احتدم الجدل حول اللحوم الحمراء لفترة طويلة. هل يمكن أن تكون مفيدة لك أم يجب تجنبها بأي ثمن؟ هل قطعة اللحم الخالية من الدهن أفضل من فخذ الدجاج المقلي على سبيل المثال؟ الأسئلة لا حصر لها. لكن دراسة جديدة نُشرت بمجلة جمعية القلب وتصلب الشرايين والتخثر وعلم الأحياء الوعائي الأميركية تقدم أحدث إجابة.
فقد أظهرت الدراسة الجديدة أن تناول اللحوم الحمراء أدى إلى زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية (CVD). بمعنى آخر، يجب أن يكون معظم الناس حذرين من كمية اللحوم الحمراء التي يستهلكونها، ولكن هذا ينطبق بشكل خاص على أولئك الذين يعانون من مشاكل في القلب، وذلك حسبما نشر موقع «eat this not that» الطبي المتخصص.
وفي هذه الدراسة، قاس الباحثون مستويات المستقلبات (مادة تُصنع أو تُستخدم عندما يكسر الجسم الطعام أو الأدوية أو المواد الكيميائية أو أنسجته) في عينات الدم. كانت العوامل الأخرى التي تم فحصها هي نسبة السكر في الدم والالتهابات وضغط الدم والكوليسترول في الدم. وقد فحص الباحثون ما إذا كانت هذه العوامل قد لعبت أيضًا دورًا في ارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة باستهلاك اللحوم الحمراء.
واستخدمت الدراسة بيانات من المشاركين في دراسة صحة القلب والأوعية الدموية السابقة. كما قارن الباحثون خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بين المشاركين الذين تناولوا كميات متفاوتة من الأطعمة من مصادر حيوانية، بما في ذلك اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة والأسماك والدجاج والبيض.
وأشار البحث النهائي إلى أن تناول المزيد من اللحوم الحمراء والمعالجة كان مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين؛ ففي المتوسط، يعادل ذلك خطرًا أعلى بنسبة 22 % لكل ما يقرب من 1.1 حصة في اليوم.
وشملت بعض اللحوم الحمراء التي تمت دراستها لحم البقر ولحم الخنزير وثور البيسون ولحم الغزال.
ويُعزى حوالى عُشر هذا الخطر المرتفع إلى زيادة مستقلب أكسيد ثلاثي ميثيل أمين (TMAO) الموجود في الدم. إذ يحتوي TMAO على كميات عالية من مادة L-carnitine الكيميائية وتنتجها بكتيريا الأمعاء لهضم اللحوم الحمراء. الشيء نفسه ينطبق على المستقلبات الأخرى ذات الصلة الموجودة.
وفي هذا الاطار، لاحظ الباحثون أيضًا أن ارتفاع نسبة السكر في الدم والالتهابات قد يسهمان أيضًا في زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة باستهلاك اللحوم الحمراء. فيما كانت العوامل غير المرتبطة هي ضغط الدم والكوليسترول.
ولتوضيح هذا الأمر أكثر، قالت الدكتورة مولي هيمبري عضو مجلس الخبراء الطبيين «كانت هذه الدراسة ذات حجم عينة كبير جدًا وتم إجراؤها على مدى سنوات عديدة، مما يزيد من قابلية استخدام هذه النتائج».
ووفقًا لهيمبري، لا تزال الأمراض القلبية الوعائية هي القاتل الأول بين الأميركيين.
وتعتقد هيمبري أن تطوير أبحاث التغذية في هذا المجال أمر مثير، قائلة «من المفيد أن نضع في اعتبارنا أن الباحثين كانوا قادرين على اكتشاف أن التغيير في مستقلب ميكروب الأمعاء؛ هذا يمثل حوالى 1/10 من مخاطر الأمراض القلبية الوعائية المرتفعة... إنه تذكير جيد بأن العديد من العادات الصحية مهمة؛ ليس فقط تقليل اللحوم الحمراء، ولكن في تقليل مخاطر الأمراض القلبية الوعائية».
دراسة: اللحوم الحمراء أسوأ على القلب مما كنا نظن
دراسة: اللحوم الحمراء أسوأ على القلب مما كنا نظن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة