«دوبيلوماب»... مرشح جديد للانضمام لأدوية «كوفيد-19»

يستخدم لعلاج الربو والأكزيما

باحث في مختبر خلال العمل على دواء جديد(أرشيفية - أ.ب)
باحث في مختبر خلال العمل على دواء جديد(أرشيفية - أ.ب)
TT

«دوبيلوماب»... مرشح جديد للانضمام لأدوية «كوفيد-19»

باحث في مختبر خلال العمل على دواء جديد(أرشيفية - أ.ب)
باحث في مختبر خلال العمل على دواء جديد(أرشيفية - أ.ب)

تشير تجربة سريرية أجرتها كلية الطب في جامعة فيرجينيا، إلى أن «دواء مستخدما لعلاج الربو والأكزيما، يمكن أن يحسن معدلات البقاء على قيد الحياة للمرضى الذين يعانون من (كوفيد-19) المعتدل إلى الشديد».
وكلية الطب في جامعة فيرجينيا، هي أول من اختبر هذا النهج الجديد والواعد لعلاج «كوفيد-19»، حيث ركزت الدراسة على جسم مضاد أحادي النسيلة يسمى «دوبيلوماب»، وغالبا ما يتم وصفه لأمراض الجلد والربو واحتقان الجيوب الأنفية وتورمها، وثبت أيضاً أن العلاج آمن في الدراسة الصغيرة، كما هو متوقع، لأن دواء «دوبيلوماب»، هو بالفعل دواء آمن وفعال للحساسية.
والتجربة الصغيرة، التي تم نشر نتائجها (الخميس) في دورية «أوبن فورم إنفيكشن ديزيس»، وجدت أن دواء «دوبيلوماب» يحسن بقاء المريض لمدة 60 يوماً، ويقلل من عدد المرضى الذين يحتاجون إلى العناية المركزة، وما يقرب من 90 في المائة من المرضى الذين عولجوا به في التجربة العشوائية، كانوا على قيد الحياة لمدة 60 يوما، مقارنة بـ 76 في المائة من المرضى الذين لم يفعلوا ذلك.
وتقول جينيفر ساسون، من قسم الأمراض المعدية والصحة الدولية بكلية الطب بجامعة فيرجينيا في تقرير نشره الموقع الرسمي للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة، «تشير تجربتنا السريرية إلى أن العلاج بالدواء المضاد للحساسية (دوبيلوماب) قد يقلل الوفيات بسبب (كوفيد-19)، ويجري تصميم دراسة كبيرة متعددة المؤسسات للتحقق من صحة هذه النتائج الأولية، وإذا نجحت، ستفتح هذه التجربة متعددة المواقع نافذة جديدة لعلاج (كوفيد-19) والالتهابات الرئوية الفيروسية الأخرى المحتملة».
وبدأت ساسون والمتعاونين معها التجربة بعد اكتشافهم أن المرضى المصابين بـ(كوفيد-19) معرضون بشكل كبير لخطر الحاجة إلى جهاز التنفس الصناعي إذا احتوت دماؤهم على مستويات عالية من «الإنترلوكين 13» وهو سبب للالتهاب في الجسم.
و«دوبيلوماب» الذي يُباع تحت الاسم التجاري «دوبيكسنت»، يعمل عن طريق منع تأثيرات «الإنترلوكين 13»، ووافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على هذا الدواء في عام 2017 لعلاج الأكزيما المتوسطة إلى الشديدة، وهي حالة جلدية مصحوبة بالحكة تُعرف أيضاً باسم التهاب الجلد التأتبي، ويستخدم الآن أيضا لعلاج مرضى الربو والتهاب الجيوب الأنفية المزمن.
ولمعرفة ما إذا كان يمكن للدواء تحسين الاستجابة المناعية للجسم بالنسبة لمرضى «كوفيد-19»، قامت ساسون ومعاونوها بتسجيل 40 مريضاً يعانون من حالات متوسطة إلى شديدة في تجربة سريرية، وكانت التجربة مزدوجة التعمية، مما يعني أنه لا المرضى ولا الأطباء يعرفون ما إذا كان المريض يتلقى الجسم المضاد أو الدواء الوهمي، وتلقت كلتا المجموعتين من المشاركين في التجربة الرعاية القياسية.
بعد 28 يوماً، لم تلاحظ المجموعتان أي اختلاف في البقاء على قيد الحياة بدون جهاز التنفس الصناعي أو في الأحداث المضرة، لكن بحلول 60 يوما، كانت هناك حالتا وفاة فقط بين المرضى الذين عولجوا بـ«دوبيلوماب»، وخمس وفيات بين أولئك الذين تلقوا الدواء الوهمي.
ومن بين المرضى الذين لم يكونوا بالفعل في وحدة العناية المركزة عندما انضموا إلى التجربة، تم قبول ثلاثة يتلقون دواء «دوبيلوماب» في نهاية المطاف في وحدة العناية المركزة، وذلك مقارنة بستة من أولئك الذين يتلقون العلاج الوهمي. وتقول ساسون: «نحن مدينون للمرضى في مستشفى كلية الطب الذين وافقوا على المشاركة في هذه الدراسة، دون حتى معرفة ما إذا كانوا سيحصلون على الدواء أو الدواء الوهمي، لأنهم هم الذين طوروا فهمنا للوباء».


