نساء عراقيات يطالبن بتحرير الأسيرات لدى «داعش»

دعون أيضًا إلى اعتبار العنف المسلط على المرأة جريمة ضد الإنسانية

جانب من التجمع الذي أقامته ناشطات عراقيات في بغداد بمناسبة ذكرى سقوط الموصل بيد تنظيم داعش («الشرق الأوسط»)
جانب من التجمع الذي أقامته ناشطات عراقيات في بغداد بمناسبة ذكرى سقوط الموصل بيد تنظيم داعش («الشرق الأوسط»)
TT

نساء عراقيات يطالبن بتحرير الأسيرات لدى «داعش»

جانب من التجمع الذي أقامته ناشطات عراقيات في بغداد بمناسبة ذكرى سقوط الموصل بيد تنظيم داعش («الشرق الأوسط»)
جانب من التجمع الذي أقامته ناشطات عراقيات في بغداد بمناسبة ذكرى سقوط الموصل بيد تنظيم داعش («الشرق الأوسط»)

طالبت نساء عراقيات، أمس، بتفعيل قوانين حماية المرأة من العنف المسلط عليها بسبب الإرهاب وتحرير الأسيرات لدى تنظيم داعش من الفتيات الإيزيديات ومن كل المكونات الأخرى، وتوفير خدمات العلاج الطبي والنفسي وتأهيل الناجيات منهن، واعتبار العنف المتطرف ضد الأقليات والنزوح الجماعي، جرائم حرب ضد الإنسانية.
وأكدت نساء حضرن تجمعًا نظمته لجنة المرأة في وزارة الثقافة العراقية، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لسقوط الموصل بيد تنظيم داعش، على دور المجتمع الدولي في التضامن مع ضحايا النزاعات المسلحة والتحقيق في جرائم العنف الجنسي في حالات النزاع وتوثيقها، وتعزيز دور النساء في عمليات حفظ السلام والمصالحة وتمكينهن وحظر العنف والتمييز ضدهن.
وقالت تضامن عبد المحسن، رئيسة لجنة المرأة في وزارة الثقافة، لـ«الشرق الأوسط»: «عقدنا العزم في ذكرى سقوط الموصل على ترك الكلام عن أسباب سقوطها وبدايته ومن أوصلها لهذا الحال، وقررنا الحديث عن العائلة المغدورة والنازحة والمختطفة والسبية والمغتصبة والمرأة المقاتلة والبطلة والشهيدة، لأنهن الأحق بالحديث عنهن».
بدورها، طالبت الناشطة هناء أدور، رئيسة جمعية الأمل الإنسانية، الحكومة بـ«توفير الخدمات الأساسية للنازحات واللاجئات من سكن وغذاء وتعليم وعلاج طبي ونفسي وإشراكهن في إدارة شؤون المخيمات».
من جانبها، قالت الدكتورة بشرى العبيدي، ممثلة مفوضية حقوق الإنسان: «التقيت ضمن عملي كمسؤولة عن ملف المرأة بفتيات ناجيات من تنظيم داعش عددهن نحو ألفين ومعظمهن من الإيزيديات، وتعرفت على ما يعانين من مآسٍ وأحزان كبيرة، وأهم مشكلة هي عدم الإفصاح عن المختطفات وهناك 400 تركمانية مختطفة لدى (داعش) يجري التكتم عليهن بسبب التقاليد المجتمعية».
وتضمنت جلسة الاستذكار شهادات لنساء وفتيات عشن تجربة التهديد، بينهن رسل سالم، طالبة 12 سنة، من الأنبار قالت: «سمعنا أول الأمر قصفًا شديدًا فوق رؤوسنا وانقطعت الكهرباء وتلقينا نصيحة بالخروج من البيت وترك المدينة، وتوجهت مع والدي المعاق وأمي إلى بغداد طلبًا للأمان، لكن حتى الآن نعيش في أوضاع صعبة والأمان مفقود». أما النازحة المسيحية تانيا سلمان، فقالت: «لم يزل احتلال الموصل كابوسًا نتمنى أن نصحو منه، لأن ما حصل أكبر من طاقة استيعابنا».
القانونية علياء الحسني أكدت في حديثها على أهمية استخدام المزيد من الطرق والوسائل غير العسكرية في مناطق الصراعات والأزمات، وأهمية مشاركة المرأة في عملية السلام والمصالحة وصنع القرار وحماية المرأة التي تعيش ظروفًا وأوضاع نزاعات أو احتلال. ولفتت إلى أن القرار 1325 الصادر من مجلس الأمن الدولي نص إلى الحاجة إنشاء وتعزيز المؤسسات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني؛ بحيث يكون 50 في المائة منهم من النساء، إضافة إلى أهمية تغيير المناهج الدراسية وتبني سياسة تعليمية منفتحة على مبادئ حقوق الإنسان والمرأة والتنوع والتعايش السلمي والتماسك الاجتماعي».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».