دفعة ثانية من سفن الغذاء تغادر أوكرانيا

كييف تطالب بمعاقبة موسكو بعد قصف محطة نووية

السفينة المحملة بالحبوب الأوكرانية «روجين» لدى عبورها مضيق البوسفور أمس (أ.ف.ب)
السفينة المحملة بالحبوب الأوكرانية «روجين» لدى عبورها مضيق البوسفور أمس (أ.ف.ب)
TT

دفعة ثانية من سفن الغذاء تغادر أوكرانيا

السفينة المحملة بالحبوب الأوكرانية «روجين» لدى عبورها مضيق البوسفور أمس (أ.ف.ب)
السفينة المحملة بالحبوب الأوكرانية «روجين» لدى عبورها مضيق البوسفور أمس (أ.ف.ب)

غادرت دفعة ثانية من سفن الحبوب والغذاء أمس الأحد ميناءي أوديسا وتشورنومورسك في جنوب أوكرانيا، وذلك بعد أول سفينة كانت أبحرت الأسبوع الماضي إلى خارج البلاد منذ بدء الغزو الروسي في فبراير (شباط) الماضي.
وانطلقت 3 سفن من ميناء تشورنومورسك، فيما انطلقت سفينة رابعة من ميناء أوديسا، أمس، بينما تنتظر سفينة أخرى فارغة مقابل سواحل أوديسا، منذ ليل السبت - الأحد، في انتظار السماح لها بدخول ميناء تشورنومورسك.
وارتفعت وتيرة تدفق السفن بين أوكرانيا والعالم الخارجي بموجب اتفاقية الحبوب التي وُقعت في إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة في 22 يوليو (تموز) الماضي.
ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه أمام الأوكرانيين مساء السبت، باستئناف صادرات المنتجات الزراعية الأوكرانية عن طريق البحر، قائلاً إن موانئنا المطلة على البحر الأسود تعمل (…) لكن خطر حصول استفزاز روسي وأعمال إرهابية لا يزال قائماً. يجب أن يدرك الجميع ذلك. لكن إذا وفى شركاؤنا بالتزاماتهم وضمنوا أمن عمليات التسليم، فإن هذا سيحل أزمة الغذاء العالمية».
في سياق متصل، اتهمت كييف أمس الأحد موسكو بقصف محطة زابوريجيا للطاقة النووية، الأكبر في أوروبا، ودعت إلى فرض عقوبات دولية عليها لتسببها في «إرهاب نووي»، وسط مخاوف من تسرب إشعاعي في المحطة. وقالت شركة «إنرجواتوم» الحكومية الأوكرانية للطاقة النووية إن القوات الروسية ألحقت أضراراً بثلاثة أجهزة استشعار إشعاعي حين قصفت المنشأة الواقعة جنوب أوكرانيا، مجَدداً، مساء السبت مما أسفر عن إصابة أحد العاملين بشظايا.
وطالب زيلينسكي بفرض عقوبات جديدة على روسيا، رداً على قصفها لمحطة زابوريجيا النووية، وقال إنه تحدث إلى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بشأن الهجوم، مؤكداً أن «الإرهاب النووي الروسي يتطلب رداً أقوى من المجتمع الدولي وفرض عقوبات ضد الصناعة النووية والوقود النووي لروسيا».
...المزيد



«هدنة غزة»: ازدياد فرص الوصول لـ«صفقة»

فلسطينيون يحملون جريحاً في موقع غارة جوية إسرائيلية على مأوى للنازحين وسط قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يحملون جريحاً في موقع غارة جوية إسرائيلية على مأوى للنازحين وسط قطاع غزة (رويترز)
TT

«هدنة غزة»: ازدياد فرص الوصول لـ«صفقة»

فلسطينيون يحملون جريحاً في موقع غارة جوية إسرائيلية على مأوى للنازحين وسط قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يحملون جريحاً في موقع غارة جوية إسرائيلية على مأوى للنازحين وسط قطاع غزة (رويترز)

رغم تسريبات عن «شروط جديدة»، فإن عدة مؤشرات تشي بأن الاتجاه نحو «صفقة» في قطاع غزة يزداد، بينها وصول مبعوث الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى الدوحة، وحديث واشنطن عن «تقدم حقيقي»، وتأكيد قياديّ بحركة «حماس» أن هناك «أملاً كبيراً في الوصول لصفقة قبل 20 يناير (كانون الثاني) الحالي».

ويعتقد مصدر فلسطيني مطّلع تحدَّث لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتفاق ينضج في مفاوضات الدوحة، وأن الحديث عن وجود شروط جديدة لا يخرج عن كونه ضغوطاً إعلامية»، في حين رجّحت تقديرات أن تكون زيارة مبعوث ترمب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إسدالاً للستار على التفاصيل الأخيرة، قبل الإعلان عن الهدنة قبيل أو مع وصول ترمب للبيت الأبيض.

ونقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن مسؤول مصري ودبلوماسي آخر، الجمعة، قوله إن «الأمور تسير على ما يُرام، لكن لا يزال هناك كثير من العمل الذي يتعين القيام به، وهناك رغبة واضحة من جانب الأميركيين في التوصل إلى صفقة قبل إدارة ترمب»، في حين ذكر البيت الأبيض، مساء الجمعة: «نعتقد أننا أحرزنا تقدماً في مفاوضات غزة»، وفق «رويترز».

كان الرئيس الأميركي جو بايدن قد قال، الخميس، إن «تقدماً حقيقياً» يحدث بمفاوضات غزة، في حديث يؤكد ما ذهب إليه وزير خارجية الولايات المتحدة، أنتوني بلينكن، قبل أيام، بأن الاتفاق بات «قريباً جداً».

ذلك التفاؤل الأميركي، الذي سبق أن تكرَّر من إدارة بايدن، في جولات سابقة، بينما لم يسفر عن شيء، يجد توافقاً من «حماس»، إذ أفاد القيادي بالحركة، موسى أبو مرزوق، في تصريحات لإعلام فلسطيني، بـ«وجود أمل كبير في الوصول إلى صفقة، وإنهاء الحرب قبل 20 يناير الحالي»، متهماً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه «يعمل على عكس توجهات ترمب».

في حين ذكر الموقع الإلكتروني «i24» الإسرائيلي، مساء الخميس، أنه من المتوقع أن يصل مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط، إلى قطر، الجمعة؛ للقيام بدور فعال في المفاوضات بشأن صفقة الرهائن. ووصف ذلك الحضور بأنه «قد يؤثر على موقف (حماس)».

فلسطينيون يتفقدون دراجة نارية محترقة بعد غارة للجيش الإسرائيلي على مخيم الفارعة للاجئين بالقرب من مدينة طوباس (إ.ب.أ)

ووسط ذلك التفاؤل الحذِر، قال المصدر الفلسطيني المطّلع، الجمعة، إن أفكار الاتفاق تنضج، وأي خلافات ستُرحَّل للمرحلة الثانية التي تكون معنية أكثر بالتفاصيل عن نظيرتها الأولى، مرجحاً أن «العودة للحديث عن شروط جديدة بمثابة ضغوط إعلامية قبل الإعلان المرتقب مع وصول ترمب للبيت الأبيض».

ورغم تلك الآمال، أوضح مسؤول من «حماس»، لشبكة «سي إن إن»، الجمعة، أن «إسرائيل طالبت بالاحتفاظ بشريط من الأرض بطول كيلومتر واحد على طول الحدود الشرقية والشمالية للقطاع»، في تأكيد منه لتقرير نشرته «رويترز»، الخميس، نقلاً عن مسؤول فلسطيني، حول الشرط الجديد المزعوم، في حين تحدثت «القناة الـ12» الإسرائيلية، الجمعة، نقلاً عن مسؤول، أن «مفاوضات الرهائن تسير ببطء».

وباعتقاد المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، فإن «المرحلة الأولى ستمضي ببقاء إسرائيل في مساحات واسعة، كما تشير التقارير إلى أن تنسحب من عمق المدن، وتسمح بحرية حركة الفلسطينيين تحت رقابة»، متوقعاً أن «تتواصل الضغوط من جميع الأطراف نحو إبرام هدنة قبل أو مع تنصيب ترمب».

وأكد، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الوقت لا يسمح بشروط جديدة تُستخدم كضغوط على طرفي الحرب»، مرجّحاً حدوث تغيرات دراماتيكية تقود الوسطاء لإعلان اتفاق قريب، خاصة مع زيارة مبعوث ترمب إلى الدوحة.