مسؤول: اشتباكات وقتلى في جنوب شرقي تركيا بعد مقتل مسؤول إسلامي

بعد بضعة أيام من اعتداء بقنبلة في صفوف ناشطي حزب الشعوب الديمقراطي الكردي

سيدة تركية مع طفليها وخلفها مدرعة من قوات مكافحة الشغب بعد وقوع قتلى إثر اشتباكات في ديار بكر أمس (أ.ف.ب)
سيدة تركية مع طفليها وخلفها مدرعة من قوات مكافحة الشغب بعد وقوع قتلى إثر اشتباكات في ديار بكر أمس (أ.ف.ب)
TT
20

مسؤول: اشتباكات وقتلى في جنوب شرقي تركيا بعد مقتل مسؤول إسلامي

سيدة تركية مع طفليها وخلفها مدرعة من قوات مكافحة الشغب بعد وقوع قتلى إثر اشتباكات في ديار بكر أمس (أ.ف.ب)
سيدة تركية مع طفليها وخلفها مدرعة من قوات مكافحة الشغب بعد وقوع قتلى إثر اشتباكات في ديار بكر أمس (أ.ف.ب)

قالت مصادر أمنية إن أربعة أشخاص قتلوا في جنوب شرقي تركيا ذي الأغلبية الكردية أمس بعد مقتل رئيس جمعية إغاثة إسلامية بالرصاص أمام مكتبه واندلاع اشتباكات عنيفة بعد ذلك. وجرت هذه الأحداث بعد يومين على تحقيق الأكراد إنجازا تاريخيا في الانتخابات التشريعية.
ولم يتضح على الفور سبب مقتل الأربعة على الرغم من وقوع اشتباكات متفرقة بين الإسلاميين ومناصري حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد في جنوب شرقي البلاد في السنوات الماضية. وأكدت مصادر أمنية مقتل أيتاك باران رئيس جمعية «يني إحيا دير الإغاثية» بالرصاص أثناء مغادرته مكتبه في مدينة ديار بكر. وأشارت مصادر أمنية إلى مقتل ثلاثة أشخاص إضافيين في اشتباك تلا الحادث على الفور.
وترتبط جمعية «يني إحيا دير» بحزب هدى بار الإسلامي الذي يدعمه متعاطفون مع جماعة حزب الله التركية المتشددة التي كانت ناشطة في المنطقة في التسعينات من القرن الماضي. ويأتي هذا الهجوم بعد يومين من انتخابات برلمانية أدت إلى دخول حزب الشعوب الديمقراطي اليساري المؤيد للأكراد، البرلمان كحزب للمرة الأولى. وقتل ثلاثة أشخاص في انفجارين في مهرجان انتخابي لحزب الشعوب الديمقراطي في ديار بكر يوم الجمعة الماضي. وقال رئيس الحزب صلاح الدين ديمرتاش يوم الاثنين إن سلسلة من التفجيرات التي استهدفت الحزب خلال حملته الانتخابية ترتبط بمتشددين على صلة بتنظيم داعش. ويتعاطف الكثيرون من القاعدة الشعبية لحزب الشعوب مع حزب العمال الكردستاني الذي خاض تمردا مسلحا ضد السلطات التركية على مدى ثلاثين عاما قتل فيه 40 ألف شخص. وتأتي أعمال العنف هذه بعد بضعة أيام من الاعتداء بالقنبلة الذي أوقع ثلاثة قتلى وأكثر من مائة جريح الجمعة في صفوف ناشطي حزب الشعوب الديمقراطي الكردي الذين قدموا إلى مدينة ديار بكر لحضور اجتماع في إطار حملة لزعيمهم صلاح الدين ديمرتاش. ولم تعرف هوية منفذي هذا الاعتداء لكن رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أعلن الأحد توقيف مشتبه به دون مزيد من التفاصيل. وتقع أعمال عنف بانتظام بين عناصر حزب الشعوب الديمقراطي القريب كما هو معروف من حزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا مسلحا منذ 1984 ضد السلطات التركية، وعناصر هدى بار المقربين من الحركات الإسلامية.
وأوقعت اشتباكات بين أنصار حزب الشعوب الديمقراطي وناشطين من حزب هدى بار قتيلين وستة جرحى في 29 مايو (أيار) الماضي في محافظة سرناك (جنوب شرق). وقد حصل حزب الشعوب الديمقراطي على 13.1 في المائة من الأصوات و80 مقعدا نيابيا في الانتخابات التشريعية الأحد التي أفضت إلى خسارة حزب الرئيس الإسلامي المحافظ رجب طيب إردوغان الغالبية المطلقة التي كان يحظى بها منذ ثلاثة عشر عاما في البرلمان.



