سيارات الأجرة ذاتية القيادة في طريقها للتشغيل التجاري بالصين

سيارات الأجرة ذاتية القيادة في طريقها للتشغيل التجاري بالصين
TT

سيارات الأجرة ذاتية القيادة في طريقها للتشغيل التجاري بالصين

سيارات الأجرة ذاتية القيادة في طريقها للتشغيل التجاري بالصين

تحتضن سيارات الأجرة الروبوتية ذاتية القيادة إمكانات كامنة ضخمة في السوق الصينية، حيث تحرز تقدما بعملية التشغيل التجاري وتذهب من مناطق شبه مغلقة إلى طرق أكثر انفتاحا، بفضل الابتكار التكنولوجي المستمر ودعم السياسات المتعلقة في القطاع.
وفي حديقة شوقانغ بالعاصمة بكين، تم تشغيل خدمات سيارات الأجرة الروبوتية التي تقدمها منصة «أبولو غو» للتنقل بالقيادة الذاتية التابعة لشركة «بايدو» الصينية العملاقة للذكاء الصناعي، لأكثر من عام واحد، لتوفر لزوار الحديقة خيارا للتنقل بواسطة التكنولوجيا الفائقة، وذلك وفق ما نقلت وكالة أنباء «شينخوا» الصينية اليوم (الخميس).
وستشهد سيارات «أبولو غو» خطوات أكبر في مدينة ووهان حاضرة مقاطعة هوبي وسط الصين وحي في بلدية تشونغتشينغ جنوب غربي البلاد، حيث أعلنت المدينتان مؤخرا عن سماحهما للمشغلين المؤهلين بتنفيذ العمليات التجارية لتشغيل سيارات الأجرة الروبوتية بدون سائق بشكل تام، مقارنة مع تجربة خدمات سيارات الأجرة في بعض المدن الأخرى التي تستلزم وجود موظف أمن يجلس في مقعد الركاب الأمامي في حالة الطوارئ.
وبداية من الشهر الحالي يمكن للسيارات ذاتية القيادة بشكل كامل، دون نمط قيادة يدوي وأجهزة مقابلة، السير في مناطق محددة وعدة مقاطع طرقية في مدينة شنتشن، مركز التكنولوجيات جنوب الصين.
وفي توضيح أكثر لهذا الأمر، قال جي شويه هونغ مدير مركز بحوث الابتكار الصناعي للمركبات بجامعة شمال الصين للتكنولوجيا «إن التطبيق التجاري الأوسع لسيارات الأجرة الروبوتية يعكس تكنولوجيات القيادة الذاتية المعززة، ويمكن أن يساعد على توسيع تأييد وقبول العامة لها».
وجاءت الخطوات الجريئة في هذه المدن بعد سلسلة من التدابير على أعلى مستوى لتعزيز العملية التجارية للقيادة الذاتية في الصين.
وتم تحديد تسريع القيادة الذاتية عالية المستوى في استراتيجية تطوير السيارات الذكية في البلاد. وستطلق مشروعات تجريبية لتطبيق خرائط عالية الدقة للمركبات الذكية المتصلة في بعض المدن لخدمة القيادة الذاتية.
وإلى جانب الدعم في السياسات، أولت الحكومة الصينية اهتماما وثيقاً بسلامة القيادة الذاتية؛ حيث أكدت وزارة النقل على «السلامة أولا» بإدارة القيادة الذاتية في وثيقة مسودة كشفت يوم (الاثنين) الماضي.
وحسب شركة «CITIC» للأوراق المالية، من المرجح أن يذهب تطور سيارات الاجرة الروبوتية في مسار سريع، مع إجمالي حجم متوقع للسوق بحوالى 3.2 تريليون يوان (حوالى 473.3 مليار دولار أميركي) بحلول عام 2040.
جدير بالذكر، جذبت الإمكانات الصخمة في السوق العديد من المشاركين للاستحواذ على حصة فيها، بينها شركات التكنولوجيا وصناع المركبات ومقدمو خدمات طلب الركوب.
وقالت شركة «بايدو» إن إجمالي مسافاتها في القيادة الذاتية تجاوز 32 مليون كلم، مع تخديم السيارات في منصة «ابولو غو» أكثر من مليون طلب.
وحسب مصرف «CICC» الاستثماري، ستبلغ صناعة سيارات الأجرة الروبوتية ذاتية القيادة نقطة الانعطاف في الإنتاج وتكاليف التشغيل بحلول عام 2025، بينما سيواصل الترويج للخدمات وتجارب المستخدمين تجاوزه لتوقعات السوق.
ويقدّر جي أنه «مع تحسن التكنولوجيات قد يأتي يوم تتجاوز فيه شعبية سيارات الأجرة ذاتية القيادة خدمات حجز السيارات عبر الإنترنت في وقت أبكر من المتوقع».


