روابط عمالية تهاجم مصارف لبنان بسبب إضرابها بدءاً من الغد

رجال أمن لبنانيون يحرسون جمعية مصارف لبنان في بيروت (رويترز)
رجال أمن لبنانيون يحرسون جمعية مصارف لبنان في بيروت (رويترز)
TT
20

روابط عمالية تهاجم مصارف لبنان بسبب إضرابها بدءاً من الغد

رجال أمن لبنانيون يحرسون جمعية مصارف لبنان في بيروت (رويترز)
رجال أمن لبنانيون يحرسون جمعية مصارف لبنان في بيروت (رويترز)

شنت الروابط العمالية في لبنان هجوماً على جمعية المصارف، على خلفية إضرابها الذي تبدأه يوم غد الاثنين، استنكاراً للدعاوى القضائية التي ترفع ضدها، رغم مطالبة المصارف بإقرار قانون تنظيم السحوبات والتحويلات المعروف باسم «الكابيتال كنترول» منعاً لأن تطول تداعيات الإجراءات القضائية المصارف والمودعين على حد سواء.
وكانت السلطات اللبنانية قد أوقفت رئيس مجلس إدارة «الاعتماد المصرفي» طارق خليفة قبل أيام، على خلفية دعوى شكوى جزائية بحقه أمام النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان من قبل صاحبة أسهم تفضيلية. وأطلق القضاء اللبناني سراح خليفة أول من أمس الجمعة مقابل كفالة مالية.
وتمضي جمعية المصارف بالإضراب اعتباراً من يوم غد الاثنين. ونقلت وكالة الأنباء «المركزية» عن مصادر مصرفية قولها إن «إخلاء سبيل رئيس مجلس إدارة «الاعتماد المصرفي» طارق خليفة لن يثنيها عن الإضراب، لأن هذه القضية لم تكن المطلب الوحيد لجمعية المصارف، وبالتالي لن تكون المصارف مكسر عصا في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد على الصعد كافة، والتي تتطلب من المسؤولين تحمُّل مسؤولياتهم كاملة لإنقاذ لبنان وشعبه». وقالت المصادر إن قرار تعليق الإضراب أو عدمه، ستنظر به الجمعية العمومية للمصارف المقررة يوم الأربعاء المقبل.
وكان لافتاً انتقاد وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال جورج كلاس، لقرار جمعية المصارف، مستنكراً «الإضراب بوجه القضاء والدولة والناس، بحجة توقيف صاحب مصرف، وكأننا في نظام مافيوي». وقال: «إضراب المصارف وكرامة القضاء والوطن، وكأننا في جمهورية مصارف، وكأن اللبنانيين رهائن».
وقال كلاس في بيان: «الخطير أن أحداً لم يتحرك وينتصر للقضاء ويدين عملية الخطف الجماعية للناس، بعد أن سرقت المصارف ودائعهم واغتصبت حقوقهم وخالفت القوانين وتخلفت عن الدفع والقيام بواجبها تجاه الناس الذين يقاسون الجوع ويعانون المرض ويقعون ضحية الاحتكار والجشع واستقواء التجار الفجار».
وتابع: «من واجب كل لبناني أن يسأل: أين السلطة؟ لماذا لا تدافع عن الناس؟ لماذا لا يتحرك القضاء ويتخذ إجراءات حازمة حفاظاً على كيانه وحصانته وكرامته؟ ماذا لو تداعى المودعون في لبنان والخارج ورفعوا دعاوى اختلاس وسوء أمانة ضد المصارف اللبنانية التي تمتنع عن إعطاء الودائع؟»، وقال: «بين القضاء والمصارف أنا مع القضاء». وحمل كلاس المسؤولية لجمعية المصارف مباشرة إزاء أي ضرر يلحق بالناس جراء هذا الإضراب وتوقيته.
