تنكيل حوثي بسكان العرة وصرف في ريف صنعاء

TT

تنكيل حوثي بسكان العرة وصرف في ريف صنعاء

منذ أكثر من أسبوع، تستمر الميليشيات الحوثية بالتنكيل بسكان منطقة «العرة» في مديرية همدان شمال صنعاء، وذلك بعد هجمة ضارية أخرى كانت استهدفت سكان منطقة «صرف» التابعة لمديرية «بني حشيش» شرق العاصمة.
وأفادت مصادر سياسية وقبلية في صنعاء بأن الميليشيات تفرض منذ نحو أسبوع حصاراً خانقاً على أهالي قرية «العرة» في مديرية همدان بمحافظة ريف صنعاء؛ حيث شرعت أخيراً وفي سياق جرائمها المتعددة في الاعتداء عليهم وقصف منازلهم بمختلف أنواع الأسلحة إثر استمرار رفضهم السماح لها بنهب ومصادرة أراضيهم.
جاء ذلك بعد هجمة أخرى شرسة شنتها حملة عسكرية حوثية مطلع أغسطس (آب) الجاري، استهدفت بالقصف العنيف بالرشاشات العديد من المنازل والمزارع، مخلفة قتلى وجرحى في صفوف أبناء منطقة «صرف» في مديرية بني حشيش بريف صنعاء، لإجبارهم على التنازل عن أراضيهم المنهوبة من قبل قيادات بارزة في الجماعة.
وأشارت المصادر إلى أن الميليشيات الحوثية شنّت عملية اقتحام واسعة مدعومة بمسلحين و8 مدرعات وعشرات العربات لقرية «العرة» في همدان، في محاولة لفض اعتصام نفذه الأهالي، احتجاجاً على مصادرة أراضٍ تابعة لهم.
وأفادت المصادر بأن اقتحام الميليشيات للقرية خلف عدداً من الجرحى في صفوف الأهالي أثناء استخدام مسلحيها الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع في تفريق المعتصمين من أبناء القرية.
وتحدث مجموعة من الأهالي في القرية لـ«الشرق الأوسط»، عن لجوء الجماعة خلال جريمة المداهمة إلى قطع جميع المداخل والطرق المؤدية من وإلى القرية، كاشفين عن مباشرة الميليشيات بإطلاق أعيرة نارية كثيفة صوب المعتصمين أثناء فرار البعض منهم بعد مشاهدتهم قدوم التعزيزات الضخمة للميليشيات.
وكشف الأهالي، الذين طلبوا حجب معلوماتهم حفاظاً على حياتهم، عن اختطاف الميليشيات أكثر من 55 مواطناً من أبناء القرية منهم 30 من المشايخ والأعيان والعقال، مجددين التأكيد على رفضهم القاطع لجرائم السطو الحوثية المتكررة بحق أراضيهم تحت قوة السلاح والترهيب.
ووفقاً للأهالي، كانت الجماعة الحوثية قد فرضت، العام الماضي، بسطتها على 1500 لبنة في القرية (اللبنة تساوي 44 متراً مربعاً) وخصصتها لصالح مؤسسة قتلاها، لكنهم رفعوا دعوى قضائية في محكمة بهمدان وصدر حينها حكم لصالحهم ببطلان تلك الإجراءات.
وكان أهالي قرية «العرة» في همدان أطلقوا، في وقت سابق، نداء استغاثة للمطالبة بوقف حملات الاعتداء والاعتقالات الحوثية بحقهم في قضية أرض واسعة قام نافذون حوثيون بمصادرتها وتسويرها بزعم أنها ملك لمؤسسة قتلى الجماعة.
وأصدر الأهالي بياناً شكوا فيه من عمليات سطو وجرائم قمع حوثية يتعرضون لها، مناشدين قبائل اليمن وجميع اليمنيين، التدخل لوقف الحملات العسكرية المستهدفة لهم. وتحدث البيان عن استمرار المداهمات الحوثية للقرية بحثاً عمن تصفهم الميليشيات بـ«المخربين» ممن وقفوا في وجهها دفاعاً عن ممتلكاتهم.
وفي تعليق له على مواقع التواصل الاجتماعي، كشف القاضي عبد الوهاب قطران عن قائمة تحوي أسماء العشرات من أبناء قرية العرة، بينهم مشايخ ومدنيون، قال إنهم «لا يزالون حتى اللحظة يقبعون في سجون الجماعة في صنعاء العاصمة بعد تعرضهم للخطف من المنازل والمحال التجارية والشوارع».
ولا تعد هذه هي المرة الأولى التي تشن فيها الميليشيات حملات عسكرية للتنكيل بقبائل ما يعرف بـ«طوق صنعاء» من أجل ترويعهم وإجبارهم بمختلف الأساليب والطرق على التنازل عن ممتلكاتهم وحقوقهم.
فقد سبق للميليشيات الحوثية أن أرسلت، مطلع الشهر الجاري، تعزيزات عسكرية وصفت بـ«الضخمة» بهدف استهداف أهالي منطقة «صرف» بمديرية بني حشيش بمحافظة صنعاء.
وأكد شهود أن تعزيزات الجماعة باشرت فور وصولها إلى المنطقة بشن قصف عنيف استهدف منازل ومزارع المواطنين، وهو ما خلف عدداً من القتلى والجرحى.
وسعت الميليشيات الحوثية من خلال تلك الحملة العسكرية لإجبار المواطنين على التنازل عن أراضيهم التي تستثمرها تلك القيادات في الكسارات دون أي عائد مادي للملاك. «العدلية» و«العسكرية»... أداتان حوثيتان


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.