إرشادات محدّثة... كم عدد ساعات النوم التي تحتاجها حسب عمرك؟

البالغون يحتاجون إلى النوم لمدة سبع إلى تسع ساعات في الليلة (أرشيفية - رويترز)
البالغون يحتاجون إلى النوم لمدة سبع إلى تسع ساعات في الليلة (أرشيفية - رويترز)
TT
20

إرشادات محدّثة... كم عدد ساعات النوم التي تحتاجها حسب عمرك؟

البالغون يحتاجون إلى النوم لمدة سبع إلى تسع ساعات في الليلة (أرشيفية - رويترز)
البالغون يحتاجون إلى النوم لمدة سبع إلى تسع ساعات في الليلة (أرشيفية - رويترز)

عيّنت مؤسسة النوم الوطنية في الولايات المتحدة مؤخراً 18 خبيراً قاموا بفحص 320 مقالة بحثية لتقديم نسخة محدّثة من «توصيات مدة النوم»، وفقاً لصحيفة «الغارديان».
عند تقديم توصياتهم، أخذ الخبراء في الاعتبار الفوائد الصحية، ولكن أيضاً المخاطر المرتبطة بالنوم. قلة النوم على مدار عدة ليال تجعلك متعباً وغير قادر على التركيز وتسبب الاكتئاب والقلق. وفي النهاية، إذا استمر ذلك، يصبح هناك خطر متزايد يرتبط بالإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة. كما أن الكثير من النوم يرتبط بنفس المشاكل أيضاً.
إذن، ما الحل؟
لا تقدم الإرشادات الجديدة مقدار النوم الموصى به فحسب، بل تحدد أيضاً ما قد يكون مناسباً لمختلف الأعمار.
يحتاج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ست إلى تسع سنوات من تسع إلى 11 ساعة في الليلة، ولكن لا مشكلة في حصولهم على سبع إلى ثماني ساعات. يحتاج المراهقون من ثماني إلى 10 ساعات - سبع ساعات قد تكون مناسبة للبعض، لكن النوم أكثر من 11 ساعة في اليوم قد يكون ضاراً بصحتهم، رغم أن البعض قد يحتاج إلى هذا القدر أثناء فترة البلوغ.

تقول الدكتورة ليديا دونكارلوس من جامعة لويولا بشيكاغو، إحدى الخبراء في الدراسة، إن إيقاع الساعة البيولوجية للمراهقين يتغير بشكل طبيعي ليجعلهم يشعرون بالنعاس في وقت لاحق من الليل ويستيقظون بوقت متأخر. هذه ظاهرة طبيعية ولا علاقة لها بالإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي. تحذر من أنه لا يزال يتعين على المراهقين محاولة الحصول على قسط كافٍ من النوم يومياً، بدلاً من تراكم ساعات النوم لسدادها في عطلات نهاية الأسبوع.
يحتاج البالغون الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عاماً إلى النوم لمدة سبع إلى تسع ساعات في الليلة، لكن البعض الآخر يتأقلم مع ست ساعات. بالنسبة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، فإن الكمية الموصى بها هي ما بين سبع وثماني ساعات، رغم أن البعض يعيش بخمس ساعات من النوم (غالباً ما يستيقظ مبكراً ويغفو أثناء النهار).

تستند هذه التوصيات على تحليل شامل للدراسات. تختلف المنهجيات - فبعضها يعتمد على مقدار النوم الذي أبلغ عنه الأشخاص (والذي يميل إلى تضمين الوقت الذي يقضونه في السرير) والبعض الآخر يعتمد على أبحاث أجريت في ظروف معملية.
لم يبحث الخبراء في نوعية النوم (على سبيل المثال، ما إذا كان الناس يستيقظون في الليل ولا يستطيعون العودة إلى النوم) أو بنيته (كم كانت حركة العين السريعة وكم كان نوم الموجة البطيئة). قد يعيش بعض الأشخاص على كميات أقل من الموصى بها لأنهم يحصلون على نوم بجودة أعلى.
توضح دونكارلوس أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث في النوم، وتابعت: «نقضي ثلث حياتنا نائمين، لكننا لا نعرف سوى القليل عن ذلك... على الأقل معرفة مقدار الوقت الذي نحتاجه تعتبر بداية جيدة».



الإنسان أدخل الأسماك إلى بحيرة جبلية أوروبية بدءاً منذ القرن السابع

خلت البحيرات من الأسماك لتشكّلها نتيجة التآكل الجليدي (أ.ف.ب)
خلت البحيرات من الأسماك لتشكّلها نتيجة التآكل الجليدي (أ.ف.ب)
TT
20

الإنسان أدخل الأسماك إلى بحيرة جبلية أوروبية بدءاً منذ القرن السابع

خلت البحيرات من الأسماك لتشكّلها نتيجة التآكل الجليدي (أ.ف.ب)
خلت البحيرات من الأسماك لتشكّلها نتيجة التآكل الجليدي (أ.ف.ب)

كان القوط الغربيون يستمتعون بصيد سمك السلمون المرقّط في جبال البيرينيه، وفق دراسة تُظهر أنّ إدخال الإنسان للأسماك إلى بحيرات الجبال المرتفعة بدأ منذ القرن السابع.

