الاحترار ولو كان محدوداً يهدد غابات النصف الشمالي من الكرة الأرضية

حريق كبير في غابة في غاليسيا (إسبانيا) في يوليو الماضي (إ.ب.أ)
حريق كبير في غابة في غاليسيا (إسبانيا) في يوليو الماضي (إ.ب.أ)
TT

الاحترار ولو كان محدوداً يهدد غابات النصف الشمالي من الكرة الأرضية

حريق كبير في غابة في غاليسيا (إسبانيا) في يوليو الماضي (إ.ب.أ)
حريق كبير في غابة في غاليسيا (إسبانيا) في يوليو الماضي (إ.ب.أ)

يُحتمل أن يتسبب أي تغيير في درجات الحرارة وكمية المتساقطات حتى لو كان محدوداً، بأضرار على الغابات الموجودة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وعلى تنوّعها البيولوجي الغني، وقدرتها على تخزين الكربون، على ما ذكرت دراسة نشرت في مجلة «نيتشر».
ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسيّة، تشكل الغابات التي تغطي مساحات شاسعة من روسيا وألاسكا وكندا، مصارف مهمة للكربون، لكنّها معرّضة للخطر نتيجة الحرائق المتزايدة التي يعزز الاحترار المناخي حصولها.
وبهدف معرفة عند أي مستوى من الاحترار، وفي ظل أيّ كمية محدودة من الأمطار تتضرر الأنواع الأكثر شيوعاً في هذه الغابات، أجرى الباحثون تجربة امتدت على خمس سنوات ونشرت نتائجها في مجلة «نيتشر» العلمية الأربعاء.
وتولى الباحثون بين سنتي 2012 و2016 زرع 4600 شجرة من تسعة أنواع بينها التنوب الشوحي والشوح والصنوبر في شمال شرق ولاية مينيسوتا، ثم استخدموا كابلات ثبتوها تحت الأرض، ومصابيح تبعث الأشعة تحت الحمراء لتعريض البراعم الصغيرة لدرجتي حرارة مختلفتين، إذ تخطت الأولى درجة الحرارة السائدة بـ 1,6 درجة مئوية والثانية بـ3,1 درجة مئوية.
ووضع الباحثون أقمشة على نصف المساحة لالتقاط مياه الأمطار وجعل النباتات خاضعة للتغيير الحاصل في كميات الأمطار المُتساقطة والذي يُفترض أن يتسبب به التغير المناخي.
وأُعيقت عملية نمو الأشجار عندما كانت معرضة لدرجة حرارة تفوق السائدة بـ1,6 درجة نتيجة تزايد نفوقها وانخفاض معدل نموها، وأدى الاحترار المناخي وحده أو مع كميات أمطار قليلة، إلى زيادة معدل نفوق الأشجار الصغيرة من بين الأنواع التسعة التي خضعت للدراسة.
وتوصلت الدراسات السابقة إلى أن التغير المناخي قد يتسبب بآثار إيجابية وسلبية على الغابات في نصف الكرة الأرضية الشمالي، كتسببه مثلاً بفترة نمو أطول في الغابات الموجودة أقصى الشمال.
وشهد نمو نوعي القيقب والبلوط، وهما نادران حالياً في غابات النصف الشمالي، تسارعاً عند الاحترار المناخي بـ 1,6 درجة مئوية، بينما نمت الصنوبريات بشكل أبطأ.
وقال معد الدراسة الرئيسي بيتر رايش لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي قد يحمل «آثاراً إيجابية محدودة» على بعض الأنواع، لكنّ النباتات التي قد تصبح مشبعة بثاني أكسيد الكربون الذي ستطلقه منها الحرائق المتزايدة مجدداً في الغلاف الجوي.


