«أنكل فلافي»... سحر الكيك الياباني

ملمس حريري ومذاق أوقع المصريين بغرامه

كيك ياباني صنع في مصر
كيك ياباني صنع في مصر
TT

«أنكل فلافي»... سحر الكيك الياباني

كيك ياباني صنع في مصر
كيك ياباني صنع في مصر

ما إن تطأ قدماك مركزاً تجارياً في العاصمة المصرية حتى يجذب انتباهك ذلك الكشك الزجاجي لبيع قطع من حلوى الجبن اليابانية أو كما تُعرف في مصر «أنكل فلافي» Uncle Fluffy التي لا يعلوها سوى «قبعة الشيف»، وختم لأول علامة في مصر تقدم حلوى الجبن اليابانية.
ورغم محدودية الإبهار البصري، لكن قد تنجذب إليها لإرضاء فضولك الذي يثيره طابور الزبائن في انتظار تذوق كيك ناعم وهش في تجربة قد لا تعيشها سوى في طوكيو.
وعن تجربة كيك الجبن اليابانية في مصر يقول المدير التنفيذي لـ«أونكل فلافي»، الكيان الوحيد الذي يقدمها في مصر، وسام الشامي، إن سر «التشيز كيك» اليابانية بات مألوفاً في مصر.
ويضيف الشامي، لـ«الشرق الأوسط»: «تحتوي كيك الجبن اليابانية على مكونات مختارة بعناية، بكميات شديدة الدقة وإلا اختلت الوصفة، لافتاً إلى أنها تضم جبن الكريمة والزبدة المتميزة وأجود أنواع البيض الطازج من المزارع، بحيث يتم خلط المكونات والخبز.
واعتبر الشامي هذه «عملية سرية وعالية الجودة، لضمان تفرد المذاق الذي بات يميز تجربة التسوق في المراكز التجارية الكبرى بعد أن نجح في جذب المصريين والسياح على حد سواء».
وحلوى «التشيز كيك» اليابانية، كما يشير الشامي، هي من الأكلات الشعبية هناك، عرفها اليابانيون منذ عام 1948، خرجت من مدينة هاكانا التي قدمت للمرة الأولى المعجنات الهشة المليئة بالجبن الكريمي والخفيف».
ولفت إلى تاريخ كيك الجبن اليابانية في مصر بأنه حديث للغاية، حيث ظهر تحديداً في عام 2019، بعد زيارة قام بها الدكتور كمال عبد العزيز، مؤسس العلامة التجارية في مصر، إلى اليابان، ليعمل على نقل التجربة إلى مصر.
ويقول الشامي: «مصر تحتضن مختلف الثقافات، نظراً لكونها بلدا سياحيا من الطراز الأول، كذلك فهي قلب الوطن العربي، وأتصور أن نجاح أي مشروع يبدأ من مصر».

أنكل فلافي علامة فارقة في صناعة الحلوى اليابانية

وعن أسرار المذاق يكشف المدير التنفيذي: «العنصر السري وراء (التشيز كيك) الياباني هو الملمس الحريري، والعرض المثير والرائحة التي لا تقاوم أثناء الخبز، فضلاً عن المذاق الذي يذوب في الفم دون إضافة كميات كبيرة من السكر تخل بمعادلة القيمة الغذائية».
وتابع الشامي: «لذا باتت مفضلة لهواة الأكل الصحي وعشاق ممارسة الرياضة، ويمكن القول إنها غذت ظاهرة عالمية تتصاعد طردياً مع زيادة الوعي التغذوي».
وكيف لكيك مثل هذه أن تنضم لقائمة الأكلات الصحية؟، يقول الشامي: «الجسم بحاجة إلى ما يمده بالطاقة ويشعره بالسعادة، وهذا كان الغرض الأصيل لليابانيين حين قدموا كيك الجبن، بمكونات طبيعية من الزُبد الطازج وجبن وبيض والقليل جداً من السكر والدقيق لذلك يعتبر من الحلويات قليلة السعرات الحرارية».
وأضاف الشامي: «المصريون بطبيعتهم يميلون إلى خوض التجارب الجديدة والغريبة من نوعها، لا سيما جيل الألفية، لذا لم نعان كثيرا في التعريف بالمنتج نظراً لانتشاره على مواقع التواصل الاجتماعي مما ساهم في تقبلهم له، بل كان لهم طلبات خاصة ببعض الإضافات غير متوفرة في المنتج الأصلي وعملنا على ذلك وتم اعتمادها أيضاً في اليابان والشرق الأوسط».
تميل الحلوى بشكل عام إلى جذب العين، من خلال الألوان وطبقات الصوص الشهية وحبات التزيين، لكن اللافت في حلوى اليابان أنها تعكس ثقافتهم في البساطة، تُقدم قوالب بيضاء هشة على شكل دائري، يعلوها لون ذهبي يعكس مراحل الطهي، وعن تسويقها بهذا الشكل يقول الشامي: «صحيح أننا لا نعتمد على الإبهار البصري ولكن شكل الكيك في فروعنا يجذب الزبائن لأنه غريب بالنسبة لهم».
وتابع: «في بداية افتتاح فروعنا حرصنا على عمل عينات صغيرة من منتجنا كي يتذوق روادنا، وعندما اطمأنوا إليها أقبلوا عليها لأن المذاق الطيب الساحر هو الأصل».
الآن يمكنك التجول في القاهرة والتمتع بالحلوى اليابانية بعد أن تواجد «أونكل فلافي» في 10 فروع كبداية، ويقول المدير التنفيذي للعلامة التجارية: «نعمل على خطة طموحة بافتتاح العديد من الفروع في جميع محافظات مصر، لا سيما في الجنوب والدلتا، بعد أن فوجئنا بطلبات عدة، ما يحفزنا للتوسع».


مقالات ذات صلة

البطاطا الحلوة... وصفات جديدة لمواجهة برودة الطقس

مذاقات غلاش محشو بالبطاطا الحلوة من الشيف أميرة حسن (الشرق الأوسط)

البطاطا الحلوة... وصفات جديدة لمواجهة برودة الطقس

البطاطا الحلوة بلونها البرتقالي، تُمثِّل إضافةً حقيقيةً لأي وصفة، لا سيما في المناسبات المختلفة. إذ يمكنك الاستمتاع بهذا الطبق في جميع الأوقات

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات برغر دجاج لشيف أحمد إسماعيل (الشرق الأوسط)

كيف تحصل على برغر صحي ولذيذ في المنزل؟

عندما نفكر في الوجبات السريعة، تكون تلك الشريحة اللذيذة من اللحم التي تضمّها قطعتان من الخبز، والممتزجة بالقليل من الخضراوات والصلصات، أول ما يتبادر إلى أذهاننا

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات فطور مصري (إنستغرام)

«ألذ»... أكل بيت مصري في مطعم

ألذ الأطباق هي تلك التي تذكرك بمذاق الأكل المنزلي، فهناك إجماع على أن النَفَس في الطهي بالمنزل يزيد من نكهة الطبق

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات 
شوكولاته مع الفراولة (الشرق الأوسط)

ودّع العام بوصفات مبتكرة للشوكولاته البيضاء

تُعرف الشوكولاته البيضاء بقوامها الحريري الكريمي، ونكهتها الحلوة، وعلى الرغم من أن البعض يُطلِق عليها اسم الشوكولاته «المزيفة»

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات طاولة العيد مزينة بالشموع (إنستغرام)

5 أفكار لأطباق جديدة وسريعة لرأس السنة

تحتار ربّات المنزل ماذا يحضّرن من أطباق بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة؛ فهي مائدة يجب أن تتفوّق بأفكارها وكيفية تقديمها عن بقية أيام السنة.

