كان وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، يراقب الرئيس دونالد ترمب وهو يحتد بالكلام على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قبل نحو أسبوع، ويتهمه بـ«المقامرة» بإشعال الحرب العالمية الثالثة حال عدم تقديم تنازلات لإنهاء الحرب مع روسيا.
وخلال المعركة الكلامية، جلس روبيو، الذي ترشح سابقاً للرئاسة بعدّه مناهضاً قوياً لروسيا، بصمت على الأريكة في المكتب البيضاوي. وسرعان ما انتشرت صورة «روبيو العابس» على الإنترنت، وأطلق عليه أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي لقب «الجثة على الأريكة».
ووفق ما ذكرته صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد كان أداء روبيو السلبي «عرضاً مذهلاً» من رجل هاجم ذات يوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووصفه بأنه «رجل عصابات» و«بلطجي» و«مجرم حرب».
ويبدو أن صعود روبيو إلى قمة وزارة الخارجية أجبره على تبني مواقف ترمب والتخلي عن دعمه الموثق منذ فترة طويلة لأوكرانيا. ورصدت «الغارديان» ثمانية من تعليقات روبيو السابقة حول روسيا وأوكرانيا لإظهار مدى تغير موقفه.
مارس (آذار) 2014: «يتعين علينا مساعدة الشعب الأوكراني»
بعد فوزه بأحد مقاعد مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا في عام 2010، أصبح روبيو مدافعاً صريحاً عن أوكرانيا، وخاصة في أعقاب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014. وقال في خطاب أمام مجلس الشيوخ: «أعتقد أن أول وأهم شيء يتعين علينا القيام به هو مساعدة الشعب الأوكراني والحكومة المؤقتة في أوكرانيا على حماية سيادة بلادها».
أكتوبر (تشرين الأول) 2015: «بوتين رجل عصابات وبلطجي»
بعد إطلاق حملته الرئاسية في عام 2015، قدم روبيو نفسه بعدّه المرشح الأقوى في السياسة الخارجية ووعد بمواجهة بوتين وجهاً لوجه بمجرد وصوله إلى البيت الأبيض. وقال روبيو خلال تجمع انتخابي: «بمجرد تولي منصبي، سأتحرك بسرعة لزيادة الضغط على موسكو. تحت إدارتي، لن تكون هناك مناشدات لعقد اجتماعات مع فلاديمير بوتين. سيتم التعامل معه على حقيقته كرجل عصابات وبلطجي».
يناير (كانون الثاني) 2017: «بوتين مجرم حرب»
بعد أن هزم ترمب هيلاري كلينتون في انتخابات عام 2016، رشح ريكس تيلرسون، الرئيس التنفيذي السابق لشركة إكسون موبيل، وزيراً للخارجية. وخلال جلسة تأكيد تعيين تيلرسون، استجوب روبيو المرشح بشأن رأيه في بوتين، وسأله: «هل بوتين مجرم حرب؟». وأجاب تيلرسون: «لن أستخدم هذا المصطلح». فقال روبيو: «لا ينبغي أن يكون من الصعب القول إن فلاديمير بوتين مجرم حرب، وأجد أنه من المحبط عدم قدرتك على قول ذلك، وهو ما أعتقد أنه مقبول عالمياً».
مارس 2022: «سندعم الأوكرانيين إذا كانوا على استعداد للقتال»
بعد أن بدأت روسيا غزوها الواسع النطاق لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، دعا روبيو إدارة جو بايدن إلى إيصال رسالة قوية حول دعمها لكييف. وقال: «مهما كان الأمر، يجب أن تكون هناك دائماً دولة أوكرانية حقيقية وشرعية تربطنا بها علاقة. ولا أعرف لماذا لا يمكننا أن نبدأ في القول علناً إننا سندعمهم إذا كانوا على استعداد للقتال». كما أشاد بالعقوبات التي صدرت ضد روسيا.
مايو (أيار) 2024: روبيو يهاجم «الطاغية» فلاديمير بوتين
بعد أن حصل ترمب على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة مرة أخرى في عام 2024، بدا أن روبيو قد غير إلى حد ما وجهات نظره بشأن السياسة الخارجية. ففي فبراير 2024، عارض حزمة مساعدات خارجية تضمنت تمويلاً لأوكرانيا، قائلاً إن الولايات المتحدة يجب أن تؤمن حدودها الجنوبية قبل الموافقة على المزيد من الأموال لكييف.
وعلى الرغم من هذا التحول، أظهر روبيو انتقاده لبوتين، وقال على وسائل التواصل الاجتماعي تعليقاً على حفل تنصيب الرئيس الروسي في مايو: «الطاغية فلاديمير بوتين، الذي سرق الانتخابات مرة أخرى، يستخدم حفل تنصيبه دعاية». وأضاف: «مثال آخر على ديكتاتور استبدادي يتنكر في صورة زعيم منتخب ديمقراطياً».
يناير 2025: «سيتعين على أوكرانيا التنازل»
بعد أن أعلن ترمب عن ترشيح روبيو لمنصب وزير الخارجية، أكد الأخير أن أوكرانيا يجب عليها أن تقبل «التنازلات» لإنهاء الحرب. وقال خلال جلسة تثبيته في الكونغرس: «سيتعين على روسيا التنازل، ولكن أيضاً أوكرانيا ستتنازل».
فبراير 2025: «أعتقد أن زيلينسكي يجب أن يعتذر عن إضاعة وقتنا»
على الرغم من ظهوره غير مرتاح بشكل واضح في أثناء مواجهة ترمب مع زيلينسكي الأسبوع الماضي، دافع روبيو عن سلوك الرئيس الأميركي ووبخ الزعيم الأوكراني بعد ساعات من الاجتماع الكارثي. وقال روبيو لشبكة «سي إن إن»: «لم تكن هناك حاجة لـ(زيلينسكي) للقدوم إلى هنا والتصرف بعدائية. أعتقد أنه يجب أن يعتذر عن إضاعة وقتنا في اجتماع سار بهذه الطريقة».
وعندما ذكّرت مذيعة «سي إن إن»، كايتلان كولينز، روبيو، بأنه هاجم بوتين ذات يوم بعدّه «مجرم حرب»، قال لها: «في هذه اللحظة بصفتي وزيراً للخارجية، فإن وظيفتي في العمل مع الرئيس هي إحلال السلام وإنهاء هذا الصراع... أعتقد أنه يجب أن نكون فخورين وسعداء للغاية لأن لدينا رئيساً هدفه الأساسي ليس الدخول في الحروب ولكن منعها وإنهاؤها».
مارس 2025: «إنها حرب بالوكالة بين القوى النووية»
اتفق روبيو مع وجهة نظر روسيا بشأن الحرب، يوم الأربعاء الماضي، عندما قال لـ«فوكس نيوز» عن الحرب: «إنها حرب بالوكالة بين القوى النووية» و«يجب أن تنتهي». ووافق المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، على تعليق روبيو، قائلاً: «إنه يتماشى تماماً مع الموقف الذي عبّر عنه رئيسنا ووزير خارجيتنا مراراً وتكراراً».