مسؤول يمني: نرحب بالحوار بشرط استعادة السلطة واحترام الشرعية

الهيصمي لـ («الشرق الأوسط»): الانتقال من التشاور للحلول مرهون بتخطي اختبار «جنيف»

مسؤول يمني: نرحب بالحوار بشرط  استعادة السلطة واحترام الشرعية
TT

مسؤول يمني: نرحب بالحوار بشرط استعادة السلطة واحترام الشرعية

مسؤول يمني: نرحب بالحوار بشرط  استعادة السلطة واحترام الشرعية

في الوقت الذي ترتفع فيه وتيرة التصريحات بشأن حوار «جنيف» حول اليمن والذي سينعقد في الرابع عشر من يونيو (حزيران) الحالي، قال محمد الهيصمي سفير اليمن لدى الجامعة العربية لـ«الشرق الأوسط»، إن حكومة بلاده مستعدة لأي حوار شرط استعادة السلطة واحترام الشرعية من قبل الأطراف الأخرى، والالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة خاصة القرار 2216 وعدم فرض أي أمر واقع بقوة السلاح وإنما من خلال العملية الديمقراطية التي أجمعت عليها كل مكونات الشعب اليمني.
وأوضح الهيصمي في تصريحاته للصحيفة، أن حل الأزمة في بلاده مرهون بالصيغة الأولى للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وتطبيق القرارات الأممية، مؤكدا أن الحكومة تعتبر المسار السلمي هو الأساس للخروج من الأزمة، وخصوصا أن ذلك المسار جاء على أساس توافقي أرست صيغته الأولى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل إلا أن التطورات اللاحقة للأسف عطلت هذا المسار، ملمحا في هذا السياق للانقلاب الحوثي على السلطة.
وأشار إلى أن وصف الحكومة لما سيجري في جنيف الأحد المقبل بأنه مشاورات وليس تفاوضا مع أطراف الأزمة هو أمر طبيعي، واعتبر أن اللقاءات الأولى لقاءات أولية تمهيدية تشاورية، وإن كتب لها النجاح يمكن بعد ذلك الانتقال لمراحل تالية، وهو ما يعني أن على الحوثيين أولا تنفيذ الالتزامات التي فرضتها القرارات الدولية أمرا واقعا والعودة عن الانقلاب والالتزام بالعملية الديمقراطية وألا يتجاوزوا حجمهم كونهم أحد مكونات الشعب اليمني.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد شدد قبل أيام على أن الذهاب إلى جنيف لا يعني التنازل عن مخرجات الحوار الوطني، وإنما على أساس المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، وبالأخص القرار 2216 ومن أجل إيقاف آلة القتل التي يتعرض لها أبناء الشعب اليمني وإخراج اليمن من وضعه الراهن.
وأشار الرئيس اليمني إلى أن المتمردين الحوثيين لا يعترفون بقرارات الأمم المتحدة ولديهم أجندة يسيرون عليها، وأضاف أنه طلب من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وقادة دول مجلس التعاون الخليجي، التدخل والوقوف إلى جانب اليمن حتى لا يكون مرتعًا للإرهاب، مبينًا أن قرار الملك سلمان وقادة دول الخليج كان قرارًا شجاعًا.
وكشف هادي عن أن إيران كانت تقف ضد المبادرة الخليجية، وطالبها برفع يدها عن اليمن بعد أن لمست القيادة اليمنية أدلة على تورط إيران في إثارة العنف في اليمن ودفعه إلى حرب أهلية، مؤكدًا أن الحكومة قبضت على ضباط في الحرس الثوري الإيراني، وألقت القبض على سفن محملة بالأسلحة وتم إبلاغ الأمم المتحدة بذلك.
وبيّن الرئيس اليمني أن إيران أرادت الوصول إلى مضيق باب المندب من خلال الحرب في اليمن، إضافة إلى مضيق هرمز حتى تتمكن من تهديد أمن وسلامة الملاحة الدولية.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.