قائد الجيش الأميركي يحذر: إيران قد تستغل تخفيف العقوبات للإنفاق العسكري

مجلس الأمن يصوت بالإجماع على إبقاء لجنة الخبراء التي تراقب الحظر على طهران

الجنرال ديمبسي (أ.ب)
الجنرال ديمبسي (أ.ب)
TT

قائد الجيش الأميركي يحذر: إيران قد تستغل تخفيف العقوبات للإنفاق العسكري

الجنرال ديمبسي (أ.ب)
الجنرال ديمبسي (أ.ب)

على الرغم من بذل الإدارة الأميركية جهودا لطمأنة حلفائها بأن رفع العقوبات تدريجيا عن إيران في حال تم التوصل إلى اتفاق نووي لن يزيد من دور إيران السلبي في المنطقة، أعلن قائد الجيش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي خلال زيارة لإسرائيل أمس أن إيران على الأرجح ستنفق مواردها الجديدة على الجيش وفروعه إذا أبرم اتفاق نووي يتمخض عن تخفيف العقوبات. وأوضح ديمبسي أن الاحتمالات البعيدة المدى هي «أفضل بكثير» في ظل عدم امتلاك إيران لقوة نووية عسكرية في حال توقيع الاتفاق النووي بنهاية الشهر الحالي. وطمأن ديمبسي المسؤولين الإسرائيليين بأن واشنطن ستعمل على تخفيف المخاطر المرتبطة بإيران باتفاق أو دونه.
وقال ديمبسي لمجموعة صغيرة من الصحافيين في القدس: «إذا أبرم اتفاق فلدينا عمل نقوم به. وإذا لم يبرم اتفاق فلدينا عمل نقوم به.. أنا أعتقد أننا بنينا ما يكفي من الثقة مع بعضنا البعض.. للقيام بهذا العمل».
وتزامنت تصريحات ديمبسي مع تصويت مجلس الأمن الدولي أمس على إبقاء لجنة الخبراء التي تراقب العقوبات المفروضة على إيران مع اقتراب مهلة التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن برنامج إيران النووي.
وأصدر المجلس المؤلف من 15 عضوا بالإجماع قرارا يمدد عمل اللجنة حتى يوليو (تموز) 2016. وقال دبلوماسيون إنه لم يتم اتخاذ أي خطوة لتغيير عملية مراقبة العقوبات إلى حين التوصل إلى اتفاق نهائي حول خفض نشاطات برنامج إيران النووي. وتأمل الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن - بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة - بوضع اللمسات النهائية بنهاية يونيو (حزيران) الحالي على الاتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه في أبريل (نيسان) الماضي بشأن برنامج إيران النووي.
ومن شأن الاتفاق النهائي أن يمهد لإلغاء ستة قرارات أصدرها مجلس الأمن الدولي بشأن برنامج إيران النووي منذ عام 2006، تفرض أربعة منها عقوبات تستهدف الحكومة الإيرانية ومواطنين إيرانيين وكيانات إيرانية.
وتم عام 2006 تشكيل لجنة الخبراء برئاسة وزيرة خارجية جورجيا السابقة سالومي زورابيشيفلي وعضوية ثمانية خبراء. وتقدم اللجنة تقارير منتظمة إلى لجنة العقوبات في مجلس الأمن حول التزام إيران بالقرارات الدولية.



إسرائيل توافق على خطة لزيادة عدد سكانها في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين

آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)
آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)
TT

إسرائيل توافق على خطة لزيادة عدد سكانها في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين

آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)
آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)

وافقت إسرائيل ، اليوم (الأحد)، على زيادة عدد سكانها في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين، قائلة إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة رغم النبرة المعتدلة لقادة قوات المعارضة الذين أطاحوا بالرئيس بشار الأسد قبل أسبوع، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.

وذكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في البيان، أن «تقوية الجولان هي تقوية لدولة إسرائيل، وهي مهمة على نحو خاص في هذا التوقيت. سنواصل التمسك بها وسنجعلها تزدهر ونستقر فيها».

وانتزعت إسرائيل السيطرة على معظم هضبة الجولان من سوريا خلال حرب عام 1967، قبل أن تضمها إليها عام 1981.

وفي 2019، أعلن الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب دعم الولايات المتحدة للسيادة الإسرائيلية على الجولان، لكن عملية الضم لم تحظَ باعتراف معظم الدول. وتطالب سوريا إسرائيل بالانسحاب منها، لكن الأخيرة ترفض ذلك متعللة مخاوف أمنية. وباءت جهود سلام كثيرة بالفشل.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في بيان اليوم (الأحد)، لمسؤولين يدققون في ميزانية إسرائيل الدفاعية: «المخاطر المباشرة التي تواجه البلاد لم تختفِ والتطورات الحديثة في سوريا تزيد من قوة التهديد، على الرغم من الصورة المعتدلة التي يدعيها زعماء المعارضة».

وقال مكتب نتنياهو إن الحكومة وافقت بالإجماع على خطة تزيد قيمتها على 40 مليون شيقل (11 مليون دولار) لتشجيع النمو السكاني في هضبة الجولان.

وأضاف أن نتنياهو قدم الخطة للحكومة «في ضوء الحرب والجبهة الجديدة مع سوريا ورغبة في زيادة عدد سكان الجولان إلى المثلين».

وقال المحلل في مركز الأبحاث الإسرائيلي (ألما) أبراهام ليفين، المتخصص في التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل على حدودها الشمالية، إن نحو 31 ألفاً من الإسرائيليين استقروا في هضبة الجولان، وإن كثيراً منهم يعملون في قطاعي الزراعة، الذي يشمل مزارع الكروم، والسياحة.

وأضاف أن هضبة الجولان موطن أيضاً لما يصل إلى 24 ألفاً من الدروز السوريين.

بعيداً عن أي مغامرات غير محسوبة

وكان قائد «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع، قال إن إسرائيل تستخدم ذرائع كاذبة لتبرير هجماتها على سوريا، لكنه ليس مهتماً بالانخراط في صراعات جديدة، في الوقت الذي تركز فيه البلاد على إعادة الإعمار.

ويقود الشرع، المعروف باسم «أبو محمد الجولاني»، «هيئة تحرير الشام» التي قادت فصائل مسلحة أطاحت بالأسد من السلطة، يوم الأحد الماضي، منهية حكم العائلة الذي استمر 5 عقود من الزمن.

ومنذ ذلك الحين، توغلت إسرائيل داخل منطقة منزوعة السلاح في سوريا أقيمت بعد حرب عام 1973، بما في ذلك الجانب السوري من جبل الشيخ الاستراتيجي المطل على دمشق، حيث سيطرت قواتها على موقع عسكري سوري مهجور.

كما نفذت إسرائيل مئات الضربات على مخزونات الأسلحة الاستراتيجية في سوريا، غير أنها تقول إنها لا تنوي البقاء هناك، وتصف التوغل في الأراضي السورية بأنه إجراء محدود ومؤقت لضمان أمن الحدود.

وقالت إنها تدمر الأسلحة الاستراتيجية والبنية التحتية العسكرية لمنع استخدامها من قبل جماعات المعارضة المسلحة التي أطاحت بالأسد من السلطة، وبعضها نشأ من رحم جماعات متشددة مرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش».

ونددت دول عربية عدة، بينها السعودية ومصر والإمارات والأردن، بما وصفته باستيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة في هضبة الجولان.

وقال الشرع، في مقابلة نشرت على موقع تلفزيون سوريا، وهي قناة مؤيدة للمعارضة، إن الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة. وأضاف أن الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة البناء والاستقرار، وليس الانجرار إلى صراعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار.

وذكر أن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار «بعيداً عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة».