باحثون: مادة كيميائية صناعية مرتبطة بسرطان الكبد

باحثون: مادة كيميائية صناعية مرتبطة بسرطان الكبد
TT
20

باحثون: مادة كيميائية صناعية مرتبطة بسرطان الكبد

باحثون: مادة كيميائية صناعية مرتبطة بسرطان الكبد

يرتبط التعرض لمواد كيميائية صناعية موجودة على نطاق واسع في البيئة بسرطان الخلايا الكبدية غير الفيروسي؛ وهو النوع الأكثر شيوعًا من سرطان الكبد، وفقًا لدراسة جديدة أجراها باحثون بكلية كيك للطب بجامعة جنوب كاليفورنيا ونشرت في تقارير «JHEP» (مجلة فيزياء الطاقة العالية).
المادة الكيميائية المسماة كبريتات الأوكتين المشبعة بالفلور أو سلفونات مشبعة بالفلور أوكتين، هي واحدة من فئة من المواد الكيميائية التي يصنعها الإنسان تسمى المواد البيرفلوروألكيلية والبولي فلورو ألكيل أو PFAS. تسمى هذه المواد الكيميائية، التي تُستخدم في مجموعة واسعة من المنتجات الاستهلاكية والصناعية، أحيانًا بالمواد الكيميائية إلى الأبد لأنها تتحلل ببطء شديد وتتراكم في البيئة والأنسجة البشرية، بما في ذلك الكبد.
وأشارت الأبحاث السابقة التي أجريت على الحيوانات إلى أن التعرض لـ PFAS يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد. ولكن هذه هي الدراسة الأولى التي تؤكد وجود ارتباط باستخدام عينات بشرية، وفق ما نشر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.
وقال الدكتور جيسي جودريتش باحث ما بعد الدكتوراه بقسم السكان وعلوم الصحة العامة بكلية الطب في كيك ان «هذا يعتمد على البحث الحالي، ولكنه يأخذ خطوة أخرى إلى الأمام... سرطان الكبد هو أحد أخطر نقاط النهاية في أمراض الكبد وهذه أول دراسة على البشر تظهر أن PFAS مرتبطة بهذا المرض».

تعرض أكثر يعني مخاطر أعلى

كان فريق الدراسة قادرًا على استخدام عينات بشرية تم جمعها كجزء من دراسة وبائية كبيرة؛ وهي تعاون بين كلية الطب وجامعة هاواي تسمى «دراسة الفوج متعدد الأعراق». وقد تابع هذا المشروع أكثر من 200000 من سكان لوس أنجليس وهاواي لتطوير علاجات السرطان وأمراض أخرى.
وسمح هذا لعينات الدم والأنسجة البشرية لفريق البحث بالعثور على 50 مشاركًا أصيبوا في النهاية بسرطان الكبد، وتقييم عينات الدم التي تم أخذها قبل تشخيص السرطان ومقارنتها مع 50 شخصًا لم يصابوا بالسرطان من نفس الدراسة.
وفي توضيح أكثر للأمر، قالت الدكتورة فيرونيكا ويندي سيتياوان أستاذة علوم السكان والصحة العامة بكلية كيك للطب «ان جزءا من سبب قلة الدراسات البشرية هو أنك بحاجة إلى العينات الصحيحة... عندما تنظر إلى تعرض بيئي فأنت بحاجة إلى عينات من قبل التشخيص بفترة طويلة لأن تطور السرطان يستغرق وقتًا».
ووجد الباحثون عدة أنواع من PFAS في عينات الدم التي تم أخذها قبل إصابة المشارك بسرطان الكبد. فيما كشف البحث أن الارتباط الأقوى كان بين سلفونات الأوكتين المشبعة بالفلور وسرطان الكبد، وأن الأشخاص في أعلى 10 في المائة من التعرض للسلفونات المشبعة بالفلور أوكتين كانوا أكثر عرضة بـ4.5 مرة للإصابة بسرطان الكبد من أولئك الذين لديهم أدنى مستويات من سلفونات الأوكتين المشبعة بالفلور في دمائهم.