ويقول عالم البيئة في مركز البحوث البيئية والتطبيقات الحرجية في جامعة برشلونة جوردي كاتالان، إنّ هذه البحيرات «خالية من الأسماك بشكل طبيعي لأنها تشكَّلت نتيجة التآكل الجليدي، وكانت معظمها معزولة عن مستعمرات الأسماك عن طريق الشلالات».

ويوضح كاتلان المُشارك في الدراسة المنشورة في مجلة «نيتشر كوميونيكيشنز»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أنّ وجود الأسماك هناك يعود إلى الإنسان، و«معرفة المرحلة والأماكن التي ظهرت فيها هذه الحيوانات» تنطوي على أهمية تاريخية وأهمية بالنسبة إلى حفظ الطبيعة «من أجل تقويم احتمال تأثيرها في توزيع الكائنات الحيّة الأخرى»، مثل البرمائيات وبعض الحشرات الكبيرة.

وأبدى كاتلان وزملاؤه اهتماماً بوضع بحيرة ريدون الواقعة في وسط جبال البيرينيه الإسبانية، على ارتفاع 2240 متراً. والبحيرة التي يصعب الوصول إليها، وتبلغ مساحتها 24 هكتاراً، معزولة عن شبكة النهر بواسطة شلال شديد الانحدار على علو 100 متر. ومع ذلك، تُعدّ جنّة للصيادين، إذ يبلغ عدد أسماك السلمون المرقّط البنّي فيها حالياً 60 ألفاً.

وفي أوروبا، تعود الوثائق التاريخية الأولى عن إدخال الأسماك إلى البحيرات الجبلية، إلى القرنين الـ14 والـ15.

وتتعلّق معظم هذه الكتابات بحقوق استخدام بعض البحيرات للصيد والتجارة، «ما يُظهر استخداماً اجتماعياً واقتصادياً متقدّماً لهذه الجبال المرتفعة».

ومع ذلك، تشير أدلّة أثرية إلى أنّ المنطقة المحيطة ببحيرة ريدون استُخدِمت لاستخراج المعادن والزراعة منذ أواخر العصر الروماني.

عُزلت معظم البحيرات عن مستعمرات الأسماك عن طريق الشلالات (أ.ف.ب)
عُزلت معظم البحيرات عن مستعمرات الأسماك عن طريق الشلالات (أ.ف.ب)

وشهدت البيرينيه الوسطى فترة من «الازدهار الاقتصادي والثقافي» خلال القرنين الـ12 والـ13، كما «يتّضح من تطوّر الفنّ الروماني في مدن الوادي»، مع وصول استخدام الأراضي في المنطقة إلى «كثافة استثنائية مقارنة بأي فترة أخرى بعد العصور الوسطى».

وتضيف الدراسة: «بالتالي، كان يُتوقَّع في أي وقت إدخال الأسماك إلى بحيرة ريدون» خلال هذه الفترة.

ولكن في تلك المرحلة، لم تكن ثقافة الكتابة وحفظ الوثائق قد انتشرت بعد في أوروبا. ولا توجد أي بقايا أثرية تتيح تحديد تاريخ إدخال الأسماك إلى هذه البحيرة. ولحلّ اللغز، لجأ الباحثون إلى علم يدرس البحيرات القديمة من خلال تحليل الرواسب المُتراكمة في قاع هذه المسطّحات المائية.

وحلّلوا عيّنة من الرواسب طولها 30 سنتيمتراً، وتغطّي فترة زمنية تبلغ 3200 عام. ولكن لم يكن أي حمض نووي للأسماك محفوظاً هناك. لذلك، شرع العلماء في البحث عن آثار كائنات حيّة أصغر حجماً وأكثر وفرة في العيّنة، والتي يمكن أن تؤكد وجود الأسماك، وهي طفيلياتها.

ومن هذه الطفيليات تحديداً «إشتيوبودو»، وهو كائن حيّ دقيق يعيش على جلد الأسماك وخياشيمها. وقد رصدوا آثار حمض نووي قديم من هذه الكائنات الحيّة من القرن السابع، ثم بشكل منتظم من القرن التاسع، وهو ما يتزامن مع الاستخدام الواسع للجبال المحيطة لرعي الأغنام في أواخر العصر الروماني وعصر القوط الغربيين.

تقع البحيرة على مقربة من ممر جبلي استُخدم لنقل الأسماك الطازجة من بعض الوديان القريبة على الجانب الإسباني إلى بلدات على الجانب الفرنسي. ويُرجّح كاتالان أنّ هذا النشاط التجاري قد يكون أقدم مما تشير إليه الوثائق، وأنّ البحيرة ربما كانت جزءاً منه، من دون استبعاد فرضية «التدخلات غير المقصودة».

وباستخدام تقنية البحث عن طفيليات سمك السلمون المرقّط في الرواسب، «من المرجّح إيجاد أدلة على إدخال الأسماك بفترة أقدم إلى بحيرات الواقعة على علو منخفض ويسهل الوصول إليها».