انتقد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن السلطات الرواندية في شأن مخاوف تتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان، كاشفاً أنه ناقش مع الرئيس الرواندي بول كاغامي أيضاً تقارير موثوقة عن دعم كيغالي «حركة 23 مارس» المتمردة في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وكانت رواندا والكونغو الديمقراطية في صلب الزيارة الأفريقية التي اختتمها بلينكن الجمعة. وقال، في مقابلة الخميس، إن كلاً من الرئيس بول كاغامي والرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي اتفقا على الدخول في محادثات مباشرة مع بعضهما لمعالجة الوضع في الكونغو. وهو بدأ رحلته في جنوب أفريقيا.
وخلال مقابلة إذاعية في كينشاسا، لمّح كبير الدبلوماسيين الأميركيين إلى «إصلاحات كبرى» جارية للتعامل مع التهديد الخطير للجماعات المسلحة، بما في ذلك «حركة 23 مارس» في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. وقال إن هذا الإصلاح «سيفتح الفرص» فيما يتعلق بدعم واشنطن. وإذ لفت مسبقاً إلى أنه سيثير مشكلة «حركة 23 مارس» مع الرئيس كاغامي، قال: «أعتقد أن هناك زخماً في هذه الدبلوماسية. نحن أنفسنا نحاول إحراز تقدم من أجل السلام».
ورد بلينكن على أسئلة حول مواقف واشنطن المتشددة ضد هيمنة كامبالا وكيغالي في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية التي ينعدم فيها القانون، وحيث يقع التعدين المربح في أيدي أمراء الحرب والكارتلات الدولية.
ووجهت لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر، أصابع الاتهام إلى كيغالي لانتهاك العقوبات الدولية من خلال تقديم الدعم، بما في ذلك الأسلحة والزي الرسمي لـ«حركة 23 مارس»، التي شنت أخيراً هجوماً دامياً في المنطقة الغنية بالمعادن. ونفت كيغالي هذه المزاعم.
كما شنّ الجيش الأوغندي هجوماً أواخر العام الماضي داخل شرق جمهورية الكونغو لـ«إضعاف» القوات الديمقراطية المتحالفة مع تنظيم داعش.
وسُئل بلينكن عما إذا كان الوقت قد حان لتصنيف «حركة 23 مارس» مجموعة إرهابية، فأجاب بأن «هذه قضية نتابعها على أساس مستمر. ليست لدينا نتيجة نهائية. فرضنا بالفعل عقوبات في الماضي على أفراد وقادة حركة 23 مارس، وسنواصل النظر في هذه القضية».
وفيما يتعلق بسجل رواندا في حقوق الإنسان، قال بلينكن: «نحن ندرك تاريخ رواندا الصعب بشكل لا يصدق للإبادة الجماعية عام 1994 ونعرف الإرث المستمر لتلك الإبادة الجماعية ولكن تجريم بعض الأشخاص (…) في السياسة، ومضايقة الذين يعبرون عن آراء معارضة للحكومة الحالية (…) يقوض» البلاد.
وكان بلينكن جال في النصب التذكاري لضحايا الإبادة الجماعية في رواندا، ووضع إكليلاً من الزهور تكريماً لنحو 800 ألف شخص قضوا دفنوا في المقابر الجماعية. وكتب في سجل الضيوف: «عانت عائلتي فظائع المحرقة وأنا أقدّر أهمية إحياء ذكرى مثل هذه الأحداث المأساوية». وأضاف: «تدعم الولايات المتحدة بقوة جهود رواندا المستمرة نحو التجديد والمصالحة الوطنية».
يتمثل أحد أهداف بلينكن في رواندا في إشراك المسؤولين في قضية بول روسيساباجينا، الذي يملك بطاقة إقامة دائمة في الولايات المتحدة، وأدانته محكمة رواندية بتهمة الإرهاب وسجنته هناك.
وروسيساباجينا (68 عاماً) بطل فيلم هوليوودي بعنوان «فندق رواندا» الذي صوّر جهوده كمدير لهذا الفندق لإيواء المئات من أبناء التوتسي أثناء الإبادة الجماعية. وتؤكد الولايات المتحدة أن روسيساباجينا، الحاصل على وسام الحرية الرئاسي الأميركي، سُجن ظلماً في رواندا. وقال بلينكن: «كنا واضحين في موقفنا من محاكمة بول روسيساباجينا (…) لا نزال مقتنعين بأن المحاكمة لم تكن عادلة». وأكد أنه ناقش هذا الأمر مع الرئيس كاغامي «لكنني لن أخوض في تفاصيل مناقشتنا».
ويعتقد العديد من النشطاء أن التدخل الدبلوماسي من واشنطن فقط يمكن أن يساعد روسيساباجينا الذي عانى من اعتلال صحته في السنوات الأخيرة.
وأتى بلينكن إلى رواندا في وقت صعب للغاية بالنسبة لمنطقة البحيرات الكبرى في أفريقيا؛ حيث تختلف الدولة الصغيرة مع جارتها الشاسعة الكونغو بسبب مزاعم بأن الحكومتين تدعمان المتمردين المعارضين لبعضهما.
وقال بلينكن إنه أخبر كاغامي أن تقرير الأمم المتحدة الأخير الذي يتهم رواندا بدعم متمردي «حركة 23 مارس»، «موثوق».
وتتهم السلطات الرواندية الكونغو بإعطاء ملاذ لمقاتلي الهوتو الذين لعبوا أدواراً في الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 التي قتلت التوتسي والهوتو المعتدلين. ولطالما كانت هناك توترات بين البلدين. ففي أواخر التسعينات، أرسلت رواندا مرتين قواتها إلى عمق الكونغو، وانضمت إلى زعيم المتمردين لوران كابيلا للإطاحة بالديكتاتور القديم في البلاد موبوتو سيسي سيكو.
وتأتي زيارة بلينكن بعد فترة وجيزة من الجولة الأفريقية التي قام بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى جمهورية الكونغو وأوغندا ومصر وإثيوبيا.
بلينكن ينتقد دعم رواندا لـ«حركة 23 مارس» المتمردة في الكونغو
أعلن عن اتفاق كاغامي وتشيسكيدي على محادثات مباشرة
بلينكن ينتقد دعم رواندا لـ«حركة 23 مارس» المتمردة في الكونغو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة