تحرك 3 سفن أخرى محمّلة بالذرة من موانئ أوكرانيا وتوجه رابعة إليها

كييف تريد توسيع اتفاق الممرات الآمنة لشحن الحبوب ليشمل منتجات أخرى

سفينة روسية تابعة لأسطول البحر الأسود خلال دورية أمام مرفأ ماريوبول (أ.ب)
سفينة روسية تابعة لأسطول البحر الأسود خلال دورية أمام مرفأ ماريوبول (أ.ب)
TT

تحرك 3 سفن أخرى محمّلة بالذرة من موانئ أوكرانيا وتوجه رابعة إليها

سفينة روسية تابعة لأسطول البحر الأسود خلال دورية أمام مرفأ ماريوبول (أ.ب)
سفينة روسية تابعة لأسطول البحر الأسود خلال دورية أمام مرفأ ماريوبول (أ.ب)

أكدت تركيا، أن عملية نقل الحبوب من أوكرانيا عبر الممر الآمن في البحر الأسود تسير وفق المخطط لها بموجب الاتفاقية الرباعية الموقعة في إسطنبول في 22 يوليو (تموز) الماضي بين روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، معلنة، أن 3 سفن جديدة غادرت موانئ أوكرانيا، الجمعة، حاملة شحنات من الذرة إلى 3 وجهات مختلفة، في حين جرى تفتيش سفينة شحن فارغة من جانب فريق مركز التنسيق المشترك في إسطنبول في طريقها إلى أوكرانيا للتحميل بالحبوب. جاء ذلك بينما كانت الحرب في أوكرانيا أحد أهم المحاور في لقاء قمة جمع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود في جنوب روسيا. وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان، إن 3 سفن محملة بالذرة غادرت موانئ أوكرانيا، بموجب اتفاقية الحبوب الموقعة في إسطنبول، حيث غادرت السفينة «نافيستار»، التي تحمل علم بنما، ميناء أوديسا، متجهة إلى آيرلندا، وهي تحمل 33 ألف طن من الذرة. كما انطلقت السفينة «روجن»، التي تحمل علم مالطا والتي تحمل 13 ألف طن من الذرة من ميناء تشيرنومورسك، إلى بريطانيا، كما تحركت السفينة «بولارنت» التي تحمل العلم التركي والتي تحمل 12 ألف طن من الذرة من ميناء تشيرنومورسك إلى تركيا. وستخضع السفن الثلاث للتفتيش من قِبل الفريق المشترك في موقع يقع في شمال مضيق البسفور، حيث لا تدخل السفن إلى ميناء إسطنبول ويتم تفتيشها قبل عبور المضيق. وستفرغ السفينة القادمة إلى تركيا حمولتها في ميناء «كاراصو» الواقع في ولاية سكاريا غرب البلاد. وأشار البيان إلى أن فريق مركز التنسيق المشترك في إسطنبول قام، الجمعة، بتفتيش السفينة «فولمار إس»، التي تحمل علم باربادوس، وهي سفينة فارغة متجهة إلى ميناء تشيرنومورسك الأوكراني للتحميل بالحبوب. وبحسب الاتفاقية، يتابع مركز التنسيق المشترك حركة السفن منذ إقلاعها من موانئ أوكرانيا، وكذلك السفن المتجهة إليها، ويجري تفتيش جميع السفن للتأكد من عدم حملها أسلحة أو معدات عسكرية لأوكرانيا، وهو بند تمسكت به روسيا. وقالت وزارة النقل والبنى التحتية التركية، إن السفن الثلاث التي تحركت من أوكرانيا كانت عالقة منذ بدء الاجتياح العسكري الروسي في 24 فبراير (شباط) الماضي. وذكرت المديرية العامة للملاحة البحرية التابعة للوزارة، في تغريدة عبر «تويتر»، أن 6 سفن أخرى عالقة هناك ستغادر الموانئ الأوكرانية في أقرب وقت. وكانت السفينة «رازوني»، التي تحمل علم سيراليون والمحملة بأكثر من 26 ألف طن من الذرة عبرت، الخميس، مضيق البوسفور بعد تفتيشها بعد قدومها من ميناء أوديسا الأوكراني، وواصلت طريقها إلى ميناء طرابلس في لبنان. وكانت السفينة التي بدأت تحركها من أوكرانيا، الاثنين الماضي، هي أول سفينة حبوب تتحرك من الموانئ الأوكرانية منذ 24 فبراير، بموجب اتفاقية الممر الآمن. وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، عقب لقائه نظيره السيراليوني كيلي حسن كونتيه في أنقرة، الجمعة، إن الأنشطة بموجب اتفاقية شحن الحبوب من أوكرانيا تسير كما هو مخطط حتى الآن، لافتاً إلى مغادرة السفن الثلاث المحملة بالذرة موانئ أوكرانيا في طريقها إلى آيرلندا وبريطانيا وتركيا، وتوجه سفينة فارغة من إسطنبول إلى أوكرانيا للتحميل. وأضاف أكار «أنشطتنا تتواصل دون انقطاع كما هو مخطط ومذكور في الاتفاقية حتى الآن». وأشاد بالعاملين في مركز التنسيق المشترك بإسطنبول المعني بمراقبة وتفتيش السفن. وأشار أكار، إلى أنه أجرى، مساء الخميس، لقاءين منفصلين عبر الفيديو (كونفرنس) مع نظيره الأوكراني أوليكسي رزنيكوف، ووزير البنية التحتية أولكسندر كوبراكوف، حيث بحث معهما مسألة نقل الحبوب من الموانئ الأوكرانية، وآخر المستجدات في أوكرانيا. وقال وزير البنية التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف على «فيسبوك» بعد مغادرة السفن «نتوقع أن يستمر سريان الضمانات الأمنية التي قدمها شريكَا الاتفاق، الأمم المتحدة وتركيا، وبالتالي ستستقر عملية تصدير المواد الغذائية من موانئنا وسيسهل التنبؤ بها لجميع المشاركين في السوق». وبحث وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ملف تصدير الحبوب الأوكرانية، في اتصال هاتفي بينهما الخميس. وأكد غوتيريش، أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مدينة إسطنبول التركية بخصوص شحن حبوب أوكرانيا، أدى إلى خفض تدريجي في أسعار الحبوب والأسمدة. وقال غوتيريش، خلال جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الخميس؛ لمناقشة تقرير الأمين العام المعنون بـ«خطتنا المشتركة»، أن الاتفاقية التي تم التوصل إليها في إسطنبول الشهر الماضي قادت إلى انخفاض تدريجي في أسعار المنتجات الغذائية والأسمدة لتقترب بعض الشيء من المستويات التي كانت عليها قبل الحرب في أوكرانيا. وتضمنت الاتفاقية السماح بخروج الحبوب من أوكرانيا عبر ممر آمن في البحر الأسود وكذلك خروج الحبوب والمواد الغذائية والأسمدة من موانئ روسيا. ودعت كييف إلى توسيع اتفاق الممرات الآمنة ليشمل منتجات أخرى مثل المعادن. وقال نائب وزير الاقتصاد الأوكراني، تاراس كاتشكا، لصحيفة «فاينانشيال تايمز»، إن «هذا الاتفاق يتعلق بالخدمات اللوجيستية وحركة السفن عبر البحر الأسود... ما الفرق إذا كانت الشحنة من الحبوب أو من خام الحديد؟» وقال الكرملين، إنه لا يمكن إيجاد حل إلا إذا كان مرهوناً برفع القيود عن منتجي المعادن في روسيا. وعادة ما تنتج روسيا وأوكرانيا نحو ثلث الإنتاج العالمي من القمح، كما أن روسيا هي المزود الأساسي لأوروبا بالطاقة. لكن روسيا قالت، الجمعة، إنها قد لا تصل إلى حصادها المتوقع البالغ 130 مليون طن من الحبوب بسبب عوامل جوية ونقص قطع الغيار لمعدات أجنبية. وذكرت وزارة الزراعة الأوكرانية، أن صادرات البلاد من الحبوب تراجعت 48.6 في المائة على أساس سنوي مسجلة 1.23 مليون طن حتى الآن لهذا الموسم. وفي ظل التطورات المتعلقة باتفاقية الحبوب، بدا أن موضوع وقف الحرب في أوكرانيا حظي بجانب كبير من المباحثات بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان خلال لقائهما في سوتشي جنوب روسيا، الجمعة، حيث تسعى أنقرة، للبناء على ما تحقق بشأن اتفاقية الحبوب لمحاولة فتح الباب لمفاوضات بين موسكو وكييف في إسطنبول، إذا كان ذلك ممكناً، لإعلان بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هدنة تمهد لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، عقب لقاء مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على هامش اجتماع شراكة الحوار القطاعي بين تركيا ورابطة «آسيان» الرابع في كمبوديا، «ناقشنا لنرى ما إذا كان اتفاق الحبوب يمكن أن يكون فرصة لوقف دائم لإطلاق النار».


مقالات ذات صلة

زيلينسكي: مقتل 15 ألف جندي روسي خلال القتال في كورسك

أوروبا دبابة روسية مدمرة في منطقة كورسك (أ.ب)

زيلينسكي: مقتل 15 ألف جندي روسي خلال القتال في كورسك

أكد مسؤول عسكري أوكراني، الاثنين، أن قواته تكبّد قوات موسكو «خسائر» في كورسك بجنوب روسيا، غداة إعلان الأخيرة أن أوكرانيا بدأت هجوماً مضاداً في هذه المنطقة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي كلمته أمام السفراء الفرنسيين 6 يناير 2025 بقصر الإليزيه في باريس (رويترز)

ماكرون يدعو أوكرانيا لخوض «محادثات واقعية» لتسوية النزاع مع روسيا

قال الرئيس الفرنسي ماكرون إن على الأوكرانيين «خوض محادثات واقعية حول الأراضي» لأنهم «الوحيدون القادرون على القيام بذلك» بحثاً عن تسوية النزاع مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا جندي روسي خلال تدريبات عسكرية في الخنادق (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

روسيا تعلن السيطرة على «مركز لوجيستي مهم» في شرق أوكرانيا

سيطرت القوات الروسية على مدينة كوراخوف بشرق أوكرانيا، في تقدّم مهم بعد شهور من المكاسب التي جرى تحقيقها بالمنطقة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا صورة تظهر حفرة بمنطقة سكنية ظهرت بعد ضربة صاروخية روسية في تشيرنيهيف الأوكرانية (رويترز)

روسيا تعلن اعتراض 8 صواريخ أميركية الصنع أُطلقت من أوكرانيا

أعلن الجيش الروسي اليوم (السبت)، أنه اعترض 8 صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا في اتجاه أراضيه.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا رجال إنقاذ أوكرانيون في موقع هجوم مسيّرة روسية بكييف (إ.ب.أ)

مقتل 5 أشخاص على الأقل بهجمات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا

أسفرت هجمات روسية بمسيّرات وصواريخ على أوكرانيا، يوم الجمعة، عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقلّ، في حين قُتل شخصان في ضربات أوكرانية طالت مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)

استقالة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو

ترودو يعلن استقالته أمام الصحافيين في أوتاوا أمس (رويترز)
ترودو يعلن استقالته أمام الصحافيين في أوتاوا أمس (رويترز)
TT

استقالة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو

ترودو يعلن استقالته أمام الصحافيين في أوتاوا أمس (رويترز)
ترودو يعلن استقالته أمام الصحافيين في أوتاوا أمس (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أمس، استقالته من منصبه الذي يتولاه منذ 10 أعوام، موضحاً أنه سيواصل أداء مهامه إلى أن يختار حزبه خليفة له.

وقال ترودو، أمام الصحافيين في أوتاوا: «أعتزم الاستقالة من منصبي كرئيس للحزب والحكومة، بمجرّد أن يختار الحزب رئيسه المقبل».

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أتت الخطوة بعدما واجه ترودو خلال الأسابيع الأخيرة ضغوطاً كثيرة، مع اقتراب الانتخابات التشريعية، إذ تراجعت شعبيته في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من عدة محاولات لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته، منتصف الشهر الفائت، البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تَلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.