تجهيز ملاجئ في كشمير الباكستانية تحسباً لأي أعمال عدائية

دفع الهجوم البلدين المتجاورين إلى تبادل فرض عقوبات دبلوماسية وتهديدات بالحرب (أ.ف.ب)
دفع الهجوم البلدين المتجاورين إلى تبادل فرض عقوبات دبلوماسية وتهديدات بالحرب (أ.ف.ب)
TT
20

تجهيز ملاجئ في كشمير الباكستانية تحسباً لأي أعمال عدائية

دفع الهجوم البلدين المتجاورين إلى تبادل فرض عقوبات دبلوماسية وتهديدات بالحرب (أ.ف.ب)
دفع الهجوم البلدين المتجاورين إلى تبادل فرض عقوبات دبلوماسية وتهديدات بالحرب (أ.ف.ب)

في بلدة شاكوتي القريبة من خط المراقبة الذي يقسم كشمير إلى قسمين، خرج رجال من ملجأ تحت الأرض باستخدام سلّم، بينما كانت المنطقة، الواقعة في مرمى تبادل النيران، تشهد عمليات تنظيف للملاجئ تحسّباً لاستئناف الأعمال العدائية بين الهند وباكستان، وفقاً لما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

يقيم رياض أوان، البالغ من العمر 51 عاماً، في بلدة تبعد 3 كيلومترات فقط عن الحدود الفاصلة بين القوتين النوويتين، والتي طالما كانت هدفاً لقذائف الهاون والرصاص.

وقال رياض من سكان كشمير الباكستانية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» بعد أسبوع من الهجوم الدامي على الجانب الآخر من الحدود: «كانت تجارب مؤلمة؛ لذلك لا نريد أن يعيشها أطفالنا».

ودفع الهجوم البلدين المتجاورين إلى تبادل فرض عقوبات دبلوماسية وتهديدات بالحرب.

عام 2017 بعد اندلاع أعمال عنف أخرى، قام مع ابن عمه وجاره شابير أوان ببناء ملجأ عشوائي في بلدته؛ حيث يمكن رؤية مواقع للجيش الهندي على مسافة في أعلى التلال.

وينتشر في الوديان والتلال المحيطة آلاف الجنود المدججين بالسلاح، وفي بعض الأماكن تفصل عشرات الأمتار بين المواقع المتقدمة للجيشين.

«تهديدات يومياً»

لإقامة ملجئهم اضطر رياض وشابير أوان إلى صرف 300 ألف روبية (نحو ألف يورو) وهي ثروة صغيرة في بلدة تعتاش على الزراعة منذ أن توقفت التجارة عبر الحدود قبل سنوات.

منذ أن قاما ببنائه تحول الملجأ ذو الجدران الخرسانية الذي تُقدر مساحته بـ13 متراً مربعاً على عمق أقل من مترين ونصف متر تحت الأرض، إلى مخزن لقش الحيوانات، وهو مصدر دخل ضئيل.

واليوم ينشغل الرجلان في تخصيص مساحة خلف باب معدني وسط حديقة، في حال اضطرارهما للنزول إلى الملجأ على وجه السرعة مع أفراد الأسر العشرين.

ومنذ أسبوع، كثَّفت نيودلهي وإسلام آباد التهديدات والعقوبات الدبلوماسية، وأصبح مواطنو كل من البلدين الآن غير مرغوب فيهم في البلد الآخر.

وعلى طول خط المراقبة كشف الجيش الهندي عن تبادل إطلاق نار من أسلحة خفيفة ليلاً، وترفض باكستان التعليق، في حين يقول سكان كشمير الباكستانية إنهم شهدوا ذلك مرتين.

في الجانب الآخر من المنطقة ذات الأغلبية المسلمة الخاضعة للسيطرة الهندية، تُكثف السلطات عمليات الاعتقال والاستجواب وتفجير منازل عائدة لمشتبه بهم في شن الهجوم ومتواطئين معهم.

وقال شابير أوان: «كل يوم تكثف الهند تهديداتها، تقول إنها ستفعل هذا أو ذاك».

بالنسبة لهذا الجندي المتقاعد البالغ 52 عاماً، من الأفضل استباق الأمور «فبهذه الطريقة يمكننا أن نحتمي إذا لزم الأمر».

أطفال مذعورون

في شاكوتي، يوجد نحو ثلاثين ملجأً، وهو عدد لا يكفي سوى لنصف عدد العائلات المقيمة هناك، وفي حين تمكن بعض السكان من صبّ الخرسانة لبناء ملاجئ متينة، اضطر آخرون للاكتفاء بجدران من الطين نظراً لانخفاض تكلفتها.

تتذكر سليمة بيبي، البالغة من العمر 40 عاماً، أن «إطلاق نار وقع فوق المنازل» في عام 2017. وإذا ما تجددت الأعمال العدائية، فإنها تنوي الاحتماء مع أطفالها الأربعة في أحد الملاجئ المغطاة بالحصير، مؤكدة أنه «لا توجد ملاجئ أو أماكن آمنة بنتها الدولة للمدنيين» على طول خط المراقبة، الذي يمتد لـ740 كيلومتراً، ويفصل بين منطقة آزاد كشمير الباكستانية ومنطقة جامو وكشمير الخاضعة للسيطرة الهندية.

وقالت نسيمة إنها نجحت بعد مفاوضات في تخصيص مكان لها مع أطفالها الأربعة في قبو ستتقاسمه مع 7 عائلات أخرى.

وعلقت الباكستانية البالغة 46 عاماً: «سيكون من الصعب الصمود في ملجأ واحد»، آملة البقاء فترة قصيرة في هذه المساحة الضيقة؛ حيث تخزين الطعام يعني عدم قبول أشخاص.

وأضافت أنه من الضروري حماية الأطفال في حال وقوع إطلاق نار.

وتابعت: «سيشعرون بالذعر، وأنا قلقة عليهم».

هي تعلم جيداً أنها لن تتمكن من حماية بقرتها وجاموسيها، أغلى ما لديها.

وقالت: «لا نستطيع إيواءها في أي مكان».