حزب العدالة والتنمية المغربي يشرع في انتقاء مرشحيه للانتخابات البلدية المقبلة

ابن كيران يشكل لجنة مصغرة لاقتراح خريطة طريق التحالفات المحتملة

عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية يتحدث في مجلس المستشارين أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية يتحدث في مجلس المستشارين أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

حزب العدالة والتنمية المغربي يشرع في انتقاء مرشحيه للانتخابات البلدية المقبلة

عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية يتحدث في مجلس المستشارين أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية يتحدث في مجلس المستشارين أمس (تصوير: مصطفى حبيس)

شرع حزب العدالة والتنمية المغربي، ذو المرجعية الإسلامية، متزعم التحالف الحكومي، في أولى الخطوات لاختيار مرشحيه خلال الانتخابات البلدية المزمع إجراؤها في 4 من سبتمبر (أيلول) المقبل. وقالت مصادر عليمة لـ«الشرق الأوسط» إن عبد الحق العربي، مستشار رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، قدم مساء أول من أمس خلال اجتماع الأمانة العامة للحزب، صورة أولية عن نتائج الاجتماعات البلدية لهيئات حزب العدالة والتنمية لترشيح أعضاء الحزب من أجل خوض الانتخابات البلدية قبل اقتراحهم على هيئات التزكية لانتقاء المرشحين لتغطية 27 ألف دائرة محلية.
وذكرت المصادر ذاتها أن العربي أخبر أعضاء الأمانة العامة للحزب أن الاجتماعات العامة لهيئات الترشيح البلدية ستنهي أشغالها قبل 20 من يونيو (حزيران) الحالي قبل الشروع في مرحلة دراسة الملفات من طرف هيئات التزكية المحلية والوطنية.
في ارتباط بذلك، شكلت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية لجنة مصغرة تحت الإشراف المباشر لرئيس الحكومة للإشراف على اختيار مرشحي الحزب والتحالفات الحزبية التي يمكن الاستعانة بها خلال الانتخابات البلدية المقبلة. وذكرت المصادر ذاتها أن اللجنة التي تضم في عضويتها جامع المعتصم رئيس ديوان رئيس الحكومة، وعبد الحق ابن العربي مستشار ابن كيران في الشؤون الانتخابية، وعبد العزيز العماري وزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، ستقدم مقترحاتها بشأن خريطة الترشيحات على المستوى الجغرافي، خصوصا بعد إعلان رئيس الحكومة عدم قدرة حزبه على تغطية كل الدوائر الانتخابية البلدية.
في موضوع آخر، زكت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية النائبة صباح بوشام لشغل منصب أمين عام مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، خلفا للنائبة جميلة مصلي التي جرى تعيينها قبل أسبوعين وزيرة منتدبة في التعليم العالي والبحث العلمي، مكان سمية بنخلدون التي أعفيت بسبب قصة الحب التي جمعتها بالحبيب شوباني الوزير المكلف العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني السابق. وأضافت المصادر ذاتها أن موافقة ابن كيران جاءت بناء على اقتراح عبد الله بوانو، رئيس الفريق النيابي للحزب، تقلد بوشام منصب أمينة سر الغرفة الأولى.
في سياق ذلك، أعلنت مصادر «الشرق الأوسط» أن رئيس الحكومة سيحيل الأسبوع الحالي مذكرة لهيئة التحكيم بشأن صك الاتهام الموجه للنائب عبد العزيز أفتاتي تمهيدا لإقالته من الحزب، وذلك بعد قرار تعليق الأمانة العامة للحزب لجميع مسؤولياته وأنشطته الحزبية على خلفية زيارته لمنطقة عسكرية بالحدود المغربية - الجزائرية.
وأضافت المصادر ذاتها أن ابن كيران أعلن أن الحزب تعامل مع الموقف بمسؤولية سياسية عالية، طالبا من أفتاتي تفهم دواعي قرار الحزب والدفاع عن نفسه أمام هيئة التحكيم التي تملك القرار الأخير في المصير السياسي لأفتاتي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.