روسيا تطلق قمراً إيرانياً للمراقبة العسكرية

ستستخدمه لأشهر في حربها ضد أوكرانيا قبل تسليمه لطهران

عملية إطلاق القمر الإيراني (رويترز)
عملية إطلاق القمر الإيراني (رويترز)
TT

روسيا تطلق قمراً إيرانياً للمراقبة العسكرية

عملية إطلاق القمر الإيراني (رويترز)
عملية إطلاق القمر الإيراني (رويترز)

أطلقت روسيا أمس 17 مسباراً إلى الفضاء، أكبرها قمر صناعي إيراني للمراقبة سوف تستخدمه موسكو مبدئياً لأغراض الحرب الخاصة بها ضد أوكرانيا، حسبما أفادت تقارير عدة.
وذكرت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء أنه تم إطلاق قمر «الخيام» الإيراني للمراقبة العسكرية، وباقي المسابير على متن صاروخ «سويوز» من قاعدة «بايكونور كوزمودروم» في كازاخستان. وأنتجت روسيا القمر الذي يحمل اسم العالم والشاعر الفارسي عمر الخيام لصالح إيران، التي تقول إنه خاص «بمراقبة حدود البلاد وتحسين الإنتاجية في مجال الزراعة، ومراقبة موارد المياه وإدارة المخاطر الطبيعية». وفيما ترى الولايات المتحدة أن البرنامج الفضائي الإيراني له «أغراض عسكرية أكثر منها تجارية» تؤكد إيران أن برنامجها هو «لأغراض مدنية ودفاعية حصراً، ولا يخالف أي اتفاقات دولية»، بما فيها الاتفاق مع القوى الست الكبرى بشأن برنامجها النووي الذي أبرم عام 2015، وانسحبت الولايات المتحدة منه في 2018، لكن السلطات الإيرانية اضطرت هذه المرة إلى دحض اتهامات من نوع آخر بعدما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن روسيا «تنوي استخدام القمر لأشهر عدة» في إطار هجومها على أوكرانيا قبل أن تسلم إيران الإشراف عليه، علماً بأنه سبق لـ«منظمة الفضاء الإيرانية» أن أكدت في بيان أصدرته يوم الأحد الماضي أن القمر «خيام» يعود لإيران، و«كل الأوامر المرتبطة بالتحكم به وتشغيله سيتم إصدارها من اليوم الأول ومباشرة بعد الإطلاق من قبل خبراء إيرانيين في قواعد الفضاء العائدة لوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات».
وشددت على أن «إرسال الأوامر وتلقي المعلومات من هذا القمر سيتمان وفق خوارزميات مشفرة (...) ولا إمكانية لبلد ثالث بالوصول إلى هذه المعلومات، وبعض الإشاعات التي انتشرت عن استخدام صور هذا القمر لأغراض عسكرية لدول أخرى غير صحيحة». وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، زار إيران في 19 يوليو (تموز) والتقى الرئيس إبراهيم رئيسي والمرشد الإيراني علي خامنئي، الذي دعا إلى تعزيز «التعاون الطويل الأمد» بين البلدين. وقبل ذلك، نفى بوتين في يونيو (حزيران) 2021 تقارير صحافية أميركية عن نية روسيا توفير نظام متطور للأقمار الصناعية لحساب إيران «بغرض تحسين قدراتها في مجالات التجسس». وغالباً ما تلقى النشاطات الفضائية الإيرانية إدانة دول غربية على خلفية المخاوف من لجوء طهران إلى تعزيز خبرتها في مجال الصواريخ الباليستية عبر إطلاق أقمار صناعية إلى الفضاء. وسبق لها أن أطلقت أقماراً مباشرة من أراضيها، آخرها في مارس (آذار) الماضي مع قمر «نور 2» العسكري العائد لـ«الحرس الثوري».



«الذرية الدولية»: إيران قبلت تعزيز إجراءات التفتيش في منشأة فوردو

مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
TT

«الذرية الدولية»: إيران قبلت تعزيز إجراءات التفتيش في منشأة فوردو

مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)

وافقت إيران على تشديد الرقابة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية على منشأة فوردو الواقعة تحت الجبال، بعدما سرعت على نحو كبير تخصيب اليورانيوم بما يقترب من الدرجة المطلوبة لصناعة أسلحة.

وذكر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقرير سري لدول الأعضاء، أن إيران «وافقت على طلب الوكالة بزيادة وتيرة وكثافة تدابير الرقابة في منشأة فوردو لتخصيب الوقود، وتسهيل تطبيق هذا النهج الرقابي».

والأسبوع الماضي، أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران ضاعفت وتيرة تخصيبها إلى نقاء يصل إلى 60 في المائة في منشأة فوردو، وهو مستوى قريب من 90 في المائة المطلوب لصنع الأسلحة النووية، ما اعتبرته القوى الغربية تصعيداً خطيراً في الخلاف مع إيران بشأن برنامجها النووي.

وأعلنت الوكالة أنها ستناقش الحاجة إلى إجراءات وقائية أكثر صرامة، مثل زيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وهي واحدة من منشأتين تصلان إلى هذا المستوى العالي من التخصيب.

وجاء في التقرير السري الموجه إلى الدول الأعضاء: «وافقت إيران على طلب الوكالة زيادة وتيرة وشدة تنفيذ إجراءات الضمانات في منشأة فوردو، وتساهم في تنفيذ هذا النهج المعزز لضمانات السلامة».

ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكن لفوردو الآن إنتاج أكثر من 34 كيلوغراماً شهرياً من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة، مقارنة بـ5 إلى 7 كيلوغرامات كانت تنتجها مجتمعة في فوردو ومنشأة أخرى في نطنز فوق الأرض.

ووفقاً لمعايير الوكالة، فإن نحو 42 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة تكفي نظرياً، إذا تم تخصيبها أكثر، لصنع قنبلة نووية. إيران تمتلك بالفعل أكثر من أربعة أضعاف هذه الكمية، بالإضافة إلى ما يكفي لصنع المزيد من الأسلحة عند مستويات تخصيب أقل.

وتؤكد القوى الغربية أنه لا يوجد مبرر مدني لتخصيب إيران إلى هذا المستوى، حيث لم تقم أي دولة أخرى بذلك دون إنتاج أسلحة نووية. فيما تنفي إيران هذه الادعاءات، مؤكدة أن برنامجها النووي ذو أهداف سلمية بحتة.