ألمانيا تعلّق عملياتها العسكرية في مالي حتى إشعار آخر

وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبريشت أكدت أن عمليات الجيش الألماني سيتم تعليقها «حتى إشعار آخر» (د.ب.أ)
وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبريشت أكدت أن عمليات الجيش الألماني سيتم تعليقها «حتى إشعار آخر» (د.ب.أ)
TT

ألمانيا تعلّق عملياتها العسكرية في مالي حتى إشعار آخر

وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبريشت أكدت أن عمليات الجيش الألماني سيتم تعليقها «حتى إشعار آخر» (د.ب.أ)
وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبريشت أكدت أن عمليات الجيش الألماني سيتم تعليقها «حتى إشعار آخر» (د.ب.أ)

وقعت مهمة الجيش الألماني في مالي ضحية الصراع المستمر بين الغرب وروسيا، إذ اضطرت الحكومة الألمانية لإعلان تعليق عمليات جنودها المنتشرة في الدولة الأفريقية ضمن مهمة للأمم المتحدة منذ 10 سنوات، بسبب «عدم تعاون» الحكومة المالية المقربة من موسكو مع برلين. وأعلنت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبريشت أن عمليات الجيش الألماني سيتم تعليقها «حتى إشعار آخر»، مضيفة أن السلطات المالية سحبت «حقوق التحليق» من القوات الألمانية ما منعها من استبدال جنودها في عملية دورية تجريها القوات الألمانية هناك. وقالت لاميريشت لصحيفة «دي فيلت»، إن رئيس الحكومة المالية الانتقالية (اسيمي) غويتا والذي هو أيضا قائد الجيش: «يقول كلاما مختلفا عن تصرفاته»، مشيرة إلى تعهده لها في مكالمة هاتفية في وقت سابق بأن القوات الألمانية سيمسح لها بالتحليق لاستبدال قواتها. وتبدل ألمانيا جنودها المتمركرين في مالي كل 4 إلى 6 أشهر، ولكن السلطات المالية تعوق حركة طائرات الجيش الألماني منذ أشهر، ما تسبب في عدم قدرة مئات الجنود الألمان من مغادرة مالي منذ يوليو (تموز) الماضي كما كان مخططا له. ورغم إعلان تعليق عملياتها، قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفان هيبيشترايت، إنه: «من حيث المبدأ فإن ألمانيا ما زالت جزءا من قوات حفظ السلام الدولية، ولكن الأمر منطقي فقط في حال كان هناك دعم من الحكومة». وستبقى القوات الألمانية موجودة في مالي من دون أن تشارك بأي عمليات ضمن مهمة الأمم المتحدة». وتنشر الأمم المتحدة قوات حفظ سلام هناك قوامها قرابة 13 ألف جندي، وتشارك ألمانيا بـ1400 جندي يعنون بشكل أساسي بالمسائل اللوجيستية. وفي فبراير (شباط) الماضي، أعلنت فرنسا سحب قواتها العاملة ضمن مهمة الأمم المتحدة بسبب مشاكل مع الحكومة العسكرية التي تسلمت السلطة في انقلاب بالبلاد عام 2020.
وكتبت صحيفة «ديل فيلت» الألمانية أن روسيا تقدم دعما كبيرا لحكومة غويتا، حتى إنها ترسل أسلحة ومعدات عسكرية لها من ضمنها طائرات مقاتلة ومضادات للصواريخ وأجهزة رادار متطورة. وأضافت الصحيفة أن يوم الثلاثاء الماضي، سلمت روسيا مالي 4 مقاتلات حربية وطائرة هليكوبتر استقبلها شخصيا الكولونيل غويتا في مطار باماكو. وأشارت الصحيفة إلى أن غويتا اتصل ببوتين يوم الأربعاء الذي تلا تسليم هذه المقاتلات، وكتب بعد ذلك على تويتر بأنه يثمن «قيمة العلاقة مع روسيا». وخلصت الصحيفة في تقريرها إلى أن الكرملين يحاول التوسع في غرب أفريقيا، وأنه منذ انقلاب غويتا في عام 2020، فإن موسكو تحاول مساعدته على تثبيت قبضته على السلطة من خلال إرسال مجموعات المرتزقة المعروفة بـ«فاغنر». ونقلت الصحيفة عن رئيس لجنة الدفاع في البوندتساغ (البرلمان الألماني) ماري أغنيس شتراك تزيمرمان، قولها إن بوتين «غير مهتم بمقاتلة المتطرفين في الساحل وتأمين السلام، بل يريد أن يكون لديه خيار إثارة الفوضى في المنطقة بهدف زيادة الضغط على أوروبا، مثلا من خلال التسبب بأزمة لاجئين تصل إلى أوروبا مرة جديدة».
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الألمانية متخوفة من إمكانية «سيطرة روسيا على المجال الجوي المالي في المستقبل القريب»، مضيفة أنه في حال حصل ذلك «فإن مهمة القوات الألمانية تصبح مستحيلة هناك لأن أنظمتها الدفاعية ستصبح مكشوفة أمام الأسلحة الروسية»، التي أرسلتها موسكو إلى مالي. ورغم أن الحكومة الألمانية لم تتخذ القرار النهائي بعد بسحب قواتها من هناك، فإن موقع «دير شبيغل» نشر أن هناك خططا جاهزة لنقل القوات الألمانية إلى النيجر المجاورة.
وقالت صحيفة «ديل فيلت» إنه بعد تعليق القوات الألمانية عملها، وقرار فرنسا سحب قواتها، فإن مهمة الأمم المتحدة قد لا تتمكن من الصمود طويلا، ورجحت بأن تبدأ الدول الأخرى من الانسحاب من المهمة تباعا أيضا، مثل بريطانيا وإسبانيا التي تساهم بعدد جنود أقل من ألمانيا في القوات التابعة للأمم المتحدة. وأشارت إلى أن القوات الأخرى من دول أفريقية وآسيوية المساهمة في القوات، قد تبقى ولكنها سيئة التجهيز ومعداتها غير كافية. وتحدثت الصحيفة كذلك عن استمرار انسحاب القوات الفرنسية من مركزها في مالي التي ستكمل انسحابها بحلول 18 أغسطس (آب)، مشيرة إلى أن «الروس ينتقلون فورا إلى المراكز التي كان يشغلها الفرنسيون، أحيانا بعد ساعات قليلة على مغادرتهم، وفي مواقع ملاصقة لقوات حفط السلام الدولية في بعض الأحيان».


مقالات ذات صلة

هل تتسع المواجهات بين التنظيمات المتطرفة في مالي؟

العالم هل تتسع المواجهات بين التنظيمات المتطرفة في مالي؟

هل تتسع المواجهات بين التنظيمات المتطرفة في مالي؟

وسط محاولات لإنقاذ «اتفاق سلام هش» مع جماعات مسلحة انفصالية، وتصاعد الصراع على النفوذ بين تنظيمات «إرهابية» في مالي، دعا تنظيم «داعش» جميع الجماعات المسلحة المتنافسة معه في البلاد، إلى إلقاء أسلحتها والانضمام إلى صفوفه. وهي الرسالة التي يرى خبراء أنها موجهة إلى «الجماعات المسلحة المحلية التي وقعت اتفاقية السلام لعام 2015، إضافة إلى تنظيم (القاعدة) في مالي ومنطقة الساحل»، الأمر الذي «يزيد من هشاشة الأوضاع الأمنية في البلاد، ويدفع نحو مواجهات أوسع بين التنظيمات المتطرفة».

العالم العربي عودة «النصرة» إلى الواجهة في مالي تعزز خوف الجزائر على «اتفاق السلام»

عودة «النصرة» إلى الواجهة في مالي تعزز خوف الجزائر على «اتفاق السلام»

بينما تبنى تنظيم تابع لـ«القاعدة» في مالي اغتيال مسؤول بارز في البلاد، كثَفت الجزائر لقاءاتها مع الأطراف السياسية الداخلية لإنقاذ «اتفاق السلم»، الذي ترعاه منذ التوقيع عليه فوق أرضها عام 2015، من الانهيار، وتفادي إحداث فراغ بالمنطقة يتيح للجماعات المسلحة الانتشار من جديد. وأعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، التي تتبع لـ«القاعدة» في مالي، مقتل عمر تراوري، مدير ديوان الرئيس الانتقالي، العقيد عاصمي غويتا، وثلاثة جنود وأسر اثنين آخرين من الجيش المالي.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم تحطم مروحية عسكرية بحي سكني في باماكو

تحطم مروحية عسكرية بحي سكني في باماكو

تحطمت مروحية عسكرية، السبت، في حي سكني بعاصمة مالي، باماكو، أثناء عودتها من عملية لمكافحة المتشددين، بحسب ما أفادت القوات المسلحة ومصادر. وسقط عشرات الضحايا بتفجير انتحاري ثلاثي في وسط البلاد. وجاء حادث المروحية إثر تعرض مهمة إمداد للجيش لهجوم في وقت سابق في شمال البلاد المضطرب. وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة في بيان: «نحو الساعة الواحدة وعشر دقائق بعد الظهر، تحطمت مروحية هجومية تابعة للقوات المسلحة المالية في منطقة سكنية في باماكو أثناء عودتها من مهمة عملانية».

«الشرق الأوسط» (باماكو)
العالم جماعة تابعة لـ«القاعدة» تتبنّى اغتيال مدير مكتب رئيس مالي

جماعة تابعة لـ«القاعدة» تتبنّى اغتيال مدير مكتب رئيس مالي

تبنَّت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التابعة لتنظيم «القاعدة الإرهابي»، هجوماً قرب الحدود الموريتانية، أدى إلى مقتل عمر تراوري مدير ديوان رئيس المجلس العسكري الحاكم الانتقالي مع 3 من مرافقيه، إضافة إلى مسؤوليتها عن هجوم في كمين آخر نفذته (الأربعاء) الماضي أسفر عن مقتل 7 جنود ماليين. وأفادت الرئاسة المالية (الخميس) بأن عمر تراوري مدير ديوان الرئيس الانتقالي العقيد عاصمي غويتا، هو أحد القتلى الأربعة الذين سقطوا في هجوم استهدفهم (الثلاثاء) بالقرب من بلدة نارا. وأعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» أنها شنَّت هجوماً آخر (الأربعاء) أسفر عن مقتل 7 جنود في مكمن بين سوكولو وفرابوغو (وسط مالي)، فيما ق

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي الجزائر تخشى انهيار «اتفاق السلام» في مالي

الجزائر تخشى انهيار «اتفاق السلام» في مالي

بعد اغتيال مسؤول بارز في مالي على يد تنظيم متشدد، تكثّف الجزائر لقاءاتها مع الأطراف السياسية الداخلية في البلد الأفريقي لإنقاذ «اتفاق السلم» - الموقّع في 2015 - من الانهيار، وتفادي إحداث فراغ في المنطقة قد يتيح للجماعات المسلحة الانتشار من جديد. وأعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التابعة لتنظيم «القاعدة» في مالي، اغتيال عمر تراوري مدير ديوان الرئيس الانتقالي العقيد عاصمي غويتا و3 جنود، إضافة إلى أسْر اثنين آخرين من الجيش. وذكرت الجماعة في بيان أنها نصبت «مكمناً للجيش بين نارا وغيري، الثلاثاء الماضي، وقتلت مدير الديوان و3 جنود وأسَرَت اثنين، واستحوذت على أسلحة، فيما أصيب عنصر من الجماعة»، وت

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

الجيش الصومالي يقضي على أكثر من 40 عنصراً إرهابياً

ضباط الشرطة الصومالية يقومون بدوريات على طريق مكة المكرمة قبل زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لإجراء محادثات مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، في مقديشو 27 فبراير 2025 (رويترز)
ضباط الشرطة الصومالية يقومون بدوريات على طريق مكة المكرمة قبل زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لإجراء محادثات مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، في مقديشو 27 فبراير 2025 (رويترز)
TT