فيفيان حداد (بيروت)

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
TT

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)

إذا كنت من محبي الأجبان فستكون سويسرا من عناوين الأكل المناسبة لك؛ لأنها تزخر بأنواع تُعد ولا تُحصى من الأجبان، بعضها يصلح للأكل بارداً ومباشرة، والأصناف الأخرى تُؤكل سائحة، ولذا يُطلق عليها اسم «فوندو» أو «ذائبة».

من أشهر الأجبان السويسرية: «الفاشرين» Vacherin، و«الغرويير»، و«الراكليت»، و«الإيمينتال»، ويبقى طبق «الفوندو» الأشهر على الإطلاق، لا سيما في فصل الشتاء؛ لأنه يلمّ شمل العائلة حوله، وترتكز فكرته على المشاركة، والنوع الأفضل منه يُطلق عليه اسم «مواتييه مواتييه»، ويعني «نصف - نصف»، وهذه التسمية جاءت من مزج نصف كمية من جبن «الفاشرين»، والنصف الآخر من جبن «الإيمينتال»، يُؤكل ذائباً بعد وضعه في إناء خاص على نار خافتة، يتناوله الذوّاقة عن طريق تغميس مكعبات لذيذة من الخبز الطازج وبطاطس مسلوقة صغيرة الحجم في الجبن إلى جانب البصل والخيار المخلل.

جلسة خارجية تناسب فصل الصيف (الشرق الاوسط)

عندما تزور مدينة جنيف لا بد أن تتوجه إلى القسم العتيق منها حيث تنتشر المقاهي والمطاعم المعروفة فيها، وبالقرب من الكاتدرائية لن يغفل عنك مطعم «ليه أرمور» Les Armures، المعروف كونه أقدم المطاعم السويسرية في جنيف، ويقدّم ألذ الأطباق التقليدية، على رأسها: «الراكليت»، و«الفوندو»، واللحم المجفف، و«الروستي» (عبارة عن شرائح بطاطس مع الجبن).

يستوقفك أولاً ديكور المطعم الذي يأخذك في رحلة تاريخية، بدءاً من الأثاث الخشبي الداكن، ومروراً بالجدران الحجرية النافرة، والأسقف المدعّمة بالخشب والمليئة بالرسومات، وانتهاء بصور الشخصيات الشهيرة التي زارت المطعم وأكلت فيه، مثل: الرئيس السابق بيل كلينتون، ويُقال إنه كان من بين المطاعم المفضلة لديه، وقام بتجربة الطعام فيه خلال إحدى زياراته لجنيف في التسعينات.

جانب من المطعم الاقدم في جنيف (الشرق الاوسط)

يعود تاريخ البناء إلى القرن السابع عشر، وفيه نوع خاص من الدفء؛ لأن أجواءه مريحة، ويقصده الذوّاقة من أهل المدينة، إلى جانب السياح والزوار من مدن سويسرية وفرنسية مجاورة وأرجاء المعمورة كافّة. يتبع المطعم فندقاً من فئة «بوتيك»، يحمل الاسم نفسه، ويحتل زاوية جميلة من القسم القديم من جنيف، تشاهد من شرفات الغرف ماضي المدينة وحاضرها في أجواء من الراحة. ويقدّم المطعم باحة خارجية لمحبي مراقبة حركة الناس من حولهم، وهذه الجلسة يزيد الطلب عليها في فصل الصيف، ولو أن الجلوس في الداخل قد يكون أجمل، نسبة لتاريخ المبنى وروعة الديكورات الموجودة وقطع الأثاث الأثرية. ويُعدّ المطعم أيضاً عنواناً للرومانسية ورجال الأعمال وجميع الباحثين عن الأجواء السويسرية التقليدية والهدوء.

