف «فندق بالميرا» من طابقين جرى بناؤهما على الطراز البورجوازي الرائج في تلك الحقبة، ويحيط به سور من الأعمدة الدائرية والقضبان الحديدية، وبجانبه حديقة مزروعة بعدة أشجار معمرة، كما يزدان بقطع أثرية من تيجان وأعمدة، وتماثيل نصفية من الحقبة الرومانية، أما حديقته فتتوسطها نافورة مياه مبنية من الحجر الصخري على الطراز القديم.

أبقى أصحاب الفندق من آل الحسيني على معالم هذا المكان كما هو من دون خدش هويته. غرفه الـ27 لا تزال مفروشة بالأثاث نفسه الذي غمرها منذ افتتاحه، أما الملحق، الذي استُحدث فيه مؤخراً، ويضم 5 غرف جديدة، فجرى تصميمه ليتماشى مع المبنى القديم لكنه يحمل بصمات الحداثة. بعضهم كان ينتقد آل الحسيني لعدم تجديد غرف الفندق وأقسامه. «كنت مصرّة على أن يبقى عابقاً بتاريخه العريق من دون إجراء أي تبديل في مشهديته. فالتاريخ قيّم وجميل ولا يمكننا العبث به».

شكّل «بالميرا» معلماً سياحياً على مرّ السنوات (الشرق الأوسط)

تختصر ريما الحسيني المشرفة على الفندق لـ«الشرق الأوسط»: «إنه ذاكرة بعلبك». شهد أهم محطات الفن والفرح فيها على مدى مساحته المحاطة بالحدائق، وهو، مع الوقت، تحوَّل إلى متحف صغير؛ لما يحتوي عليه من قِطع أثرية ولوحات فنية نادرة بريشة أجانب ولبنانيين. لكن الأهم اليوم أن نحفظ مدينتنا وقلعتها من يد الغدر. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لا أريد أن أتحدث إليكم من باب مالكة هذا الفندق. أحرص اليوم على التكلم عن المدينة بأكملها. ومن حبي لبعلبك وعشقي لها مع أن الجنوب هو مسقط رأسي. أحزن اليوم لما أصاب هذه المدينة وأتمنى أن نتجاوز هذه المرحلة الخطيرة بأقل خسائر ممكنة».

اقرأ أيضاً