الجيش الصومالي يقضي على أكثر من 40 عنصراً إرهابياً

ضباط الشرطة الصومالية يقومون بدوريات على طريق مكة المكرمة قبل زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لإجراء محادثات مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، في مقديشو 27 فبراير 2025 (رويترز)
ضباط الشرطة الصومالية يقومون بدوريات على طريق مكة المكرمة قبل زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لإجراء محادثات مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، في مقديشو 27 فبراير 2025 (رويترز)

تمكن الجيش الصومالي والقيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) من القضاء على أكثر من 40 عنصراً إرهابياً في عملية جوية مشتركة في منطقة عيل برف التابعة لمحافظة شبيلي الوسطى بولاية هيرشبيلي.

موكب الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود يسير قُبيل زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لإجراء محادثات في مقديشو 27 فبراير 2025 (رويترز )

وقال الجيش في بيان إن العمليات التي نفذها الاثنين، تمكَّن الجيش خلالها من تدمير عدد من الآليات والمتفجرات التي تستعملها العناصر الإرهابية لتنفيذ الهجمات. وأشار إلى أن الجيش الصومالي والشركاء الدوليين ما زالوا يواصلون عملياتهم العسكرية ضد العناصر الإرهابية.

فيما أفادت مصادر عسكرية صومالية بإحباط هجوم شنته ميليشيا «حركة الشباب»، فجر الخميس، على مواقع عسكرية بمحافظة شبيلي الوسطى وسط البلاد.

ووفق وكالة الأنباء الصومالية (صونا)، فقد «أحبطت القوات المسلحة الوطنية، فجر الخميس، هجوماً شنته ميليشيات (الخوارج) على مواقع عسكرية تابعة للجيش في ضواحي مدينة بلعد بمحافظة شبيلي الوسطى».

وتمكنت قوات الحكومة الصومالية والقوات المحلية المتحالفة معها من انتزاع السيطرة على بلدة «بعادوين» في جنوب الإقليم الواقع وسط البلاد من مقاتلي «حركة الشباب».

جاء ذلك بعد هجوم شنته القوات المتحالفة يوم الجمعة، مستهدفةً معاقل «حركة الشباب» في البلدة، وبعد اشتباكات عنيفة انسحب المقاتلون، حسب موقع «الصومال الجديد» الإخباري.

قوات أمن بونتلاند تسير باتجاه المستشفى الذي يعالج الجنود الجرحى في قرية بالي ديدين بمنطقة باري شرق خليج عدن بمدينة بوصاصو 26 يناير 2025 (رويترز)

وتقوم القوات الحكومية وحلفاؤها بعمليات أمنية تهدف إلى تثبيت الاستقرار. ويأتي هذا في الوقت الذي أحرزت فيه «حركة الشباب» تقدماً في إقليم شبيلي الأوسط المجاور للعاصمة، حيث تمكنت الأسبوع الماضي من السيطرة على بعض البلدات والقرى في الإقليم، ولم تنجح القوات الحكومية بعد في استعادتها. وكانت «حركة الشباب» قد شنَّت الشهر الماضي هجومين كبيرين استهدفا قواعد عسكرية وسط الصومال، مما أسفر عن مقتل 13 جندياً، فيما ذكرت وزارة الإعلام الصومالية مقتل نحو 200 من مقاتلي «الشباب».

جندي صومالي يسيطر على حشد بينما يحضر آلاف الناس مظاهرة احتجاجية في مقديشو بالصومال 3 يناير 2024 على الاتفاق بين إثيوبيا ومنطقة أرض الصومال المنفصلة الذي يمنح إثيوبيا غير الساحلية إمكانية الوصول إلى ساحلها (أ.ب)

وتشن «حركة الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» هجمات للإطاحة بالحكومة الصومالية، وإقامة نظام متشدد.