المواد الكيميائية تعطل وظائف الكبد الطبيعية

كان فريق البحث قادرًا أيضًا على إلقاء الضوء على الطرق الممكنة التي غيرت فيها السلفونات المشبعة بالفلور أوكتين الوظيفة الطبيعية للكبد. وقد وجد تقييمهم للعينات دليلاً على أن سلفونات الأوكتين المشبعة بالفلور يبدو أنها تغير العملية الطبيعية لاستقلاب الغلوكوز، واستقلاب حامض الصفراء، وأيض نوع من الأحماض الأمينية يسمى الأحماض الأمينية المتفرعة السلسلة في الكبد.
كما يمكن أن يؤدي اضطراب عمليات التمثيل الغذائي الطبيعية في الكبد إلى تراكم المزيد من الدهون فيه؛ وهي حالة تُعرف باسم مرض الكبد الدهني غير الكحولي أو NAFLD.
وكان هناك ارتفاع كبير وغير مبرر في NAFLD بجميع أنحاء العالم في السنوات الأخيرة؛ وهو أمر مقلق لأن الأشخاص الذين يعانون من NAFLD لديهم مخاطر أعلى بكثير للإصابة بسرطان الكبد. ومن المتوقع أن يؤثر NAFLD على 30 % من جميع البالغين في الولايات المتحدة بحلول عام 2030.

ضرورة تحسين المعرفة بالآثار الصحية للتعرض للسلفونات المشبعة بالفلورايد

تم اكتشاف PFAS، الذي يستخدم في مجموعة واسعة من المنتجات الاستهلاكية والصناعية، لأول مرة في دماء الأشخاص الذين تعرضوا لهذه المواد الكيميائية في مكان العمل بسبعينيات القرن الماضي. وبحلول التسعينيات، تم العثور عليها في دماء عامة الناس، ما أدى إلى زيادة الوعي بالمخاطر الصحية المحتملة.
وقد تخلصت بعض الشركات المصنعة تدريجياً من استخدام حامض السلفونيك البيرفلوروكتاني وفلوريد السلفونيل المشبع بالفلور أوكتين، ولكن لأنها طويلة الأمد، فإن حامض السلفونيك البيرفلوروكتاني موجود في مياه الشرب والعديد من المنتجات الغذائية ودماء أكثر من 98 % من البالغين في الولايات المتحدة.
وقد أجرى الباحثون بكلية كيك بقيادة الدكتورة ليدا تشاتزي أستاذة علوم السكان والصحة العامة الكثير من الأبحاث حول الروابط بين التعرض لـ PFAS وتلف الكبد وأمراض الكبد. والآن سرطان الكبد. إنهم يأملون في التحقق من صحة النتائج التي توصلوا إليها بشأن الارتباط بسرطان الكبد من خلال دراسة أكبر ستجري في وقت لاحق من هذا العام.
وبينت تشاتزي «نعتقد أن عملنا يقدم رؤى مهمة حول الآثار الصحية طويلة المدى التي تحدثها هذه المواد الكيميائية على صحة الإنسان، خاصة فيما يتعلق بكيفية إتلافها لوظائف الكبد الطبيعية... هذه الدراسة تملأ فجوة مهمة في فهمنا للعواقب الحقيقية للتعرض لهذه المواد الكيميائية».


مقالات ذات صلة

دراسة: الطقس شديد الحرارة قد يؤدي إلى تسريع الشيخوخة البيولوجية

صحتك يمكن أن تكون لموجات الحر عواقب صحية مدمرة (رويترز)

دراسة: الطقس شديد الحرارة قد يؤدي إلى تسريع الشيخوخة البيولوجية

قد يؤثر المناخ الذي تعيش فيه على سرعة تقدمك في السن على المستوى الخلوي، أو ما يعرف بـ«الشيخوخة البيولوجية»، وفقاً لدراسة جديدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شرب الماء ضروري لحياة صحية (أرشيفية - رويترز)

ما كمية الماء الواجب شربها يومياً؟

هل 8 أكواب من الماء كافية لترطيب جسمك في فصل الصيف؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك بعض الأطعمة قد تساعدك على العيش لفترة أطول (رويترز)

لحياة أطول... ماذا ينبغي أن تأكل في الوجبات الثلاث؟

تحدثت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية مع عدد من خبراء الصحة عن اقتراحاتهم لأطعمة يمكن تناولها في وجبات الإفطار والغداء والعشاء لإطالة العمر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مرض باركنسون هو حالة تنكس عصبي تتضمن أعراضها التصلب والرعشة وبطء الحركة (أرشيفية-أ.ف.ب)

الرجال أكثر عرضة للإصابة بالشلل الرعاش

كشفت دراسة جديدة أن خطر الإصابة بمرض باركنسون «الشلل الرعاش» أعلى مرتين عند الرجال منه عند النساء، لافتة إلى سبب محتمل لذلك؛ وهو بروتين حميد في المخ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك كروموسومات «إكس» قد تكون السبب وراء عيش الإناث فترة أطول من الذكور وتباطؤ الشيخوخة المعرفية لديهن (رويترز)