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

TT

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)

يؤدي الرئيس المنتخب دونالد ترمب، اليوم (الاثنين)، اليمين الدستورية بصفته الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة. أما التأثير العالمي لولايته الثانية فقد بدأ يُشعر به بالفعل قبل انطلاق العهد الجديد. فمن القدس إلى كييف إلى لندن إلى أوتاوا، غيّر فوز ترمب الانتخابي وتوقع أجندة ترمب الجديدة حسابات زعماء العالم، حسبما أفادت شبكة «بي بي سي» البريطانية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال إلقائهما كلمة مشتركة بالبيت الأبيض في واشنطن بالولايات المتحدة يوم 28 يناير 2020 (رويترز)

اتفاق وقف النار في غزة

لقد أحدث دونالد ترمب تأثيراً على الشرق الأوسط حتى قبل أن يجلس في المكتب البيضاوي لبدء ولايته الثانية بصفته رئيساً. قطع الطريق على تكتيكات المماطلة التي استخدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتحالف مع شركائه في الائتلاف القومي المتطرف، لتجنب قبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي وضعه سلف ترمب جو بايدن على طاولة المفاوضات في مايو (أيار) الماضي. ويبدأ ترمب ولايته الثانية مدعياً الفضل، مع مبرر معقول، في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفق «بي بي سي».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقاء في الأمم المتحدة في نيويورك يوم 25 سبتمبر 2024 (رويترز)

قلق الحكومة البريطانية

ترمب وفريقه مختلفان هذه المرة، وأكثر استعداداً، وربما بأجندة أكثر عدوانية، لكن سعادة ترمب بإبقاء العالم في حيرة واضحة. فهذا الغموض المصاحب لترمب هو ما تجده المؤسسة السياسية البريطانية صادماً للغاية.

حصلت سلسلة من الاجتماعات السرية «للحكومة المصغرة» البريطانية، حيث حاول رئيس الوزراء كير ستارمر، والمستشارة راشيل ريفز، ووزير الخارجية ديفيد لامي، ووزير الأعمال جوناثان رينولدز «التخطيط لما قد يحدث»، وفقاً لأحد المصادر.

قال أحد المطلعين إنه لم يكن هناك الكثير من التحضير لسيناريوهات محددة متعددة للتعامل مع ترمب؛ لأن «محاولة تخمين الخطوات التالية لترمب ستجعلك مجنوناً». لكن مصدراً آخر يقول إنه تم إعداد أوراق مختلفة لتقديمها إلى مجلس الوزراء الموسع.

قال المصدر إن التركيز كان على «البحث عن الفرص» بدلاً من الذعر بشأن ما إذا كان ترمب سيتابع العمل المرتبط ببعض تصريحاته الأكثر غرابة، مثل ضم كندا.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعقدان اجتماعاً ثنائياً في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 28 يونيو 2019 (رويترز)

صفقة محتملة

في الميدان الأوكراني، يواصل الروس التقدم ببطء، وستمارس رئاسة ترمب الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا. وهناك حقيقة صعبة أخرى هنا: إذا حدث ذلك، فمن غير المرجح أن يكون بشروط أوكرانيا، حسب «بي بي سي».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (حينها مرشحاً رئاسياً) يصعد إلى المنصة لإلقاء كلمة حول التعليم أثناء عقده تجمعاً انتخابياً مع أنصاره في دافنبورت بولاية أيوا بالولايات المتحدة يوم 13 مارس 2023 (رويترز)

سقوط ترودو في كندا

يأتي عدم الاستقرار السياسي في أوتاوا في الوقت الذي تواجه فيه كندا عدداً من التحديات، وليس أقلها تعهد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على السلع الكندية.

حتى وقت قريب، بدا جاستن ترودو عازماً على التمسك برئاسته للوزراء، مشيراً إلى رغبته في مواجهة بيير بواليفير - نقيضه الآيديولوجي - في استطلاعات الرأي. لكن الاستقالة المفاجئة لنائبة ترودو الرئيسية، وزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند، في منتصف ديسمبر (كانون الأول) - عندما استشهدت بفشل ترودو الملحوظ في عدم أخذ تهديدات ترمب على محمل الجد - أثبتت أنها القشة الأخيرة التي دفعت ترودو للاستقالة. فقد بدأ أعضاء حزب ترودو أنفسهم في التوضيح علناً بأنهم لم يعودوا يدعمون زعامته. وبهذا، سقطت آخر قطعة دومينو. أعلن ترودو استقالته من منصب رئيس الوزراء في وقت سابق من هذا الشهر.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائه الرئيس الصيني شي جينبينغ في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 29 يونيو 2019 (رويترز)

تهديد الصين بالرسوم الجمركية

أعلنت بكين، الجمعة، أن اقتصاد الصين انتعش في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، مما سمح للحكومة بتحقيق هدفها للنمو بنسبة 5 في المائة في عام 2024.

لكن العام الماضي هو واحد من السنوات التي سجلت أبطأ معدلات النمو منذ عقود، حيث يكافح ثاني أكبر اقتصاد في العالم للتخلص من أزمة العقارات المطولة والديون الحكومية المحلية المرتفعة والبطالة بين الشباب.

قال رئيس مكتب الإحصاء في البلاد إن الإنجازات الاقتصادية التي حققتها الصين في عام 2024 كانت «صعبة المنال»، بعد أن أطلقت الحكومة سلسلة من تدابير التحفيز في أواخر العام الماضي.

وفي حين أنه نادراً ما فشلت بكين في تحقيق أهدافها المتعلقة بالنمو في الماضي، يلوح في الأفق تهديد جديد على الاقتصاد الصيني، وهو تهديد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على سلع صينية بقيمة 500 مليار دولار.