تايبيه تشكر واشنطن على «حفظ الأمن» في مضيق تايوان

عبرت وزارة الخارجية التايوانية، أمس السبت، عن «خالص الامتنان» للولايات المتحدة لاتخاذها «إجراءات ملموسة» للحفاظ على الأمن والسلم في مضيق تايوان والمنطق. فيما أعلنت وزارة الدفاع التايوانية أن 13 طائرة تابعة للقوات الجوية الصينية عبرت الخط الفاصل في مضيق تايوان، في الوقت الذي تواصل فيه بكين أنشطتها العسكرية بالقرب من الجزيرة التي تعتبرها جزءا من أراضيها.
وزارة الخارجية التايوانية أصدرت بيانا تعليقا على تعليقات المنسق الأميركي لمنطقة المحيطين الهندي والهادي كورت كامبل، الذي قال أول من أمس الجمعة إن الصين «بالغت في ردها» على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان.
وردا على الزيارة، أطلقت بكين مناورات حربية استمرت أياما حول الجزيرة التي تعتبرها جزءا من أراضيها.
وقال بيان وزارة الخارجية التايوانية إن «الترهيب العسكري والاقتصادي غير المبرر» من جانب الصين «عزز وحدة وصمود المعسكر الديمقراطي العالمي».
وقالت رئيسة تايوان تساي إينغ وين الخميس الماضي إن تهديد الصين باستخدام القوة لم يتضاءل.
وفي تجمع حاشد أمس في جنوب تايوان استعدادا للانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل قالت تساي إنهم لا يواجهون مرشحين متنافسين فحسب «بل يواجهون أيضا ضغوطا من الصين».
أضافت: «التايوانيون متحمسون للغاية ويعشقون الحرية والديمقراطية، وقد جاء الكثير من الأصدقاء الدوليين إلى تايوان لدعمنا. هذا أمر طبيعي ورائع، لكن الصين تهدد تايوان وتخيفها. ومع ذلك، أود أن أطمئن الجميع بأن كلا من حكومتنا والجيش على أتم استعداد، وسأحافظ بالتأكيد على تايوان».
وتقول حكومة تايوان إنه نظرا لأن جمهورية الصين الشعبية لم تحكم الجزيرة أبدا، فليس لها الحق في المطالبة بالسيادة عليها أو تقرير مستقبلها، وهو أمر لا يمكن أن يحدده إلا شعب تايوان.
وفرت حكومة جمهورية الصين المهزومة إلى تايوان في عام 1949 بعد خسارة الحرب الأهلية أمام الحزب الشيوعي بقيادة ماو تسي تونغ الذي أسس جمهورية الصين الشعبية في بكين.
ولم تتخل الصين قط عن فكرة استخدام القوة لإخضاع تايوان لسيطرتها.
وكان المنسق الأميركي لمنطقة المحيطين الهندي والهادي كورت كامبل أعلن الجمعة أن خطة تجارية جديدة ستكشف خلال أيام بينما ستعبر قوات أميركية مضيق تايوان في الأسابيع المقبلة.
وقال كامبل إن زيارة بيلوسي «تتفق» مع سياسة واشنطن الحالية، معتبرا أن الصين «بالغت في رد فعلها». وأضاف أن بكين استخدمت هذه الذريعة «لشن حملة ضغط مكثفة على تايوان لمحاولة تغيير الوضع الراهن وتعريض السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان وفي المنطقة الأوسع للخطر».
وتابع كامبل بأن «الصين بالغت في رد فعلها ولا تزال أفعالها استفزازية ومزعزعة للاستقرار وغير مسبوقة».
وأكد كامبل أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن «ستواصل تعزيز علاقاتها مع تايوان، بما في ذلك عبر مواصلة الدفع قدما بعلاقتنا الاقتصادية والتجارية... نعد حاليا على سبيل المثال، خارطة طريق طموحة لمفاوضات تجارية سنعلنها في الأيام المقبلة».