وتبدأ المصارف اللبنانية إضراباً اعتباراً من نهار غد الاثنين، وقالت في بيان إن الإضراب جاء احتجاجاً على «الأوضاع الشاذة التي حاولت المصارف قدر الإمكان التعامل معها بمرونة ولو على حسابها، وبلغت حداً لم يعد مقبولاً». وبدا الإضراب ردة فعل على توقيف رئيس مجلس إدارة «بنك الاعتماد المصرفي».
ورأى اتحاد نقابات المهن الحرة في بيان، أن «إضراب جمعية المصارف ابتداءً من الاثنين المقبل، مخالف للقانون»، مضيفاً أن «الأسباب المذكورة في متن القرار لا تعطي المصارف أي حق قانوني للإقفال، بل هو تعسف في استعمال الحق بالإضراب وسوء استغلال المركز المهيمن وعملية ابتزاز ومساومة موجهة إلى المودعين».
وقال الاتحاد إن «التهديد بالإضراب لن يؤثر ولن يخيف المودع، إذ إن المصارف قد أضحت مجرد صندوق بريد وصراف آلي تنفيذي لتعاميم حاكم مصرف لبنان، وذلك تقطيعاً للوقت بهدف التهرب من المحاسبة وتحميل المودع كافة الخسائر الناتجة من المخالفات والهندسات المالية والفوائد الفاحشة التي جنتها وارتكبتها بالتكافل والتضامن مع حاكم مصرف لبنان والسياسيين الفاسدين والمفسدين». من جهته، رأى رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال لبنان مارون الخولي في بيان، أن «البيان الصادر عن جمعية مصارف لبنان يشكل تمرداً على القرارات القضائية كافة وعلى الاستمرار في نهج التفلت من القانون ومخالفته وعلى التسلط على أموال المودعين وعلى الإساءة إلى مصالح اللبنانيين».
وأشار إلى أن «قرار إضراب المصارف تحدٍ واضح للسلطة القضائية وتواطؤ مفضوح لمصرف لبنان وأجهزته واستفزاز مقيت للمودعين، وهذا الإضراب في حال حصوله سيعطي الحق للمودعين في مواجهة تلك الميليشيا المصرفية بالطرق الواجب اتخاذها بعدما يسقط حكم القانون». إلى ذلك، دعت «الجمعية اللبنانية لأولياء الطلاب في الجامعات الأجنبية»، كافة قطاعات المجتمع اللبناني «إلى تنظيم أكبر حملة لمطالبة ما تبقى من القضاء بالتحرك بشكل فوري ومباشر وإصدار أوامره بمنع سفر يطول أصحاب المصارف ومديريها وعائلاتهم، والحجز على أصولهم إلى أن يتم البت بمصير الأموال المسروقة وتحديد المسؤوليات، منعاً للانهيار الاقتصادي والأخلاقي الشامل».
ودعت الجمعية قضاة العجلة «للإسراع بالبت بالدعاوى المرفوعة من الطلاب وذويهم بوجه المصارف، وفقاً لأحكام قانون الدولار الطالبي، حفاظاً على مستقبل أبنائنا الذين يتابعون تعليمهم في الجامعات الأجنبية، بعدما أصبحوا ضحايا التشرد بفعل تعسف وطغيان المصارف وتلكؤ القضاء».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

الشرع: فلول النظام السابق يحاولون جرّ سوريا لحرب أهلية

الرئيس السوري أحمد الشرع خلال كلمة حول أحداث الساحل السوري (لقطة من فيديو)
الرئيس السوري أحمد الشرع خلال كلمة حول أحداث الساحل السوري (لقطة من فيديو)
TT
20

الشرع: فلول النظام السابق يحاولون جرّ سوريا لحرب أهلية

الرئيس السوري أحمد الشرع خلال كلمة حول أحداث الساحل السوري (لقطة من فيديو)
الرئيس السوري أحمد الشرع خلال كلمة حول أحداث الساحل السوري (لقطة من فيديو)

قال الرئيس السوري أحمد الشرع، الأحد، إن سوريا «تعرضت مؤخراً لمحاولات كثيرة، لزعزعة استقرارها وجرّها إلى مستنقع الفوضى».

وأضاف الشرع، خلال كلمة حول المستجدات الأخيرة، أن البلاد «أمام خطر جديد، يتمثل في محاولات فلول النظام السابق وجهات خارجية، خلق فتنة جديدة، وجرّ بلادنا إلى حرب أهلية، بهدف تقسيمها».

ورأى الشرع أن التهديدات التي تواجه سوريا «ليست مجرد تهديدات عابرة، بل هي نتيجة مباشرة لمحاولات انتهازية من قبل قوى تسعى إلى إدامة الفوضى»، مشيراً إلى أن ما يحدث في بعض مناطق الساحل السوري ليست المحاولة الأولى، «بل حدث مثلها قبل شهر ونصف شهر وأخمدناها».

وتابع: «علينا أن نعترف بالحقائق أن النظام الساقط خلّف جراحات عميقة أثناء فترة حكمه، فرع فلسطين وصيدنايا والأفرع الأمنية والاغتصاب والكيماوي والتهجير وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها، كل ذلك ترك جراحاً من الصعوبة بمكان أن تندمل، وكان من نتائجها ما حدث بالأمس، رغم سعي الدولة من اللحظة الأولى إلى الانتصار لمنع وقوع ذلك».

وأكد الرئيس السوري: «منذ اللحظات الأولى قمنا بتعزيز المنطقة بالقوات الأمنية لحماية السلم الأهلي ومنع حدوث حالات ثأرية، هذه القوات تمت مهاجمتها وقتلوا الكثير منها قتلاً وحرقاً واعتدوا على الأهالي هناك، ومن قام بهذه الجريمة النكراء هم أنفسهم من قاموا بالجرائم البشعة ضد الشعب السوري خلال الـ14 عاماً الماضية».

وشدّد على عدم التسامح «مع فلول الأسد الذين قاموا بارتكاب الجرائم ضد قوات جيشنا ومؤسسات الدولة، وهاجموا المستشفيات وقتلوا المدنيين الأبرياء، وبثوا الفوضى في المناطقِ الآمنة. فليس أمام هؤلاء سوى خيار واحد، وهو تسليم أنفسهم للقانون».

وقال الشرع: «سنحاسب بكل حزم ودون تهاون كل من تورط في دماء المدنيين، ومن تجاوز صلاحيات الدولة أو استغل السلطة لتحقيق مآربه الخاصة، وكل من تلوثت يداه بدماء السوريين، سيواجه العدالة عاجلاً غير آجل».

وأشار الرئيس السوري إلى تشكيلِ لجنة لتقصي الحقائق للتحقيق في أحداث الساحل، وتقديمِ المتورطين إلى العدالة، وكشفِ الحقائق أمام الشعب السوري.

وأضاف: «سنعلن عن تشكيلِ لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي، وستكون مكلفة من رئاسة الجمهورية بالتواصلِ المباشر مع الأهالي في الساحل السوري، للاستماع إليهم، وتقديم الدعم اللازم، بما يضمن حماية أمنهم، ويعزز الوحدة الوطنية في هذه المرحلة الحساسة».

وبدأ التوتر في سوريا، يوم الخميس، في قرية ذات غالبية علويّة في ريف محافظة اللاذقية الساحلية على خلفية توقيف قوات الأمن لمطلوب، وما لبث أن تطوّر الأمر إلى اشتباكات بعد إطلاق مسلّحين علويين النار، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي تحدث منذ ذلك الحين عن حصول عمليات «إعدام» طالت مدنيين.

وأرسلت السلطات تعزيزات إلى محافظتي اللاذقية وطرطوس في الساحل الغربي، حيث أطلقت قوات الأمن عمليات واسعة النطاق لتعقب موالين لبشار الأسد.

وتعد هذه الأحداث الأعنف التي تشهدها البلاد منذ إطاحة الأسد المنتمي إلى الأقلية العلوية، في الثامن من ديسمبر (كانون الأول).