لماذا تعيش النساء مدة أطول من الرجال؟

كشفت دراسة جديدة عن سبب علمي محتمل وراء عيش الإناث فترة أطول من الذكور، وتباطؤ الشيخوخة المعرفية لديهن، حيث أشارت إلى أن السبب في ذلك قد يرجع للكروموسوم «إكس».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

السعودية: «جائزة التميز الإعلامي» تتوِّج الفائزين بنسختها الخامسة

الوزير سلمان الدوسري مع الفائزين بـ«جائزة التميّز الإعلامي» الخامسة (وزارة الإعلام)
الوزير سلمان الدوسري مع الفائزين بـ«جائزة التميّز الإعلامي» الخامسة (وزارة الإعلام)
TT
20

السعودية: «جائزة التميز الإعلامي» تتوِّج الفائزين بنسختها الخامسة

الوزير سلمان الدوسري مع الفائزين بـ«جائزة التميّز الإعلامي» الخامسة (وزارة الإعلام)
الوزير سلمان الدوسري مع الفائزين بـ«جائزة التميّز الإعلامي» الخامسة (وزارة الإعلام)

احتفت وزارة الإعلام السعودية، مساء الاثنين، بالفائزين بـ«جائزة التميّز الإعلامي» في نسختها الخامسة، من المؤسسات والشخصيات ذات البصمات البارزة والجهود النوعية بمختلف مجالات القطاع، خلال حفل رعاه وزير الإعلام سلمان الدوسري، وجمع طيفاً من الإعلاميين في العاصمة الرياض.

وتهدف الجائزة إلى تحفيز الإبداع الإعلامي لدى مختلف المؤسسات والأفراد، وتشجيعهم على المشاركة بأعمال إعلامية وطنية، وتقوية الحس الإبداعي لدى المواطنين والمقيمين، وإذكاء روح التنافس بين المبدعين، كذلك تدعيم المنتجات الإعلامية الوطنية، وتكريم المؤسسات والشخصيات المختلفة.

المستشار الإعلامي محمد التونسي يُسلّم الزميل محمد البيشي جائزة «الحوار الصحافي» (الشرق الأوسط)
المستشار الإعلامي محمد التونسي يُسلّم الزميل محمد البيشي جائزة «الحوار الصحافي» (الشرق الأوسط)

وجاء تتويج الفائزين بجائزة التميُّز الإعلامي هذا العام في 10 مسارات، هي: «الصورة الفوتوغرافية، والمقال الصحافي، والحوار الصحافي، والفيديو الإبداعي، والمنتج التلفزيوني، والأغنية الوطنية، والإذاعة، والبودكاست، والتغطية الرقمية لموسم حج 1445، وأفضل مؤثر».

وحقّق الزميل محمد البيشي رئيس تحرير صحيفة «الاقتصادية» جائزة التميّز الإعلامي في مسار «الحوار الصحافي» عن حواره مع وزير المالية السعودي محمد الجدعان، والدكتور علي الحازمي من صحيفة «مال» في «المقال الصحافي» عن «الحراك الاجتماعي في السعودية... عصر (ماسِّي) في ظل الرؤية»، وشبكة «مايكس» بـ«البودكاست» عن «بودكاست الغرفة»، وحسن السبع في «الصورة الفوتوغرافية» عن «بهجة وطن»، والمعلم منصور المنصور عن «أفضل مؤثر».

الوزير سلمان الدوسري يتوّج المعلم منصور المنصور بجائزة «أفضل مؤثر» (وزارة الإعلام)
الوزير سلمان الدوسري يتوّج المعلم منصور المنصور بجائزة «أفضل مؤثر» (وزارة الإعلام)

وفازت إذاعة جدة بمسار «الإذاعة» عن برنامج «عطايا الله»، وهيئة الإذاعة والتلفزيون بـ«المنتج التلفزيوني» عن فيلم «عودة الأمل»، ووزارة الرياضة بـ«الفيديو الإبداعي» عن «الهجن رياضتنا» ووزارة الداخلية بـ«التغطية الرقمية لموسم حج 1445» عن تغطية مبادرة «طريق مكة»، وشركة «هاف مليون» بـ«الأغنية الوطنية»، عن عمل «من يصدِّق».

أما التكريم الخاص، فقد ذهب إلى كل من وزارة الرياضة عن «الحملة الإعلامية لملف ترشح السعودية لاستضافة كأس العالم 2034»، والفريق الطبي المنفذ لأول زراعة قلب بالروبوت في العالم بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض، وهيئة الترفيه عن «موسم الرياض»، وأخيراً شريك الجائزة برنامج «تنمية القدرات البشرية» أحد برامج تحقيق «رؤية السعودية 2030».