ديكور تقليدي ومريح (الشرق الاوسط)

ميزة المطعم أنه يركّز على استخدام المواد محلية الصنع، لكي تكون طازجة ولذيذة، تساعد على جعل نكهة أي طبق، ومهما كان بسيطاً، مميزة وفريدة. الحجز في المطعم ضروري خصوصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع. أسعاره ليست رخيصة، وقد تتناول «الفوندو» بسعر أقل في مطعم آخر في جنيف، ولكن يبقى لـ«Les Armures» سحره الخاص، كما أنه يتميّز بالخدمة السريعة والجيدة.

فوندو الجبن من أشهر الاطباق السويسرية (الشرق الاوسط)

ما قصة «الفوندو» السويسري؟

«الفوندو» السويسري هو طبق تقليدي من أطباق الجبن المميزة التي يعود أصلها إلى المناطق الجبلية والريفية في جبال الألب السويسرية، ويُعد اليوم رمزاً من رموز المطبخ السويسري. يعتمد هذا الطبق على فكرة بسيطة، ولكنها فريدة؛ إذ تتم إذابة الجبن (عادة مزيج من عدة أنواع مثل «غرويير» و«إيمينتال») في قدر خاص، يُدعى «كاكلون» Caquelon، ويُوضع فوق موقد صغير للحفاظ على حرارة الجبن. يُغمس الخبز في الجبن المذاب باستخدام شوكات طويلة، مما يمنح كل قطعة خبز طعماً دافئاً وغنياً.

مبنى "ليه أرمور" من الخارج (الشرق الاوسط)

كان «الفوندو» يُعد حلاً عملياً لمواجهة ظروف الشتاء القاسية، حيث كانت الأسر السويسرية تعتمد بشكل كبير على الأجبان والخبز غذاء أساساً، ومع قسوة الشتاء وندرة المؤن، كانت الأجبان القديمة التي أصبحت صلبة وإعادة استخدامها بتلك الطريقة تُذاب. وقد أضاف المزارعون لاحقاً قليلاً من النبيذ الأبيض وبعض التوابل لتحسين الطعم وتسهيل عملية إذابة الجبن.

مع مرور الوقت، ازداد انتشار «الفوندو» ليصبح طبقاً سويسرياً تقليدياً ورمزاً وطنياً، خصوصاً بعد أن روّج له الاتحاد السويسري لتجار الجبن في ثلاثينات القرن العشرين. جرى تقديم «الفوندو» في الفعاليات الدولية والمعارض الكبرى، مثل «المعرض الوطني السويسري» عام 1939؛ مما ساعد في التعريف به دولياً. أصبح «الفوندو» في منتصف القرن العشرين جزءاً من الثقافة السويسرية، وجذب اهتمام السياح الذين يبحثون عن تجربة الطهي السويسرية التقليدية.

من أقدم مطاعم جنيف (الشرق الاوسط)

هناك أنواع مختلفة من «الفوندو»، تعتمد على المكونات الأساسية:

• «فوندو الجبن»: الأكثر شيوعاً، ويُستخدم فيه عادة خليط من أنواع الجبن السويسري، مثل: «غرويير»، و«إيمينتال»، والقليل من جوزة الطيب.

• «فوندو الشوكولاته»: نوع حلو تتم فيه إذابة الشوكولاته مع الكريمة، ويُقدّم مع قطع من الفواكه أو قطع من البسكويت.

• «فوندو اللحم» (فوندو بورغينيون): يعتمد على غمر قطع اللحم في قدر من الزيت الساخن أو المرق، وتُغمس قطع اللحم بعد طهيها في صلصات متنوعة.

اليوم، يُعد «الفوندو» تجربة طعام اجتماعية مميزة؛ حيث يلتف الأصدقاء أو العائلة حول القدر الدافئ، ويتبادلون أطراف الحديث في أثناء غمس الخبز أو اللحم أو الفواكه؛ مما يعزّز من روح المشاركة والألفة.