الخارجية الفلسطينية تستهجن رفض بان كي مون إدراج إسرائيل على القائمة السوداء لانتهاكات حقوق الأطفال

الخارجية الفلسطينية تستهجن رفض بان كي مون إدراج إسرائيل على القائمة السوداء لانتهاكات حقوق الأطفال
TT

الخارجية الفلسطينية تستهجن رفض بان كي مون إدراج إسرائيل على القائمة السوداء لانتهاكات حقوق الأطفال

الخارجية الفلسطينية تستهجن رفض بان كي مون إدراج إسرائيل على القائمة السوداء لانتهاكات حقوق الأطفال

أعربت وزارة الخارجية الفلسطينية عن أسفها العميق واستهجانها لقرار الأمين العام للأمم المتحدة رفض إدراج إسرائيل وجيشها على القائمة السوداء للدول والجماعات التي ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الأطفال في النزاعات المسلحة، واعتبرت أنه انحياز للقاتل وحماية لمجرمي جيش الاحتلال ودعوة لضمان إفلاتهم من العقاب.
وشددت الخارجية في بيان لها، اليوم (الأربعاء)، على «ضرورة احترام مؤسسات الأمم المتحدة ودورها وتوصياتها»، واستدركت بالقول إن «هذا الموقف يختلف عن التوقعات والتوصيات المقدمة، كما ويخالف مبادئ الأمم المتحدة، ومهامها في حفظ الأمن والسلم الدوليين.. وهو خذلان لذكرى الشهداء من الأطفال وعائلاتهم الذين انتظروا عدالة حتى ولو جزئية».
واعتبرت الأمر «يشجع على استمرار دولة الاحتلال بإرهابها المنظم والموجه من قبل جيشها، الذي استهدف جميع نواحي حياة الشعب الفلسطيني».
ودعت الخارجية في البيان الذي نقلته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، الأمين العام لإعادة النظر في قراره وعدم التنازل عن المبادئ التي قامت على أساسها الأمم المتحدة «لأن استشهاد 538 طفلا واستهداف 340 مدرسة ومركزا صحيًّا في أقل من 50 يوما يشكل جرمًا جسيما يستدعي إدراج جيش الاحتلال على اللائحة السوداء».
وطالبت الخارجية المجتمع الدولي بإيجاد آليات لحماية الشعب الفلسطيني بكل فئاته بمن فيهم الأطفال، والضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها.
وكان بان قد أبقى الاثنين الماضي، إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية خارج القائمة السوداء للدول والمنظمات التي تنتهك حقوق الأطفال أثناء الصراعات، رغم انتقاد المنظمة الدولية غير المسبوق لإسرائيل بسبب عملياتها العسكرية إبان حرب غزة عام 2014.
من جهتها، رحبت إسرائيل بالقرار، وأشاد سفيرها في الأمم المتحدة برفض الأمين العام إدراج بلاده على القائمة السوداء، قائلا إن الأمين العام «محق في عدم الخضوع لإملاءات المنظمات الإرهابية والدول العربية في قراره برفض إدراج إسرائيل في هذه القائمة المخجلة التي تضم منظمات مثل داعش والقاعدة وطالبان»، حسبما جاء في بيان المسؤول الإسرائيلي.
ووجه التقرير المكون من 43 صفحة انتقادا شديدًا لتأثير العمليات العسكرية التي شنتها إسرائيل في 2014 على الأطفال. واعتبر تحقيق للأمم المتحدة أن إسرائيل استهدفت سبع مدارس تابعة للمنظمة الدولية في هجمات قتل خلالها 44 فلسطينيا بحثوا فيها عن ملجأ في بعض المواقع. كما ذكر التحقيق أن المسلحين الفلسطينيين استخدموا عددا كبيرا من مدارس الأمم المتحدة الخالية لإخفاء أسلحة وشن هجمات.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».