مقالات ذات صلة

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

يوميات الشرق أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست» ببريطانيا، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
بيئة أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

أكدت دراسة جديدة، نُشرت الأربعاء، أن ظاهرة الاحترار المناخي تفاقم القوة التدميرية للعواصف، مسببة زيادة السرعة القصوى لرياح مختلف الأعاصير الأطلسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا وزيرة البيئة الأوكرانية تلقي كلمة في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 29) في أذربيجان 20 نوفمبر 2024 (رويترز)

أوكرانيا تُقدّر الضرر البيئي نتيجة الحرب بـ71 مليار دولار

قالت وزيرة البيئة الأوكرانية إن الضرر البيئي بسبب العمليات العسكرية جراء الغزو الروسي لأوكرانيا منذ فبراير 2022 يقدّر بـ71 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (كييف)
خاص قام أفراد المجتمع بزراعة أكثر من مليون شجيرة في متنزه ثادق السعودي لإصلاح الأراضي المتدهورة ومعالجة التصحر (برنامج الأمم المتحدة للبيئة)

خاص ثياو قبل «كوب 16»: العالم يحتاج 355 مليار دولار سنوياً لمكافحة التصحر

مع اقتراب انعقاد «كوب 16» يترقّب العالم خطوات حاسمة في معالجة أكبر التحديات البيئية التي تواجه كوكب الأرض.

آيات نور (الرياض)
بيئة ارتفاع مستويات الميثان من الأراضي الرطبة الاستوائية (أرشيفية - رويترز)

ارتفاع مستويات الميثان من الأراضي الرطبة الاستوائية يُهدد خطط المناخ

أظهرت أوراق بحثية أن الأراضي الرطبة الاستوائية حول العالم بات نبعث منها كميات من غاز الميثان أكبر من أي وقت مضى.

«الشرق الأوسط» (باكو)

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
TT

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)

أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الضوضاء البشرية الناتجة عن حركة المرور يمكن أن تخفي التأثير الإيجابي لأصوات الطبيعة في تخفيف التوتر والقلق.

وأوضح الباحثون من جامعة غرب إنجلترا أن النتائج تؤكد أهمية أصوات الطبيعة، مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة الطبيعية، في تحسين الصحة النفسية؛ ما يوفر وسيلة فعّالة لتخفيف الضغط النفسي في البيئات الحضرية، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «بلوس وان».

وتسهم أصوات الطبيعة في خفض ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب والتنفس، فضلاً عن تقليل التوتر والقلق الذي يتم الإبلاغ عنه ذاتياً، وفق نتائج أبحاث سابقة.

وعلى النقيض، تؤثر الأصوات البشرية، مثل ضوضاء المرور والطائرات، سلباً على الصحة النفسية والجسدية، حيث ترتبط بزيادة مستويات التوتر والقلق، وقد تؤدي إلى تراجع جودة النوم والشعور العام بالراحة.

وخلال الدراسة الجديدة، طلب الباحثون من 68 شخصاً الاستماع إلى مشاهد صوتية لمدة 3 دقائق لكل منها. تضمنت مشهداً طبيعياً مسجلاً عند شروق الشمس في منطقة ويست ساسكس بالمملكة المتحدة، احتوى على أصوات طبيعية تماماً مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة المحيطة، دون تدخل أي أصوات بشرية أو صناعية، فيما تضمن المشهد الآخر أصواتاً طبيعية مصحوبة بضوضاء مرور.

وتم تقييم الحالة المزاجية ومستويات التوتر والقلق لدى المشاركين قبل الاستماع وبعده باستخدام مقاييس ذاتية.

وأظهرت النتائج أن الاستماع إلى الأصوات الطبيعية فقط أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات التوتر والقلق، بالإضافة إلى تحسين المزاج.

بالمقابل، أدى إدخال ضوضاء المرور إلى تقليل الفوائد الإيجابية المرتبطة بالمشاهد الطبيعية، حيث ارتبط ذلك بارتفاع مستويات التوتر والقلق.

وبناءً على النتائج، أكد الباحثون أن تقليل حدود السرعة المرورية في المناطق الحضرية يمكن أن يعزز الصحة النفسية للإنسان من خلال تقليل الضوضاء؛ ما يسمح بتجربة أصوات الطبيعة بشكل أفضل.

كما أشارت الدراسة إلى أهمية تصميم المدن بشكل يقلل من الضوضاء البشرية، ما يوفر للسكان فرصاً أكبر للتفاعل مع الطبيعة.

ونوه الفريق بأن هذه النتائج تفتح المجال لإعادة التفكير في كيفية تخطيط المدن بما يعزز التوازن بين التطور الحضري والحفاظ على البيئة الطبيعية، لتحقيق فوائد صحية ونفسية ملموسة للسكان.