مقالات ذات صلة

بدء تطبيق المرحلة الإلزامية الأولى لتوحيد منافذ الشحن في السعودية

الاقتصاد مقر هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية في الرياض (الموقع الإلكتروني)

بدء تطبيق المرحلة الإلزامية الأولى لتوحيد منافذ الشحن في السعودية

بدأ تطبيق المرحلة الإلزامية الأولى لتوحيد منافذ الشحن للهواتف المتنقلة والأجهزة الإلكترونية في السوق، لتكون من نوع «USB Type - C».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من اجتماع خلال منتدى حوكمة الإنترنت الذي عقد مؤخراً بالعاصمة الرياض (الشرق الأوسط)

تقرير دولي: منظومات ذكية ومجتمعات ممكّنة تشكل مستقبل الاقتصاد الرقمي

كشف تقرير دولي عن عدد من التحديات التي قد تواجه الاقتصاد الرقمي في العام المقبل 2025، والتي تتضمن الابتكار الأخلاقي، والوصول العادل إلى التكنولوجيا، والفجوة…

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا تتميز سمكة «موبولا راي» بهيكلها العظمي الغضروفي وأجنحتها الضخمة ما يسمح لها بالانزلاق بسهولة في الماء (أدوبي)

سمكة تلهم باحثين لتطوير نموذج مرشّح مياه صناعي!

طريقة تغذية سمكة «موبولا راي» تدفع باحثي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لتطوير أنظمة ترشيح فعالة.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تعمل استراتيجيات مثل الأمن متعدد الطبقات واستخبارات التهديدات المتقدمة على تعزيز دفاعات الشركات السعودية (شاترستوك)

السعودية تسجل 44 % انخفاضاً في الهجمات الإلكترونية حتى نوفمبر مقارنة بـ2023

تواجه السعودية التحديات السيبرانية باستراتيجيات متقدمة مع معالجة حماية البيانات وأمن السحابة وفجوات مواهب الأمن السيبراني.

نسيم رمضان (لندن)
خاص تتضمن الاتجاهات الرئيسة لعام 2025 الاستعداد الكمومي وممارسات الأمن السيبراني الخضراء والامتثال (شاترستوك)

خاص كيف يعيد الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية تشكيل الأمن السيبراني في 2025؟

«بالو ألتو نتوركس» تشرح لـ«الشرق الأوسط» تأثير المنصات الموحدة والذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية على مستقبل الأمن السيبراني.

نسيم رمضان (لندن)

حضور تشكيلي سعودي بارز في مهرجان «ضي للشباب العربي» بمصر

عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)
عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)
TT

حضور تشكيلي سعودي بارز في مهرجان «ضي للشباب العربي» بمصر

عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)
عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)

يُشكّل «مهرجان ضي للشباب العربي» الذي يُطلقه «أتيليه العرب للثقافة والفنون» في مصر كل عامين، تظاهرة ثقافية تحتفي بالمواهب العربية الشابة في الفنون التشكيلية، وتعكس عمق التعبير وتنوعه بين الفنانين المشاركين عن القضايا الجماعية والتجارب الذاتية.

وتشهد نسخته الخامسة التي انطلقت تحت شعار «بلا قيود»، وتستمر لشهر كامل في قاعات غاليري «ضي» بالقاهرة، مشاركة 320 فناناً من الشباب، يمثلون 11 دولة عربية هي مصر، والسعودية، والسودان، وسوريا، وفلسطين، والعراق، والأردن، واليمن، ولبنان، والعراق، وتونس.

تُقدم سلمى طلعت محروس لوحة بعنوان «روح» (الشرق الأوسط)

وبين أرجاء الغاليري وجدرانه تبرز مختلف أنواع الفنون البصرية، من الرسم والتصوير والحفر والطباعة والخزف والنحت. ومن خلال 500 عملٍ فني تتنوع موضوعاتها وتقنياتها وأساليبها واتجاهاتها.

ويحفل المهرجان في دورته الحالية بأعمال متنوعة ومميزة للشباب السعودي، تعكس إبداعهم في جميع ألوان الفن التشكيلي؛ ومنها عمل نحتي للفنان السعودي أنس حسن علوي عنوانه «السقوط».

«السقوط» عمل نحتي للتشكيلي السعودي أنس علوي (الشرق الأوسط)

يقول علوي لـ«الشرق الأوسط»: «استلهمت العمل من فكرة أن كلمَتي (حرام) و(حلال)، تبدآن بحرف الحاء، وهما كلمتان متضادتان، وبينهما مساحات شاسعة من الاختلاف».

ويتابع: «يُبرز العمل ما يقوم به الإنسان في وقتنا الراهن، فقد يُحرّم الحلال، ويُحلّل الحرام، من دون أن يكون مُدركاً أن ما يقوم به هو أمر خطير، وضد الدين».

ويضيف الفنان الشاب: «لكنه بعد الانتهاء من فعله هذا، قد يقع في دائرة الشكّ تجاه تصرّفه. وفي هذه المرحلة أردت أن أُجسّد تلك اللحظة التي يدخل إليها الإنسان في مرحلة التفكير والتشكيك في نفسه وفي أعماله، فيكون في مرحلة السقوط، أو مراجعة حكمه على الأمور».

وتأتي مشاركة الفنانة السعودية سمية سمير عشماوي في المهرجان من خلال لوحة تعبيرية من الأكريلك بعنوان «اجتماع العائلة»، لتعكس عبرها دفء المشاعر والروابط الأسرية في المجتمع السعودي.

عمل للتشكيلية السعودية سمية عشماوي (الشرق الأوسط)

وتقول سمية لـ«الشرق الأوسط»: «تُعدّ اللوحة تجسيداً لتجربة شخصية عزيزة على قلبي، وهي لقاء أسبوعي يجمع كل أفراد أسرتي، يلفّه الحب والمودة، ونحرص جميعاً على حضوره مهما كانت ظروف الدراسة والعمل، لنتبادل الأحاديث، ونتشاور في أمورنا، ونطمئن على بعضنا رغم انشغالنا».

ويُمثّل العمل النحتي «حزن» أول مشاركة للتشكيلية السعودية رويدا علي عبيد في معرض فني، والتمثال مصنوع من خامة البوليستر، ويستند على رخام. وعن العمل تقول لـ«الشرق الأوسط»: «يُعبّر التمثال عن لحظة حزن دفينة داخل الإنسان».

عمل نحتي للفنانة السعودية رويدا علي عبيد في الملتقى (الشرق الأوسط)

وتتابع رويدا: «لا أحد يفهم معنى أن تقابل الصدمات بصمت تام، وأن تستدرجك المواقف إلى البكاء، فتُخفي دموعك، وتبقى في حالة ثبات، هكذا يُعبّر عملي عن هذه الأحاسيس، وتلك اللحظات التي يعيشها المرء وحده، حتى يُشفى من ألمه وأوجاعه النفسية».

من جهته قال الناقد هشام قنديل، رئيس مجلس إدارة «أتيليه العرب للثقافة والفنون»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «مهرجان الشباب العربي يمثّل خطوة مهمة في تشجيع الفنانين الشباب ودفعهم إلى الابتكار، وتقديم أفكارهم بلا قيود؛ وانطلاقاً من هذا الفكر قرّرت اللجنة المنظمة أن يكون موضوع المهرجان 2025 مفتوحاً من دون تحديد ثيمة معينة».

وأضاف قنديل: «اختارت لجنتا الفرز والتحكيم أكثر من ثلاثمائة عملٍ فني من بين ألفي عمل تقدّمت للمشاركة؛ لذا جاءت الأعمال حافلة بالتنوع والتميز، ووقع الاختيار على الإبداع الفني الأصيل والموهبة العالية».

ولفت قنديل إلى أن الجوائز ستُوزّع على فروع الفن التشكيلي من تصوير، ونحت، وغرافيك، وخزف، وتصوير فوتوغرافي وغيرها، وستُعلن خلال حفل خاص في موعد لاحق يحدده الأتيليه. مشيراً إلى أن هذه النسخة تتميّز بزخم كبير في المشاركة، وتطوّر مهم في المستوى الفني للشباب. ومن اللافت أيضاً في هذه النسخة، تناول الفنانين للقضية الفلسطينية ومعاناة سكان غزة من خلال أعمالهم، من دون اتفاق مسبق.

عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)

وبرؤية رومانسية قدّمت الفنانة المصرية الشابة نورهان إبراهيم علاجاً لصراعات العالم وأزماته الطاحنة، وهي التمسك بالحب وتوفير الطفولة السعيدة للأبناء، وذلك من خلال لوحتها الزيتية المشاركة بها في المهرجان، التي تغلب عليها أجواء السحر والدهشة وعالم الطفولة.

وتقول نورهان، لـ«الشرق الأوسط»، إن «براءة الأطفال هي بذرة الإبداع التي ستعالج العالم كله»، وتتابع: «أحب الأطفال، وأتعلم كثيراً منهم. وأدركت أن معظم المشكلات التي تواجه العالم اليوم من الجرائم الصغيرة إلى الحروب الكبيرة والإرهاب والسجون الممتلئة لدينا، إنما هي نتيجة أن صانعي هذه الأحداث كانوا ذات يومٍ أطفالاً سُرقت منهم طفولتهم».

«بين أنياب الأحزان» هو عنوان لوحة التشكيلي الشاب أدهم محمد السيد، الذي يبرز تأثر الإنسان بالأجواء المحيطة به، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «حين يشعر المرء بالحزن، يبدأ في الاندماج مع الطبيعة الصامتة، ويتحوّلان إلى كيان واحد حزين. وحين يسيطر الاكتئاب على الإنسان ينجح في إخفائه تدريجياً».

لوحة للتشكيلية المصرية مروة جمال (الشرق الأوسط)

وتقدم مروة جمال 4 لوحات من الوسائط المتعددة، من أبرزها لوحة لبناية قديمة في حي شعبي بالقاهرة، كما تشارك مارلين ميشيل فخري المُعيدة في المعهد العالي للفنون التطبيقية بعملٍ خزفي، وتشارك عنان حسني كمال بعمل نحت خزفي ملون، في حين تقدّم سلمى طلعت محروس لوحة عنوانها «روح» تناقش فلسفة الحياة والرحيل وفق رؤيتها.